الأحد، 10 أكتوبر 2021

 

 ظل الحقيقة...

   البعض يعتقد ان الاشياء التي يؤمن بها أو بعضها عظيمة ومقدسة فهي عنده تراتيل السماء أو لا يمكن الاستغناء عنها , بل يفرضها على الاخرين بالقوة ومن يعمل خلافها هو مرتد أو جاهل أو متخلف , يقول ألبرت أينشتاين :(يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك) , والحق ليس كل ما نعتقد هو الحقيقة المطلقة أو هو جزء منها أو خلافها , وليس كل ما تقوله الأغلبية هو الحقيقة بل الأغلب هو استنتاج خاطئ , والحقيقة التي عندي على خلاف التي وصل لها غيري , وليس بالضرورة ان احداهما هي الحق وتتطابق مع الواقع.

    الكل يحاول الوصول للحقيقة وان كانت الطرق مختلفة , والسعي للوصول الى الحقيقة بحد ذاته هدف سامي , لا توجد حقيقة مطلقة بل هي اختيارات فردية أو وجهات نظر تحاول ان تقترب من الحقيقة , ونحن قد نكون في ظل الحقيقة لا في ذاتها , فلا يمكن أن يمتد لأبعد من حدود الأنسان , ويتحول الكلام الى التحديد للحقيقة ابعد من فكر الانسان الى حقيقة الدين , وهل هذا الدين او ذاك وهل هذا هو الحقيقة المطلقة او ذاك , وهل يمكن التأكد من وجود دين حقيقي؟!، لان كل الأديان تدعي هي الطريق الوحيد للسماء , وهل لنا ان نجد اجابات عن معنى الحياة , وما بعد الموت , وهل هي حقيقة مطلقة , او ان هذا الامر في عقل الانسان , ولا توجد مطلقة إلا التي جاءت عن طريق السماء , والاخر يرفض هذه الحقيقة , واعتناق النسبية الأخلاقية وهذا امر واضح من اعتناق نظرية التطور كتفسير للحياة , وهدف هذه النظرية لا معنى ولا هدف للحياة ولا وجود للخطأ أو صواب المطلق , وعلى الإنسان ان يعيش بحرية وكما يريد بلا رقيب أو حسيب , ويرفض فكرة وجود الله ويوم الحساب , وهذا الجهل بالحقيقة وخلاف العلم يقول أينشتاين : (العلم بلا دين هو العرج، والدين بلا علم هو العمى).

   هناك الكثير وخاصة في العالم الافتراضي مؤمنين بهذا الكلام وينَظرون له , وعنده كل الاشياء تطور ومدنية وثقافة , لكن لا يطبقها على اهل بيته لكن يقبلها على زميلة او صديق , لا اقصد العلم لان العلم لا يحدد بالدين ولا المكان الله تعالى خلق الانسان وجعل فيه الحاجة ام الاختراع , وليس هناك أجيال تلقائية ليس هناك عبقري دون سابق أو بدون تعلم أو مدرسة خاصة  فالمخترعون الممتازون تتلمذوا على أيدي أساتذة ، وكل الاختراعات والاكتشافات ليست من إنتاج مخترع واحد مهما كانت عبقريته , إنما هي نتاج عمل مستمر للعديد من العلماء انشغلوا لفترات متعاقبة من الزمن وأمكنة مختلفة , وهذا ما أكده أحدهم أن آلة النسيج مثلا هي تركيب حوالي ثمان مئة اختراع , نعم العباقرة يمتازون بخصائص وقدرات نفسية وعقلية تمكنهم من تجاوز ما يعجز عنه الآخرون , وهو كفرد يتأثر بحاجات مجتمعه ومشاكله فينكب عليها محاولا إيجاد الحلول المناسبة لها , لكن النوع الذي اقصد لم نرى منه لا علم ولا فضيلة فقط رافض للواقع بدافعاً نفسي او ردود افعال ويرفع شعار الاصلاح وهو بحاجة له , بل هو يحتاج الى الاصلاح قال تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)..

     عوْدًا على بَدْءٍ هناك اكثر من مليون انسان يعتقدون ان القرد هو إله ويقدسونه ويعبدونه! وهم يعلمون ان هذا القرد في الدول المجاورة أو حتى من يعيش معهم في نفس البلد يضعون القرد في حديقة الحيوان , ويتفرج عليه ويضحكون على صراخه وحركاته ! وهناك من لا يختلف عنه يعتقد ان اصله قرد والجد الاول طفرة وراثية , هل اصل الانسان حيوان لا اقصد الحيوان الناطق طبعا , اقصد النوع , ولماذا هذه الطفرة الوراثية لم تتكرر في الحيوانات الاخرى؟! او ان الجن كان اصله الديك او العصفور مثلا وبطفرة وراثية ايضا تحول الى ما يطلق الى الجن او لا وجود لهذا المخلوق , الامر يحتاج الى بحث في كل هذه الامور بتأمل ..

   اغلب اهل العلم والفكر قالوا ان لهذا الكون خالق حكيم , والحكيم لا يترك ما خلق بدون قانون , وقانون الخالق الحكيم هو المناسب لما خلق , وقانون الانسان للإنسان غير كامل ولا يلبي كل الطموح البشري.

 عادل الزركاني  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق