الجمعة، 19 مايو 2023

الضدّ النوعيّ..

أصبح واضحاً الحرب المعلنة ضد الدين والسلاح الأكثر قوة هو حرب الدين بالدين، وهذا لا يكون إلا بوجود الضد النوعي، بيان هذا المفهوم: هو اختلاق نمط معين يكون مضادا في النوع، مماثلا في الشكل، لنمط آخر ويستخدم هذا المفهوم غالبا لتحييد أنماط معينة من خلال اختلاق أضداد لها تماثلها في الشكل كأن يتم إيجاد حزب ما لسحب البساط أو نزع الشرعية من حزب آخر مشابه له شكلاً ومختلف مضموناً.
سلاح لهُ أثر خاصة في العقل الجمعي والجمهور السذج والمنتفعين ولهذا زرعوا متمرجعين أو من يدعي أكبر من ذلك كالإمامة او انهُ نبي جاء من السماء , ودعمهم إعلاميا ومادياً وهذا اختلاق ضد نوعي للمرجعية ذات طابع معين وكذلك لأجل تَسْفِيهُ الفكرة المقدسة (للإمام المهدي) ولا تجد مجال إلا وهؤلاء فيه كالإعلام المرئي والمسموع والمقروء وفي المناسبات الدينية الكبيرة، وكل من هؤلاء يتكلم ويضع شبهات ونظريات وكلمات بعضها مقتبسة وأخرى من كلمات الديانات الأخرى او لعلماء آخرين والتغير بعض الشيء فيها او دراسات مزيفة ومعلومات مغلوطة بعيدة كل البعد عن العلم بل حتى عن المستوى الادبي أو الأخلاقي والثقافي ,لكن هذه الكلمات لها اثر في عقول السذج التي يؤثر فيهم الجهل اكثر من العلم ويحولهم الى أعداء للحقيقة وإن تجلّت لهم ناصعة مشرقة كالشمس, وهذا النوع دائما على خلاف مع الحقيقة ويعمل بالضد منها , والشك والتشكيك هواية أو حِرفة لهم تلبي طموحاتهم وتتناغم مع إنانيتهم وتناسب مذاقهم وتتطلعاتهم ومستوى فهمهم ويعيشون على الشبهات وينسجون خيوط علاقاتهم بالتشكيكات، كلماتهم واقوالهم الدائمة لماذا وما هو الدليل وأين هو وكيف ومتى؟! .
هؤلاء لا يختلفون عن المصاب بالوسواس القهري يشك في كافة كل شيء في التصرفات والحركات والسكنات وهذا لا يمكن ان يشعر بالإيمان والأمان ولا حياة مطمئنة , لديهم شعور بالمظلومية ويعيشون دور الضحية، وهذا وذاك كالذبابة المشاكسة التي تطنّ وتوزّ لا تقتل ولا تجرح لكنها مزعجة، وتتكاثر وتزداد ثم تزداد وتجعل الجاهل والساذج في جميع المستويات في حيرة وانهيار وانتحار علمي وفكري أو إيماني قد لا يمكن الخروج منه.


 

عادل الزركاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق