الصراع والضياع ..
يوماً بعد آخر تتعرّى حقيقة افعال البعض
ونواياهم المخبـّأة تحت ما يسمى المدنية والثقافة العرجاء والافكار المريضة
المطالبة بالانعتاق من رهن العقلانية الدينية الى فوضى التأويلات بحجة تفسير الكون
من خلال فلسفة البحث في ماهيّة الأشياء وعلّة العلل, والوهم الذي سيطرَ على عقولهم
بوجود الخمول المعرفي او التوقف عن العطاء لدى المؤسسة الدينية والتي ليس لها إلا
اجترار الماضي والنصوص السماوية والنبوية والتي اصبحت عاجزة عن بلوغ حاجات المجتمع
, وكما انها لا تناسب الزمان ولا تصلح للمكان , وهذه الافكار أنشبت مخالبها في
عقول السذج والبسطاء وحتى بعض المثقفين والادباء .
تساؤل ملحّ في ذهني كيف يفكر
هؤلاء وهل لديهم معرفة بماهية الدين , وما هو سر البقاء والاستمرار والتحدي وبقوة
وزخم غير طبيعي ، وكان وما يزال الحاضر الأكبر في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة ,
رغم التطور التكنولوجي والفكري والعلمي والعقلي , ومن السذاجة والتدني المعرفي في
ما يطرح البعض من اشكاليات حول القران وانه ليس كتاباً علمياً في قبال التطور
التكنولوجي والجيولوجي والطب والفضاء ، وهذا هو الفهم الخاطئ للقران هو ليس كتاباً
للنظريات العلمية ودقائق الفنون وأنواع المعارف، وانما هو كتاب مقدس ومعجزة سماوية
ومصدر الإلهام الروحي للأفكار العظيمة والاشارات المعرفية للكون ومنهج للحياة
وصناعة الانسان قيمياً واخلاقياً , وتقويم العقل ليعمل وينطلق في افاق العلم.
وهنا كلمة قد اجد فيها الاعتدال
والنصيحة علينا التجرد من انفعالاتنا النفسية ورغباتنا المعلنة والغير معلنة
وتدخلاتنا البشرية السافرة في الدين ، ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْيَكْفُرْ)([1]) ولا نضع
الدين هدف وحجة لانحرافاتنا ومتاهاتنا, وهذا الكلام للجميع مع او ضد علينا ان لا
نشوه الدين النقي الخالص بشوائبنا البشرية حتى وان كان لدينا عُقدة او عَقيدة
مخالفة .. واقول وبشجاعة انا لا احمل في نفسي عداء للغرب الذي هو اكثر تطوراً منا
نحن اهل القران , وليس الخلل في القران ولا في الاسلام , وانما نحن المشكلة
الحقيقية في ابتعادنا عن القران وأفقدنا الإسلام فعاليته ودوره في صناعة الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق