الأحد، 10 أكتوبر 2021

 

الاسلام الحقيقي ..

الإسلام الحقيقي هو دينُ الرحمة والمحبة والإنسانية والسلام والتسامح والتحرر , دينُ الوسطية والاعتدال هذا هو الوجه الحقيقي للإسلام , وقد يظن البعض غير ذلك , وان الإسلام دين القسوة والحرب والقتل والقتال ، والتوسع والإكراه والتعصب ,   لكنّ هذا الظن خاطئ وغير الإسلام الذي اتحدث عنه واؤمن به.

الإسلام هو رسالة النور والفكر السماوي العظيم جاءت لإصلاح الإنسان ولإعمار الدنيا والعمل للآخرة , قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) إلى كل الناس بل لكل الخلائق رحمة ونعمة ؛ وصف الله تعالى رسوله الكريم بما يحمل في قلبه من رحمة للجميع المشركين قبل المؤمنين : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) , وهذا منهج كل الأنبياء والرسل (ع) وهم على نفس الطريق , الدَّعوة إلى الله تعالى وإخراج النَّاس من الظلمات الجهل والضياع إلى الإيمان والمحبة , وهذه الدعوة بالخلق الحسن والحكمة , قال تعالى: ( فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى),وقال تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ), المنهج هو الحوار بالحكمة والموعظة والتسامح وقبول الآخر ,والمحبة للجميع نحصل على النتيجة المنشودة , لا اخراجهم من الدنيا اشلاء مقطعة بسيوف الحقد ومفخخات الغل والكراهية.

نطرح آثارنا الفكرية والعلمية والأدبية وحتى السياسة , والنظريات والكلمات وحتى المقالات أمام الجميع , تقديم الإسلام بصورته الجميلة _ محمد (ص) الإنسان ,وعليا (ع ) والرعية , والحسن والحسين التضحية لأجل حياة الآخرين , والزهراء (ع) العفة والايمان , هي صورٌ لذوات في منتهى الإنسانية وهو العنوان الابرز للإسلام , ونحن كمسلمين لا اعتقد نختلف عليهم, واما اسلام (لقد جئتكم بالذبح) تحول الى نقمة للعالمين , وهذا خلاف الاصل طبعاً , الاسلام السياسي الجديد الذي اخذ الامة الى منعطف تاريخي كسر ظهر الامة , وانبثق منه إسلام القبلية _ اسلام السلطة _ اسلام المصالح الخاصة , ((في قبال الإسلام النبوي الذي رفع لواءه اهل البيت (ع))), وبطبيعة الحال الناس تسير خلف السلطان , وذا كان معزز بحديث مزور عن النبي (ص) : (السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ أَكْرَمَهُ اللهُ، وَمَنْ أَهَانَهُ أَهَانَهُ اللهُ) , وادوات السلطان الاموال والسوط والسيف , وبهذه المنطق : (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون) , حقيقة قد تكون مؤلمة على من اخذ هؤلاء قدوة وعملهم منهاج للدين , ويتعبد بأقوالهم ويفتخر بأفعالهم   

 

عادل الزركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق