السبت، 30 أكتوبر 2021

 

العودة للقيم ..

    الانتماء للقيم والمبادئ من اهم المفاهيم التي تحدد طبيعة الفرد وعلاقته بالمجتمع ويقابلها بالضد تماماً مفهوم الاغتراب الفكري والثقافي , وهذا الاغتراب يجعل البعض بالضد من كل القيم والمبادئ التي عَرفها , ويحاول المغترب الخروج منها الى غيرها , ويريد ان يفرضها على المجتمع , واول رفض للأخلاق الدينية لأنها تؤدي الى اغتراب الانسان عن ذاته , هذا حسب قولهم , وبطبيعة الحال هذا نوع من الانسلاب الثقافي والاخلاقي وتدمير للأجيال , وهذه ليست ظاهرة جديدة , كانت وعادت بطريقة مختلفة نوعا ما , وبكل الاتجاهات واشدها الفكري والديني , المتتبع لواقع العراقي والعربي يجد شريحة كبيرة ومهمة واقعون تحت تأثير منحنيين خطيرين، إما التطرف والتشدد، أو الانحلال والابتذال , وكلاهما يرفضون الخيار الثالث بل يحاولون القضاء عليه بكل الطرق , والذي يدعو للاعتدال والعودة للقيم والاخلاق الاسلامية الصحيحة , وهذين المنحنيين قد لا يختلف عن بعضهم وفي ازدواجية معقدة , واغلبهم يتعاملون بذات المفاهيم والتي هي بالحقيقة تحجيم العقول , ويَدْعُون الى قبول الاخر نظرياً , لكن واقع الاكثر تعصباً وقمعاً للآخر دينياً وفكرياً وثقافياً, يؤمن بالفكرة ويدافع عنها اكثر من الحقيقة , وعلى رغم عدم دقتها وسذاجتها، وظهور زيفها , والتي هي عبارة عن مستنقع للأوهام السوداء والتي يعتقد اصحابها ان عليهم مسؤولية الدفاع عن الاسلام او اخرج الناس من الاسلام والقيم القديمة, ونجد الكثير منهم يتكلم بالمثاليات لكن هو الابعد عنها, واغلب هذه الآراء عادة ما تأتي نتيجة الانتماءات الفكرية والنفسية ومن الحقيقة الغائبة التي صنعوها من ظلام أنفسهم , لهم الحق في تزييف الواقع ولوي أعناق الحقائق وادعائهم انهم يريدون الحق او بناء مدينة مدنية فاضلة بعيدة عن الاخلاق القديمة والقيم السماوية التي لا تصلح للإنسان الذي وصل للقمر والى اعماق البحار , الحياة بحاجة الى استقرار فكري حقيقي وهدوء بالتعامل مع كل هذه الاشياء وليس معنى ذلك ان نلغي الانتماء لكن لا نلغي الاخر .  

عادل الزركاني


 


 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق