الأحد، 19 سبتمبر 2021

  الشيعة في التاريخ ..

بقلم : عادل الزركاني

(الحلقة الثالثة)

ومازلنا في الآراء الرأي ثالث: يقول أنّ التشيّع وليد زمن الإمام علي A لمّا تسلم اُمور الخلافة بحيث كانت الأرضيّة السياسيّة ملائمة ، والرأي الرابع : يقول نشأة التشيّع بعد حرب صفين والتحكيم يرى أصحاب هذا الرأي أنّ التشيّع قد ظهر بعد رفض الخوارج لنتائج التحكيم وانشقاقهم عن حزب عليّ، الأمر الذي أدّى إلى نشوء التشيّع كردِّ فعلٍ دينيّ على عقيدة الخوارج في الإمامة , والرأي الخامس: يقول نشأة التشيّع بعد استشهاد الحسين  Aوشكّل نقطة تحوّلٍ مهمّة في التاريخ الفكريّ والعقيديّ للتشيّع، إذ تحوَّل التشيّع من اتِّجاهٍ سياسيّ وميلٍ عاطفيّ إلى عقيدةٍ دينيّةٍ راسخةٍ , والرأي السادس : يرى أحمد محمود صبحي أنّ: (دم الحسين هو الذي أنبت العقيدة الشيعيّة في صورتها النهائيّة إذ أدرك الشيعة بعد مجزرة كربلاء استحالة الانتصار على بني أميّة بالقوّة والسيف في تلك المرحلة، فلجأوا إلى قوّة أُخرى معنويّة هي قوة الفكر المرتبط بالدين، واستعانوا بمبدأ التقيّة لستر أمرهم ), وذكر الدكتور رضوان السيّد قريب الى نفس الرأي حركة التوّابين بقيادة شيخ الشيعة سليمان بن صرد بتنظيمها وأهدافها ورموزها، (بداية التشيّع باعتباره اتِّجاهاً في فهم النّص القرآني، والعلاقة مع السلطة، والحركة للتغيير) محاولات الى تقسيم التشيّع الى سياسي ، ومذهبي , والقصد منه ضربة التشيّع في الصميم , وكان قصد بالتشيّع السياسي هو حالة المشايعة التي عرفها آل البيت من أجل الحصول على السلطة السياسيّة وخصوصاً بعد استشهاد الإمام الحسين A، ممّا أدّى إلى تشكيل طائفة سياسيّة تعلن الولاء السياسي لآل البيت D , الرأي السابع : نشأة التشيّع مع الإمام جعفر الصادق A وتلامذته من المتكلِّمين كهشام بن الحكم وزرارة بن أعين وصاحب الطاق وهشام بن سالم , ويذهب مارشال هودجسون إلى أنّ تاريخ فكرة الإمامة بالنصّ يعود على الأرجح إلى عهد الإمام الباقر A ثمّ تبلوّرت الفكرة في عهد الصادق A ومن طرق الاكثر دهاءً التشويش على أصل الفكرة حتى تصير صعبة الاستقبال من طرف الناس ويسهل الإضافة عليها , وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم فيها في ما بعد ووضع روايات وحكايات تناسب التوجه السياسي للدولة وحسب ما يرى السلطان , وكل هذه الروايات والحكايات بسند متصل عن الرواة من الصحابة والتابعين واغلبهم مؤدلج ويميل إلى تقديم الاجتهاد في تقدير المصلحة , والمؤرخين الذين اشتراهم الحزب الاموي , وذكر المؤرِّخ الذَّهبيّ :(وخلْفَ مُعاويةَ خَلْقٌ كثيرٌ يُحبِّونَه ويَتغالَوْن فيه ويُفضِّلونه، إمَّا قد ملَكَهم بالكَرَمِ والحِلمِ والعَطاءِ، وإمَّا قد وُلِدوا في الشَّامِ على حُبِّه، وتَربَّى أولادهم على ذلك , وفيهم جَماعةٌ يَسيرةٌ من الصحابةِ، وعدَدٌ كثيرٌ من التابعين والفُضَلاءِ، وحارَبوا 

معه أهلَ العِراقِ، ونَشَؤوا على النَّصْبِ، نعوذُ باللهِ من الهَوى...) وبلَغَ بهم الحال إلى درَجة أنَّ كلَّ طرَفٍ منهم يضَعَ أحاديثَ على لِسانِ النبيِّ J يُقوِّي بها مَوقِفَه لدى معاوية وحزبه , لقضاعة الكذب قال ابنُ الجَوزيِّ: (قد تعصَّبَ قومٌ ممَّن يَدَّعي السُّنَّةَ، فوضَعوا في فضلِه أحاديثَ ليُغضِبوا الرافضةَ، وتعصَّبَ قومٌ من الرافضةِ، فوضَعوا في ذَمِّه أحاديثَ، وكِلَا الفريقينِ على الخطَأِ القبيحِ) وان كان لا يحتاج ان يضع له شيء الرافضة لكثر ما فيه ..

التكملة في الحلقة القادمة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق