صناعة الخير..

    ﴿ صناعة الخير مَلَكَةُ إنسانية .. والمفروض الجميع يأخذونها بعين الاعتبار في كل كلماتهم وأعمالهم وقراراتهم .. ولا يلتفتُّون يَمينًا ولا شمالاً ﴾.

      صناعة الخير هبة ربانية وملكة انسانية , والإنسان السوي بطبيعة فطرته يميل للحق مُهيَّأ للإيمان وحب الخير قال تعالي: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ ([1]) .

  الفطرة الانسانية السلمية مرتبطة بأصل خلق الانسان والدين يتحدث عنها لانهما من صنع الله جل وعلا وكلاهما، موافق لناموس الوجود والاول مرتبط الثاني , إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير ما لم يكن للناس فيه خير , وقد يقول هناك من هو خارج هذه الكلام بل على العكس منه تماماً , نعم وهذا ليس من الفطرة الانسانية ابداً كل الناس بالأصل فطرتهم سليمة لا يختلف احدهم عن الاخر , والانحراف بالفطرة وفسادها وتلوثها يأتي من البيئة والمجتمع , وهذه الانحراف وعودة النفس الى الفطرة السلمية لا يكون إلا بتدخل الرابط الثاني (الدين) وهو المتناسق مع الفطرة.

عمل الخير هو عمل انساني تحركه الفطرة السلمية لان الطبيعية البشرية في الاصل تريد الخير لبقاء النوع الانساني والمحافظة عليه بل الى اكثر من ذلك لاستمرار الحياة بل لكل الوجود , والقران مشجع ومحفز للفطرة الانانية قال تعالى ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ([2]) , وعمل الخير هو من اهم عوامل التكامل الانساني للفرد والجماعة والذي من خلاله يمكن زرع المحبة والاخوة والتعاون والايمان الحقيقي ونجاح الأمم من خلال هذه الاعمال وبالكلمات الطيبة يمكن ان تعود الفطرة الطيبة لمن فقدها نتيجة البيئة والمجتمع.

---

[1] _ الروم : 30

[2] _ آل عمران : 104

الشيخ عادل الزركاني