الجمعة، 17 سبتمبر 2021

 

     والدي w   
الوالد : هو المرحوم الشهيد نسيم عداي شبوط الزركاني , ولد في مدينة الرفاعي وعاش فيها , ودخل العسكرية في بداية شبابة , وكان لا يريد لنا البقاء في القرية , رغم انه كان لديه ارض زراعة كبيرة ومستقر فيها , اهله جميعا في القرية , لكن كان يريد لنا ان نكون كما كان يعش كان يرغب ان نتعلم ونترك القرية وكانت المدارس بعيدة عن القريبة وقليلة جدا.

        فقدنا والدي في عام  1983م وكان عمري 12 سنة تقريبا وفقدان الأب له اثر كبير في طبيعة الحال في مسيرة الابناء , والدي كان رجل متدين , خلال المدة  القصيرة التي كان معنا كنا نراه دائم الصلاة والصوم وكثير الزيارة الى مراقد اهل البيت b  ومحباً للعلماء واتذكر جيدا موقف له مع المراجع وحبه لهم وللدين , قبل حرب العراق وايران , وعندما كان السيد الخميني H في فرنسا نشرت جريدة لا اتذكر الثورة كانت ام الجمهورية او غيرها صورة للسيد الخميني H , وكان ابي يحتفظ بالصورة التي اقتطعها من الجريدة  , واتذكر انه كان مقلدا للسيد الخوئي H , وفي حديث اتذكره جيدا مع امي w, وكأنه كان  يوصها بنا , وكانت نعم الموصي إليه ,وأتمَت رسالتها في الحياة على أتم وجه, وكانت امَرأة عظيمة بمعنى الكلمة , نعم لا اقول هذا لأنها امي فقط بل لأنها كذلك , تحية حب واحترام وتقدير لأمي العظيمة التي لولاها لما أصبحت على ما أنا عليه،  امَرأة بدون اي سند الله تعالى وحدها مع عدد من الايتام ودون عونا من احد اطلاقا توكلت على الله تعالى , وكان عدد الاولاد الاكبر الاستاذ سامي وبعده الحاج الاستاذ هاني والثالث الداعي وبعدي الاستاذ فاضل وبعده زهير والاصغر خالد والسابعة اختنا الوحيدة حفظه الله ([1]) وفي ظروف قاسية جدا واسر كاملة وبوجود الابوين انهارت وتمزقت الا ان الحاجة ام سامي(wعليها) , كان في جهاد لا يختلف عن ما قاله والدي لها , حيث كان قوله w لو طلب المراجع الجهاد اذهب معهم واقدم نفسي قربانا لله تعالى ولدينه , وكان امي تقول له وهؤلاء من لهم؟! تقصد نحن وكان العدد سبعة اخوة , قال الله تعالى لا يتركهم

اضطرت أمي w إلى أن تصبح الأم والأب معا , فكانت قد وهبت كل حياتها لاجلنا لم نرى له يوما انها عاشت كما باقي النساء تفكر في نفسها كان العصابة السوداء التي لا تفارقها الى رحيها الى جوار ربها  ، علمتنا أن الحياة صعبة , وكانت قوية أمام أي مشكلة غيب الموت هذه السيدة العظيمة التي كانت مثال للام المجاهدة التي كانت حياتها أطيافاً وألواناً من الجهاد في سبل تربية اولادها, قطف الموت بعد اتمام رسالة نوع من أجمل المضحين في سبيل بناء اسرة كريمة واولاد... هكذا كانت امي (wعليها).

   كان رحيل والدي مبكراً , تمر الايام والسنوات وبدأت الحرب على الجمهورية الاسلامية التي اسسها كان السيد الخميني H بعد الاطاحة بحكم الشاه الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979م , وكان ابي جندي في قوات الحدود وفي منطقة زرباطية وفي احدى المعارك فقد والدي وانقطعت اخباره وبحث عنها في ساحات المعارك , لكن لم نصل الى خبر عنه , وبعد زمن سمعنا انهُ في الاسر ,واقوال من الناس لا نعرف الحقيقة مجرد اخبار والى وتمر السنوات وكبرنا واصبحنا في عمر الشباب ولم يصلنا اي خبر عن والدي , وفي من الايام كان اخي الحاج ابو احمد هاني في الحي الصناعي في مدينة الرفاعي وكان يعمل في سيارة (برازيلي) بعد الدوام حيث كان معلم والراتب المعلم بسيط جدا كما هو معروف في ذلك الوقت , وصادفه ان استأجره رجل سيارته فيها عطل في منطقة خارج المدينة ,وهو من مدينة الكوت حسب مع عرف , واخذ

معه فيتر لتصليحها , ويقول اخي ابو احمد في الطريق والرجل يجلس الى جانبي في المقعد الامامي للسيارة , قال لي هل لك قرابة بنسيم عداي , تعجبت من هذا السؤال قلت له انا ابن نسيم عداي , قال تشبه كثيرا ! قلت له اكيد انت من العشيرة او من معارف والدي , قال لا انا كنت في السجن معه , وعدد اسماء اخوتي جميعا وحتى انتقال اخي الاكبر ابو اوس سامي الى بغداد , وقلت له والدي لم دخل السجن ابدا , قال لا هو بالسجن الان ! .

يقول قلت له : انا مؤذن المدينة , ولك انت تسأل الاخ الفيتر , وفعلا قال له نعم ملا هاني قارئ القرآن في المدينة والمؤذن , ويقول : قلت له رجاء فهمني ما  هو الموضوع , قال الرجل : انا أخطأت في قولي هذا الكلام , واقسم بالله انا لا قول لك شيء إلا ان والدك في السجن وفي العراق , ولا تذهب انت او احد اخوتك , حاول ان تجد واسطة بالحزب او في الامن او الاستخبارات , ولم يقل غير هذا الكلام  وبعد البحث وصل لنا خبر ان هناك في السجن اكثر من 600 شخص وتم اعدامهم جمعيا الا عدد منهم فقد عقله اخرج من السجن , وكان احدهم من أخوال والدي في مدينة بغداد , وكان كلامهم يؤكد ما قاله هذا الرجل  , والى يومنا الحاضر لم نعرف له خبر الا هذه القصة لا قبر ولا مكان ولا يوم الرحيل من هذه الدنيا .

اشهد انه  كان انسان مؤمن صالح طيب وحنون رحمه الله اسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يتقبل دعائي  ويجعل قبره التي لا نعلم مكانه روضة من رياض الجنة , ويجمعنا في جنات الفردوس الأعلى اللهم اغفر لموتانا وموتا المسلمين أجمعين.



[1] _ وهناك اخوة هارون وزكي وزكية انتقلوا الى رحمة الله تعالى في حياة والدي (رحمه الله) 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الادّعاءات لا تكفي وحدها – الجزء الثاني ✍ ️ الشيخ عادل الزركاني كيف نميّز هؤلاء المدّعين؟ , وما هي العلامات الفارقة بينهم وبين أهل ال...