الخميس، 31 مارس 2022

 الحقيقة..

أحياناً نختلف في معرفة الحقيقة، والحقيقة التي عندي اعتقد لا تختلف كثيراً عن النسخة الاصلية حسب قراءتي لها، وان لم تكن هي طبق الأصل لكن مصدرها معتدل والذي لا يختلف عليه أحد، نعم كل المفاهيم تتطور لكن لا تتغير، (القيم والأخلاق والحسن والقبح هي هي لا تتبدل , نعم قد يتغير من مكان الى الاخر , لكن الأصل واحد , لكن تغير الثقافات والابتعاد عن طريق الحقيقة يوهم بعضنا انها تغيرت , كل ما يطرح هي افكار لا تصمد الا وقت معينة لأنها كان في الاتجاه المعاكس، نعم الاخطاء هنا وهناك في التطبيق، والتطبيق الخاطئ لا يمثل الحقيقة بطبيعة الحال..

  قد يجد بعضنا نفسه مفكراَ وله جرأة في النقد الحقيقة بل يرفضها، والشهرة على حساب الحقيقة شيء ليس جديد على حساب الدين على حساب العلماء والمفكرين المعتدلين خاصة , وهذا الامر أكثر رواجاً هذه الايام، وهنا لا اريد ان اقول لا يجوز النقد، لكن ليس على حساب الحقيقة همَّ يفكرون كما غيرهم، الحقيقة غالباً ما تكون قاسية , ولكن الأقسى منها ضياع الحقيقة بين الاوهام المستوردة والافكار البالية والبدع المحلية والنزعات النفسية وضوضاء التوافه ..

المعاني السامية والراقية في الحياة لها مفاهيم مطلقة لا تتغير ولم تتغير منذ ان عرفتها الانسانية والى يوم الناس هذا وللنهاية، ولكن قد تتبدل بعض الظروف المحيطة او الظواهر المرتبطة بمفهوم او حقيقته من الحقائق، وهذا لا يعني تبدلها وتغيرها بل ان جوهرها واحد عند النظر والتحقيق.


الاثنين، 21 مارس 2022

ذكرى وفاة أمِّي..

ما أسرع السنوات وما أقسى الأيام بدونكِ، ها نحنُ من جديد نودع سنة ثانية وأنتِ في حُفْرَة الغياب، والفراق كأَنَّهُ يبدأُ تواً، ونستغرقُ في تفاصيله كأَنَّنا لا نستوعب فِكْرة الفقْدان، أثقلني وأتعبني وأوجعني فراقكِ.

   أمِّي الغالية : منذ ذلك المساءَ الأخير الذي غَلَبَكِ فيه النوم الأَبَدِيَّ، وأنا أحاول ان أعود كما أنا لم أتمكن، صَوَّرٌ ومواقف عالقة وتتَضاعَفَ في داخلي وبمرارة طاحنة.

يوماً مشؤوم دَمَّرَ في داخلي أشياء وأشياء وصَبَغَ أيامي بلون واحد، فراقكِ صَعْبٌ ونسيانكِ أَصْعَب.

  كنتِ تقولينَ إنكِ رَاحِلةٌ عما قَريِب، وكنا نضحك أو إنا لا نريد أن نصدق، ولم نَضع في حساباتنا كيفَ سَيبدو العمر بدونكِ، نتوجَّعُ صمتاً وحسرةً كلما مرَّ ذكرُكِ، وفي بعض الأحيان نُبوحُ عمَّا في داخلنا من خلال الحروف التي نكتبها او الدموع التي نذرفها، والى اليوم عندي أمل أن نجتمعُ مجدداً تحت سقف ذلك البيت الجنوبي القديم الذي فيه كل الذكريات والآهات، وعندما أزوره احدِّقُ صوبَ مكانكِ لعليِ أرى عصابتكِ السوداء أو طرفاً من عباءَتِكِ أو أسمع صوتِكِ الذي أسكتَهُ الموت.

أمِّي ايتها النائمة في تلك المقابر , أبي ايها الراحل في السنوات العجاف مُخَضَّباً بِدَمِك مظلوماً انتم أصدق وأطهر حب يمكن أن يعيشه الإنسان في الوجود وانقى علاقة في الحياة، وهو الحب الحقيقي والمثالي والاجمل لأنه نابع من الغريزة والوجدان، لا وجود للمصالح او المكاسب المادية او الأمور الدنيوية الزائفة فيه...ابي أمِّي ايتها العظيمة سأبكيكِ وأرثيكِ واتطلّعُ إليكِ ما حييت..



الجمعة، 4 مارس 2022

 

رؤية الهلال

  التخصص اعتقد مفهوم واضح ومهم في كل المجتمعات والمفروض الاحترام والتمسك به أمر مفروغ منه، وكل فرد يتفانى في اكتساب الخبرة في مجال تخصصه، كالطبيب المتخصص لا يمكن لي ان أشخص الموضوع نيابة عنه والمهندس والنجار وحتى لاعب كرة القدم هو اعلم واعرف بتخصصه ، والتديَّن ليس تخصص بل دين , والمتخصص هو المرجع الجامع للشرائط ، ومن الأمور التي دائما يكثر الحديث فيها رؤية الهلال , وخاصة في نهاية شهر رمضان ، ويَسْتَغِلُّ المرضى والذين ليس لهم علاقة بالدين هذا الموضوع لينفثوا سمومهم وحقدهم ضد الدين بشكل عام والمراجع بشكل خاص.

   وهناك للأسف بعضنا منا علماء ومراجع في كل شيء، لو صادفنا مريضاً أو زرناه نصبح أطباء نعرف تفاصيل المرض ونشخصه ونكتب العلاج، وحتى في البناء نحن أكثر خبرة من المهندس وعامل البناء، متخصصون بكل شيء، وهذا خلاف العلم وفيه ضرر أحياناً على الآخرين الذين يثقون به ويعتمدون عليه.

   أيها الأحبة رؤية الهلال هو بحث تخصّصي وليس متاحاً في بعض جوانبه إلّا لأهل الاختصاص، نبين شيء منه بما يسع المقام، والأهلّة جعلها الله تعالى مواقيت يعتمد عليها الناس في أمور دينهم ودنياهم، قال تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) والاختلاف في الرؤيا وليس خلاف، بل هو اختلاف علمي، وتعدد الفقهاء واختلاف أراءهم إنما هو من مميزات المذهب المنتسب إلى أهل البيت b حيث أن باب الاجتهاد مفتوحٌ ولم يُغلق كما أغلق عند سائر المذاهب، وعليه فلكل عالمٍ فقيهٍ الحرية التامة في ممارسة الإجهاد وإبداء رأيه العلمي، وعلى الناس ممَن يرى أنه جامع لشروط الاجتهاد تقليده والرجوع إليه في الأحكام إن شاء حسب قناعته، وبناءً على عدم غلق باب الاجتهاد يكون تعدد الفقهاء واختلاف آرائهم الفقهية أمراً طبيعياً، بل صحي وسر تجدد واستمرار المذهب وبهذه القوة ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة السيطرة عليه , وقد أنتج هذا الاجتهاد فقهاً جامعاً منسجماً مع الاحتياجات البشرية المختلفة المتنوعة المتطورة والمتزايدة باستمرار ، والخلاف عند الناس وليس عند الفقهاء , الله تعالى بعث آلاف الأنبياء، وأرسل عدّة رسل، وأنزل عدّة كتب، والناس على اخلاف وهو امرا في غرائزهم وملكاتهم، وبالتالي لا بدّية وقوع الاختلاف بينهم؛ لسعة العلم وضيقه حسب استعداداتهم , والعقل والابتعاد عن الخلاف الرجوع الى اهل الاختصاص , ومحل البحث هنا رؤية الهلال وهو من علوم الفلك وتعتمد في رؤية الأهلة على الاقتران المركزي بين السماء والأرض قبل غروب الشمس، والاقتران المركزي أمر لا يختلف عليه اثنان في إثبات رؤية الهلال" والمعروف أن للقمر حركة طبيعية حول الأرض في كل شهر تكون من المغرب إلى المشرق، تبتدأ بخروج القمر من المحاق، وتنتهي بدخوله فيه مرة ثانية، وتختلف مدتها الزمنية، فلا تقل عن تسعة وعشرين يوماً، ولا تزيد على ثلاثين يوماً، فهي إما أن تكون تسعة وعشرين يوماً وإما أن تكون ثلاثين يوماً , ومتى دخل القمر في المحاق، فإنه يغيب عن جميع بقاع الأرض , والمقصود من المحاق هو الخط الوهمي الذي يوصل بين مركزي الشمس والأرض، وذلك بأن يكون القمر واقعاً بين الأرض والشمس بنحو يكون مواجهاً للأرض بوجهه المظلم، ومختفياً عنها بوجهه المنير اختفاءً كاملاً، فلا يمكن أن يرى منه شيء , نعم كلما بعد القمر عن موضع المحاق زاد الجزء المضاء وهو الذي يكون ظاهراً لأهل الأرض، ويبقى يزداد حتى يواجه النصف المضاء أهل الأرض بتمامه في منتصف الشهر، فيكون القمر عندها بدراً، وتكون الأرض بينه وبين الشمس، ثم يعود الجزء المضيء في التناقص حتى يدخل في دور المحاق من جديد، وتبدأ دورة اقترانية جديدة , وتستغرق المدة الزمنية التي يقضيها القمر في المحاق ما بين أربعين إلى خمسين ساعة تقريباً , ويكون ابتداء الشهر الطبيعي الفلكي بخروج القمر من المحاق، وذلك عندما يتحرك عن الموضع الذي كان فيه بين الأرض والشمس، فتظهر منه حافة النصف أو الجزء المضيء الذي يواجه الشمس، وهذا هو الهلال , ويمثل هذا الخروج ابتداءً للشهر القمري الطبيعي الفلكي في جميع أصقاع الأرض، وهو أمر لا يتأثر باختلاف البقاع، لأن دخول القمر في المحاق وخروجه منه حدث تكويني، وليس أمراً نسبياً يختلف باختلاف بقاع الأرض , ولا يوجد منطقة معينة يولد الهلال الطبيعي الفلكي فيها، بل يختلف ذلك من شهر لآخر , ولا يترتب على هذه الولادة الفلكية أي أثر شرعي عند الأعلام، خصوصاً وأن الولادة قد تحصل أثناء النهار، كما يمكن أن تحصل قبل منتصف الليل، أو بعده، وهذا يمنع ترتب شي من آثار الأحكام الشرعية عليه .

   وهناك موارد لثبوت رؤية الهلال: الأول: الرؤية بالعين المباشرة.

 الثاني: والتواتر المفيد للعلم بوجود الهلال في الأفق.

 الثالث: الشياع المفيد للعلم أو للاطمئنان.

 الرابع: مضي ثلاثين يوما من هلال شعبان أو ثلاثين يوما من هلال رمضان فإنه يجب الصوم معه في الأول والإفطار في الثاني فيجب الصوم في اليوم الذي بعد الثلاثين من شعبان ويجب الافطار إذا مضت ثلاثين يوم من شهر رمضان، وان عد ثلاثين يوم من الشهر السابق يوجب العلم بدخول الشهر اللاحق باعتبار ان الاشهر القمرية هي اما تسعة وعشرين واما ثلاثين يوما.

الخامس: البينة الشرعية وهي خبر عدلين سواء شهدا عند الحاكم وقبل شهادتهما أو لم يشهدا عنده أو شهدا ورد شهادتهما فكل من شهد عنده عدلان عنده يجوز بل يجب عليه ترتيب الأثر من الصوم أو الإفطار ولا فرق بين أن تكون البينة من البلد أو من خارجه وبين وجود العلة في السماء وعدمها، وهذا ما قاله صاحب العروة وهذا هو رأي المشهور في المسألة وهو طريق تعبدي لثبوت الهلال.

  والفقيه الجامع للشرائط يتحمل مسؤولية تجاه المجتمع وامام الله تعالى، فهو لا يستطيع ان يقول للناس أفطروا مع انه يبني على ان هذا اليوم هو من شهر رمضان، وفتوى هذا الفقيه ليست حجة على الفقيه الاخر الذي ثبت عنده اليوم الأول من شهر شوال معتمد على المبنى الذي يتبناه، والمرجع الجامع للشرائط يفتي وفق الأدوات التي اقرها الشارع في فهم النصوص، وليس الامر تابع لهوى الفقيه او ميوله الشخصية، والاختلاف في المسائل الفقهية امر اعتيادي جدا، وهو موجود منذ القدم , وحتى المكلف في حالة لا يرجع للفقيه لو رأى الهلال بعينيه او ثبتت الرؤية في بلده الذي يعيش فيه فلا اشكال ، ولكن المشكلة تأتي عندما لا نرى الهلال في بلدنا ، وهنا تختلف مباني الفقهاء تبعا لاختلاف الأدلة وتعددها.

   ولماذا تظهر هذه الاختلاف في رؤية الهلال، لكونها ذات صلة مباشرة بكثير من الأحكام الشرعية، ومن أهمّ هذه الأحكام الصوم والحج ومضاعفة الدية.

 ونحن في شهر شعبان وقرب حلول شهر رمضان المبارك تعود للساحة القضية ذاتها، وهما كما بينا وبين اهل الفضل هذا الامر انه امرا فقهيا وليس خلاف.

ومثال لوجه الاختلاف بين المراجع نأخذ ما يذهب اليه السيد الخوئي vفي وحدة الافاق وما يذهب اليه السيد السيستانيK من اختلاف الافاق، بيان ذلك

    أولا: هل أن ظاهرة الهلال ثابتة ام نسبية؟ افاد السيد الخوئيvفي المنهاج أن هناك فرقا بين ظاهرة غروب الشمس وشروقها وظاهرة الهلال. فالأولى نسبية لأنها تختلف باختلاف بقاع الارض نتيجة كروية الارض ودورانها، واما الثانية فهي ثابتة لأن القمر إذا دخل تحت شعاع الشمس حصل المحاق فلا يرى في اي بقعة من الارض، وإذا خرج منه دخل الشهر القمري الجديد، وهذا لا يتعدد ولا يختلف باختلاف بقاع الارض.

وأفاد السيد السيستاني K أن الظاهرة نسبية نوعا ما لأن القمر في نفسه دائما في صورة البدر ولهذا لو رآه شخص من منطقة متوسطة بين الارض والشمس لرآه كاملا، فبروزه وصف للقمر بالنسبة لمن يراه على الارض، وإلا فالقمر بصورة واحدة دائما، ولهذا استدرك السيد الخوئي v وقال إن القمر إذا خرج من تحت شعاع الشمس كان بداية لشهر قمري جديد بالنسبة للبلدان التي تشترك في جزء من الليل وليس شهرا للأرض كلها، وهذا يعني أن دخول الشهر أمر نسبي يختلف باختلاف بقاع الارض من حيث الليل والنهار لا أنه أمر لا يختلف.

    ثانيا : بما أن الأحكام الواردة في الخطابات الشرعية القيت الى العرف ليعمل بها لذلك فإن المرجع في العناوين الواردة في النصوص الشرعية في الكتاب الكريم وفي الاحاديث الشريفة إلى التحديد العرفي لها لا إلى التحديد الواقعي، فمثلا عنوان الدم الذي حكمت النصوص الشرعية بنجاسته لا يراد به الدم الواقعي ولو لم ير بالعين بل يراد به الدم الذي ينال بالحس ، وكذلك في قضية التغير بالنجاسة كالدم أو البول مثلا فإنه لا ينفعل بملاقاة النجاسة إلا إذا تغير ، والمراد بالتغير التغير المحسوس باللون أو الطعم أو الرائحة لا التغير الواقعي ، وإن لم ينله الحس، فكذلك عنوان الشهر الوارد في النصوص كما في قوله تعالى :(فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) يراد به الشهر المتعارف لدى العرب وهو ما بين الهلالين لا الشهر الكوني الذي يبدأ منذ خروج القمر من تحت الشعاع , وإن لم يمكن رؤيته على الارض، وإنما مبدأه الهلال الذي يقبل الرؤية بالصورة المتعارفة ووفقاً لما تقدم في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) فإن الهلال إنما يكون ميقاتا إذا كان قابلا للرؤية. فإذا كان الشهر العرفي منوطا بالهلال القابل للرؤية فبمجرد الخروج من تحت المحاق ليس مبدأ للشهر.

      ثالثا - إذا فرضنا أن الشهر الطبيعي والعرفي هو الذي يبدأ منذ خروج القمر من تحت المحاق فهل الشهر الشرعي كذلك لأن موضوع الحكم تارة يكون له وجود طبيعي ووجود شرعي كالولد مثلا فإن الولد الطبيعي والعرفي ما يتكون من نطفة رجل اخر ولكن الولد الشرعي ما يتكون من النطفة عن عقد شرعي بين الرجل والمرأة، فهل الشهر الشرعي هو الشهر الطبيعي ام لا؟ هنا افاد السيد الخوئيv أن الشهر الشرعي وإن كان يختلف عن الشهر الطبيعي من جهة أنه لا يثبت الشهر شرعا إلا برؤية الهلال في بلد من البلدان المشتركة في ليل واحد إلا أن الشهر الشرعي يتحد مع الطبيعي من جهة عدم تعدده بتعدد الافاق فمتى ما رؤي في بلد ثبت في سائر البلدان المشتركة في ليل واحد ولو بنصف ساعة.

وفي هذه المسالة توجد ستة أقوال يفتي بها علماؤنا وكل منها يستند الى ادلة شرعية في الحكم بثبوت رؤية الهلال.

الأولى: وحدة الافق + عين مجردة او اتحاد الافاق الواسع، يقول بها السيد الخوئيH والشهيد محمد باقر الصدرH Hوالشيخ بشير النجفيK والسيد كاظم الحائريK، والشيخ إسحاق الفياضK والوحيد الخراسانيK.

   الثانية: تعدد الافق العام +عين مجردة , فهو يشترط ان تكون البلدان متقاربة حتى تكون لبلد حجية على بلد، فلا يمكن للمشاهد الصيني ان يكون حجة على الامريكي او حتى المصري لان كل مشاهدة للهلال هي حجة على بلد المشاهد وما قربها , ولا يصح ترتيب آثار رؤية الهلال في البلدان المتباعدة في الأفاق، ويتبنى هذا القول مجموعة من مراجع المذهب كالشيخ الطوسي، والمحقق الحلي، والعلامة الحلي، والسيد اليزديF، والسيد الخمينيH، والشيخ بهجتH، والسيد السيستانيK وهو يشترط ان يكون البلد الغربي لا يبعد اكثر من 880 كم غربا وعلى هذا لا يشمل الامريكيتين.

   الثالثة: تعدد الافق المشروط + عين مجردة، حجية بلد على بلد قريب، فيقول ان كل منطقة متقاربة لها رؤيتها ولها حجية على ما يقاربها لكنهم يشترطون ان البلد الذي يجب ان يكون حجة على غيره يجب ان يقع الى الشرق منه، يعني رؤية الباكستاني حجة على الايراني، ورؤية الايراني حجة على العراقي وهكذا، أي حجيّة الشرق على الغرب وليس العكس، ومن القائلين بهذا الشرط، الشهيد الأول، والشهيد الثاني، والسيد محسن الحكيم، والشيخ المنتظري، والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرF والسيد الخامنئيK.

    الرابعة: تعدد الافق العام + عين مسلحة: فاضل اللنكرانيK، والشيخ بهجتH.

   الخامسة: وحدة افق + عين مسلحة: السيد الحائريK، والسيد محمود الهاشميH

   السادسة: وحدة افق + عين مسلحة: الحائريK، محمود الهاشميH.

وتوجد كذلك بعض التفاصيل التي يختلف فيها الفقهاء كحكم الحاكم والحساب الفلكي واقتصار العين المسلحة على الناظور فقط وعدم كفاية التلسكوب , وثم يأتي اختلافهم في مسألة الرؤية المجردة والرؤية المسلحة أي الرؤية المستعينة بالآلات البصرية كالناظور والتلسكوب، ففي الوقت الذي يرى فيه السيد  الخوئي H,والسيد الخمينيH والشهيد السيد محمد باقر الصدر Hوالشهيد السيد محمد محمد الصدر Hوالشيخ النجفي Kوالشيخ الفياض Kوالشيخ مكارم الشيرازيK والسيد السيستاني Kوجوب الرؤية بالعين المجردة حصرا، يذهب السيد الخامنئي والسيد الحائري والسيد الهاشمي والشيخ فاضل اللنكراني والشيخ بهجت الى جواز الرؤية بالعين المسلحة.. والنتيجة الشرع يقول على المقلد العمل بفتوى مقلده وعدم مناكفة غيره لان هذه الآراء مبنية على علم وجهد وليست اراء ذوقية... والذي ليس له علاقة بالدين ويتدخل في الموضوع هذا امره واضحة لا يحتاج الى بيان او مؤونة في معرفة الغاية، والذي من غير مذهب او اتباع المدعين يحركم الحقد على اتباع اهل البيت b

                                                                         الشيخ عادل الزركاني