لأفكار الضالة والعقائد الباطنية ..
(المفوضة)الحلقة الأولى
أهل البدع في كل زمان ومكان وفي كل الأديان، ونصيحة من ليس لديه علم او حصانة الابتعاد عن هذه الأفكار الضالة ، وعلبه أن ينظر الى من يجالس والى من يستمع، وأمثال هؤلاء عندما يدخلون في مغالطات وشبهات وادعاءات باطلة, يهربون إلى الأمام دعوة المظلومية وأنهم النوع الاول والمدافع المضحي ، يضحون بكل شيء في سبيل المعتقد الباطل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا, بينما نجد رئيس الفرقة جاهل وعالم ببطلان مسلكه وضلاله ومن بعيد يرمي الكلمات ويصدق به اتباعه المنقادين السذج الذين لا يميزون بين الناقة والجمل ، هذا وذاك لهم ارتباطات بجهات خارجية , وكل هذه الفرق بل كل اهل الضلال نراهم بالفعل يعتقدون أنهم على صواب أما بجهل مركب أو الجهل البرزخي، وهذا الامر يتم عبر أدوات ومؤسسات كبيرة لها خبرة في هذا العمل مثل التنويم الايحائي وهو أعم دائرة من التنويم المغناطيسي وحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية فأن نسبة الذين لهم قابلية الوقوع ضحية التنويم الايحائي تصل الى 90% من سكان العالم! ويدخل تحت هذا الرقم حتى علماء الذرة والفيزياء والطب والدين او غيرهم فضلا عن عامة الناس، والعالم في مجالات الحياة يمكن ان يقع تحت هذا ال
تنويم الايحائي لأنه ليس بمتخصص في العقائد فيسهل التأثير عليه وَخِداعهُ فيها , فأنه من هذه الجهة كعامة الناس إذ لا يعرف المعادلات والأدلة والبراهين ولا يميزها عن المغالطات والخطابة ونظائرها , وهناك في المقال لا نريد الخوض في الجدليات وتأويل الروايات دون فهم وكل منا كل يدير النار صوب قرصه، وتوظيف الرواية لما يريد وما ينسجم مع فكره , نضع هذه الرواية المعتبرة الواضحة سندا ومتنا ومن كتاب الغيبة ، والإمام (ع) في مقام البيان للناس وقوله الفصل على كل مدعي ومدلس ومغير الحقيقة وجواب لمن سأله من اتباع تلك الفرقة الضالة (المفوضة) والتي تأسيس في القرن الهجري الأول ويعتقد أتباع هذه الفرقة (ان الله خلق محمداً وفوض اليه خلق الدنيا فهو الخلاق لما فيها، وقيل فوض ذلك الى الإمام علي والائمة (ع) من بعده)(1) تصدى الإمام الحسن العسكري(ع) لفكر هؤلاء وغلوهم فأجاب بعض شيعته عن ذلك وحدد مكانه أهل البيت (ع) في وضعها الصحيح فقال:﴿ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ , لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ وان قوماً من المفوضة قد وجهوا كامل بن ابراهيم المدني الى الإمام ابي محمد(ع) قال كامل : قلت في نفسي أساله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي؟ وكنت جلست الى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشفت طرفه فاذا انا بفتى كانه فلقة قمر من ابناء اربع سنين او مثلها فقال لي : يا كامل بن ابراهيم ؟
فاقشعررت من ذلك والهمت ان قلت لبيك يا سيدي.
فقال : جئت الى ولي الله تساله" لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟" قلت اي والله .
قال: اذن والله يقل داخلها والله انه ليدخلها قوم يقال لهم الحقيقة.
قلت : ومن هم ، قال : قوم من حبهم لعلي بن ابي طالب(ع) يحلفون بحقه وما يدرون ما حقه وفضله , ثم قال : جئت تسال عن مقالة المفوضة؟ , كذبوا، بل قلوبنا اوعية لمشيئة الله فاذا شاء الله شئنا، والله يقول﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾ ، فقال لي ابو محمد (ع) : مما جلوسك وقد أنباك بحاجتك الحجة من بعدي , فقمت وخرجت ولم اعاينه بعد ذلك . (2)
والرد وكما هو معروفة الرواية صحيح وغيرها كثير هذه الرواية فيها تقية , وهذا الرواية لا تقبل فيها التقية كما هو العذر عندهم في تعارض الروايات ، أولا الطفل الصغر المتكلم هو الإمام الحجة المنتظر (ع) وبوجود الإمام العسكري(ع) والحجة المنتظر هو اصلا ظهور وكلامه في تقية تامة إلا خواص الخواص ، لو كان يريد التقية لما ذكره وأنه حجة الله بعده , أصلا لا وجود للتقية ، سيقول الموازين العلمية أو عدم الجرأة في الطرح وهو السفاهة ليس إلا ومن هذه القصص وهي عبارة السفسطات ..
1_(الطبرسي الغيبة ص64-65) .
2_ الطوسي الغيبة، ص247