الاثنين، 11 أكتوبر 2021

 

 

ذكرى وفاة أمي ...

في مثل هذا اليوم من العام الماضي في ساعاته الأخيرة اِنْتقلت أمي لتسكن عَالَمها الجديد ..

كان الله في عونكِ يا أمي وكيف اِنْقَضَّتْ عليكِ تلك الليلة الغريبة المُثقِلة بالأوجاع وآلام الفراق الأبدي , منذ ذلك اليوم المختلف أرتَدَيَتُ جِلبــابَ الحِدَاد العميق , بعمق حزن المطر .

     سَنَةٌ كاملة امارِس فيها تراتيل الحزن , اِنْزَوَيت مع أوجاعي هناك على مصطبة الانتظار على أَحَرَّ من الجمر , أبكي بصمت مع أفكاري التي تأتي وتغدو , وأتذكر حياة طويلة في الجهاد والصبر والبذل , كانت لَوحة من الحنان والوفاء والعطاء... هذه كلماتي ودموعيِ لا أظنها تشفع لي عندها وأكون بَارٌّ فأنا أَديُن لها بكل شيء , أعترف لقد خذلتني كلماتي وسأرثيكِ بما تَبَقَّى من أيامي وبعمري يا أثمن مفقوداتي والخسارة الحَقيقيةَ ..

كانت أمي قلبٌ كبير ونحن بكل ما فينا من أحزان وأفراح وحتى تفاهات الشباب ومزاجهم المتقلب حمَلتِنا, وكانت لنا قلَبَ الوالدة وقلب الوالد , وأنا أعلم وعلى يقين قبل أن تغْفَو عَيَّنَها للمرة الأخيرة كانت تردد أسماء أولادها وكأنهم اسمٌ مركب , واذا ذَكرت أحدهم تذكر الجميع , هي من الأمهات بالمعنى الحقيقي اللواتي لم تغرهن زخارفِ الحياةِ وزينتِها .. كان تعيش لأجلنا ولم تفكر بذاتها , منذ كنتُ طفلاً صغيراً. لم أرى أمي إلا وعصابتها السوداء والتي صارت جزء منها.

الرحمة والرضوان لروحكِ وانتِ عند رب كريم رحيم ..

ولدكِ الثاكل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق