بين الشعار والواقع مسافة الأمل..
✍️ الشيخ عادل الزركاني
كثيرًا ما
يُتَّهم أصحاب الشعارات، أو الكلمات الإيجابية والإصلاحية، بأنهم يبيعون الوهم أو
يتهرّبون من مواجهة الحقيقة، لكن الواقع أن هؤلاء يسيرون في طريقها، ويحاولون
الوصول إليها وسط دربٍ وعرٍ وشاقّ. فالحقيقة نفسها أعقد من أن تُختصر بوقائع اليوم
أو معطيات اللحظة، إن الشعارات، وإن لم تكن دائمًا انعكاسًا مباشرًا للواقع، إلا
أنها تُمثّل ما هو أعمق: الأمل الذي نتمسّك به، والطموح الذي نرغب أن نصير إليه.
ليست كل الشعارات كاذبة، وليست المقالات التربوية أو الإصلاحية مجرّد ترف فكري، أو
كلامًا لا يُطبّقه قائله. فالتربية كلمات، والإرشاد توعية، والرسالات السماوية
نفسها حكمٌ ومواعظ، وإن لم تُطبَّق في كل زمان ومكان، وهي – أي الرسالات – الحقيقة
التي لا تصل إليها حقيقة بشرية أخرى، نعم، ليست كل الحقائق الإنسانية عادلة، بل إن
الشعارات في كثير من الأحيان هي ما يُبقي الإنسان واقفًا في وجه الانكسار، هي
خارطة الحلم في زمن الانهيار، وهي البوصلة التي تشير إلى ما ينبغي أن يكون، لا ما
هو كائن.
الشعارات قد لا تكون الحقيقة، لكنها قد تكون الأمل، أو الطموح الذي يُضيء الطريق نحوها , الفرق بين الواعين وغيرهم، أن الواعين يدركون الفارق بين التمنّي والعمل، بين الحلم والواقع، ويعلمون أن كل حقيقة كبرى بدأت يومًا بشعارٍ صادق، تَبنّاه أصحاب عزيمة لا تُهزم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق