كــــــــــــــــــلام يجب ان يقال ..
حقيقة هذا الكلام قد يزعج البعض لكن يجب
ان اقوله وبصراحة, واظن هو غائب عن الكثير , وخاصة عند من يضع نفسه الناقد والمحلل
لكل حركة او سكون للآخرين ويستعين بفرضيات نفسية مبنية على سوء الظن والحكم المسبق
, ويحاول بطريقة واخرى التشكيك بالنوايا والافعال والتقليل من قيمة العمل والنيل
من العاملين ويتفنن في ابتكار اشياء وهمية للإثارة ، ليظهر أمام المجتمع بمظهر الانساني
والحريص على الاخرين ، وان كان الناقد لا يرتقي لفعل شيء غير الكلام الساخر والذي
يبين حقيقته الثقافية وبيئته الاجتماعية والضحالة الفكرية والمعرفية , يستشهد بكلام سوقي يَخدش الذوق العام او يُجافي الحياء
.
الرقيَّ بالذوق من معالم التطور الفكري والثقافي
والمدني بل هو جوهر الانسانية , والمفروض انتقاء ما يُكتب للناس وما يُسمَع ويُشاهَد
، وهنا لا اتهم شخصاً بعينه , ولا اريد ان اقلل من اهمية النقد البناء , وانا
اعتقد انهُ اهم وسيلة لتمحيص الافكار وغربلتها وتطويرها واكتشاف زيفها ، وكشف سلبياتها,
لكن الذي اتحدث عنهُ ليس نقداً بل هو حقداً ورثه الابناء باللاشعور من الآباء
والذين تربوا على ان الدين افيون الشعوب , وفي كل مرة تتكرر اطروحة الثنائية رجل
الدين والمثقف , وكأن الثقافة بالضد من الدين على طول الطريق , والحق المثقف ليس
له في هذا الجهل والتراجع الفكري نصيب , لكن بعض دعاة الثقافة يحاولون جاهدين زرع القطيعة
بينهما , تحت فرضية كل مثقف لابد وأن يكون ناقداً للدين وضد رجال الدين، وكذلك رجل
دين لابد وأن يكون ضد المثقفين والمفكرين !! كل منهما يختار أسوأ النماذج او اقلها
علماً وثقافة ويصورهم للجميع انهم الممثلين لكل الفئة , وكما اعتقد ابناء المؤسسة
الدينية اقل حدة من غيرهم حسب ما ارى حيث انا وغيري الكثير نتابع نتاجات كبار المثقفين
والمفكرين وبكل عناية واهتمام , وهؤلاء الكبار اكيد غير محسوبين على أصحاب الثقافة
الاستعراضية نشطاء صفحات التواصل الاجتماعي , والذي يزيد من نشاطهم تفاعل ومجاملة
البعض على حساب المبادئ والدين والثقافة والمعرفة , كم من الاخوة يجتمعون على موضوع
لاعتقادهم ان امر ثقافي ويجب ان نشاركه به او انه من باب حرية الرأي , والبعض لا يعرف
حقيقة الموضوع لكن الطبيعة حاكمة عليه ، لو سألنا احدهم خصوصاً الشباب هل كنت ترغب
بهذا الكلام ولماذا ؟!، باعتقادي لا جواب مقنع مجرد رأى بسيط بعيد عن الحقيقة ، ولكن
هناك من يسعى لتغيير افكارهم بل حتى معتقداتهم , يجلسون معنا في كل المحافل
والمجالس والى المراقد المقدسة وحتى الى الحج , لكن الذي في داخلهم لا يتغير
ومازال يعيش المرحلة سابقة من التاريخ, وكل شخص عندما يريد ان يقوم بعمل خير اكيد
يريد ان يُظْهِرَهُ بصورة في منتهى الروعة ولا يقصد الاساءة للآخرين , لا حسب ما
يرى هو الناقد والذي لا يقبل عنهُ بكل الاحوال , ويعتقد ان كل ما يقول او يفعل هو
الكامل ونية خالصة للإصلاح.
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق