الشيعة في التاريخ ..
بقلم : عادل الزركاني
(الحلقة الخامسة)
ومن اولئك الذين دونوا الحديث على
عهد النبي J ابو بكر , ومنهم عبداللّه بن عمرو بن العاص الذي قال: (كنت اكتب كل شيء
اسمعه من رسول اللّه J اريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء تسمعه من رسول اللّه J، ورسول
اللّه J بشر يتكلم في الرضا والغضب
فقال J: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه الا حق واشار بيده الى فيه) , ولكن
بعد وفاة النبي J وقع الاختلاف بين الاصحاب، فمنهم من كان يصد عن التدوين، واعتبر ذلك امرا
غير شرعي، واصر على رايه هذا اصرارا كثيرا، مثل: ابو بكر، عمر بن الخطاب، ابن مسعود،
ابو سعيد الخدري وغيرهم، وفي مقابلهم فئة كانت تلح وتحث على تدوين الحديث ، وكانوا
يكتبون الحديث ويدونونه كما كان على عهد رسول اللّه J، مثل: امير المؤمنين على A وشيعته وبالأخص ابنه السبط
الاكبر الامام المجتبى A , روى البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين انه قال:( الْمَدِينَةُ
حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى
مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا
يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا )([1]) , وفي زمن الخلفاء منعوا التحديث
عن رسول الله J ومن هنا فلم يستطع احد من اصحاب الرسول J ان يروي او يكتب ما سمعه من
النبي J، بل القوا ما كتبوا من الاحاديث في الماء او احرقوها بالنار، وتبريرا
لما فعلوه تجاه الحديث وتثبيتا لهذه الخطيئة الغير علمية اختلقوا احاديث ونسبوها الى
رسول اللّه J نحو: (لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه)([2]) منع
في عهد ابي بكر الناس بعد وفاة نبيهم J فقال: انكم تحدثون عن رسول اللّه J احاديث تختلفون فيها، والناس
بعدكم اشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول اللّه J شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا
وبينكم كتاب اللّه، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.
وقالت عائشة: جمع ابي الحديث عن رسول
اللّه J وكانت خمسمائة حديث فبات ليلة
يتقلب كثيرا قالت: فغمني فقلت: اتتقلب لشكوى اولشي بلغك؟ فلما اصبح قال: اي بنية عندك،
فجئته بها، فدعا بنار فحرقها فقلت: لم احرقتها؟ قال: خشيت ان اموت وهي عندي فيكون فيها
احاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فاكون قد نقلت ذلك هذا ثلاث سنوات
بعد وفاة النبي J ولا يوجد تدوين بل حرق كل ما كتب ومنع الحديث عن النبي J حصر اهتمام المسلمين على الآيات
القرآنية فقط , ودون مراجعة التفسير والبيان، وتركوا نقل الحديث وكتابته, وفي عهد الخليفة
عمر بن الخطاب الذي كان اكثر خشونة تحول المنع في عهد لنقل الحديث وتدوينه بالقهر والقوة
, قال الشعبي: جالست ابن عمر سنة كاملة فما سمعته يحدث عن رسول اللّه J وهذا عشرة سنوات اخرى بعد وفاة
النبي J والمنع قائم بالقوة , وفي عهد الخلفية عثمان كان المنع اشد واستعمال القوة
, نفي الصحابي ابي ذر الغفاري الى الشام، ومنها الى صحرا الربذة ، وضرب الصحابي عبداللّه
بن مسعود وسط المسجد ، وضرب عمار بن ياسر وغيره الكثير العشرات من الصحابة والمسلمين
الاوائل، وهذه اثنتي عشرة سنة اخرى بعد وفاة النبي J خمس وعشرين سنة والمنع على
اشده , ولا يحل لاحد ان يروي حديثا عن رسول اللّه J ..
الشيعة والتاريخ ..
بقلم عادل الزركاني
الحلقة السادسة ..
ومن اولئك
الذين دونوا الحديث على عهد النبي J ابو بكر , ومنهم عبداللّه بن عمرو بن العاص الذي قال: (كنت اكتب كل شيء
اسمعه من رسول اللّه J اريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء تسمعه من رسول اللّه J، ورسول اللّه J بشر يتكلم في الرضا والغضب فقال J: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه الا حق واشار بيده الى فيه) ([3]), ولكن بعد وفاة النبي J وقع الاختلاف بين الاصحاب، فمنهم من كان يصد عن التدوين،
واعتبر ذلك امرا غير شرعي، واصر على رايه هذا اصرارا كثيرا، مثل: ابو بكر، عمر بن الخطاب،
ابن مسعود، ابو سعيد الخدري وغيرهم، وفي مقابلهم فئة كانت تلح وتحث على تدوين الحديث
، وكانوا يكتبون الحديث ويدونونه كما كان على عهد رسول اللّه J، مثل: امير المؤمنين على A وشيعته وبالأخص ابنه السبط الاكبر الامام المجتبى
A , روى البخاري
في صحيحه عن أمير المؤمنين A انه قال:( الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ
إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا ) ([4]), وفي زمن الخلفاء منعوا التحديث
عن رسول الله J ومن هنا فلم يستطع احد من اصحاب الرسول J ان يروي او يكتب ما سمعه من النبي J، بل القوا ما كتبوا من الاحاديث في الماء او احرقوها بالنار، وتبريرا
لما فعلوه تجاه الحديث وتثبيتا لهذه الخطيئة الغير علمية اختلقوا احاديث ونسبوها الى
رسول اللّه J نحو: (لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) منع في عهد ابي بكر
الناس بعد وفاة نبيهم J فقال: انكم تحدثون عن رسول اللّه J احاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم اشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول اللّه
J شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب اللّه، فاستحلوا حلاله وحرموا
حرامه.
وقالت عائشة: جمع ابي الحديث عن رسول اللّه J وكانت خمسمائة حديث فبات ليلة يتقلب كثيرا قالت:
فغمني فقلت: اتتقلب لشكوى اولشي بلغك؟ فلما اصبح قال: اي بنية عندك، فجئته بها، فدعا
بنار فحرقها فقلت: لم احرقتها؟ قال: خشيت ان اموت وهي عندي فيكون فيها احاديث عن رجل
ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فاكون قد نقلت ذلك هذا ثلاث سنوات بعد وفاة النبي
J ولا يوجد تدوين بل حرق كل ما كتب ومنع الحديث عن النبي J حصر اهتمام المسلمين على الآيات القرآنية فقط , ودون
مراجعة التفسير والبيان، وتركوا نقل الحديث وكتابته, وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب
الذي كان اكثر خشونة تحول المنع في عهد لنقل الحديث وتدوينه بالقهر والقوة , قال الشعبي:
جالست ابن عمر سنة كاملة فما سمعته يحدث عن رسول اللّه J وهذا عشرة سنوات اخرى بعد وفاة النبي J والمنع قائم بالقوة , وفي عهد الخلفية عثمان كان
المنع اشد واستعمال القوة , نفي الصحابي ابي ذر الغفاري الى الشام، ومنها الى صحرا
الربذة ، وضرب الصحابي عبداللّه بن مسعود وسط المسجد ، وضرب عمار بن ياسر وغيره الكثير
العشرات من الصحابة والمسلمين الاوائل، وهذه اثنتي عشرة سنة اخرى بعد وفاة النبي J خمس وعشرين سنة والمنع على اشده , ولا يحل لاحد ان
يروي حديثا عن رسول اللّه J ..
التكملة في الحلقة القادمة
[1] _ صحاح الاحاديث فيما اتفق عليه اهل الحديث
1-9 ج4
[2] _ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة
٤٠١
[3] _ وسائل الشيعة (آل البيت) - ج ١ - الصفحة مقدمة
التحقيق ٧
[4] _ الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم:
6755
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق