الرسالة الاخوة ..
أكتب لكم ايها الاخوة رسالتي منطلقاً من العقيدية الانسانية الحقيقة بعيداً عن التنظير والانشائيات , وانا اعتقد كلنا أخوة في الإنسانية , ومن نفس واحدة مهما اختلفت العقائد والألوان والأوطان , وهذا المفهوم الرائع يوجب علينا أن نتعامل به مع بعضنا البعض كأخوة في الإنسانية نحترم الحقوق ونؤدي الواجبات , وهذه أرفع معاني الانسانية لمن يرفعها شعاراً , وكما ان الإنسانية قبل التدين بل جوهر الدين وحقيقة الايمان , قال الرسول الكريم J : ﴿لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه﴾ ([1]) , وقال الامام علي A : ﴿الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق﴾ ([2]), ليس لي ولا لك يا أخي الانسان ان تصادر حقي مادام لا يتعارض مع حقوق الاخرين , ولا نفهم الحرية على حَسب الامزجة وأنها ابتذال وتحول الى أداة للنفس الامارة بحجة الحرية الشخصية , ولا نجعل الدين سبب التفرقة والقتل والقتال والارهاب والموت , نعم نحن جميعاَ نختلف في عقولنا في ميولنا في فهمنا للدين ولبعض الافكار دون الاوهام , ويكون محط أنظارنا ومستقر حكمنا هو على ما نختلف عليه , ونحن أصلا مختلفون، فلا تلاقي ابداً كما يفهم المتحجرين الدين , ويرفعون الاسلام شعاراً ويقتلون الابرياء لمجرد لوث من الحقد على الاسلام جاء من اعماق التاريخ , والى جانبهم أصحاب التلوث الفكري والاوهام والحداثة الفارغة وهذا أخطر أنواع التلوث، حيث ينمو بخطوات متقاربة ونرى آثارها حولنا في المجتمع من دون أن ندرك ذلك , السبب في هذا الظروف الاجتماعية والجهل والانحراف الاخلاقي وفقد الولاء والانتماء والتطرف عند البعض , وان كانت هذه الظواهر قديمة , وعادت بثوباً جديد لمستُها عند البعض يظن ان فيها شيء من الثقافة والمكانة والسُّمعة العلميَّة , ليس له إلا التشكيك بعقائد الناس او النيل من التدين وخاصة العمامة ولا يُقِيمون للدِّين وزنًا ,ولا للقيم حرمة , لا لأجل شيء فقد ردود افعال عن حالة ما , او في اتجاه شخص او نوع معين الناس, والنوع الثاني يعتقد بشخص ويلغي الاخرين بل يتطاول دون قيد أو مانع أو تأمل في القول ,وهذا خلاف اللغة الانسانية كما بينا اذا كنا نؤمن بها, ولا نقول عن أهل العلم والفكر أو أهل الثقافة والادب ان لديهم العصمة , لكن لا نتجاهل فضلهم ونظر فقط إلى المَساوِئ التي تقع من البعض مرة خطأ في التشخص أو قاصد وهذا خارج تخصصاً ، أو افترَيْت عليهم من ضعفاء النفوس وما أكثرهم , ومن الظلم ان نبخس حق الاخوة ونضخم عيوبهم أقصد جميع الاخوة في الانسانية , لنجعل الحمل الحسن أكثر فاعلية من السيء , ونجعل المحبة والتعايش عنوان والاختلاف تكامل.[1] _ صحيح ابن حبان 1: 470، الجامع الصغير للسيوطي 2: 753 ح9940، مسند أحمد 3: 176، سنن الترمذي 4: 76 ح2634، سنن النسائي 8:115.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق