الجمعة، 17 سبتمبر 2021

 الاسلام والحرية..

     عودة على بدء لقد أساء الناس فهم الدين وفهم المُتديِّن وخالق المتدينين فراحوا يتخيلون من فراغ انفسهم وزيف افكارهم اشياءُ واشياء وهي بالأصل فيهم وكُلٌّ يَرَى النَّاسَ بِعَينِ طَبعِهِ , وابتدعوا أموراً شوهت الحقيقة والتي لا غبار عليها , وأدْعوا أنّ كل هذه الاشياء والتي لا حقيقة لها وهي من صنع الكهنة او الاصنام كما يحلو  لهم تسمية الانبياء والاولياء والعلماء والصالحين , وجعلوا الكثير من السَذج  يفكرون بهذه الطريقة المتدنية , ولا يمكن أن يستمر إخفاء الحقيقة بهذه الأوهام البالية , ولو تأملنا قليلاً بعيداً عن الأفكار السيئة والملوثة التي تسوّغ الانحلال والابتذال الاخلاقي بمبررات كاذبة كالمدنية والثقافة والتحرر والحرية الشخصية التي يمارسها البعض بكل اشكالها من دون أن يرى فيها خلل أخلاقي ولا تراجعٌ قيمي بل هو سلوكٌ طيب لا يدعو للخجل ويعتبرونهُ تنفيذاً لأوامر الجسد وهي ملكية شخصية , وليس لها حد ولا يحق للآخرين انتقدها ولا رفضها هي كالحرية العقلية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية , لا شيء اسمه أزمة أخلاقية , بل هو عدم معرفة بحقوق الجسد وإن لجسدك عليك حق !!

ايها الاخوة علينا ان نقف قليلاً على مشارف هذه الحياة ونتخيل هذا العالم الواسع والكبير والذي نحن فيه بهذه الارض والتي هي شيءٌ بسيط لا يكاد ان يُرى بين هذه الأجرام السماوية العظيمة وفي النظام الدقيق الذي خُلق ببراعة ونترك العقل دون قيود الافكار الدخيلة وننظر الى ما وراء التفكير ونتأمل الدين الإسلامي جيداً, حيث يدعو للتفكير ويشجع العلم الى المدنية بل هو دين الحرية والحريّة كلمة مقدّسة فيه ومفهوم عظيم يدعوا للوصول الى الكمال وتنمية المواهب والقابليات , اضافة الى الحريّة الشخصيّة والفكريّة والعقيديّة والسياسيّة والمدنيّة , لكن من خلال ضوابط ومعاييرَ معيّنةٍ منظّمةٌ وضمن إُطار تحقّق أهداف الإنسانيّة , إلا أن هؤلاء المشككة لا يقرؤون إلا بالجانب المعاكس ولا ترى عينه إلا الحالة السلبية , حالة هنا واخرى هناك او يذهب للنزاع الفلسفي او الفكري بين العلماء ويجعل الحكم المطلق على كل الاسلام ورجال الدين , والعلم يقول لكل قاعدة شواذ, واشد هذه الانواع المصاب بالجهل المركب وهذا المريض مخالفاً للجميع على طول الخط حتى بالتصرف والخروج عن الاخرين ويناقش علم لا يعرف عنه شيئاً ,فيهاجم صاحبه ويُشَخْصِن الامور يتعامل مع الصورة اكثر من الموضوع ومع المثل لا في المعنى وكل هذا بدون علم وبلا دليل ولا قرينة ,ويكيل له الاتهامات جزافاً على الجميع ويحول الموضوع الى آخر وزاد هذا الامر في الآونة الاخيرة واستغله اصحاب التيارات المنحرفة الدينة والغير دينية  , ويظن هؤلاء انهم متميزين ومختلفين عن اقرانهم ووصلوا الى الحقيقة رغم ان لا شيء لديهم غير السراب لكن يدافعون عنه ببراعة الاختراع الجديدة (نسخ ولصق) وأخذ آراء ونظريات وابحاث وكتابات الآخرين , وهذا المرض لا يمكن الشفاء منه الا نادرٌ, ولم يتقف هذا الجهل المرضي بل يريد هؤلاء ان يقتحمون عقولنا ويقولنا رغماً عنا ويفهمونا كلامنا , ويفسرون ما نقول بتطرف وتدليس ويدخلون مفاهيم خاطئة على الدين والمذهب , وهذا من ما اخذوا واكتسبوا من الذي اكثر منه جهلاً , وهذا الجهل المركب بخلاف الجهل الفطري بسيط يولّد مع إنسان ويسقط عندما يعرف العلم , والاخلاق ترافق الجهل البسيط وتصل الى الرقي كلما زاد علمه ..

((الاخلاق لغة لا يعرفها الا النبلاء)) ..

عادل الزركاني





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  فلسفة الدعاء والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام). . . ✍ ️ الشيخ عادل الزركاني 📿   كثيرًا ما نُواجَه – بل نُتَّهَم – حين نرفع أيدينا و...