من الشك الى اليقين ..
الشك
باب من ابواب اليقين وهو شيء طبيعي أذا كان منهجياً وضمن أدوات معرفية لا شك عبثي يبدأ بشك
وينتهي الى شك اكبر, بل شك يوصل إلى اليقين ويكون يقينه وإيمانه أعمق من الاخرين
لان هذا اليقين جاء عن معرفة وعلم , والحق يقال لم اجد احد من اهل العلم يقول
الدين خارج عن دائرة الشك أو ان هذا الشك من قلة الايمان لا بل على العكس تماما ,
الشك مرحلة من مراحل الوصول إلى اليقين التام ، ويعتبر اول مراحل اليقين وبصراحة لا توجد
قيمة لأي فكرة يتبنها الإنسان بدون قناعة,
والقناعة تحتاج إلى تفكَّر والتَّفْكِير وكل هذا يمر بطريق الشك والى اليقين , والكثير
من علماء الطبيعة ومن على شاكلتهم سابقاً وحاضراً آمنوا بالله بعد ما كانوا من الجاحدين
, يمكن مراجعة كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) لكن اليوم أرى الغالب شكوك بعيدة عن
المنهجية هي عبارة عن رواسب واحقاد متراكمة نمت وترعرعت في احضان البعض نتيجة
الخلافات والأهواء النفسية والمصالح المادية الضيقة , وصار هذا الشك منهج وجزء من ذاتهم
ويتحكم بهم الى درجة انهم يتعاملون مع الاخرين بِعَينِ طَبعِهِم وعلى انهم العدو
الوهمي الذي يريد القضاء على احلامهم الوردية , ونحن جميعا نلاحظ كيف يتعامل هؤلاء
عندما يجد صورة في صفحات التواصل للشخص تدل على انه متدين والحديث من اول كلمة
وكأن له معه قضية استفزازية تتفجر غضبا وحقداً لا عن شيء فقط لأنه متدين , ويصدق
هؤلاء كل شيء حتى وان كان من نسج الخيال ويتعاملون معه على نحو الحقيقة ويشترك في
هذا الموضوع بعض عوام الناس الملوثة فطرتهم والذين يُجرون خلف الشهوات والملذات لا
اكثر ويقول الجاحظ بأن عوام الناس يميلون إلى تصديق كل ما يسمعونه من إشاعات، بينما
الخواص وهم قلة، يحاولون التحري والتثبت ويستخدمون مبدأ الشك للوصول إلى اليقين .
اليوم
الكثير يستمع لكلمات وخطابات لا يفهم منها شيء وبدون معرفة ولا تحليل يؤيد ويصفق
ويتهم الجميع بالجهل رغم جهله بالموضوع لكن يقف موقف المبارز والذي لا يريد
الانهزام ومهما كان الذي يقابله حتى وان كان الحق بعينه ..
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق