الأحد، 28 أبريل 2024

 

الفَلاحُ في حديقة الجامعة : قال لها يا أبنتي لا تدخلي الى هذا المكان أخاف عليكِ من السقوط !! لأني قبل قليل قَمتُ بسقي الحديقة .

قالت : أولا أنتَ لا يمكن أن تكون أبي ولا تصل الى مستواهُ .

 قال الفَلاحُ : فعلا انتِ لا تستحقين ان تكوني أبنتي , لأنها أرفعُ وأعلى قدرا منكِ , لأنها عندما تَخرِجُ الى الجامعة ترتدي الحجاب الظاهري الساتر لكافة أجزاء بدنها ما عدا الوجه والكفين وتفتخر بعباءتها السوداء , وكذلك الحجاب الباطني الذي يحجبها عن الرذيلة والفساد وكل ما يسخط الله، والحجاب الأول والثاني مكمل للآخر .

  قالت : أَحْتَرِم نفسك يا فَلاحُ يا متخلف !

    قال الفَلاحُ : أنا مُحترَم لكن هل أنتِ تحترمين نفسكِ وتحترمين أباكِ وأنتِ بهذا المستوى من الاخلاق وبهذا المنظر, وهل هذا التطور بنظركِ , هذا ليس تطور بل له اسم لموضوع آخر يعرفهُ من سمحَ لكِ بالخروج بهذهِ الصورة ومن علمكِ هذا المنطق...

قالت : أنتم دائما ضد الحياة وهذا هو التخلف!

قال الفَلاحُ : بل نحن نبحث عن جمال الحياة الحقيقي , وضد التدني بكل أنواعه , ولم اِمْنَع أبنتي من العلم ومشاركة الرجل في صناعة الحياة ، بل جُعلْت لها قدوة تسير خلفها المرأة الأشجع في التاريخ والتي وقفت أمام 70 الف رجل ولم تسقط مبادئها وعباءتها وهذه المرأة هي العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين (ع)..




الأحد، 21 أبريل 2024

 لا تُفَرِط في تنازلاتك من أجل غايات قد تعتقد انها سامية , وكل ما كان التنازل أكثر كانت الغاية مهملة لا قيمة لها.



 لا تُفَرِط في تنازلاتك من أجل غايات قد تعتقد انها سامية , وكل ما كان التنازل أكثر كانت الغاية مهملة لا قيمة لها.

السبت، 20 أبريل 2024

 كان أبي

كانوا واليوم نحن وغدا أنتم , كان أبوك يا صديقي وكان أبي يفعل كل شيء من أجلي , وينظر لي كالفلاح للزرع حتى يثمر ويكون أفضل منه في كل شيء , يتفقد كل ما في البيت ويرتفع صوته ويغضب اذا كنا مُهْمَلِين ولا نبالي , وتبدأ دروسه اليومية ونصائحه المكررة ونحن نسخر في بعض الأحيان في داخلنا وهو يعلم إنا لا ننفذها, رحل والدي وجلست أمي مكانه وأخذت دوره وحاولت أن تكون قاسية , لكن لم تتمكن , كان الزمان عليها أقسى , كانت تفرح لفرحنا حتى وأن كان الشيء تافه وتنزعج أكثر منا اذا فشلنا حتى وأن كان ذلك الشيء بسيط , في ذات يوم أغلقت عينيها لآخر مرة، وانتهى كل شيء , وكل ما كان يقولان ويفعلان أنا اليوم أشعر به وأفعله وأقوله لكم , أبي أمي أنتما الدرس الأول والأخير أذكُروكم في أدق التفاصيل وفي كل الأماكن وأتمنى أن تكونا معي , وعندما أغمض عيني أذهب في خيال معكم وأتمنى أن لا أعود...


السبت، 6 أبريل 2024

 

يقول سيد قطب:

إن معاوية وزميله عمرو لم يغلبا عليا لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم. لا يملك على أن يتدنى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح، على أن غلبة معاوية على علي كانت لأسباب أكبر من الرجلين، كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه، كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر، وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي بن أبي طالب في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار، من هنا كانت هزيمته، وهي هزيمة أشرف من كل انتصار.

      لقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس، ولو قد قدر لعلي أن ينتصر، لكان انتصاره فوزا لروح الإسلام الحقيقية، الروح الخلقية العادلة المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال، ولكن انهزام هذه الروح ولما يمض عليها نصف قرن كامل، وقد قضى عليها فلم تقم لها قائمة بعد - إلا سنوات على يد عمر بن عبد العزيز - ثم انطفأ ذلك السراج، وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الإسلام الحقيقية. قد تكون رقعة الإسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده، ولكن روح الإسلام قد تقلصت، وهزمت، بل انطفأت، فإن يهش إنسان لهزيمة الروح الإسلامية الحقيقية في مهدها وانطفاء شعلتها بقيام ذلك الملك العضوض، فتلك غلطة نفسية وخلقية لا شك فيها.

  على أننا لسنا في حاجة يوما من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية، فهي جزء من طبائع الناس عامة، إنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة علي بن أبي طالب، فهي التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد الكثيرون أن ينالوه، وإذا احتاج جيل لأن يرعى إلى خطة معاوية، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم، فروح " مكيافيلي " التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها، لأنها روح " النفعية " التي تظلل الأفراد والجماعات والأمم والمحكومات.

   وبعد، فلست " شيعيا " لأقرر هذا الذي أقول، إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعيا لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي بن أبي طالب على معاوية وعمرو، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة.





 

    1. الأشياء بقيمتها الحقيقية وأعلى قيمة للرجل أخلاقه وكل ما تقدم في العلم كانت الأخلاق أكثر منه، والمرأة في حيائها وعفتها، قالت السيدة مريم (ع) :(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) هذه رسالة لكل النساء تخبرهم بأن الشرف والحياء أغلى من الحياة نفسها.

عادل الزركاني