الأحد، 16 يناير 2022

 

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين الطاهرين الأئمة الهداة المهديين واصحابه النجباء الصالحين .

   وبعد : الحقيقة صناعة الانسان عملية معقدة تحتاج إلى عوامل كثيرة وكبيرة لان التغير الشخصية الإنسانية ليس بالأمر السهل ولا بد من توفر عوامل ومؤثرات وهذه لا يمكن إعدادها في معمل أو صناعتها في بيئة أو تكوينها في مكان خاص .. بل تظل دائماً الشخصية الإنسانية سابحة بين تلك العوامل والمؤثرات اللانهائية من الكون والحياة تتشرب وتستقي حتى تتبلور معالمها وتتضح مكوناتها فتخرج للعالم بألوانها الخاصة الجميلة والسمات الإنساني راقية.

ومما لا شك فيه إن هذا من أهم وأنبل ما سعت إليه نواميس السماء وجسدها عظماء الخلق من الانبياء والرسل والأوصياء (ع) هو السعي بالإنسان للوصول إلى الكمال الإنساني , فمثلما سعت تلك التعاليم السماوية والتي تجسد بالكتاب وسيرة الأنبياء والرسل والأوصياء (ع) وسنن السماء لبناء دولة العدل الالهي , كان سعيها كمقدمة لها وهي بناء الإنسان بشكل فردي وجماعي أخلاقيا وإنسانيا , فلذلك كان التركيز على تلك القيم والأخلاقيات والقدوة والأسوة الحسنة, وإنّ أروع أنموذج في الوجود، وأحسن أسوة وقدوة للإنسان النبيل هو رسولنا الكريم (ص) وهو الصادق الامين قال تعالى : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ([1]) واهل بيته الكرام(ع) رأس قائمة العظماء بعد رسول الله (ص) وهم القدوة الحسنة في تشكل تلك الارضية الاخلاقية والقيمة الانسانية النبيلة والتي هي دعوة للإسلام المحمدي المبني على قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ ([2]).

   وفي عالمنا اليوم نواجه أكبر حملة تشويش وتشويه لروح الاسلام من جهة، وتشويش على فكر الأمة من جهة اخرى , والهجمة المسعورة خاصة النبي الكريم (ص) واهل بيته الكرام (ع) وان كانت الشمس لا يؤثر على حقيقة وجودها السحاب او ظلام الجاهلية الاولى , لكن من خلال خلط الحابل بالنابل السيء بالطالح حتى اصبح الدين غريباً يشهد نكوصاً ويتراجع القهقري بسبب ما يرسمه التطرف والارهاب الاموي الذي امتد لعصرنا واصبح حالة اعلامية واعلانية لمحاربة الدين الحق والقيم والمثل العليا ليرسم صورة من التوحش والسادية وارهاب الأخر .

  ورغم ان المد الاعلامي والمالي الذي سخر لهذا المد بصورة مباشرة وغير مباشرة ينبري اتباع اهل البيت(ع) وعلمائه العاملين وطلبتهم ليضعوا بصمتهم ومدادهم في سبيل اعادة الصورة المشرقة للإسلام المحمدي واخلاقياته ومبادئه النبيلة من خلال سيرة النبي (ص) العطرة والاحاديث الصحيحة وسيرة اهل بيته (ع) وخلفائه الحقيقيين الذين رسموا وخطوا قولا وفعلا لإنسانية المثل الكبرى بأنصاف حتى مع اعدائهم ومعارضيهم في قدوة حسنة قل نظيرها في تاريخ الأمم .

وتأتي كتابات الاخ الشيخ عادل الزركاني لتصب في هذا النهر الكبير , والذي ربما تكون شهادتي به مجروحة لما تجمعني به من صلة الاخوة والصداقة والرفقة زاخرة بالتجارب والنقاشات والحوارات والتي كان لاطلاعه الواسع المتسلح بإمكانيات طالب العلم الحوزي لها الاثر الكبير بي وبكل من قرأ او استمع بتمعن لسماحة الاخ الشيخ " اعزه الله " بالتأكيد تأتي تلك الكتابات والرؤى لتلامس الذات الانسانية وتحاول ان ترفعها نحو الكمال لترتقي روحا وانسانية الى مصاف الطمأنينة الروحية التي يسعد بها المرء.

                                                                                                                                             

                                                                                       الكاتب والاعلامي  فاضل نسيم الزركاني

                                                                                                                                                                                               مقدمة المؤلف

                 ﴿ صناعة الانسان ﴾

    نحن بحاجة الى صناعة انسان حقيقي يتعامل مع من حوله بالإنسانية التي وضعها الله فيه لأجل بناء الحياة بكل قيمها السامية , بعيدة عن قانون الغابة الذي قد يكون اليوم اكثر رحمة من يدعي الخلافة الاسلامية هذا العنوان المزيف الذي يراد منه هدم الاسلام المحمدي الاصيل .. ويمكن ان نلفت انتباهنا جميعا نحن من ساعد في بناء هذا الجيل من الكواسر التي تفتك بكل شيء جميل , واقصد المثقفين اسلامي وغير اسلامي حيث نتخذ من هذا العنوان المزيف حقيقة الاسلام ونبني عليها آرائنا بين ضفتي الافراط والتفريط , وهناك من يضع مزاعمه الساذجة لأجل اظهار انتمائه لغير الاسلام , واخر يختصر الاسلام بشخص او حادثة معينة ويقضي وطرا بين النفي والاثبات , وثالث الذي كما ارى اكثر سخفاً ان الدين جهل وتخلف !, ويعد افكار شخص مثله انها الحل او انها النظرية التي يجب ان تطبق على الخلق , وغيره يجهل المعنى الحقيقي للإسلام ومن الطبيعي من يجهل شيء يتخذ منه موقفا عدائياً , او يقلل من شأنه او في احسن الاحوال يمتنع عن الكلام فيه , ونحن منذ ذلك اليوم بين مد وجزر بين الابتعاد والضياع , لكن الحقيقة ان الاسلام اكبر من كل العناوين الضيقة هو دستور السماء العظيم الذي جاء لبناء الإنسان من الداخل ليكون مظهرا لتجليات الخالق , ونور يشع على الدنيا بأرقى القيم والمبادئ العظمى كالمحبة والتسامح والتعايش بين المجتمعات بكل ألوانهم وأصنافهم وانتماءاتهم ورافضاً للعنف والوحشية بكل اشكالها.

اخيراً اقول انه لشيء غريب حقاَ ان نقدس الاوهام في قبال الحقيقة ونروج للظلام لعجزنا من اشعال شمعة او بناء ثقافة معتدلة تمتاز بالوسطية .

                                                                                                    عادل الزركاني

  الانسانية الزائفة ..

   ﴿ نخـدع أنفســنـا عنـدما نقول نحن اهلا  للإنسانية  ولا يرحم بعضنا البعض ، وندعي النظام ونحن نتدافع بأنانية لتقبيل الحجر الاسود!! وننظر ونقول: حرمة المؤمن اشد من حرمة الكعبة!!. , وندعي نحن مع الوسطية وقبول الاخر ، ولكن التطرف في اغلب اشيائنا!.

 رجل الدين يتطرف لمذهبه واخر للقومية معينة ، وثالث متمرد على الدين ذاته , والشاعر يغالي ويطرح كل ما في خياله ويعيد آيات من الحقيقة ,والكاتب يضع اوهامه يجعلها رغما عنا على انها حقيقة، والفنان ينحدر الى الاسفل ويعتقد هذا فن ، والملحد يقدم لنا الرذيلة على انها حرية شخصية ، والداعشي يأخذ دور الحيوان المسعور ويدعي ان هذا جهاد ونباحه تسبيح ﴾.

  *_  الإنسانيةُ ليست ردة فعل لموقف معين او شعار يرفع في المناسبات , الانسانية شعور واحساس بالآخرين , لا نصنع كما يقوم به هؤلاء الذي تظهرُ إنسانيتهمُ الفجةُ لمواقف معينة وخاصة بهم وبما يعتقدون بها , ولا غيرهم يستحق الحياة ومن يسمعهم خطاباتهم وأدائهم التمثيلي يصدق بل يرمي الجميع بالوحشية رغم ان الحقيقة خلاف ذلك , وكل هذا نفاق وكذب ، وصورة غير من الخيال, وإنسانيةٌ خادعةٌ متلونةٌ خبيثةٌ لا يُمكنُ إلا أن تسكنَ عقلًا مختلًا و نفسًا مريضةً و روحاً أشبعها الشيطانُ مساً.

وقد لا يدوم هذه المشاهد طويلاً فسرعان ما ينتهي العرض وتنزع الانسانية الكاذبة جلدها , وتوعد الى نفاقها وافعالها الرخيصة .

الإنسانيةٌ جوهر الدين وهي حقيقة المؤمن بالله تعالى ولا يعرف فروقَ الألوانِ ولا البلدان ولا تختلف عنده الإمكان ولا تفرقَ الأديانِ , يشعر بالإنسان كما هو يحزن له لأنه نظير له في الخلق , والفطرة السلمية ترجع الى الاصل , لان الايمان بالله وتعاليم السماء يعود الانسان الى صل خلق وتكوينه انساني بالفطرةِ الأولى .

    المحايد..

   لا تَقُلْ انا مُحَايِدٌ بل قُلْ أنَا مُنصَف ؟

   لان الاول اقرب الى النفاق, والثاني الى الحق ..([3])

       الافعال ..

   ﴿كل افعالك كل كلماتك تبقى معك مدى العمر فلا تقف عند الاوقات المظلمة كثيرا , النور الصغير اكبر من الظلام﴾ .

  *_ الحياة طريق لحياة اخرى اكبر واعظم , وقد يكون هذا الطريق طويل فيه ما فيه من المواقف الجميلة والسيئة ، هذه الاشياء مع الايام ستنتهي ولا يبقى إلا اثرها في الروح والمفروض لا نقف ولا نتراجع مهما كانت المواقف نعم لكل ظرف طريقة في التعامل ولا يغتر احدنا لان هناك متسع وسهولة والايام لا تبقى على حالها  لربما في الطريق منحدر وعراً لا تقوى عليه اذا لم تكن على استعداد من الحكمة ان لا نُسيء استخدام الوقت مهما طال أو قصر , والطريق مستمر بنا رغماً عنا وفي كل الاوضاع , ولا يمكن لنا العودة بالاتجاه المعاكس .

       الحوار الفارغ..

  ﴿الحوار مع ضعاف النفوس مضيعة للوقت , وخروج عن الآداب العامة ﴾.

  *_ من يريد ان يفكر بطريقة صحيحة الافضل ان لا يدخل في الهرطقات الببغاوية والتي ليس لها معنى ولا تنتهي إلا بندم مصحوب بالضغينة متبادلة بين الطرفين , ولهذه الامر عشاق للجدال فما ان يطرح أحدهم موضوع او فكرة معينة إلا وكان هذا النوع الاول بالاعتراض والاستفاضة في النقض والتقليل من رأي الطرف الأخر فتحول الموضوع لمسألة شخصيه ويستهدف صاحب الفكرة اكثر من الفكرة نفسها , ويخرج الموضع عن مساره , واغلب الناس يخلطوا بين اختلاف الرأي والعناد, فلا يرجع عن رائه حتى لو ايقن انه على خطأ , ومثل هذا الجدل العقيم لا فائدة منه حتى وان كان احد الطرفين لديه علم الاولى ان ينسحب فوراً ([4]) وهذا المجادل جاهل واحمق قال الامام امير المؤمنين (ع): ﴿لا تجادل الأحمق .. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما﴾.

       وقفة-""

   حاول ان ترى نفسك بعين غيرك , المنصف سيجد فيها سبعين عيباً !! , الكمال لله تعالى ...حاول ان تجعل قلبك كبيراً ستصل الى كمال الروح..

       الصراع ..

    قال تعالى : ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾..

هنا يقول الفلاسفة الحياة المادية هي عبارة عن صراح الاضداد (الديالكتيك)([5]) او بمعنى الكفاح الدائم في الطبيعة ،والحيوان والانسان ،وكما تزخر بهذا المعني معظم الامثلة التي يقدمها الماديون الديالكتيكيون- فلا بد من القول إنه معنى صحيح ،وطالما أكده فلاسفة الاسلام وغيرهم , وعلى هذا الاساس يجدر بنا القول إن الحياة صراع ،والعلم صراع، والسياسة صراع، والتجارة صراع ،والحرب صراع ، والاقتصاد صراع ، والاجتماع صراع، وهكذا كل شيء في الحياة هو صراع وكفاح وجدل بين الحق والباطل والخطوة الى الأمام وخطوة الى الوراء.

    صراع الاضداد ،وكفاح من اجل البقاء- لكن الخارج عن هذا الموضوع صراع الاوهام مع الحقيقة صراع الجهل مع العلم هو صراع من اجل الضياع صراع من اجل العودة للكهوف للبادية ، للقبلية والقومية الى الاوهام الفارغة للظلام والتحجر ... والكثير الكثير لا يجيد إلا ان يكون عبدا .

       الروح..

     ﴿أن النفس الكبيرة كالنبتة تخرج من بين الصخور وتقاوم كل الظروف لأجل أن تصل القمة في العطاء﴾ ..

      *_ النفس الكبيرة رغم كل الظروف لا تتغير لأنها أصيلة وكل ما طـال الزمـان تزداد جودة وتكون اكثر جمالاً واكثر صَّفاءً وشفَافِيةَ, لا تعرف إلا الحب والايثار لا تهمها الدنيا كثيراً بقدر العطاء الذي تريد ان تقدمه للأخرين , يقول احد الحكماء : ﴿لا تظن الكره يجعلك أقوى، والحقد يجعلك أذكى، وأن القسوة تجعلك محترماً، فالنفوس العظيمة هي المتسامحة، التي تظل تبتلع حماقات الآخرين وأخطائهم ﴾.

       الحقيقة ..

      قد ندعي معرفة الحقيقة او السير في طريقها ،لكن لم نصل بصورة تامة، وهذا ليس اشارة للتوقف عن البحث ، والحق ان العقل البشري ومهما وصل في العلم لا يستطيع ان يصل الى معرفة الحقيقة في هذه الدنيا إلا بصورة ناقصة ونسبية وشكلية .

هناك في عالم القيامة ستتجلى لنا الحقيقة الكاملة قال تعالى: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ ([6])..

       العقلانية في المنهج .

       العقلانية إخضاع كل شيء لقدرة العقل الذي يبحث في الاسباب والعلل .

والذي يريد ان يفكر عليه ان يسير خلف اهل الفكر والعقلانية في الطرح بعيداً عن فوضى الآراء والتعصب الاعمى لمجرد الفكرة ،ويعد هذا تجاوز وتحطيم للعقل .

والحقيقة هذا المبدأ جاء في القرن السادس عشر قال به الفيلسوف بيكون وكان نمطاً جديداً يعتمد على التجربة والاستقراء بعيداً عن التحليل والتأمل العقلي والتجريدي ،والجدير بالإشارة لم يجعل هذا الامر مضاداً للأيمان بالله ،وانما كان يعتقد ان ﴿البحث الطبيعي للأشياء المادية اكثر ألوهية من البحث في المجردات الفلسفية﴾ .

وبعد ذلك اكمل ديكارت هذا النمط وجعل إشارات بيكون([7]) منهجا فلسفياً جديداً قال: ﴿أن لا أسلم شيئا إلا أن اعلم انه حق﴾  ، وهذه الخطوة الاولى للشك في كل شيء ، قال: ﴿ مهما شككت بشيء فاني لا استطيع ان اشك بهذا الشك الذي يغمرني ، وحيث إن الشك هو لون من ألوان الفكر ، فأنا أفكر ،إذن أنا موجود ﴾.

واعتبر فكرة(الله) هي الضامن لسلامة المعلومات التي يجدها يقينية في نفسه، او هو المانع من أن تكون تلك اليقينيات من فعل شيطان مخادع ،ويقول: الحق انه بدون معرفة وجود الله وصدقه لست أرى أن باستطاعتي التحقق من شيء البتة، اعود الى فكرة الله التي كانت سبباً من اسباب الشك فأجد أنها فكرة موجود كامل، والكامل صادق لا يخدع، إذ إن الخداع نقص لا يتفق مع الكمال ،وعلى ذلك فأنا واثق بأن الله صنع عقلي كفء لإدراك الحق، وما علي إلا أن أتبين الافكار الواضحة ،وصدق الله ضامن لوضوحها..

    والحق ان النتيجة العقلانية في التفكير يصل من خلالها الشخص الى الله تعالى ،وبعبارة اخرى كل الصور صحيحة وانعكاسات صحيحة ،في الحقيقة تتجلى بأشكال مختلفة , والآخر الذي هو بالضد من ذلك يصل الى اللا شيء ، وسبب هذا النزعات النفسية من البعض من التراث المزور من عدم القدرة على فهم الموضوع او التفكير الصحيح تسلب منه القدرة على اكتشاف الحقيقة "".

       العارف..

    ﴿ قالوا : هذا الرجل عارف!, وظهر لي فعلا انه يعرف الشيطان اكثر من الله تعالى ﴾ ([8]).

   العرفان اخلاق ومعرفة وطريق الى الله تعالى وشوق للآخرة , والدجل خلاف العرفان تماماُ بعيداً عن المعرفة والاخلاق وطريق للشيطان, وحقيقة نقل لي احد الاخوة واعتقد بحسن نية ان فلان عارف وقلت لا غرابة العرفاء يعرفهم الناس من اثارهم , وكما أي طالب علم يتمنى لقاء اولياء الله تعالى والاخذ منهم والتشرف بلقائهم , في كل لقاء لا أجد ما قوله صديقي في هذا الشخص بل العكس كان الاقرب الى معرفة الشيطان محباً للدنيا مختالاً متكبراً فخوراً على الناس وعلى خلاف ما يقال عنه.

       الانقطاع..

    ليس المطلوب من المؤمن أن ينقطع عن الدنيا ويعيش في عزلة ليبرهن للناس انه زاهد فيها, وان يقف مواقف السائلين لينال شفقتهم!, لكن عليه ان يكون مستعداً للتضحية بكل شيء من اجل العقيدة والدين والقرب من الله تعالى .([9])

       بداية الخلق ..

      جاء في دعاء الصباح ﴿ يامن دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته، وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته. يا من قرب من خواطر الظّنون، وبَعُد عن ملاحظة العيون، وعَلِمَ بما كان قبل أن يكون. يامن أرقدني في مهاد أمنه وأمانه... ﴾ ([10]) نتعرف من خلال ابحاث الفلاسفة على هذا الموضوع العميق وقد يكون من الصعوبة على البعض فهم بعض المطالب لكن هو لأجل المعرفة وحركة الافكار, وندخل في بحث مهم جداً كيف بدأ الخلق؟ , هذا يجب عليه الوحي الإلهي من خلال كتاب الله الكريم وبيان رسوله العظيم (ص): (كان الله ولم يكن معه شيء، وهو الآن على ما كان)([11]) , وكل ما له بداية له سبب, والكون له بداية وله سبب هو (الخالق)؛ ولإثبات أن للكون بداية، استند الإمام الغزالي إلى دليل الفلسفة والرياضيات، الذي يؤكد أنه من المستحيل أن يكون هناك قِدم لا نهائي من الماضي، أي أن الماضي لا بد أن تكون له بداية , وعندما وضع إينشتاين ([12]) نظريته النسبية، أظهرت حساباته أن الكون إما يتمدد أو ينكمش، مما يعني أنه لا يمكن أن يكون أزلياً، ولا بد أن تكون له بداية , وكان سقراط، وأفلاطون، وأرسطو من المؤمنين بوجود الإله الخالق للكون , وكان ومازال العقل البشري عاجز عن تصور إمكانية الخلق من عدم , ولجأ أرسطو إلى القول بوجود مادة ليست كالمادة، لم تتشكل ولم تكتسب أية صفات وأسماها الهيولى أصل الوجود , وقال بأن هذا الهيولى قديم أزلي، خلق الإله منه الكون.

أي أن دور الإله في عملية الخلق هو تشكيل الهيولى وتنظيمه، وليس ايجاد الوجود من العدم، ولم يبين لنا أرسطو ([13]) كيف وجد هذا الهيولى , وهذه الهيولى ([14]) المادة واحدة في جميع الأشياء في الجماد، والنبات، والحيوان, وإنما تتباين الكائنات في الصور فقط , فالهيولى في ذاته لا صورة له ولا صفة , لذلك يحتاج إلي الصورة لكي تجعله يوصف ويظهر وتتحدد معالمه , فالصورة هي المبدأ الذي يعين الهيولى ويعطيها ماهية خاصة, فالهيولي والصورة لا ينفصلان.

إذ كل موجود يتكون من كليهما, وتسمى الهيولى بالجوهر المادي , فإن الشيء، بما له من هيولي وصورة هو الجوهر ومن الجواهر المختلفة، تتكون الحقيقة , وجوهرة التوحيد ان كل ما في العالم مركب من مادة وصورة وفسّر المادة بأنها (الكوارك) أصغر جزيء وصلت إليه المعرفة العلمية اليوم , وقال بأنه يستحيل وجود مادة بلا صورة أو صورة بلا مادة , وهذا خطأ محض لأن المادة (أو الهيولى) ليست شيئا له وجود كامل (كالكوارك)([15])،وإنما هي قوة محض (القوة التي تقابل الفعل) نثبت وجودها بالتحليل الميتافيزيقي ([16]) وحده لأنها مبدأ وجود أي مبدأ تفسيري لا ندركه بالحواس وإنما نفهمه بالعقل وحده.

       الاعتدال والوسطية ..

     الوسطية والاعتدال منهج رباني ، ونظام كوني إلهي , ومسلك انساني رائع , ونحن جميعاً بحاجة الى هذا المنهج , لأنا بين دفتي الإفراط والتفريط والغلو والجفاء , والظلم والتطرف , ولأجل الوصول الى ماهية ([17]) هذا المفهوم ([18]), وتحقيق الغايات السامية منه , علينا تَجسيد الاعتدال والوسطية والتوازن والتسامح في الخطاب العقدي والتعبدي والفكري والتعاملي والأخلاقي والسلوكي والاقتصادي والإنساني , وكذلك في المدنية والتحضر .

    لكن الحق يقال ان كل هذا غير متوفر , بل اكثر منه الجهر بالسوء والاتهامات الباطلة للغير , والفوضى الأخلاقية , والانحلال الاجتماعي والتراجع الفكري , والركاكة في اساليب التعبير وتشوياً للمعاني الانسانية .

   ظاهرة تنمو بتسارع كبير في اغلب الاوساط , ومن ضمنها دعاة الثقافة والدين , والذي لا ينبغي ان يكونوا على هذا المستوى , لكن اعتقد جازماً ان لهم الدور الاكبر في شاعت الاتهامات على العادات والتقاليد والاخلاقيات والقيم والدين ورموزه , وكذلك الشَخصيات المعتدلة , مرة على شكل شبهات واخرى في صيغة تساؤلٌ مسموم , او تنافس دنيوي حزبي او قبلي او قومي في نيل من بعضهم البعض , مثلا يأخذون من الإسلام جانباً وخلطوه بأفكار الأخرى , او ينسبون اليه الفهم الخاطئ والذي يتحول الى كارثةٌ في التطبيق ، وقصصٌ خيالية لاكتها الألسنة بلا تحَرج ولا تأمل فيها , ظاهرة تكاد ان تكون مزاجً اجتماعي ومظهرٌ طبيعي .

    وبناءً على ذلك ايها الاخوة : علينا ان نقف وكلٌ من موقعه مفكراً باحثاً كاتباً ناقداً اعلامياً موحداً مسلماً مؤمناً ملحداً الجميع له دور في القضاء على هذه الظاهرة نظرياً وعملياً , ومن خلال الحوار التام أو السوي الذي يقصد به الكشف عن الحقيقة المجردة ، لا الغلبة او العصبية الفكرية او المذهبية , وكذلك السخرية من معتقدات الغير , وانكار اعمال الناس فقط لأنها تخالف ميولي واهتماماتي وثقافتي الخاصة .

    ولا أدعي ان كلامي جديد ولم يقول مثله غيري هذا ما افهمهُ من الاسلام , ومن صميم الرسالات السماوية , قال تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ([19]) , قال الانساني العظيم الامام علي (ع) : ﴿ الناس صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق الناس جميعاً .. قاعدة يجب ان نسير عليها ويجب ان تصل للعالم , ومن عمل خلاف ذلك خارج عن الملة , ولا يمثل الإسلام , ولا اعتبار للاسم والعنوان الذي يحمله , الإسلام هو دين الإنسانية والتسامح والمحبة والسلام , ونقول كل من يدعي شيءً لا بد أن تترشح منه آثاره , وهؤلاء القتلة والمجرمين والمتحجرين لا يمثلون الاسلام ولا يمثلون الله وافعالهم تدل عليهم وهم بعيدين كل البعد عن الاسلام ،كما كل العصبات الاجرامية لا تمثل البلد ولا الدين الذي تنتمي اليه.

       الافعال الراقية ..

    ﴿الافعال والكلمات الراقية وسائل لتغير الذات وبناء الانسان﴾.

*_ الكبار والعظماء لا يولدون عظماء بل اغلبهم ضعيف او يتيم او فقير, ويتحدى الحياة وبما فيها من مصاعب  ومن خلالها حقق ما يريد , وصنع نفسه ويكون عنواناَ وقدوة للآخرين كما جاء في المثل  ﴿إن الله يجعل قدرته في أضعف مخلوقاته﴾ ومن خلال الافعال الكبيرة والكلمات الراقية اثبت هؤلاء عظمتهم في رحلة  الحياة , قال توماس إديسون([20]):  (الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا) وهؤلاء العظماء لا يعملون لأنفسهم وهذه قمة الايثار في اعمالهم يقضي كل حياته وقد يخسرها لأجل صناعة الانسان وتقديم له ما ينفعه بالحياة  قال عبد الكريم بكار([21]) : ﴿ كفي الناجحين فخرا أنهم يستطيعون مد يد المساعدة إلى غيرهم﴾.  

       الاكثر تشكيكاً ..  

   ﴿ أكثر الناس شكاً وتشكيكاً بالخلق والخالق من يقضي وقتاً طويلاً في دعوة الآخرين للإيمان دون المعرفة الحقيقية .. ويكون أكثر الناس تعرضاً لتغير قناعاته ومواقفه أذا كانت خلاف مصالحه الخاصة ﴾  ([22]).

  *_الشك حالة البشرية لا يمكن ان يتخلى عنها انسان وهذا الشك بين التصديق والتكذيب الشك , والتعريف العربي القديم للشك: هو ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما, وعرف (الجرجانى)([23]) بقوله: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الأخر عند الشاك..

    والحقيقة ان الشك هو طريق للوصول الى الحقيقة وهو اول مراتب اليقين(الفلسفة الشكوكية) والشك في علم الفلسفة حب الحكمة والسعي وراء المعرفة، كانت الفلسفة الشكوكية أحد أهم علوم الفلسفة ، لأنها تشك في المعرفة الحقيقة، وتسأل إن كانت معلومة أو مؤكدة، لتدفع صاحبها في رحلة لإثبات المنفي, وهناك شك لا معنى له نابع من طريقة التفكير الخاطئ أو الشعور بالنقص قال تعالى : ﴿ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ﴾([24]) .

    يقول أحد الملحدين: أنّه لا يقطع بعدم وجود الله، بل يقول أنّه لم يقم عنده أي دليل على وجود الله، بخلاف الشك الاول الذي هو معرفة وكان على رأس الشكوكيين للمعرفة الفيلسوف رينيه ديكارت من الشك إلى الإيمان يقول : ﴿بحثت في الوجود فلم أجد موجود إلا أنا، أنا أفكر إذًا أنا موجود، وكل موجود لا بد له من موجد، فمن الذي أوجدني، ولا يجوز أن يكون الذي أوجدني أقل مني، لأن لا يجوز أن يقدر الأدنى على خلق الأعلى، ولا يجوز أن يكون الذي خلقني مساويًا لي، لأنه لو كان مساويًا لي، فلماذا لم أوجده أنا، ونكون نحن متساويان، إذًا لابد أن يكون الذي أوجدني أعلى مني، وليس هناك أعلى مني إلا الله﴾ وقالوا  ان أبي حامد الغزالي([25]) هو مؤسس الشك المنهجي، قبل ظهوره حديثاً على يد ديكارت، وكل هؤلاء الفلاسفة الغزالي وديكارت ما يجب لفت النظر إليه هنا أن ديكارت وغيرهم من المهتمين بالفلسفة، ليس الشك لذاته هو الهدف ، بقدر ما كان رائد التخلص من الشك العقيم المتخم باللا أدرية، وصولا إلى اليقين، من خلال اتخاذ الشك منهجا للوصول إلى اليقين ذاته.

   الف لسان..

   ﴿بداخل كل انسان ألف حال وألف لسان, وضجيج يصم الآذان ونزعات قد لا يستطيع أظهرها إلا في الظلام..

*_ قال تعالى : ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ ([26]) قال ذو النون المصري([27]) لبعض تلاميذه, وهو يوصيه: جالس من تكلمك صفته, ولا تجالس من يكلمك لسانه. .. الكلمة الطيبة تخرج من النفس الطاهرة والتي هذبت اللسان وجعلت لا يتكلم الا عن الحب والانسانية والاخوة والايمان .. بخلاف النفس المريضة التي دائماً كلامها ناتج عن الحسد ومن نتائج الحسد الحقد، والحقد من نتائج الغضب والغضب من نتائج الجهل , والجهل من نتائج عدم الايمان وعدم الايمان من نتائج الظلالة .

   تعرف نفسك..

   حاول تغير حياتك وطريقة تعاملك من الناس جميعا .. اذا لم نعرفك أكيد انت تعرف نفسك ...([28])

هذه طبيعة الانسان السوي .

   الاسلام والموجات الفكرية.

    هنا اود ان اعرض لكم الموجات الفكرية التي واجهها العالم الاسلامي منذ مطلع القرن الماضي.

الموجة الاولى : هي موجة الإلحاد المتمثلة بالفلسفة الماركسية.([29])

الموجة الثانية: هي موجة التضاد مع الممارسات الدينية باعتبارها تخلفا عن الحضارة ، وهي نفس الموجة التي قادها الفكر الغربي ضد الكنيسة ، ووصلت بطريقة جديدة الى العالم الاسلامي .

الموجة الثالثة: هي موجة التصالح مع الدين ، وتقديم قراءة جديدة للدين ، وهذه القراءة تحاول وبطريقة واخرى تسفيه الدين وتشويه ملامحه الجميلة ، والافتراء المبطن على كل القيم والقوانين السماوية ، ويعتقد من يتبع هذه الموجة انها مواءمة وتقاربا مع الدين ، والحق هو اجهازا على المحتوى الحقيقي للدين .([30])

وانا اضيف موجة رابعة جديدة والتي تأخذ من كل هذه الافكار بعض القشور وتحاول تسويقها على انها ثقافة وحداثة وتطور ومدنية ، في قبال الدين ، ومنهم من يتخذ دين جديد يناسب العصر الحديث وهي في الغالب في الشرق الاوسط.

الموجة الرابعة: الموجة العبثية او بعبارة ادق الفوضوية ، والتي تتأثر دائما بالخارج وردود الفعل النفسية ، وجعل الدين شيئا تراثيا في متحف بعيدا عن الحياة ، ونوع اخر يلبس الدين ثوبا جديدا كنائسيا بلغة اسلامية ، وتبريرا للذنوب ورفض الدين والتدين الحقيقي ، في قبال التحجر الديني الذي هو الآخر انحدارا فكريا الى الخلف .

وينظر من يدعي هذا الفكر لهذا الوجود لا غاية ولا وعي ولا إرادة ولا معني ولا اهداف مرسومة ، وان كانت ايضا هذه افكار الفلاسفة العبثيين ،وكان صاحب نظرية (موت الإله)([31]) نيتشه بنفي الهدفية والإرادة والوعي في حركة هذا الوجود وصنعه .

وهذه نتيجة للفهم الخاطئ للوجود ، والذي نعتقد ان هناك وعيا وإرادة هي التي تحرك هذا الوجود.

       بناء الذات .

لا تنظر الى أوراق الماضي وما كتَب فيها من آلاُم ووٌحشة , وحق وباطل , وفرًح وحزًن , هي أوراقّ تغير لونها وتداخلتْ حروفُها لن تعود مرة أخرى.

حاول ان ترسم صورة جميلة تبقى بيننا الى الابد ، وتجعلك تشعر بالقوة والرضا عن النفس وعن العمل والسلام والامان الداخلي ..

       رسالة البرزخ .

    هذه رسالتي من عالم البرزخ حدث ان كنت هناك من حيث لا اعرف!؟

حادثة خارجة عن كل الاعراف ولم نقرأ عنها , لكن هذا الذي حدث , قد يكون من الخيال او احلام اليقظة , لكن هذا ما شاهدته , واعتقد ان الكلمات عاجزة عن هول ما كنت فيه هي لحظات اكبر من الساعات والسنين ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ ([32]) ..لم يكن رحيلاً كما الموت الطبيعي .. دخول الجسد الى القبر والروح الى عالم البرزخ , لم امر بسكرات الموت , وشدة نزع الروح التي يصفها جل وعلا بكتابه الكريم : ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ ([33]),كنت بكامل قواي , ولساني لم يعقل ولم اسمع بكاء الاهل والعيال , ولم يكن جسدي محمولاً على آلَةٍ حَدْباءَ, وحتى لم اجد غماً , كان خوفاً كبيراً لأني لا اعرف هل انا في حلم ام حقيقة , خرجت روحي الى السماء والدخول في عالم آخر اظن انه عالم البرزخ ,نعم هو البرزخ.

لم يكن عروجاً بل موت للحظات , ونظرت الى ذلك العالم الرهيب هي اكبر من لوحات بانوراما في الكون , روحي تحلق في السماء , وفجأة هوت الى ذلك المكان , وقعت كما الريشة على الارض , رأيت مناظرً لا استطيع حصرها , وكذلك اعجز عن وصفها, ولا اعرف كيف ﺃﺑﺪﺃ وكيف أنتهي .

كنت خائفاً جداً ؟ .

    حتى توقف ما كنت افكر فيه في الدنيا , وكأني لست انا وارى كل شيء , ونظري اقوى مما كان , يرى كل الاحداث وليس له حد , قلت سبحان الله تعالى : ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ ([34]) وقلت في نفسي من شدة الخوف, هل روحي ستموت الان!؟ , ويبقى الجسد , وانا اعرف ان الروح لا تموت , كنت اتحرك بين جبال كل جبل اكبر من الدنيا , وانا في وادي ليس له بداية ولا اظن له نهاية .

اخذت اسير بهدوء في عالم مهجور ,كل شيء لا يتحرك , وحتى الاشجار متناغمة مع السكون المخيف الذي يلف المكان , فقط صوت الخوف في داخلي , كنت اسير أياماً لم احس بشيء , ليس كما كنت في الدنيا لا جوع لا عطش ولا عجز ولا ملل الا الرعب يرافقني , والخوف يداهمني بين الحين والاخر , احسست بالوحدة والغربة , كثيراً ما اشتقت الى اهلي الى كل الناس حتى الى من كنت في خصاماً معه , كان هناك ليل طويل رغم وجود النهار , حاولت الوصول اليه لكن كان الليل لا ينتهي , وفي هذه الاثناء وانا اغط في خوفاً عميق .. فجأة احسست بيداً على كتفي الايمن !, اقول : لو ان الروح تموت لكانت ماتت من هول تلك اللحظة وذلك الموقف , واذا به رجل جميل الوجه يرتدي البياض , قال لا تخف لا تخف يا اخي انا زميل لك انا الشيخ صالح !! .

قلت له : شيخنا انت الشيخ صالح من انا بالله عليك واين انا ايها العبد الصالح ؟ ابتسم قليلاً , وقال لي :هدئ من روعك انت في عالم البرزخ وانت فلان ابن فلان .

قلت له : شيخنا أنا لم أمتْ بعد ، ولا زال قلبي ينبض بالحياة، ولا زالت الدماء تجري في عروقي، وذاك جسدي المسكين في الدنيا لم يوارى؟

قال الشيخ : نعم انت لم تمتْ انت في زيارة بل في نظرة لعالم البرزخ وتعود الى حياتك من جديد !!.

قلت له : شيخنا انت لا شك تعرفني جيداً , وقد اكون متماسكا لكن ما زلت خائفاً بل مرعوباً , هل انا في حلم ام حقيقة !!

  قال الشيخ : نعم اعرف كل شيء لان الدنيا لدينا جزء صغير , انا معك ولا تخف ثم تلا قوله تعالى : ﴿ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ﴾ ([35]).

اطمئن قلبي وقلت : شيخنا انت تعلم ان الخوف طبيعة بشرية , وانا ما زلت متصلاً بالجسد الذي فيه كل الغرائز , لكن لدي فضول لمعرفة اين الذين رحلوا من الدنيا .. اين هم الان!! ابائنا اجدادنا الاولين , حيث لم ارى إلا انت وفي هذا المكان الموحش الغريب ؟

قال الشيخ : انت الان في مكان في البرزخ تبعد عن اهل الاخرة مسافة قد تكون 500عام وعن اهل الدنيا 1000عام ,وبعد ان تهدئ , ويذهب عنك الخوف سآخذك معي الى مكان يكون فيه خوف وهلع اكثر من ما انت فيه الان , لا يقوى عليه احد , وتحتاج الى قوة قلب , وإلا ليس من مشاهداتك فائدة !, لأنك ستذهب وتروي الخوف فقط , ستكون معي وترى جهنم البرزخ اقل من جهنم يوم القيامة قال الرسول الاكرم (ص) ﴿إنَّ أهّوَنَ أهّلِ النَّار عذاباً يومَ القيامة رَجُل يُوضَعُ في أخْمَص قدَميّهِ جمرتان ، يغلي منهما دماغُهُ, كما يغلي المرْجلُ بالقمقم﴾ , عقد لساني واخذت ارتجف كالسعفة في مهب الريح رغم السكون , والبعد عن المكان الذي يتحدث عنه , نظر الي وقال هذا شيء حسن الخوف من النار قال الرسول الكريم (ص) : وهو حبيب الله تعالى ورسوله الخاتم (والذي نفس محمد بيده، لو رأيتم ما رأيتُ لضحكتُم قليلاً، ولبَكَيْتم كثيراً.

  قالوا : وما رأيتَ يا رسولَ الله ؟_  قال : الجنةَ والنَّارَ) .

    وضع يده على صدري وقال لا تخف انت ما زلت من الاحياء ولا يمسك منها إلا الخوف وقل الله تعالى معي مِمَّنْ أَخَافُ، لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ يا اخي , قال تعالى : ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ([36]).

  قلت : وانعم .. انعم بالله الثقة به سبحانه وتعالى، والتوكل عليه ؛ لأن سبحانه على كل شيء قدير، ولأن الأمر كله لله، والتوكل عليه، واستمداد القوة منه سبحانه (قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) ([37]), واحسست برد دخل في تفاصيل روحي واخذت اهدأ , واتماسك ,لكن مازال الخوف الى جنبي لا يكاد يفارقني وانا اتفرج على المكان الرهيب.

  قال الشيخ: سأكون معك خطوة بخطوة لا تخف ان الله معنا وعد مطمئناً وقل (يا لله) كلمة كافية لتزيل الخوف تماماً ، وتملأ القلب شجاعة وسلاماً, ثم اخذ بيدي وكنا نسير في بين الافاق سنين وسنين حتى وصلت الى مكان كأنها مدينة ولكن الجميع فيها ينتظر الرحيل الى مكان آخر .. وكان في بداية المدينة ارى اشخاصاً اعرف بعضهم وكانوا صفر الوجوه عليهم اثار التعب وقلت للشيخ من هؤلاء ؟.

   قال الشيخ :هؤلاء الشعراء ومن تبعهم من الغاوون: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ ([38]), نظرت من بعيد واذا برجل شاحب الوجه اعرفه جيدا هو شاعر كبير , ولا اعرف لماذا هو هنا , وكان له قصائد رائعة , وسألته عن بعض الاسماء قال هناك مع الافاعي واخر في وادي من نار وسألته عن شاعر كثيراً ما اردد قصائده قال لي هو    هناك يقضي ايامه مع العقارب والديدان والنار التي كلما ذاب جسده عاد من جديد: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ ([39]),وقال لي انظر ذلك الرجل هو ابو العلاء المعري القائل:

يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء

كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء

فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء

إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء.([40]).

  هنا مناظراً لو اطلع اهل الدنيا لماتوا جميعاً , ملائكة بهيئة مهولة واصواتهم كالرعد تهز الجبال وبين ايدهم مذنبون لا يعرفون ما يجيبون , في كل بقعة في هذا المكان كان هناك صراخ وعويل وثبور وعظام تتكسر وأجساد حرقت وحوٌلتْ الى رَمادٍ أسْودْ , ثم تعود من جديد , وما اكثر الحشرات لم ارى مثلها في الدنيا تخترق الرجل وتخرج من الجهة المقابل حشرات من نار , ومن بعيد ارى شخصاً كهلاً وجهه أسود شبه محروق وكان يحرك رأسه ونصف بدنه إلى الامام واليمين واليسار باستمرار ويحدق النظر في الاطراف وينظر أحيانا إلى الأعلى ويطلب العون لا يجد الا افعى كبيرة تلتف على جسده واظني سمعت صوت اضلاعه وهي تتكسر , ولم يبقى منه شيء ويفعل به هذا بين الحين والاخر!.

 واقول في نفسي يا الله سبحانك ما هذا المكان المرعب ؟! وماذا فعل هؤلاء ؟ ومن ثم وصلت الى اخر المكان وكان اكثر ضجيجاً فيه رجال مقيدين بالسلاسل وفيه من العقارب والافاعي والكلاب من نار تنهش بأجسادهم وفي حفرة كبيرة من النار عمقها لا يصله نظري رغم انه حديد قال لي اتعلم من هؤلاء؟

قلت : لا .. من هؤلاء؟!. وما هي جريمتهم في الدنيا حتى وصلوا الى هذا المكان ؟!

قال الشيخ :لك ان تسألهم عندهم الجواب !!؟ .

فعلا ذهبت والشيخ كان معي قلت من انتم وما هي جرائمكم في الدنيا حتى اوصلتكم الى هذا الحال؟!.

قال احدهم نحن الحكام نحن الجبابرة انا معاوية وهذا ولدي يزيد وذاك الحجاج وهناك فرعون وهامان والى جنبهم والدي ابا سفيان وابا لهب وحتى صدام والقذافي كل الطغاة الراحلون القائمة تطول نحن في مكان يقال له سقر مكان في البرزخ مخصص لمقاماتنا (السامية)!!..نحن هنا جميعا ومعنا جميع قتلة الانبياء وأبناء الأنبياء والاولياء والعلماء , انت تعرفنا حتما لان التاريخ كتب عنا وخلد جرائمنا وها نحن في هذا العذاب خالدون , ويقال لنا هذا بداية العذاب !! ويعد عذاباً قليلاً رغم انا نموت الف مرة في اليوم : ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك﴾ ([41]).

   نحن اصحاب الألقاب والنياشين والتي هي ليست لنا ,نحن من اسس منهج القتل والظلم وقطع الرؤوس من اجل السلطان الكل يموت من اجل العرش حتى وان كان من اولياء الله!! ولا احد قبل ولا بعده نحن من افتى لنا وعاظ السلاطين وكتب لنا الوضاعين روايات وحكايات ,هل تفهم ما أريد إيصاله إليك حوادث وقعت قبل مئات السنين نحن نعاقب ويستمر العذاب ,نحن من صفق لنا الجهال وايدنا المتملقين مازال اتباعنا يسيرون على ذات النهج في القتل والطغيان وأظن انك تعرف ذلك هم الان لا يعلمون ما حل بنا لكن عما قريب سيكون هؤلاء معنا , انهم فرحون بالقتل والقتال ويقتلون انفسهم لأجل الوصول الينا حيث نحن السلف (الصالح)!! كما يعتقدون ونحن نتوسل ولا احد ينقذنا من هذه المحنة وهذا العذاب.. هل لك ان تخبرهم بحالنا لان كل ما زاد طغيانهم زاد عذابنا , ونسأل هم يفعلون ذلك اذن لماذا نحن ؟ .

يأتي الجواب : وأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة!! , وسيكونون معنا في هذا المكان بأمر الله : ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ ([42]) انا الان الناطق الرسمي عن هؤلاء الذين تراهم بهذا الحال , هل لك ان تحمل رسالتنا المتواضعة , ونحن في حضرة الملائكة الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.. ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ ([43]) , نرسل الى خلفنا واتباعنا , ونحن بين يدي منكر ونكير اللذان ما أمنا بهم في حياتنا , وهذا ابني الملعون يزيد الذي زاد من عذابنا رغم اني نصحته ([44]) لكنه مجرم لم ينفع معه النصح كان كافراً وسفيهاً وقاتل النفس المحترمة يقول :

ليت أشياخي ببدر شهدوا ...جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهـلوا واستهلوا فرحا ....ثم قالوا يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم.... وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا ...خبر جاء ولا وحي نزل ([45])

    الرجاء منك حمل صور ما ترى , قد لا تستطيع ان ترى يزيد لان منظره مخيفاً رغم انك الان لا تتحمل الوقوف أمامي والنظر الينا اعلم ذلك , لكن خذ رسالتي لأجل العبرة والاعتبار لان هناك من يتشبه بنا واغلبهم طغاة وهم أشبه الناس بنا خلقاً وخلقا , من التجبر والتعالي في الأرض وشراء وبناء القصور الفخمة , لكن ايها العبد الصالح : انت كما ترى تلك الأشياء لم تنفعنا شيئاً بل هي سبب عذابنا الان , كنا لا نعرف الموت او كنا في غفلة , لكن اصابنا مرض وتمنينا الموت من اجل الخلاص من الآلام , لكن ذلك كان شيء لا معنى له من ما نلاقيه هنا انا اوصيك ان تنصحهم إن لا يتمنوا الموت ولا يفرح به, حيث سريعاً ما يكشف كذب الادعاء , فان المصاب بعد الموت أدهى واشد وافظع فهنا مما لا يتصور من وسائل التعذيب التي كنا نستعملها ونطورها ضد الشعوب , هذه الوسائل توجد هنا في الآخرة وفي حفرة القبر الأليم مخصصة لنا نحن الطغاة والمجرمين ومن أمثالنا.

   يا شيخ .. من أين نبدأ الحديث وكيف نفسر لك لان الكلام ليس له طاقة في وصف حالنا وكيف لنا ان نستمر في حفر النيران والأرض تضغط علينا بثقلها والملائكة تسألنا من كل جانب وما إن يبدأ بكتابة كلمة حتى تنهال على رؤوسنا المقامع ,أتعلم ماهي المقامع؟

هي مذكورة في القران ﴿وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾ ([46]) وكل ضربة منها تقتل إلف إنسان , ولكن لا نموت هنا رغم إنا نتمنى الموت , نعم نتمناه ولكن نخشى إن تكون كالموتة الأولى التي تمنيناها ,ثم جاء بعدها العذاب الأليم , وأكثر الأشياء ألما هنا هي أصوات الشهداء والمظلومين , وعذاب دم الذي سفك في كربلاء في ارض الإسلام دم أبناء الرسالة دم سبطي رسول الله وأصحاب النبي صراخ تعذيب السجون كل هؤلاء لهم علينا قصاص ويطالبون به الآن والملائكة أرجأتهم إلى يوم القيامة كل هذا العذاب والآخرة لم تأت والتي يسمنونها القيامة حيث العذاب اشد والقصاص قائم بالله عليك ماذا نفعل هل لنا من نهاية ؟.

وكل هذا يهون , ولكن الملائكة تسألنا من ربكم ؟ .

   وهذا السؤال مرير ماذا نجيبهم إنا نريد إن نقول لهم ما يرضيهم ( انه الله ) ولكن ألسنتنا تقول: أمية هبل مناة عزة فرعون البعث الحاكم فلان والملك فلان والمال وما كنا نعبد دون الله ... ويسألونا من نبيكم نقول مسيلمة , سجاح ,وننكر وجود الانبياء ونكذب الاولياء , ماذا نقول لك وماذا نفعل قل لهم إن يكونوا على استعداد للجواب هنا كل من يلتحق بنا .. كل هذه المصائب في جانب والمصيبة الكبرى الأخرى وهي الأبدية في جانب أخر ,الأبدية هي مفهوم البقاء والخلود هنا بمعنى ابسط إن عذابنا لا ينتهي وأننا باقون فيه إلى الأبد , اقصد نحن مخلدون في جهنم بعد يوم القيامة , وهناك لا مجال للكذب مثل ما يكذب هؤلاء في فتاوى القتل فتوى الظلال ويعتقدون انهم انصار الله !"ونحن كنا نردد هذه الكلمات وهذا حالنا , والمستضعفين اهل الحق ينظرون لنا من بعيد ويقولون : ﴿هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ ([47]).

وفي الجانب الاخر هناك عكس ما كان هنا نعيم وجنات احلا من الخيال , وكم كنت اتمنى ان لا عود الى الدنيا , لكن ليس لي ذلك حسب القانون الالهي , وقال الشيخ هذا جنة البرزخ لكن في الجنة الاخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر , قال تعالى : ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ([48]).

   العلماء قدوة ..

    لا يمكن للعالم ان يتحدث على غيره من العلماء أو يدَّعي ما ليس فيهم , وإلا فهو ليس منه ، وخارج عن العلم ووقع في شباك الشيطان , كل مرجع او من هم مصاديق أهل العلم ديدنهم الاخلاق بل جوهر اخلاق في كل تصرفاتهم وكلماتهم ، واذا عمل او قال خلافها هو خارج وليس لعلمه معنى .

   واذا اعتقد انه هو الافضل او الاكثر علماً او الاقرب الى الحق وغيره لا ، امراً يحتاج تأمل .

وماذا يقول اذا تبين كلامه في غير محله ؟!

.   اشتبهت أو خُدعت، أو لم أكن أعلم، أو ليتني لم أقم بهذا الفعل، أو يقول لو أني استشرت لما وقعت في هذا الخطأ؛ او ﴿المجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر ... الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر﴾ ([49]).

     لأن نفس الاعتراف بالخطأ يتناقض تماماً مع حال اهل العلم والعرفان وموقعه , فاشتباه العالم العارف اشتباه الجميع الذين خلفه , أو يخطئ فإن خطأه يعني خطأ كل من سار على نهجه _ الامام السيد الخوئي (قدس سره) في كتبه عندما يبحث مسألة وكان كلام لاحد العلماء يجد فيه شيء من الاشكال !

يقول : جاء هذا من سهو قلمه الشريف .. ويناقش المسألة .

(قاعدة: العالم لا يتكلم إلا في مصلحة الامة).

       الانهزام الفكري ...

   قد نصل في وقت قريب الى مرحلة كانت موضة في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي , والسبب في عودتها للظهور مرة اخرى وان كانت بصورة تختلف عن السابق , المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية في العراق, وهي عبارة عن انهزام فكري ونفسي ويتبع هذا الانهزام دوامة من الشكوك والتساؤلات الفارغة في بعض الاحيان من أي محتوى علمي.

افكار تتمحور حول خلق الطبيعة من الطبيعة والدين هو المشكلة ، والعمامة هي التخلف وضياع الامة ، وان كان طالب العلم في المرحلة الاولى المفروض يتحمل مشاكل المجتمع وسذاجة الجهال .

  اليوم القضية اصبحت واضحة وهو ان بعض الطلبة يفكر بترك الحوزة وهذه بداية نجاح خطة هؤلاء ومن تبعهم بالأهداف المشتركة من متأسلمين الذي يصرحون وبأكثر من مناسبة ان المرجعية حركة مريضة والى جنبهم دعاة المرجعية وكأن الدين يتوقف عندهم وهم الفرقة الناجية ، وهذا ما نسجه الخيال الفارغ ليدعموا بأفعالهم وخزعبلاتهم هذه التيارات التي تتحرك بأهداف مدروسة للنيل من الدين والمذهب بشكل خاص .

  الحديث مع هذا النوع يسبب الآم وصراع نفسي عميق نتجت منه أفكارٌ متناقضة , ودائماً البحث عن اخطاء الاشخاص , وتحميله فوق طاقتهم ، وتحميل الله والدين المسؤولية ,هذه المرحلة الاولى، والثانية الهجوم والتحامل والقسوة على المتدينين وينعتهم بالرجعيين والمتخلفين مما يجعلني أخلد إلى الصمت إلى أقصى حد ممكن ، ومنهم من كان متديناً او يدعي ذلك وحسب اعتقادي لم يكن لديهم ايمان حقيقي بل مجرد وراثة او تقليد بدون معرفة , يتأثرون بكل ما يقال من أفكار الضالة ويقبلونَ بالخطأ على انه حرية شخصية والفوضى على انها فكر وبحث عن الحقيقة والذات , وهؤلاء نوع من المنهزمين فكرياً ونفسياً ليس لديهم إلا انقاض كل شيء وانكار الحق ومخالفة القوانين السماوية , اسباب هذا الانهزام عديدة واغلبها ردة فعل او الدخول في امر فلسفي لا يتحمله عقله البسيط او المجاملة على حساب الدين والعقيدة .

والعجيب هنا في بلادي اجد كل دعوة مهما كانت علامات الضلالة واضحة , إلا عند من فقد بصيرته على انها هي الحق والحقيقة وهي الطريق الصحيح .

قال أبو عبد الله (ع): (ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يتابعه) ([50]).

       قصور الإدراك..

     النزعة الانسانية في مجال المعرفة عن قصور الادراك الحقيقة بعمق بما هي بذاتها وواقعها ، لكن عندما تتحدث عنها لابد ان تضيف من الذات الانسانية لون آخر .

وبالتالي فإن جميع معارفنا هي معارف ملونه باللون الذاتي وليست بالضرورة متطابقة بشكل كامل مع الواقع ، وهذه الرؤية منطقية وتمثل جانباً من جوانب المعتدلة في النزعة الانسانية , والواقع ان الاسلام كان وما يزال مناديا بقصور المعرفة البشرية عن ادراك الحقيقة بشكل كامل ، قال تعالى ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ ([51]) .

        والحق كل الحقائق التي نشاهدها تستبطن جوهراً خفياً علينا ، وان معلوماتنا في حدود الظاهر لا اكثر ، قال تعالى: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ ([52]) ويوجد غطاء ذاتي لا يسمح لنا رؤية حقائق الامور على واقعها ، ويزول هذا الغطاء عند عبورنا عالم الدنيا ، قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾.([53])

   وقصور الاراك عن المعرفة بالحقيقة الإلهية الكبرى ، وهي الحقيقة المحيطة والمهيمنة والممتدة في كل هذا الوجود ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ ([54])، قال الامام الباقر (ع) في دور الذات في تلوين المعرفة ( كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم).([55])

والنتيجة هنا نقول النزعة الانسانية على محورية الانسان في كل التشريعات الارضية والوضعية او السماوية الإلهية ، فلا يمكن ان تكون التشريعات إلا لخدمة هذا الانسان وتكامله وسعادته .

وهذا مما جعل الانسان الحديث في أوربا يرفض التكاليف الكنسية التي لم تنسجم مع مصالح هذا الانسان وتطوره وتكامله .

قد يقول قائل المفروض يكون هذا الامر في انعتاق الناس من المسجد او الدين بعبارة ادق ، نعم هذا مع دين الخرافة والبدعة والتحجر والتوسع والوحشية والإرهاب دين الخلافة المزعومة" والذي هو ضد مصالح الانسان بل ضد الانسان ، وهذا بطبيعة الحال ليس الاسلام المحمدي دين السماء الذي جاء من اجل الانسان رحمة للناس جميعا موحدين او عبادة اصنام جاء ليخرجهم من الجهل الى العلم قال تعالى: ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾ .([56])

الاسلام الحقيقي يستقبل الفكر بكل إيجابية بل من الافكار المسلمة والاساسية في الفكر الديني ، فالتشريع من اجل الانسان ويجب ان يكون من اجل الانسان ، والانسان محور كل هذه التشريعات.

واذا كان خلاف ذلك يجب ان يخرج من لائحة الاحكام الدينية . وترفع اليد عنه اذا كان على خلاف مع مصالح الانسان .

قال رسول الله  (ص): ﴿لا ضرر ولا ضرار في الاسلام﴾ ([57]) , قال تعالى ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾([58]).

       الاسلام جميل ..

   نطرح في بعض الاحيان مفردات وموضوعات وافكار ورؤى قد نتفق عليها او نختلف ، لكن لا نتقاطع ولا نرفض الاخر بكل ما عنده ، وليس لدينا مشكلة مع العناوين والمصطلحات والمفاهيم وحتى الشعارات.

ايها الاخوة نحن اليوم نقف في قبال فكر يرفض الآخر بكل ما تعني هذه الكلمة وبأرذل الاساليب بعيداً عن القيم الانسانية والمبادئ الاسلامية قمع للآخر وبأسلوب لا يمكن لأهل القيم والاخلاق التعامل بمثله يقول الامام علي (ع) : ﴿والله ما معاوية بأدهى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولو كراهية الغدر كنت ادهى الناس ، لكن لكل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة﴾ ([59]).

وهؤلاء فريقان وان اختلفوا في المنهج لكن يتفقان بالأهداف، الاول خرافة التحجر السلفي الذي لا يصلح إلا للكهوف ، الغدر والكذب والتدليس عقيدة يتعبدون بها ، والثاني دعاة الثقافة الجوفاء والتي أثبتت التجربة على انها اوهام وشبهات أكل الزمان عليها وشرب, واليوم يحاول هؤلاء اقناع الناس من خلال التكرار المُلح لهذه التفاهات مستغلين سذاجة وجهل البعض!!.

    وهنا ومن باب الموضوعية وليس من باب التواضع استطيع القول ان الفكر الاسلامي الحقيقي هو الذي يقود الحياة لأنه يقبل الجميع ، قال تعالى : ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾([60]).

   وفي نفس الوقت لا يستطيع ان يتعامل بنفس الاسلوب الذي يستعمله هؤلاء والذين اقصدهم ، ولا يحتاج المتابع الى مؤونة لمعرفتهم ، علينا مراجعة المواقف بعيداً عن الرواسب وردود الافعال من جزئية هناك او موقف معين او حديث او رواية .

الاسلام الجميل لا يمثله الا محمد وال محمد (صلوات الله عليهم جميعا) .

       مراجعات ..

     متى نجلس في زاوية الضوء ونفكر بصوت عال ونراجع بعض النصوص والتصرفات بل الافكار وما مدى فهمنا للدين والعقيدة بل نراجع بشكل دقيق كل المعاناة النفسية والامراض والعقد البيئية والاجتماعية والتي استشرت في أوصال المجتمع , علينا ان نبدأ بهدوء, ونعرف ما لنا وما علينا وكيف نتعامل مع المواقف بمعزل عن القومية والمذهبية والثقافات الموروثة او المستوردة , قد يعتقد البعض تعصباً انه صاحب الحق وانه المفكر والقومي الوطني بل منه واليه تنتهي المعرفة ومنه تؤخذ الحقيقة , وهذا الجهل المركب حالة يصعب علاجها بهذه الأدوات البسيطة , نحتاج إلى مؤونة زائدة للإقناع , والحوار الثقافي في تشخيص الخلل وايجاد الحلول للفهم الخطأ المسيطر على ذهن ووجدان الانسان منذ بواكير وعيه العام , وما حصل عليه من الموروث التراكُمي حدد له ماهية وجوده الاعتباري، ونوع ثقافته وقناعاته وسلوكه وأخلاقه وحتى هيئته الخارجية , بصراحة الثقافة الرائجة اليوم هي الابتعاد عن القيم والمبادئ بحجج لا يرتقي لها المقام.

 اقول لنفسي وللجميع الثقافة ليس فوضى وحديث بلا معنى ولا قيمة بل رسالة في بناء المجتمع , وكذلك الدين ليس فقط اداء عبادات ووظائف بدون روح, الدين هو   السلام والمحبة والانسانية وبناء الارض حسب القانون السماوي , ولا يدعي الداعي انه وصل الى شيء ما , لكن سأفكر على قدر فهمي ,وقيمة المرء بمقدار معرفته وفهمه .

       الانسانية.

   ﴿الإنسانية إحدى خصائص الإسلام الكبرى , بل هي ركنٌ عقدي وواقع تطبيقي، ومن يقول خلاف ذلك خارج عن الاسلام , لن اقول عنه كافراً لكن ليختار اسماً له غير الاسلام﴾.

  *_ الانسانية مجموعة وجهات النظر الفلسفية والأخلاقية, كل الانبياء والرسل والكتب السماوية هدفهم الإنسانية وهي التي إحدى خصائص الإسلام الكبرى، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾([61]) الانسانية في الاسلام عقيدة ودين يتعبد به لا شعار مثالي ولا استهلاك محلي , قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾([62]) وحديث النبي الكريم (ص) : ﴿لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ  وهنا في هذه الحديث الشريف لا يؤمن احدكم  حتى يحب لأخيه  في الإنسانية مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وهذه عبادة طبعا , والاسلام قبل 1400 سنة كان التآخي منهجه وان يكون المجتمع رباني إنساني اضمحلَّتْ فيه فوارق  الجنس واللون والقبيلة والطبقة , وكان بلال الحبشي مؤذن رسول الله (ص) والامام الحسين (ع) يضع خده على خد احد انصاره جون(رض) ويضع خده على خد ولده علي الاكبر (ع) اشبه الناس برسول الله (ص) منتهى الانسانية وجيل بعد جيل وقد لا نجد في الدول الاسلامية التميز العنصري وخاصة اصحاب البشرة السوداء الذي يعانون التميز في الدول المتقدمة وحقيقة لم ارى احد يجد نفسه افضل منهم او لان العرب يعتبرون عند الغرب الملوّنين , والى يومنا الحاضر هناك تميز عنصري والشواهد والأحداث كثيرة , وحتى ولو كان الرئيس أمريكي من أصول أفريقية وفي أعلى هرم السلطة بالولايات المتحدة، لا ينفي العنصرية التي باتت طابعا مميزاً للمجتمع الأمريكي الأبيض ضد المجتمع الآخر لذوي البشرة السوداء , وتشير الإحصائيات في ارتفاع التمييز العنصري في الولايات المتحدة وفق المعايير الدولية، مشيرةً إلى أن 1 من 4 أمريكيين سود، و 1 من أصل 6 من الإسبانيين يعيشون في فقر شديد، مقارنة بواحد إلى 13 من الأمريكيين البيض، وفق تقرير حديث صادر عن مؤسسة (القرن الجديد).

       الحقيقة ..

     قد ندعي معرفة الحقيقة او السير في طريقها ،لكن لم نصل بصورة تامة، وهذا ليس اشارة للتوقف عن البحث ، والحق ان العقل البشري ومهما وصل في العلم لا يستطيع ان يصل الى معرفة الحقيقة في هذه الدنيا إلا بصورة ناقصة ونسبية وشكلية .

هناك في عالم القيامة ستتجلى لنا الحقيقة الكاملة قال تعالى: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ ([63])..

       دعوة للمراجعة .

    دعوني أقول كلامي لله وللحقيقة وللجميع وخاصة الاخوة الكرام الذين يبحثون عن التنوير او الحداثة او المدنية هذا امر حسن وجيد او حتى الذين يرفضون الدين هم احرار بما يعتقدون , ولكن ليس من العدل ان نستقبح الفضيلة ونستحسن القبيح او ان هناك من يريد ان يجعل الباطل حق والحق باطل ويتجرد من كل القيم والاعراف لأجل الرغبة الخاصة والمنافع الشخصية او اعذار لأجل الانحراف او كما يطلق عليها الحرية والتحرر من قيود الدين, وينقادون لنزواتهم وأهوائهم , ويضعون لها نظريات وفلسفات وسفسطائيات بغرض إثباتها , وهي لا تصمد امام الواقع , ومن المعروف أن هذه الجهات التي تبنّي هذه الافكار أكثر عداء للدين وكل شخص اسلامي اعماله معرضة للنقد والسخرية ويتهمونه بالتخلف والرجعية , وفي قبالها كل اعمالهم في مجال الحرية الشخصية , وهل من الحكمة أن ننتقد الاخرين او نسخر من عقائدهم لانهم على خلاف افكارنا , والمحزن الكثير من الشباب وحتى من تجاوز عمر الشباب يتأثرون بهذه التقليعات , لا اعرف لماذا الإصرار على ربط التخلف والتعصب والإجرام بالدين الإسلامي وهناك الكثير من امثال المتطرفين في كل الديانات والافكار والبلدان , والارهاب لا دين له واكثر الضحايا من ابناء الاسلام , وهنا دليل ان الارهاب هو ضد الاسلام والمسلمين بالحقيقة , ولكن هناك دعاة الثقافة او الانتهازين من المثقفين يعتقدون ان الثقافة هي رفض الدين او النيل منه كما نقرأ هذه الايام من البعض لأجل جذب الإنظار والشهرة وجمع المال والوصول وأولولها اللجوء.

ايها الاخوة الثقافة رسالة كبيرة والمثقف مكلف بإيصالها لأبناء الانسان وصناعة الحياة ولا تقتصر الثقافة على كتابة شعر او ترجمة كتاب او مقال للتمجيد او للتسقيط المخالف للمشروع الذي اتبناها , الثقافة سمو وتواضع ومحبة وتقبل الأخر , الثقافة قيم إنسانية عالية.

للكلام بقية ..

       سبب بأسنا..

    ﴿ إنه من الخطأ ان نعتقد ان الصالحين هم سبب بَأْسُنَا , والدين سبب تخلفنا , ومن يدعي هذا لم نرى منهُ السعادة ولم يصل الى القمر

   بين الحين والاخر نقرأ والغالب للمتأثر بالثقافة الغربية ويشاركه البعض الذي ليس له هدف معين ان سبب شقائنا وتراجعنا الصالحين  , سؤال لكل هؤلاء هل الدين او المتدين يقف ضد التطور والتقدم بل على العكس يحث عليه ويشجع العلماء والمفكرين ’ الهند لديهم الف ديانة والبوذية ديانة هي الاخرى ولها طقوس خاصة كما للديانات السماوية عبادات خاصة والإسلام ديناً صالحاً لكل زمان ومكان، مسايراً لفطرة البشر، مراعياً لتغيرات الحياة، مواكباً للتقدم والحضارة، متكفلاَ بعلاج مشكلات الأمم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحربية وغيرها؛ إلا أن كثيراً من الناس قد ضلوا عن هذا الطريق المنير، وآخرون حاربوه وقاموا بتشويه صورته لإبعاد الناس عنه، وهو ما تسبب في شقاء الكثير من الأفراد والمجتمعات؛ فقد ضمن الله عزَّ وجلَّ لمن تبع هديه ولزم شرعه سعادة الدارين، وكتب الشقاء والذل والصغار على من أعرض وتكبر عنه.

       الاسلام الحقيقي ..

   الإسلام الحقيقي هو دينُ الرحمة والمحبة والإنسانية والسلام والتسامح والتحرر , دينُ الوسطية والاعتدال هذا هو الوجه الحقيقي للإسلام , وقد يظن البعض غير ذلك , وان الإسلام دين القسوة والحرب والقتل والقتال ، والتوسع والإكراه والتعصب , لكنّ هذا الظن خاطئ وغير الإسلام الذي اتحدث عنه واؤمن به بصريح العبارة.

الإسلام رسالة النور والفكر السماوي العظيم جاء لإصلاح الإنسان ولإعمار الدنيا والعمل للآخرة , قال تعالى : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ ([64]) إلى كل الناس بل لكل الخلائق رحمة ونعمة ؛ وصف الله تعالى رسوله الكريم بما يحمل في قلبه من رحمة للجميع المشركين قبل المؤمنين : ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ([65]), وهذا منهج كل الأنبياء والرسل (ع) وهم على نفس الطريق , الدَّعوة إلى الله تعالى وإخراج النَّاس من ظلمات الجهل والضياع إلى الإيمان والمحبة , وهذه الدعوة بالخلق الحسن والحكمة , قال تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ ([66]),وقال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ ([67]), المنهج هو الحوار بالحكمة والموعظة والتسامح وقبول الآخر ,والمحبة للجميع نحصل على النتيجة المنشودة , لا اخراجهم من الدنيا اشلاء مقطعة بسيوف الحقد ومفخخات الغل والكراهية.

   نطرح آثارنا الفكرية والعلمية والأدبية وحتى السياسية , وكذلك النظريات والكلمات وحتى المقالات أمام الجميع , تقديم الإسلام بصورته الجميلة _ محمد (ص) الإنسان ,وعليا (ع ) والرعية , والحسن والحسين التضحية لأجل حياة الآخرين , والزهراء (ع) العفة والفضيلة والايمان , هي صورٌ لذوات في منتهى الإنسانية الرفيعة هم العنوان الابرز للإسلام الحقيقي, ونحن كمسلمين لا اعتقد نختلف عليهم , واما اسلام (لقد جئتكم بالذبح) تحول الى نقمة للعالمين , وهذا خلاف الاصل طبعاً , هذا الاسلام السياسي الجديد الذي اخذ الامة الى منعطف تاريخي , وانبثق منه إسلام القبلية _ اسلام السلطة _ اسلام المصالح الخاصة , ((في قبال الإسلام النبوي الذي رفع لواءه اهل البيت (ع))), وبطبيعة الحال الناس تسير خلف السلطان , واذا كان معزز بحديث مزور عن النبي (ص) : ﴿السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ أَكْرَمَهُ اللهُ، وَمَنْ أَهَانَهُ أَهَانَهُ اللهُ﴾ ([68]), وادوات السلطان الاموال والسوط والسيف , وبهذه المنطق : ﴿ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون﴾ , حقيقة قد تكون مؤلمة على من اخذ هؤلاء قدوة وعملهم منهاج للدين , ويتعبد بأقوالهم ويفتخر بأفعالهم , عليهم مراجعة التاريخ والمنهج بعيداً العصبية والقبلية والمذهبية بعيداً عن المصالح بعيداً عن الاحقاد الموروثة التي زرعتها حكايات المدلسين واحاديث المزورين , وكما قال احمد ديدات : أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله ويشوّه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام.

  النوايا..

    الطريقة الوحيدة لحياة أجمل ان نحب الجميع ولا نحاول التوقف كثيراً في تفاصيل ونوايا الاخرين , ودع الخلق للخالق.

 الدعوة الى الله ..

    يجب أن نعتقد أن الدعوة إلى الله هي الرحمة والمحبة للإنسانية , وكل دعوة خلاف هذه المفاهيم هي الدعوة للشيطان ..

    مَجْيَرَة أُمِّ عامِر ..

     التعامل مع الذئاب من خلف الاسوار اسلم ..ومن يصنع المعروف في غير أهله .... يلاق الذي لاقى مجيرُ أم عامر..([69])

يحكى أن أعرابية وجدت ذئباً صغيراً (جرو ذئب) قد ولد للتو ... فحنت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة عندها .. وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب , وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير , وعادت الأعرابية يوماً إلى بيتها فوجدت الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ...فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن قائلاً :

 بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي *** وأنت لشاتنا ولدٌ ربيبُ 

غذيتَ بدرها وربيتَ فينا *** فمن أنباكَ أن أباكَ ذيبُ

إذا كان الطباع طباع سوء *** فلا أدب يفيد ولا أديبُ

  التعصب ..

        التعصب ظاهرة قد لا تكون جديدة لكن اليوم مختلفة عن سابقاتها , وبكل الاتجاهات الديني أو الطائفي والعرقي أو القومي أو القبلي والاجتماعي والمناطقي والطبقي, واشدها الفكري وقد لا تختلف من شخص الى آخر حيث اغلبهم يتعاملون بذات المفاهيم التي هي بالحقيقة تحجيم العقول , يَدْعُون الى قبول الاخر نظرياً لكن واقع الاكثر تعصباً وقمعاً للآخر , تحركهُم مشاعر الخوف ويبحثون عن مصادر القوة ويمجدونها ويدافعون عنها وخاصة الديكتاتورية ويستخفون بالضعفاء ويميلون الى الكلام المخالف والآراء الشاذة , كثيراً ما تجدهم يتكلمون بالمثاليات لكن هم الأبعد عنها , واغلب هذه الآراء عادة ما تأتي نتيجة الانتماءات الفكرية والنفسية ومن الحقيقة الغائبة التي صنعوها من ظلام أنفسهم , لهم الحق في تزييف الواقع ولوي أعناق الحقائق وادعائهم الحق المطلق , وكل ما عداهُ باطل ,ولا وجود لشيء اسمه الاختلاف او ان الحق واحد لكن له أوجه متعددة , إما أن يقبلون الشيء قبولاً مطلقاً أو يرفضونه رفضاً مطلقاً بغض النظر عن المحتوى وهم اكثر تعصباً من صاحب الافكار نفسه, الحياة بحاجة الى استقرار فكري حقيقي وهدوء بالتعامل مع كل هذه الاشياء وليس معنى ذلك ان نلغي الانتماء لكن لا نلغي الاخر ولا نكن ملكياً أكثر من الملك!..

  الكفر..

   من الكفر ان تقتل انسان من اجل الله تعالى وهو الخالق والقادر على كل شيء .

جاء المتطرفون الإسلاميون لقتلنا جمعياً ..

خرج ابناء الاسلام فقط للدفاع عنا جميعاً

لكن ....المتطرفون الغير الإسلاميون مشكلة ..

  وقفات ..

     المعرفة بحث وتأمل وتفكر في الأنفس والافاق هناك سنجد الحقيقة كاملة لن نجدها في المعبد او المسجد او الكنيسة ولا حتى بين أستار الكعبة, ولا عند السكامونية والرهبان والقساوسة وعند الاحبار والعلماء لان الجميع يبحث عن الحقيقة , وعندما نصل نأمن بها ونُشَيد المَعْبَد الكبير في قلوبنا في ارواحنا , معبداً من الجمال والمحبة والسلام والايمان والامان, ومنهُ الى رَسم معاني الحياة الجميلة , والتمستُ من الله تعالى ان يلطف بي لفهم خفايا الحياة التي لم يستطع أحد أن يوضحها لي, وقررت عندما أجهل بعض الاشياء ابحث عنها في المكتبات , لان غيري الذي وصل لها مر من هنا اكيد ..

والحقيقة المؤلمة ان الناس بل الاغلب منهم لا يبحثون عن الله تعالى في تلك الاماكن _ المعابد والمساجد وعند تمثال بوذا بل يجدون انفسهم فيها كما في الملعب والسفرة او رحلات صيد والحانات ..

  وهكذا نحن عندما نذهب الى الامام الحسين (ع) في مسيرة طويلة نترك الحسين (ع) وتعاليمه في الديار, ويبدأ صراع الغرور والتنافس للوصول الى القيمة ودهنية ابو علي مع النقمة على كل من حولنا من الاشياء وبفوضى واهمة , وعند المساء وبعد اقامت رسم الصلاة مرغماً , يبدأ الشيطان والحديث الذي لا يبقي الاشياء على حالها بل تصلها عواصف الغيبة والبهتان ولا تبقى عمامة إلا ورمي عليها تراب الحقد والتزوير ولا مكان إلا وكان لنا فيه مقولة ملغومة , وطريقة لتقزيم الاخرين وتهميش الحقيقة , وهناك من حاول أن يعيش بدون الله , و النتيجة كلنا نعلمها وهي ان يكون اسرى للهموم والاوهام وعبيد لسراب الافكار البالية .

والحق ان الله جل وعلا فينا بين جنبات القلوب وبين دواخل الانفس, وفي عيون البشر وقلوب الناس, في كل الاعمال الصالحة في حب المؤمن لأخيه الانسان وحفظه غيبته وستر عورته وفي أخلاقنا وإنسانيتنا.

   واخيراً علينا ان نتأكد إن في داخل كل شخص فراغ لن يملأه إلا بمعرفة الله الحقيقي.

قال تعالى : ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾([70]) .

  ثقافة المانشيت ..

    ثقافة المانشيت اعذروني عن هذا التعبير قد يكون فيه إساءة لاحد , لكن هو حال يجب الاشارة له , والذي يستغل هذه الثقافة البسيطة , جهلة أدعياء ولهم غايات قد تكون معروفة والتي لا أشك بعدم نزاهتها, علينا الاطلاع والتأمل في ما نقرأ وما نكتب ونحاول الابتعاد عن الاسقاطات النفسية المنفعلة والتي تجعل نمط التفكير ضيق بطبيعة الحال , وهذا ما نلاحظه في ميدان الثقافة الجديدة اليوم , لا ندعي العلم لكن نتعلم من الجميع , والجهل ليس عيباً، وإنما العيب هو ادعاء المعرفة، سيما إذا كانت معرفة زائفة ، فما من أحد عالم ، إذا عرفنا أن نسبة ما نعرف إلى ما لا نعرف تساوي الصفر.

 الصراع والضياع ..

     يوماً بعد آخر تتعرّى حقيقة افعال البعض ونواياهم المخبـّأة تحت ما يسمى المدنية والثقافة العرجاء والافكار المريضة المطالبة بالانعتاق من رهن العقلانية الدينية الى فوضى التأويلات بحجة تفسير الكون من خلال فلسفة البحث في ماهيّة الأشياء وعلّة العلل, والوهم الذي سيطرَ على عقولهم بوجود الخمول المعرفي او التوقف عن العطاء لدى المؤسسة الدينية والتي ليس لها إلا اجترار الماضي والنصوص السماوية والنبوية والتي اصبحت عاجزة عن بلوغ حاجات المجتمع , وكما انها لا تناسب الزمان ولا تصلح للمكان , وهذه الافكار أنشبت مخالبها في عقول السذج والبسطاء وحتى بعض المثقفين والادباء .

تساؤل ملحّ في ذهني كيف يفكر هؤلاء وهل لديهم معرفة بماهية الدين , وما هو سر البقاء والاستمرار والتحدي وبقوة وزخم غير طبيعي ، وكان وما يزال الحاضر الأكبر في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة , رغم التطور التكنولوجي والفكري والعلمي والعقلي , ومن السذاجة والتدني المعرفي في ما يطرح البعض من اشكاليات حول القران وانه ليس كتاباً علمياً في قبال التطور التكنولوجي والجيولوجي والطب والفضاء ، وهذا هو الفهم الخاطئ للقران هو ليس كتاباً للنظريات العلمية ودقائق الفنون وأنواع المعارف، وانما هو كتاب مقدس ومعجزة سماوية ومصدر الإلهام الروحي للأفكار العظيمة والاشارات المعرفية للكون ومنهج للحياة وصناعة الانسان قيمياً واخلاقياً , وتقويم العقل ليعمل وينطلق في افاق العلم.

وهنا كلمة قد اجد فيها الاعتدال والنصيحة علينا التجرد من انفعالاتنا النفسية ورغباتنا المعلنة والغير معلنة وتدخلاتنا البشرية السافرة في الدين ، ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)([71]) ولا نضع الدين هدف وحجة لانحرافاتنا ومتاهاتنا, وهذا الكلام للجميع مع او ضد علينا ان لا نشوه الدين النقي الخالص بشوائبنا البشرية حتى وان كان لدينا عُقدة او عَقيدة مخالفة .. واقول وبشجاعة انا لا احمل في نفسي عداء للغرب الذي هو اكثر تطوراً منا نحن اهل القران , وليس الخلل في القران ولا في الاسلام , وانما نحن المشكلة الحقيقية في ابتعادنا عن القران وأفقدنا الإسلام فعاليته ودوره في صناعة الحياة .

 الفلسفة البالية ..

    حقيقة هذا الكلام قد يزعج البعض لكن هذه الحقيقة المجردة والتي قد تكون غابةٌ عن البعض , الفلسفة البالية والتي يحاول تسويقها المتأثرين بالغرب ومن ضمن هؤلاء عبد الكريم سروش وتلميذه احمد القبانجي والذي يستعين بفرضيات فكرية من خارج الدين , وينقل فهمه للنص ويحاول بطريقة واخرى التشكيك بالدين وبطريقة فلسفية وهذا واضح من خلال توصيف سروش([72]) : الوحي المحمدي هو الذي نفخ في هذه المفردات روحاً جديدة على اساس محورية الله, فالأدوات ومصالح البناء كانت متوفرة في مجمل الثقافة العربية , ولكن محمداً هو الذي شيد من هذه الموارد عمارة روحية جديدة ...

وهذا التوصيف واضح جداً يريد ايصال فكرة ان الرسالة العظمى هي فكرة بشرية وليس فيها من الكلام الصادر عن الذات الالهية !! وكل هذه المعرفة الدينية أمر بشري , وهذه الافكار وتأويلات فلسفية تبناها هؤلاء وهي سائدة في علم الاديان , وصناعة النقد الثقافي المعاصر , وصناعة نص ينسجم مع توجهاتهم وذاتياتهم وطريقة فهمهم للكون, والاله , والانسان, وان هذا الدين لا يعالج مشكلات الحياة كما يدعي وانه يخص العالم القديم والعرب حصراً , وهذا هدف غير محترم ومشكلة في الدين والعقيدة يريد تحجيم او تقليص حسب الفرضيات المسبقة في عالم الاديان والخاضعة للنزاعات الذاتية والرغبات والاهواء عند الملتقي .

   مثلا ..

   مثلا.. لو عاد الإمام الحسين (ع) وخرج مرَةٌ اخرى الى كربلاء .

ماذا يكون موقفنا منه .؟.. هل ستكون هناك الاعذار_ او التهم الجاهزة _ والظنون والافكار والتردد , او نجلس في ركن الدار وننتظر النصر او يرفع راس الإمام (ع) على رمح طويل , لنقيم العزاء ونذرف الدموع , في نظري اعتقد هناك الف عابس والاف من امثال زهير وحبيب ﴿تحت راية الإمام الحسين(ع) في الحشد المقدس﴾ ([73])

 المآسي..

   من المآسي التي يمر بها المسلمون عموماً والمثقفون والأكاديميون خصوصاً انهم يتخذون من بعض الجهلة قدوة واسوة وعلماء ومفكرين وكلماتهم وسفسطائياتهم نصوصٌاً سماوية , وهنا اقصد الجهل بالمواضيع , وللأسف اجدهم يرفضون الحقيقة وان كانت اكثر وضوحاً من الشمس , ومن المصائب ان هؤلاء لهم ثقة بجهلهم اكثر من العالم بعلمه , وهذا الامر يحتاج الى مؤونة كبيرة للتصحيح المعرفي في الواقع المقلوب الذي ينتج إشكاليات أخلاقية وإنسانية, لان الاول يتخذ من جهله منهاج للتحقيق افكاره , والثاني يُنظر الى من لا يفهم.

  الواقع ..

    يشهد الواقع الاسلامي بشكل خاص والعالمي صحوة فكرية متعددة الابعاد دينية وثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية , وفي قبالها تراجعٌ فكري متعدد الابعاد , الفوضى في الافكار والخلافات الدينية , وهبوط الوعي الثقافي بشكل كبير , وكذلك الاجتماعي شدّة في التعامل والجفاف المعنوي بين افراد المجتمع.

والنتيجة: الثاني اكثر تأثيراً علينا من الاول .

 التوافق مع الذات ..

    حقيقة الحياة أصلية واخرى مجازية , واذا كان الانسان يعيش مع ذاته يكون قد عاش الحياة الاصلية , وحين ما يعيش مستغرباً عن ذاته يكون قد عاش الحياة المجازية الوهمية , التوافق مع الذات هو مصدر السعادة , والاغتراب عن الذات مصدر البؤس والشقاء..

  الاقنعة ..

   القناع الاول : الزيف وهو ديدن المخادعين .

   القناع الثاني: التلون ديدن المنافقين.

   القناع الثالث: عدم الثبوت على المبدئ ديدن المتملقين.

  الانواع...

    هناك انواع من الناس في العالم الافتراضي .

الاول :هو الافضل والاذكى طبعاً يناقش الافكار ويتأمل المعاني.

الثاني: يناقش الاحداث ويجادل بالأمثلة.

الثالث :هذا اقل الأنواع حظاً من الذكاء وأكثر قرباً للغباء , يناقش الاشخاص.

الرابع : يصحح الاخطاء الإملائية ويتتبع العثرات بصمت.

الخامس: يكتب عقدهُ واوَهامهُ وأحَقادهُ على الجَميع.

السادس: هذا نوعٌ لا افهمهُ عذراً لم اصل الى ما يريد واما عنده .

والسابع: نوع بعيد عن كل هذه الأشياء هو لديه من الذكاء والفكر لكن يعَيش في عالم نرجسي كل أفعاله سَنة حَسنة كما يتخَيلُ واثقٌ بنفسه المتضخمة متبرجٌ متصنّعٌ ممثلٌ ويأسر الآخرين بسلوكه.

الثامن : هناك عظماء وورود وشخصيات لها حضور متميز في هذا العالم .

  صراع داخلي..

    كَلَّ إنْسَان فِي داخِلٌهُ صِراعٌ بَيْن نَصْف خَيْر , ونَصْف شَرٌّ, والصّراع قائِم بيْنهما فِي سَرمَديّة لا مَنتهية.

واِعتَقَدَ أَنّ التَدَيَّنَ الصَّحيح بَعيداً عَن التَحَجُّر والتَعَثَّر بالبَدَعَ والخُرَافات لَه الفْضل فِي اِنتِصار الأَوَّلُ عَلَى الثَّانِي.

  الحقيقة المطلقة..

      الكثير منا يعتقد بأشياء ويسلم لها وكأنها حقيقة مطلقة ولا يجب التطرق اليها , بل اصبحت وكأنها جاءت من السماء والذي يناقش فيها يعترض على إرادة السماء.

  الرسالة الاخوة ..

     أكتب لكم ايها الاخوة رسالتي منطلقاً من العقيدية الانسانية الحقيقة بعيداً عن التنظير والانشائيات , وانا اعتقد كلنا أخوة في الإنسانية , ومن نفس واحدة مهما اختلفت العقائد والألوان والأوطان , وهذا المفهوم الرائع يوجب علينا أن نتعامل به مع بعضنا البعض كأخوة في الإنسانية نحترم الحقوق ونؤدي الواجبات , وهذه أرفع معاني الانسانية لمن يرفعها شعاراً , وكما ان الإنسانية قبل التدين بل جوهر الدين وحقيقة الايمان , قال الرسول الكريم (ص) : ﴿لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه﴾ ([74]) , وقال الامام علي (ع) : ﴿الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق﴾ ([75]), ليس لي ولا لك يا أخي الانسان ان تصادر حقي مادام لا يتعارض مع حقوق الاخرين , ولا نفهم الحرية على حَسب الامزجة وأنها ابتذال وتحول الى أداة للنفس الامارة بحجة الحرية الشخصية , ولا نجعل الدين سبب التفرقة والقتل والقتال والارهاب والموت , نعم نحن جميعاَ نختلف في عقولنا في ميولنا في فهمنا للدين ولبعض الافكار دون الاوهام , ويكون محط أنظارنا ومستقر حكمنا هو على ما نختلف عليه , ونحن أصلا مختلفون، فلا تلاقي ابداً كما يفهم المتحجرين الدين , ويرفعون الاسلام شعاراً ويقتلون الابرياء لمجرد لوث من الحقد على الاسلام جاء من اعماق التاريخ , والى جانبهم أصحاب التلوث الفكري والاوهام والحداثة الفارغة وهذا أخطر أنواع التلوث، حيث ينمو بخطوات متقاربة ونرى آثارها حولنا في المجتمع من دون أن ندرك ذلك , السبب في هذا الظروف الاجتماعية والجهل والانحراف الاخلاقي وفقد الولاء والانتماء والتطرف عند البعض , وان كانت هذه الظواهر قديمة , وعادت بثوباً جديد لمستُها عند البعض يظن ان فيها شيء من الثقافة والمكانة والسُّمعة العلميَّة , ليس له إلا التشكيك بعقائد الناس او النيل من التدين وخاصة العمامة ولا يُقِيمون للدِّين وزنًا ,ولا للقيم حرمة , لا لأجل شيء فقد ردود افعال عن حالة ما , او في اتجاه شخص او نوع معين الناس, والنوع الثاني يعتقد بشخص ويلغي الاخرين بل يتطاول دون قيد أو مانع أو تأمل في القول ,وهذا خلاف اللغة الانسانية كما بينا اذا كنا نؤمن بها, ولا نقول عن أهل العلم والفكر أو أهل الثقافة والادب ان لديهم العصمة , لكن لا نتجاهل فضلهم ونظر فقط إلى المَساوِئ التي تقع من البعض مرة خطأ في التشخص أو قاصد وهذا خارج تخصصاً ، أو افترَيْت عليهم من ضعفاء النفوس وما أكثرهم , ومن الظلم ان نبخس حق الاخوة ونضخم عيوبهم أقصد جميع الاخوة في الانسانية , لنجعل الحمل الحسن أكثر فاعلية من السيء , ونجعل المحبة والتعايش عنوان والاختلاف تكامل.

باب السجن..

   ﴿لا يمكن أن تكتسبَ الحرية , وأنت تنتظرُ السجانَ يفتح لك باب الزنزانة ﴾.

*_ الحرية تؤخذ ولا تعطى ([76]) الحرية لا يمكن أعطاها اذا كان دكتاتور او طاغية ويعتقد انه يملك رقاب الناس وهم عبيد له ومهما استعاد انسانيته يوماً لا يمكن ان يهب الحرية كاملة يقول الشاعر أبو القاسم الشابي  : ﴿إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة .... فلا بـــد أن يستجيب القــدر

                                                          ﴿ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي .... ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر﴾ ﴿[77]

الفلسفة بين المعرفة والتطبيق..

فلسفة هي (حكمة) ([78])، واغلب الفلاسفة المسلمين يستخدمونها كمرادف لكلمة (فلسفة) ([79]) والحكمة هي معرفة الله تعالى وأوليائه .

     الحقيقة أيها الأحبة دراسة الفلسفة بلا عرفان قشر بلا لب, وعرفان بلا فلسفة لب بلا قشر..

    وهنا العرفان هو المعرفة والاقتراب من الحقيقة , المشكلة وكما بينا سابقاً هناك من لا يعرف ماهي الفلسفة بل معرفة سطحية مجرد قشور ومن خلاها لا يصل الى شيء وكل وضعنا الدليل أمامه لن يصل اليه، لان من لا يعرف شيئاً لا يصل اليه , وندور في حلقة مفرغة لان خيالنا يشطح فيقيس المادة المحدودة جداً على ما لا حد له , ولهذا نحتاج الى خيال منضبط بالتزامات المنطق العقلي اليقيني من اجل ان يتكون عندنا برهان , وإلا فلا فرق بين الوجود والعدم وبين النفيس والخسيس , وهذا لا يناسب العقلاء ذوي الفكر المنظم , وهذا ليس رداً على شخص معين بل هي محاولة لأجل ان نرتقي في المعرفة , وهذا الملحد الذي يتهم الموحد بالجهل هو جهل لان عدمُ الوجدان لا يعني عدم الوجود.

    هؤلاء الاخوة كما هو الظاهر ليسوا ملحدين بالمعنى الديني للإلحاد ولا العلمي وإنما غير عارفين , بل بالواقع هم لديهم ايمان واقعاً, لكن اعترتهم شبهات وشوشت افكارهم , والامر ليس جديداً , بل كان يعرض لأصحاب الانبياء وكان الانبياء يزيلون غمامة الجهل بدعوتهم للتبصر واستشراف العلم الحقيقي من الفطرة ومرتكزاتها , وهذا الامر مع الوهابية ايضا يتهم الاخرين رغم الحوار والنقاش لا يتغير ابداً إلا ما رحم ربي , مما يعني ان هذا المسلك له علاقة بتشوش الصورة وانعدام الرؤية والافتقار الى المنهج العلمي العقلي اليقيني.

  وقفة تأمل ..

    الكثير منا لا يعرف ان الفلسفة بحر خطير يغرق فيه من يسبح في شواطئه , بينما ينجو من يغوص في أعماقه متسلحا بثوابت اساسية , والألحاد هو خوض سطحي في الفلسفة ممن لا يفرق بين أبسط البديهيات وبين الأوهام والخيالات الباطلة.([80])

 الاصنام..

     كل عبيد الأصنام يتفاخرون بأن ربهم هو الأفضل وصاحب الكرامات !! ولا يعلمون أن الجميع من حجارة..([81]).

قلنا العبيد ولم نقل عباد الاصنام إشارة الى ان هؤلاء عبيد منقادون لأسيادهم - بخلاف العبودية.

وكلمة ربهم الافضل اقصد بها سيدهم والعبد وما يملك لمولاه ،مثل رب العمل رب الحزب ,رب الاسرة.

وقد يختلف هؤلاء العبيد في عبادتهم وانقيادهم لأسيادهم منهم من يقول نعبد الروح التي تسكنها ،وآخر يقول ليس كمثله أحد والثالث لولاه ما كان لنا وجود ..

  طريق الحضارة..

   إن الدين الحقيقي طريقاً للعلم والحضارة , وهناك الكثير من يعرف هذه الحقيقة , لكن يزيغ عنها لأجل مصالحه الخاصة وملذاته الزائلة..

  الحقيقة ..

   قد ندعي معرفة الحقيقة او السير في طريقها ،لكن لم نصل بصورة تامة، وهذا ليس اشارة للتوقف عن البحث ، والحق ان العقل البشري ومهما وصل في العلم لا يستطيع ان يصل الى معرفة الحقيقة في هذه الدنيا إلا بصورة ناقصة ونسبية وشكلية .

هناك في عالم القيامة ستتجلى لنا الحقيقة الكاملة قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾([82])..

  العقلانية في المنهج .

   العقلانية إخضاع كل شيء لقدرة العقل الذي يبحث في الاسباب والعلل.

والذي يريد ان يفكر عليه ان يسير خلف اهل الفكر والعقلانية في الطرح بعيداً عن فوضى الآراء والتعصب الاعمى لمجرد الفكرة ،ويعد هذا تجاوز وتحطيم للعقل .

والحقيقة هذا المبدأ جاء في القرن السادس عشر قال به الفيلسوف بيكون وكان نمطاً جديداً يعتمد على التجربة والاستقراء بعيداً عن التحليل والتأمل العقلي والتجريدي ،والجدير بالإشارة لم يجعل هذا الامر مضادا للإيمان بالله ،وانما كان يعتقد ان (البحث الطبيعي للأشياء المادية اكثر ألوهية من البحث في المجردات الفلسفية) .

وبعد ذلك اكمل ديكارت هذا النمط وجعل إشارات بيكون منهجاً فلسفياً جديداً قال: ﴿ أن لا أسلم شيئا إلا أن اعلم انه حق﴾ ، وهذه الخطوة الاولى للشك في كل شيء ، قال: ﴿مهما شككت بشيء فاني لا استطيع ان اشك بهذا الشك الذي يغمرني ، وحيث إن الشك هو لون من ألوان الفكر ، فأنا أفكر ،إذن أنا موجود﴾ ([83]) , واعتبر فكرة(الله) هي الضامن لسلامة المعلومات التي يجدها يقينية في نفسه، او هو المانع من أن تكون تلك اليقينيات من فعل شيطان مخادع ،ويقول:(الحق انه بدون معرفة وجود الله وصدقه لست أرى أن باستطاعتي التحقق من شيء البتة، اعود الى فكرة الله التي كانت سبباً من اسباب الشك فأجد أنها فكرة موجود كامل، والكامل صادق لا يخدع ،إذ إن الخداع نقص لا يتفق مع الكمال ،وعلى ذلك فأنا واثق بأن الله صنع عقلي كفء لإدراك الحق، وما علي إلا أن أتبين الافكار الواضحة ،وصدق الله ضامن لوضوحها..

    والحق ان النتيجة العقلانية في التفكير يصل من خلالها الشخص الى الله تعالى ،وبعبارة اخرى كل الصور صحيحة وانعكاسات صحيحة ،في الحقيقة تتجلى بأشكال مختلفة , والآخر الذي هو بالضد من ذلك يصل الى اللا شيء ، وسبب هذا النزعات النفسية من البعض من التراث المزور من عدم القدرة على فهم الموضوع او التفكير الصحيح تسلب منه القدرة على اكتشاف الحقيقة ، وللكلام بقية""

  الحرية   ..

    ﴿﴿الحريّة لا تعني أبداً التحرّر من الأخلاق الفاضلة , والأخلاق هي احترام الآخرين مهما كان الخلاف والاختلاف ، والنيل منهم خلاف الأخلاق وحالة متقدمة من التدني الاخلاقي, والحريّة في الحياة والاختيار والتفكير, المقيّدة بقيود إنسانيّة وأخلاقيّةٍ رفيعة﴾﴾ ([84]).

 *_ هناك من يفهم الحرية على انها ابتذال وتراجع اخلاقي بعيداً عن حدود الانسانية ويستخدم هذه المفهوم عشوائياً على خلاف معناه الحقيقي , وبالضد من الحرية نفسها والبعض الاخر يتاجر بالحرية من خلال خلط الاوراق , الحرية والابتذال , والمدنية والانحطاط , والتطور والتدني .

الحرية كما نعرفها وكما هو المفهوم الحقيقي الذي وضع لها والذي يعرفه كل اهل العقل والمعرفة هي المنطلق للأبداع السامي والتطور والمدنية , وكل شيء بلا ضابطة خلاف الابداع  خارج عن معنى الحرية , ومن يدعي ان الابداع ليس له حدود او سقف يحده من الناحية الأخلاقية والقيمية هو ادعاء باطل والقائل مخادع والنوايا الباطنة تريد امر اخر ربما لا يخفى على الجميع , لا احد يعترض على الابداع في حد ذاته , لكن لا اعتقد ان يكون الابداع ابداعاً اذا لم يراعى فيه الفطرة الإنسانية السلمية والذوق الطاهر الراقي , وما طريقة دس السم في العسل ليس امر جديد كان ومازال يمارسه البعض من نصبوا أنفسهم دعاة للحرية في المجتمع وهم نوع من انصاف المثقفين ويؤيدهم زمرة الانحلاليين , وبصراحة اقولها كل الفنون والآداب اذا لم تكن ذات غايات راقية، وتجليات سامية لسنا بحاجة لها, هي ضرر لا نفع فيه بل قد تكون انحرافات نفسية يجب علاجها في وقت مبكر..

 الحرية جمال انساني خالص مرتبط بالفطرة السلمية التي قيدتها الاخلاق والقيم.

الأفكار البالية..

  ﴿﴿ الافكار والاوهام البالية هي حرب على المستقبل من خلال التزوير والتدليس وهدم اليقينيات بالوهميات والسفسطائيات ، واقول وللمرة السبعين ان التحجر الديني والالحاد اهدافهم الخبيثة واحدة وان اختلفت مسالكهم ﴾﴾ .

*_ الشبهات والأفكار والرؤى هي ذاتها قبل 200 سنة لو رجعنا التاريخ بل هي نفسها قبل الف سنة اذا لم تكن تطورت بعض الشيء على يد الفلاسفة اصحاب المدرسة الشكوكية الفلسفية وان كان البعض من الفلاسفة يشك لأجل الوصول الى المعرفة ولا يتخذ من الشك يقين ويرفض الحقيقة التي لم يتمكن ان يصل اليها, وقد وصل لها غيره.

 بين الحين والاخر شبهات وسفسطائيات الملاحدة ومن تبعهم ، قال الله تعالى في حقهم: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾([85]) ومن هذه الشبهات شبهة افتخار الشياطين([86]) وشبهة ابن كمونة ([87]) والرد عليها جميعاً كلام الإمام الصادق (ع) في حديث مع زنديق وكان من قول الإمام الصادق (ع): ﴿لا يخلو قولك انهما اثنان من ان يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكن احدهما قويا والاخر ضعيفا فان كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير، وان زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت انه واحد كما نقول للعجز الظاهر في الثاني، فان قلت انهما اثنان لم يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة او متفرقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا والتدبير واحد والليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الامر والتدبير وائتلاف الامر على ان المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فيلزمك ثلاثة فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين حتى تكون بينهم فرجة فيكون خمسة ثم ينتهى في العدد الى ما لا نهاية له في الكثرة ﴾ .

  الكلام الراقي..

     ﴿ الكلام الراقي والصادق لا يحتاج الى ترجمة ومؤونة في الفهم , إذا كان الطرف الآخر على نفس المستوى والقدرة .

*_ كلمة الطيبة لها الاثر الكبير في بناء الانسان والكلمات لها اهمية في بناء المجتمع وترفعه الى مكانة اخلاقية عالية وراقية , والكلمة الطيبة تَقدم ومدنية وعلم وفكر ودين والايمان حقيقي , للكلمة أهميتَها في دين الإسلامي، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وكل كلمات اهل البيت (ع) هي طيبة ونور في طريق الانسانية قال الرسول الاكرم (ص) ﴿وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ﴾.

 طريق الاصلاح..

     ﴿طريق الاصلاح يبدأ من الذات , ومن ثم تغيير العقليات السائدة في المجتمع , و إلا كل ما نقوله كما الكتابة على الماء. ﴾.

*_الجميع يتكلم عن الاصلاح في المجتمع , هذا امر جداً حسن وجميل , لكن الاهم من هذا حقيقة اصلاح النفس اولاً ومن ثم إلى المحيط .  وكل شخص يعمل على يناء نفس راقية ويبدأ في بناء الذات وصناعة انسان هو الطريق الامثل للإصلاح المجتمعي .

  الصداقة..

        ﴿ الصّداقة مواقف وذكريات تبقى محفورةً داخلنا , جميلة كانت او مؤلمة نشتاق لها دائماً ...

*_ الصّداقة الحقيقة كما العلاقة الارحام لا تنفصل الاول علاقة دم والثاني علاقة روح والصديق هو صديق مهما طالت المسافات أو قصرت لا تتغير حقيقتها , وهناك اصدقاء اللقاءات قليلة معهم بحكم الزمن ومشاغل الحياة لكن هم الاقرب ولا توجد فرصة للقاء إلا وهم كانوا الاول هو كما هو  على العهـد  كما كانت قلب كبير لا يعرف الا المحبة, الصّداقة الحقيقيّة ليست بطول السّنين، بل بصدق المواقف.

  الفكر المفخخ ..

   الاسلام والعالم اليوم بين فكي الاسلام المتشدد (الاموي) وبين المدنية والدمقراطية وحقوق الانسان والمجتمع المدني والرفق بالحيوان الشعارات التي يتشدق بها البعض كذباً, وخُيّل لكثير من الناس ان هذا هو الحق والانسانية بمعناها الحقيقي , ونسمع كيلاً من الاتهامات الباطلة على الدين وخاصة الاسلام وانه السبب الرئيسي في انتشار الحروب والدماء والتخلف والهمجية .

علينا ان نعيد البحث بتأمل ودراية في الامر الثاني ومراجعة التاريخ من جهة اخرى لنصل الى نتائج في الامر الاول , ولا نضع حاجزاً يغلق عقولنا ونتخذ من الرواسب المتراكمة على انها من الثوابت وندافع عنها بدون النظر الى الحق والباطل , التاريخ الاسلامي والشعارات المستوردة بحاجة الى اعادة نظر .

الاول :نحاول معرفة من يمثل الاسلام ؟! هل الخلافة والمذهبية والفتوحات الاسلامية والتكفير والاغتيالات والتفخيخ ؟! , ونحن نعرف ان كل هذه دوافعها ونتائجها الوصول للسلطة باسم الدين ولأجل مصالح الحكام والمنتفعين , وهي اموراً بعيدة عن الاسلام ,وكان لها الدور في تحريف وتسخر الدين من اجل خدمة السلطان الذي وصل للحكم بمظهر رجل الدين وتحت عنوان الصحابة والتابعين , والنتيجة يكون الدين هو الضحية , ومن الاجحاف ان نضع علياً (ع) في نفس الصفة والدين مع معاوية او الحسين (ع) مع يزيد وعمار ابن ياسر وقاتله , والنظر لهم بنفس المنظار والحكم ((اجتهد فأخطأ فله أجر !!)) وبالتالي نحكم على الدين والاسلام وهذا مضحك مبكي.

 الثاني: الجماعات مسلحة داعش القاعدة والنصرة المستهلك الكبير لبضاعة الشركات المنتجة للأسلحة في العالم , وللعلم من ضمن أكبر عشر شركات عالمية لصناعة السلاح في الولايات المتحدة .. وزاد الطلب العالمي بشكل مطرد على الاسلحة , وارتفعت الاسهم الى 9.3% وهذه الاسهم ملك ابناء تلك البلدان والارباح نتيجة دماء الاطفال والنساء والابرياء في العالم وخاصة المسلمين , وهذا لا يحتاج دليل لأنه من الواضحات استخدام أسلحة الغرب لقتل المدنيين بالعراق واليمن وفلسطين والجزائر ولبيا وو...

  وما اكثر المظاهرات والشعارات والمؤسسات التي تنادي بحقوق الانسان والمناهضة للعنف والارهاب , وهي ممولة من تلك الشركات العالمية للأسلحة.

وكما المثل المصري : نقتل القتيل ونمشي بجنازته.

الكلام ليس اطلاقاً هناك الكثير الكثير من الاخيار وهلاً للإنسانية والعطاء .

   الانسانية جوهر الدين..

    اختلافاتنا ونزاعاتنا المسّتمرة بمناسبة وبدون مناسبة هي المشكلة الكبرى , وهي التي اوصلتنا الى ما نحن فيه , وجعلتنا نتراجع الى الخلف في كل شيء فكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى انسانياً , ووضعتنا هذه الاختلافات في قفص من الوهم غير قابل للترميم , وخلفَ قضبان هذا الوهم تُصَنع الرَذيلة وآلهة التخلف والجهّل.. لا إكراه في الدين والفضيلة وان كانا هما جوهر الانسانية التي يدعيها البعض وكأنها خاصة بهم , وفي الواقع لا وجود لها إلا في المقالات والشعارات .

اقول: كل الاختلافات لا تلغي الانسانية ومعناها الحقيقي , ولا دين بدون الانسانية ولا اعتقد تستقيم القيم بدون الدين والانسانية .

بصراحة ..

     ﴿ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ.. ﴾؟([88])

    ولا يعتقد أحداً ان الشمس بحاجة له أو الظلام ينتهي عند رحيله ..

كما قالوا في قصة حنون : ما زاد حنون في الاسلام خردلة....ولا النصارى لهم شغل بحنون ..

الدين معاملة..

      ﴿ نقل ان احد الاخوة دخل المسجد في غير عادته حيث لم يعرف عنه الصلاة في المسجد , واذا بأحدهم النوع الذي يعتقد انه راهب المدينة قال له : ماذا تفعل بالمسجد ؟!! .. قال الرجل : إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها.. وهذه اول مرة واعتقد الـأخيرة !!

*_  الدين المعاملة والاخلاق, والطريقة الافضل والامثل في نشر الدين وتبليغ رسالة الاسلام بالعمل والسلوك الفرد  ، فكثيرٌ أولئك الذين يدعون ان الدين هو ميراث او هم الامناء عليه يؤدون شعائر والفرائض بطريقة جميلة ، ولكن لو نظر إلى سلوكهم وتعاملهم مع الناس خلاف كل الشعائر والدين , والتناقض بين العمل والسلوك وهذا خلاف الدين الحقيقي , وكما ذكر في متن (الرجل الذي دخل للمسجد لأول مرة ويريد الصلاة , لكن الذي كان في استقباله النوع الذي يعتقد هو صاحب الدين ولا يصلح الا له او من يرضى عنه الامناء , وهذه المواقف حقيقة دائماً يتعرض لها الشباب عند دخولهم للمساجد او حتى بعض المجالس , وللعلم اغلب هؤلاء عندما يريد ان يتحدث ينقل قصة الامامين الحسنين (ع) والشيخ الذي لا يحسن الوضوء وكانا (ع) آنذاك طفلين صغيرين وكنا تعلمهم للشيخ  درس من نور كتبتها بالأحرف من ذهب.

 الاوهام..

    هناك أوهام يعتقد البعض انها أفكار , وتَعلق بعقل الفرد ولا تكاد تنفك عنه إلا بمشقة ، وتؤدي به إلى القلق واليأس ، ويكون هذا الواهم سلبياً في أغلب الاحوال , ويدعي أكثر من الواقع , ويقول أكثر مما يفعل , ويحَمل المَجتمع فشله , ودائماً نظرته تشاؤمية للمستقبل .. انا وانت وغيرنا الكثير نفكر ونبحث في اعماق الروح لأجل الوصول الى الحقيقة لا لأجل الابتعاد عنها .

  ثقافة الاختلاف ..

     اختلافاتنا السيئة هي المشكلة الاكبر , وهي التي جعلتنا نتراجع في كل شيء , وإلا لماذا اذا اختلفنا فكرياً او عقائدياً او سياسياً او مناطقياً وعشائريا نرفض الاخر بكل ما فيه؟!.. علينا ان نضع حداً لتحكم البيئة والمحيط فينا , ندعي أم نحن فعلاً أهل الكرم والنخوة والولاء والسلام والاسلام والانسانية علينا ان نقف مع أنفسنا ونراجع هل نحن مع القبيلة في نزاعاتها أو مع الحزب والتسقيط  الاخرين , او مع المنطقة نرفض الاخرى , وأنا فارغ من الداخل .

هل نجد حركة اصلاحية تقوم على أساس العودة الى الذات , ورفض كل هذه الثوابت الوهمية التي هي بعيدة عن كل مفاهيم الدين والانسانية , وهذا ليس نقداً لشخص معين أو جهة بل هو لنا جميعا وأنا أول القوم.

الاختلاف تكامل , الاختلاف بناء , الاختلاف رحمة , الاختلاف جمال , الاختلاف سنة إلهية قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ , إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ ([89]) نختلف لأجل ان نتكامل في بناء ثقافة الحوار وقبول الآخر لأجل الوصول , اعرف ان مراحل هذا الطريق صعبة ووعرة , لكن علينا ان نبدأ ونحاول.

  الانفتاح الفكري..

     نحتاج الى الانفتاح الفكري والثقافي على العالمين الشرقي والغربي, والانغلاق على الاخلاق الاسلامية الحقيقية لأنها مفاهيم صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان.

 الفَضِيلة..

   ﴿نحن بحاجة كبيرة لنشر الفضيلة في مجتمعنا , والفضيلة ليست فقط في المسجد بل في كل مكان في المدرسة والسوق والملعب وساحات القتال ..

الانسانية والمحبة والتعاون وقبول الآخر تلك هي الفضيلة.

*_ الفَضِيلة الدَّرجة الرفيعة في حسن الخلق ، ونقاوة للروح والارتفاع فوق مستوي الذات , وهي عكس الرذيلة بل لا تجتمع معها في نفس واحدة , وهذه النفس الفاضلة تكون اعلى من مستوي اللذة المادية ويخرج الانسان الفاضل عن دائرة ذاته، ويعيش لغيره , والفضيلة ليست شعار يعلق على الجدران  بل هي حقيقة تكتب بمعاني الاخلاق على صفحات الروح وترى في الطبع , والفضيلة ليس لها مكان محدد ولا زمان معين , لا تقف عن حد معين هي الطريق الصحيح نحو الكمال.

واول مصدر للفضيلة هو المعرفة , ولا يعتقد احدكم ان الجاهل يسعى للفضيلة هو يجهل ما هو مصيره والى اين والى متى ولماذا , وجاهل بما يفعل من رذيلة والتي هي اشد سلاح لقتل الفضيلة بالنفس لا اقصد هنا الجاهل الذي لا يقرأ ولا يكتب إنما الجاهل في معرفة الحقيقة الإلهية , الملحد جاهل عن معرفة الحقيقة ,والمنحرف جاهل لأنه ضعيف الارادة والمذنب جاهل لأنه لا يعرف ما هو ضرر الذنب... الفضيلة تتكامل اخلاقي في المجتمع , والمجتمع الذي تكون فيه الفضيلة اكثر من الرذيلة هو الاكثر معرفة وتطور .

  الهاوية..

    نحن نقرأ ونفكر احياناً , لكن تأخذنا الى الهاوية بعض أقوال الجهال وتخبطاتهم.

وجهة نظر..

    قبل أن نبحث عن الجانب الطيب والانساني في غَيرنا , علينا ان نجَدهُ فينا .

  نحو الله..

     الخطوة الاولى نحو المعرفة تخلص القلب من أي حب لغير الله , والوصول بالروح الى درجة الإحسان فتصبح الدنيا عندك لا تساوى إلا قارب تبحر به لرضاء الله. .

البصيرة..

      البصيرة هي عين الروح لإدراك حقائق الأشياء , لن ترى الخالق بالعين فلا تؤذي عيونك .

قادم الايام..

       آه لو نعرف ما تخبئ لنا الأيّام والليالي , لما تكبر البعض على الآخر, ولم يظلم احداً , ولَا نلتقي إِلَّا بالابتسامة والمحبة , ولَا اختلاف ولا قضية , ولَا شعارات كاذبة باسم الحرية , ولا ظل الله في الارض , ولا سلطان وجواري ’ ولَا قطيع من العبيد لَا يعرفون غير هزِّ الرؤوس والأذناب .

لكن .... لا نعرف ولن نعرف !!!([90])

زراعة الورد..

     شيء جميل زراعة الورد في ربوع الحياة , والخروج من صحراء الكراهية والانانية والطغيان .

  التجديد..

     التجديد في الفكر لا يعني رفض الماضي بكل قيمه , وقبول والحاضر بكل ما فيه ..

 الاسلام..

    الدعوة للإسلام بالأخلاق المحمدية , لا بسيوف الحقد الاموية .

 المؤمن الحقيقي.

   المؤمن الحقيقي يتعالى عن قيم الأرض إلى قيم السماء، ويترفع على حواجز المصلحة والانانية واللغة والعنصرية والقومية والمذهبية والحزبية والقبلية والعائلية _ اعتقد سيصل الى مقامات العارفين , وله القدرة ان يمر على الماء، ويطير في الهواء , ويشفي المرضى .  

   قيمة الاشياء..

    هناك من يرهن كل وجوده لأشياء لا قيمة لها , ويعتقد انه في طريق الاصلاح وسيكون يوما رمزاً للثائرين .

حرب المصالح..

الحرب على الاسلام والدعوة الى المدنية كلام باطل وليس له شيء من الواقع , بل هي معركة بين المصالح الخاصة للدول , ورغبات البعض التي لا تنسجم مع الدين .

  القدوة..

     كثيرا ما نخدع انفسنا بأشياء لا وجود لها عند البعض ونتخذهم قدوة وقادة , وهذه من اكبر مشاكل مجتمعاتنا الشرقية ..

 خلف اسور القلب..

    في متاهات الزمن كنت انظر اليك من خلف اسوار القلب وانزف اياما , وبصمت هدرت اشيائي الجميلة ..

  الإسلام ثقافة فوق الزمان والمكان..

     امور كثيرة تطرح هذه الايام مرة على شكل شبه واخرى على شكل سؤال أو تسأل مبطن وليس لنا عليه تعليق سوى النظر والسكوت مرة لعدم الحصانة الثقافية أو عدم القدرة على الرد لأسباب خاصة حيث أن هذه الشبهات تستميل الطباع الإنسانية التي تميل إلى التغير في العادة, وكذلك العناوين التي تطرح جميلة ومثير كالحداثة والعالمية والمدنية والتطور والانفتاح واطروحة اصلاحية الحياة الفكرية والاجتماعية والى غيرها من هذه الامور .

اقول وبصراحة نحن امام هجمة الشرسة والتي وردت في ظاهرها التحضر والتقدم وتخفي في داخلها الانحطاط تحت عنوان التحرر الفج من كل القيم والمبادئ الجميلة الاصيلة التي تخلق بها مجتمعنا , والكل يدعي الانسانية شعارا لكن في الجانب الاخر يدعم دول الارهاب ازدواجية بالمعايير أو الكيل بمكيالين, وصريح القول أن هذه الشبهات تقول أن الدين طوق يحدد الحريات ومخالف لحقوق الإنسان , واماته للأحاسيس والغرائز الإنسانية والتي اودعها الخالق فيه!!.

ولطالما استنكرت بوجه خاص تلك الشبهات التي تطرح عن ثقافتنا الإسلامية والإسلام هو الملجأ الوحيد الذي يعود الكل إليه بعد الملل وعجز الثقافات الوضعية التي تطرح هنا وهناك والتي اصبحت مساحتها البؤس الاخلاقي الشديد والنزعة المعادية لكل ما هو جميل.

والدعوة في العالم اليوم تدعوا إلى احادية الثقافة وايدلوجية الإسلام في فلسفة وضيعة جديدة مرنة لها القدرة على الاستيعاب مشاكل العصر على كل صعيد , وتخفيف الحدود الاسلامية بغيرها وتحويل الخطاب إلى اخر ادق واكثر شمولية، وهذه الثقافة مبنية على اغتيال العقول والنفوس ومعادات الخط المعتدل الذي جاء عبر دستور سماوي، وعبروا عنه انه لا يتوافق مع التقدم والتحضر الحاصل في العالم وتسطيح الثقافات الإسلامية وصياغتها على نمط جديد يكون مقارنا إلى الثقافة العالمية التي تدعوا الى الحريات بأنواعها ,ورفع الحدود التي جاءت بها الدساتير السماوية، وهنا لعدم فهم تلك النصوص أو أنها غير صالحة لهذه الفترة والوقت. وبعبارة أخرى تفريغ الإسلام من محتواه الحقيقي.. والذي يشتمل كل الحقوق والواجبات عبر القوانين تتحقق بالكمال والشمولية لكافة الموجودات في كل زمان ومكان , فاليهودية جاءت لفترة معينة لها خصوصياتها ومشاريعها والمسيحية لها غايتها التربوية والتهذيبية وكذلك الإسلام جاء لمهمة معينة ووقت معين كما تبين تلك الثقافة والفلسفة من طرح تلك الشبهات أو التساؤلات.

    والحق أن الإسلام يختلف (كايديولوجية) عن سواه من الآيديولوجيات الدينية والوضيعة بشمولية وعالمية ومواكبة واستيعابه التطور ومشاكل العصر حيث هو هدى ورحمة للعالمين وصياغة حياة المجتمع الإسلامي على اساس الهداية الربانية وانعكست هذه الهداية على مختلف الجهات المعنوية والمادية والهيكلية والتنظيمية فردية واجتماعية , ولو توفرت الايديولوجيات على خصائص عالمية وشمولية وكلية لغيره لما كان داع لمجيئ الإسلام , والفلسفات الوضيعة تطرح اهداف عالمية زائفة وغير حقيقية أو عاجزة عن تحقيق اهدافها وفشل واندثار الايديولوجيات الوضيعة كالماركسية وغيرها دليل واضح على عجز هذه الايديولوجيات عن الاستمرار والعطاء ومواكبة العصر حيث أن معظمها لم تقم أكثر من مئة سنة واما الإسلام فلا تزيده الايام ألا تألقاً ولا يزداد الناس به ألا تعلقاً.

وتوفر صفات الاستمرار والعالمية والشمولية فيه بحكم ربانيته المتصفة بكل صفات الكمال، وهو المرشح اليوم لقيادة العالمين والاختلال العالم نتيجة اعتماد على المفاهيم القومية والوطنية والفلسفات الوضيعة وهذا الاختلال يؤكد حاجة العالم إلى ايديولوجية جديدة غير بشرية واحسن بديل هو الإسلام، حيث أن البنية الإسلامية السماوية وضعت على أسس الحياة العقلية دون الحياة الاحساسية ودون الاماتة لها ونظمتها بقانون وأصبح هذا القانون فطري لكل مسلم , وهو اصلاح عقلي في السنن الاجتماعية دون ما تهواه الاحاسيس ومتجذب إليه العواطف وترغب به الغرائز على موازين الحق وتعطي الفرد قيمته وتربطه بالمجتمع من خلال أنظمة وعلاقات دقيقة ومحدودة تبني شخصيته وتسمو بالمجتمع المتطور.

وهذا الكلام عن الاسلام الحقيقي الاسلام العلوي اسلام الوسطية والاعتدال , والاسلام اليوم بالراية السوداء الذي يدعيه هؤلاء القتلة المؤجرين او ما يقابلهم من دعاة الانفتاح ليس اسلاماً بل ظلم للإسلام , بل هو فكر سياسي تحول الى عقيدة عند هؤلاء الاعراب الذين هم اشد كفراً ونفاقاً..

  قراءات خاصة ..

   هناك كاتب نجده غاضباً في طرحه وكلامه بعيداً عن المنطق , يحاول وضع اشياء من خياله لأجل انجاح فرضيات تناسب ميوله الخاص ومن منطلق مادي بحت بعيداً عن الكمال الانساني وعالم السماء وعالم القيم والمعنويات , ويتفق معه جمع من الغاضبين حيث يجدون في كلامه نكهة لذيذة ونوع من التنفيس ، وخاصة عندما تتآلف مع ما في داخلهم من رواسب ، بغض النظر عن تناقضاته وتخبطاته وأغلاطه التاريخية , والافتراضات المسبقة على اي موضوع وإهدار وهدم لكل ما هو مقدس تحت شعار النقد بطريقة تهدم كل شيء تقريباً .

   وفي الغالب يسلط عباراته على الله مرة وعلى الدين اخرى وخاصة الاسلام , وهذا نتاج فهمه القاصر وتبرير لأمور معينة مما تجعل منه يقتطع من النصوص والاحداث بما يناسب اهدافه الشخصية , ويبني حكمه على كل ما حدث في التراث الإسلامي في انتقائية ظالمة , والتي هي اجتهادات سياسية على خلاف الدين , ويتناسى الاهداف السامية للإسلام كالمساواة والإنسانية والتكامل مع العالم بكل شيء جميل بعيداً عن العنف والجاهلية والتحجر ...هكذا افهم الاسلام ..

 السقوط ..

   لا تفكر بالسقوط وانت تحاول الصعود , وعندما تصل الى القمة لا تفكر إلا بشيء واحد لا يغيب بعد رحيلك هو: ﴿صنع الخير﴾.([91])

  البحث عن الاسلام !!!

     البحث عن الاسلام الحقيقي في وسط هذا ركام من التاريخ المزيف والمذاهب والتيارات والحركات المتعددة والأحاديث الموضوعة وتحريف النصوص , اضافة الى الأقوال والافعال الغريبة التي علقت بالإسلام الكثير من الشوائب التي غطت على معالمه السامية وموهت على حقيقته العظمى وقضت على ملامحه الانسانية الجميلة واهدافه السماوية الراقية حتى أنه تحول إلى إسلام آخر غير ذاك الإسلام الذي ورثهٌ الحبيب محمد (ص) للأمة.

واعتقد جازماً ان كل علماء الامة والمصلحين والباحثين والمفكرين والخطباء وحتى الادباء والشعراء لن ولم يستطع احد منهم تغير الامر والعودة الى الاسلام المحمدي الاصيل ,ورفع كل هذه الشوائب وتوحيد الانسانية في طريق الاسلام والسلام.

الامر يحتاج الى محاولة فهم النص بمعزل عن التراث المذهبي والتعصب الديني والخروج من دائرة وهم الانتماء العقائدي الذي كان على اساس سياسي لا ديني , ونقرأ الاسلام من جديد بطريقةٌ طابعها الوسطية والاعتدال.

  وهنا نتيجة تدل على فرضية ان الأمر يحتاج إلى رسول جديد لعودة الاسلام مرة اخرى ويصحح الاخطاء ويثبت الحقيقة , وبما ان الرسول (ص) هو الخاتم اذن حقيقة المصلح العالمي الامام القائم (ع) هي التي يجب ان نعود اليها. ([92]).

  تغير الصور..

    نحنُ أحياناً بل في الغالب نعيشُ داخلَ إطار معين, ونعتبرٌ انفسنا جزءاً منهُ , ولم نحاول الخٌروج أو تغَير الصوٌرة , بل نستسلم له ونغرق فيه ونعتاد عليه ..

وإذا لم تجد من الماضي غير آلام فبين يديك اليوم وغداً , ولا تحزن كثيراً على الأمس فهو لن يعود ابداً ..

  المستمع..

       لكل حديث مستمع , وانت لم تكن من الذين له القدرة على الاستماع , فلا تتهمني بالغموض , والكلام الفارغ.

 الحَقيقة..

علينا نبتعد عن نزعات الاتهام والعدو الوهمي والذي لا وجود له إلا في العقول الصغيرة التي تقول ان العلماء ورجال الدين او المتدينين عموماً هم أعداء الحَقيقة!! ويحاربون الباحثين عنها ,وهذا خلاف الواقع قد يختلفون بمعنى الحَقيقة, الاول عنده واضحة ويحاول الوصول اليه , والثاني يذهب بالتجاه المعاكس.

  بناء الذات ...

     لا تنظر الى أوراق الماضي وما كتَب فيها من آلاُم ووٌحشة , وحق وباطل , وفرًح وحزًن , هي أوراقّ تغير لونها وتداخلتْ حروفُها لن تعود مرة أخرى , حاول ان ترسم صورة جميلة تبقى بيننا ..

  تأملات ..

     منذ زمن بعيد وانا اتابع البعض من خلال كلماتهم وتصرفاتهم يعتقدون ان الانسان هو أله الكون والاول والاخر والظاهر والباطن , فلا سلطة فوق اردته , ولا حقيقة إلا من خلاله , ولا قيم اخلاقية إلا ما تمليها مصالحه , ولا سعادة إلا من خلال اشباع غرائزه .

ولكن سرعان ما سقطت أقنعة هذه الألوهية الزائفة , واكتشف انه اصغر مما كان يتصور , وانه ليس هو كل الحقيقة , وان الوجود اكبر منه , والحقيقة فوقه لا تخضع لإرادته .

     وانقطاع الانسان عن عالم السماء , وعالم القيم والمعنويات , ولا يفكر إلا بذاته , وبفردانيته وانانية كبيرة لا تفهم اي شيء سوى نفسها , وقطع كل الخيوط مع عالم ما بعد الدنيا , حيث الامل بالسعادة المطلقة , والحياة الابدية , بحيث لم يعد هذا المفهوم يحتل موقعا فاعلا في وجدان الانسان فلا مستقبل سوى ايام هذه الدنيا القصيرة , ولا طموح إلا للمزيد من التكالب على هذه الدنيا .

     نبحث لأجل ان نعرف الحقيقة , ولا نجعل الدنيا الهم الاول والمال والملذات الغاية العظمى , وانا وانت نعرف هناك من يتخذ الجهال قادة ومفكرين فيحكمون برأيهم ويفتون بجهلهم.. لو اعطى البعض لعقله اكثر مما يعطي لملذاتها لو وصل الى الحقيقة.

  بصراحة ..

     قد نكون في الزَمن الأعوج والذي اختلف فيه الناس في كل شيء حتى في المعاني السامية , ولا أكون مخطئاً إن قلت: ان لغة الاتهام والظلم والبهتان والغيبة والحزبية المقيتة , وعبادة الاشخاص هي اللغة السائدة , وكل يدعي الولاء والدين , ومن الجانب الآخر دعاة العلم والثقافة , والمدنية والتخلف , والحقيقة كل من هؤلاء يخدعون انفسهم ومن تبعهم.

واعتقد المشكلة ليست في الدين ولا في الثقافة بل في سلوك البعض ودرجة الفهم , وما مدى تأثير الدين والثقافة عليهم .

 الإنسان والمجتمع !!؟

    كلامي هذا لا يتعلق بالدين فقط بل في الإنسانية والتي هي جوهر الدين , كثيراً ما نسمع عن أشخاص أو نلتقي بهم نحكم عليهم من خلال موقف أو كلمة بقصد أو دونه أو مقولة قائل , أو ظن نجهل أسبابه , نضع عليه حكم جائر , وهناك من يضيف على الصورة رتوش من عنده وكل هذا بطبيعة الحال غير صحيح , لكن يجب علينا أن لا نحكم على الفرد من خلال المجتمع ولا على المجتمع من خلال الفرد , علينا أن ندقق فيه ونحكم عليه بشكل خاص , والإنسان بالأصل أنساني يحمل كل الصفات السامية , ووصل إلى انه أفضل من الملائكة , وكل هذا دخل عليه بالعارض.

 لهذا فقد قسمت الانسان إلى ثلاث أنواع ،بعيداً عن نظرية تطور الإنسان التي وضعها (داروين) ([93])والتي تعنى بتكون الإنسان كفصيلة فريدة من نوعها , لكن هذا التقسيم هو عن التركيبة الاجتماعية لهذا المخلوق العظيم الخليفة في الأرض , وقد يكون الفرد صورة للمجتمع في كل سلوكياته أو في اغلبها كما قال (كولي):(أن الفرد و المجتمع توأمان يولدان معا), ولذا المجتمع هو الذي يبني شخصية الإنسان في قالب معين ثم يحكم على تصرفاته , والتي هي بالأصل صنيعته وصورة له.

هذا المقال أدبي لم يستوفي الشروط العلمية كما اعتقد ومضغوط جداً, ويمكن أن يكون باب للنقاش في الشخصية العراقية بشكل خاص , ولأجل أن يعرف كل منا نفسه بنفسه , ومن خلال معرفة النفس نحاول التغير والإصلاح ولا ننتظر من المجتمع ذلك لأنك نتيجة له.

التغير في المجتمع نابع من أرادة الفرد للتغير , الإمام الحسين (ع) فرد في مجتمع له ألوان متعددة , لكن (ع) خرج للتغير , وكان وما يزال عنوان للتغير لكل من يحاول الإصلاح.

الأول : الإنسان العادي والذي يتعامل مع الأشياء بقدر المصلحة .

الثاني: الإنسان المتغير الذي يحاول السير على النهج الصحيح وإصلاح المجتمع .

الثالث: الإنسان الحقيقي الذي يرى بالبصيرة ولا يحتاج إلى الدنيا بل الدنيا بحاجة أليه .

المصلحة..

   اذا غير الانسان ذاته وطبيعته لأجل مصلحة او منصب ديني كان او حكومي او ارضاء للآخرين , ورمي رداء التقوى جانباً تلك الفاجعة الكبرى .

وللتاريخ شواهد :الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يسمى بـ (حمامة المسجد)([94]) لما أفضي الأمر إليه والمصحف في حجره يقرأ فأطبقه , وقال: هذا آخر العهد بك.

كل حي وان تطاول دهــرا .... آيل أمره إلى أن يــــــــزولا

ليتني كنت قبل يومي هــذا .... في رؤوس الجبال أرعى الوغولا

  المستمع ..

    عندما يتخلى البعض عن عقله يتحول الى مستمع لغيره او بالأحرى تابع ومنقاد له بلا شعور ورغماً عنه , ويردد كل ما يقول كالببغاء, وهي ثقافة القطيع في مسيرة الجهل بعضاً خلف بعض ولا يعلمون الى اين!! وهذه الظاهرة جداً واضحة في مجتمعاتنا الفقيرة , وتتكرر بأشكال مختلفة في كل العصور ولا زالت آفة تسيطر على العقول التي قدمت استقالتها عن التفكير , وهذا الانقياد الاعمى هو نوع من العبودية حيث نجد هذا العبد طائعاً راضياً في كل ما يقول سيده , ويبرر كل اخطائه ويرميها على شماعة المؤامرة , ويخالف ويقاطع الجميع من اجله , وهذا الانقياد المثالي يصل الى الدفاع المخجل عن مولاه الى رفض كل شيء ويصل حتى الى الدين او التشكيك به .. ﴿اتمنى ان لا يؤخذ كلامي في لائحة الفرضيات والتأويل هي مراجعة ليس الا﴾.

الثقافة الهابطة..

    هناك من يحاول القضاء على الثقافة من خلال طرح مادة هابطة من شأنها بناء جيل فارغ ليس لديه هدف معين ولا غاية ينتهي اليها .

    نحن بحاجة كبيرة لبناء ثقافة جديدة قديمة مستمد من النور الحقيقي والفكر الانساني العظيم , ثقافة التعامل والحوار وقبول الاخر .

  افكاري ...

   لا أتألم كثيراً عندما ارى الكثير يحجبون أشيائي الجميلة لمجرد الاختلاف في الرأي , لكن يحزنني ما وصلنا أليه من الفقر الفكري والتراجع المعرفي .

نحن نفكر كما للجميع ان يكونوا حيث ما يريدون , ولا نتخفى وراء قناع معين , اخي الكريم من خلال الكلمات أبحــث عـن ذاتـي , ولا أعتقد فيها شيء يزعج الجاهل الا عدم وصول المعنى اليه وهذا ليس ذنبي

العودة ...

    هنا كنا ومازلنا ومن هنا سنمضي , ونحن ننتظر الأجمل !!؟

هل سنصل في طريق العودة لذلك الأجمل , وهل هناك شيء جميل في ذلك الظلام , وأنا لا أبصر الشمس في رابعة النهار .

كلما ارتقت الروح في طريق المعرفة سنصل إلى الأجمل , وإذا ابتعدنا عن أوهام التحرر الفارغ سنصل إلى الحرية الكبرى , ولا يعتقد كل منا انه في المنطقة الصحيحة وما هي إلا قطعة من الثلج الساخن ستذوب بموجات برودة الأفكار البالية ...عندما سأمضي سأرمي الثقل العظيم في حفرة العودة , وأسمو بالروح إلى الأجمل .

لماذا !!؟

     تتوالى الهجمات المقيتة على الإسلام وأهله منذ العصر الأول والى يومنا الحاضر , وبطرق متنوعة بين محوري التطرف والإلحاد , والثاني لا يقل خطراً وهما بالأصل ضد الدين الإسلامي ونعتقد جازمين أن مصدرهما واحد الأول حرب الدين بالدين والثاني التشكيك بالدين بشكل عام والإسلام بشكل خاص , ونحن نقول لا يوجد في إسلامنا ما نخجل منه، أو نحاول إخفائه وغير مضطرين للرد على لغو القول ولغو الفعل بل نحن عنهما معرضون ولا يشغل قلوبنا إلا ذكر الله جل جلاله وتدبر آياته في الأنفس والأفاق, وأمامنا طريق الجهاد العظيم لرد الإرهاب الذي جاء لقتل الإنسانية وتشويه الإسلام , والنهي عن المنكر وصيانة الجماعة من الفساد والانحراف الفكري , وهنا أريد طرح سؤال للأخوة المثقفين رواد شارع المتنبي ما معنى توزيع الكتب الإلحادية وخاصة كتاب آيات شيطانية بالمجان وفي هذا الوقت؟

ومن ورائها ؟!! الكتب بطباعة جيدة وأعداد كبيرة , مشهد يحتاج تأمل فيه.

كلامي هذا لا اعني به المنهزم روحيا أمام الغرب الذي انبهر بالمظهر البراق ,ويفكر لأجل الوصول إلى لا شيء ,ومنقاد لجهلة ويعتقد أن الثقافة هي خلاف الدين , ويضع المتطرف الذي تحجر فكره من روايات الجاهلية المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب عنوان الإسلام.

الإنسانية ..

    لنختلف في الآليات في تعريف بعض المفاهيم في وجهات النظر , ولنتحد في الأهداف السامية في الإصلاح والصلاح وبناء المجتمع وفق المعاير الإنسانية , وان كنا نختلف فكريا عقائديا اجتماعيا سياسيا .

قال الإنساني العظيم الإمام علي (عليه السلام): ﴿من لم يكن أخوك في الدين فهو نظيرك في الخلق﴾ نظر إلى الأمر المشترك وهي الإنسانية , والإمام(ع) كان في مقام البيان , والشخص الذي كان يتحدث عنه مخالف له كليا ... وحتى في آخر لحظات حياته (عليه السلام) يتعامل مع الجميع بتلك الروح الإنسانية حتى مع قاتله قال(ع): ﴿فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً﴾ , التاريخ زاخر بصور التعامل الإنساني مع الآخر في مختلف الأوضاع والظروف , الإنسانية لا يحدها دين ولا مجتمع معين , هي توأم الحب زرع في جوهر الإنسان , وأما الكراهية والعنف مكتسب من المحيط دخل عليه بالعارض , بالحوار والتواصل بعيد عن كل أنواع العنف نحاول الوصول إلى المفهوم الشمولي للإنسانية.

الدين الذي يبتعد عن الإنسانية بعيدا عن الله جل وعلا .

المقارنة بين الإسلام والحداثة.

     المقارنة بين الإسلام والحداثة مفهوما غير صحيح , والجميع يعرف جيدا كل الأفكار يمر عليها زمان وتصاب بالقدم وتستهلك , وقد لا تصلح لغير زمانها ,لكن المشكلة هنا ليس في قدم الأفكار والرؤى والمناهج , بل في العقول التي تدعي التنوير طريقا , هي في ظلام الفكر البالي, نحن جميعا قد نتأثر بالتيارات الفلسفية أذا لم نكن على قدر من المعرفة , وهذا الكلام مع شديد الأسف أجد عند البعض يعش معترك فكري فلسفي ليس فيه إلا العودة إلى أفكار الماضي والخروج من ثوب النقاء إلى جلباب الإلحاد وتلوث العقل والروح , ويقول عن الإسلام فكرا قديم ويقارنا بغيره الذي لم يصمد إلا وقت اقل من عمر صاحبه , وهذه نتيجة لتزعزع الإيمان والضعف في العقيدة , والإسلام لم يكن مجموعة طقوس وعبادات بل هو مجموعة من المعايير القيمية الأخلاقية وكذلك نظريات ورؤى إلى الإنسانية بل للوجود ببعديه المادي وما وراء المادة ..قد يكون هناك من أصحاب عناوين والألقاب يعيش في الوهم العلمي والحقيقة هو فاقدا له وفقير فكرياً ... ويجادل ويناقش في بعض الجزئيات أو البحث في أصل الوجود , يقول مارتن هايدجر([95]) : البحث عن الموجود يبعدنا عن الوجود ..

   أفكار تبعث عن القلق والحيرة والفوضوية في الفكر والحياة لان هذه الأفكار له مساس في مسيرة الإنسان , ومن خلال نظريات تتعدد الحقيقة أو رفض الحقيقة تزيد من نماذج التطرف الفكري مما يكون في قباله التحجر الفكري , فعل ورد فعل وكل من هذا وذاك انهيار دور العقل عند الطرفيين حسب ما افهم , لان الافكار فائدة ونفع .

لو ان في قرية أو مدينة ألف نبي هل كان هناك اختلاف في الرؤى أو هناك اختلاف دنيوي ماذا سيكون شكل هذه المدينة .. أتساءل وفرض المحال ليس بمحال.

الاسلام لكل زمان ...

       في العالم الافتراضي وفي الحياة اليوم نجد أمور عديدة أكبرها التراجع الفكري والانحسار في القيم الإنسانية , وتقليد الآباء حتى في الإلحاد أو الهروب من المعرفة الى جهل والابتذال وسفسطة والانحراف .. وفوجئت من بعض الاصدقاء ممن أكن لهم احتراماً خاصاً والذين كنت اعتقد ان لهم من الثقافة شيء , يوحون للناس ان هناك صراع بين الثقافة او المدنية والدين , وقد يجعل من الثقافة والتقدم عدواً وهمياً او حقيقاً للإسلام , هؤلاء الاصدقاء يعشون في مناخ ثقافي غير متزن او تمرد فكري فوضوي , نحن جميعا كنا في خضم الموجات الفكرية في القرن الماضي كالألحاد المتمثل بالفلسفة الماركسية , وموجة التضاد مع الممارسات الدينية باعتبارها تخلف عن الحضارة , وهي الموجة الي قادها الفكر الغربي ضد الكنيسة , ووصلت ترشحاتها الى العالم الاسلامي , والثالثة التصالح مع الدين , وتقديم قراءة اخرى له , ولكنها قد تأتي على اهم اسسه ومقوماته , وهذا الذي يصطلح عليه (الحداثة) ([96]), والرابعة هدم الضمير الديني الذي يكمن في النفوس في صياغة الحكايات الساذجة والمسرحيات الرخيصة ، والمحاضرات السمجة، والصحف، والأخبار والمؤلفات التي تروج للإلحاد، وتدعو إليه، وتهزأ بالدين ورجاله، وتدعو للعلم وحده، وجعله الإله المسيطر, وتشويه سمعة رجال الدين، والمراجع واتهامهم بالعمالة .

    نقول هذه الاشياء قد يعتقد متوهماً من يطرحها انه مفكراً او من انصاف المثقفين ([97]) بل هو في نفس خانة المتدينين الجهلة الذين يعتقدون ان الدين حكراً عليهم او حالة معينة او عمل دون فهم ,وهم الموجة الخامسة التي يخطط هؤلاء مجتمعين من خلالها القضاء على الاسلام .

ايها الاخوة هذه الافكار حقيقة عندما تشيخ لا تذكر الى في هوامش المواضيع , اما الاسلام الحقيقي الذي يقتحهم الوجدان دائماً , ليس فكراً هو منهاج سماوي ليس لنا فضل في نشره وبقائه , قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ([98]) الذكر وهو القرآن وهو الدستور والمنهاج السماوي , ولقد أدرك الجميع أن للإسلام الحقيقي أثراً واضحا في بناء الانسان , وهو مصدر الانسانية ؛ وأنه من الصعوبة بمكان أن تستطيع الافكار القضاء او الحد منه لأنه علم يتجدد ولكل زمان..

الصراع القومي..

     عالج الاسلام منذ البداية الصراع القومي ..لان الاسلام يدرك ان هذا اخطر المخاطر التي تقع على البشرية , ومنها الاقتتال البشري والصراع القومي وعلى ذلك وضع عدة حلول ..

اولا: تربية النزعة القومية والحد من طغيانها , ولا مانع ان يحب الانسان قومه ..لكن لا يصل به الحب الى حد الاستعلاء واحتقار الاخرين , وان كان من حقه ان يقترب من قومه ويودهم ويحبهم ,لكن الولاء العالمي في نفسه للإنسان بشكل عام , وهذا خطاب القران الكريم للناس .. هنا فوق القومية الضعيفة توجد الانسانية العالمية , وقول امير المؤمنين(ع) ﴿الناس اثنان اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق﴾ , الاسلام يريد ان يغرس فينا الولاء للإنسانية العالمية .

ثانيا: وضع الاسلام مقاييس اخرى للتفاضل: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ ([99]) وهو المقياس الاول ثم : ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ([100]) وهو المقياس الثاني .. وبهذا لا يوجد تفاضل عرقي بين الشعوب الا على اساس التقوى والعلم.

ثالثا: احترام حقوق القوميات الاخرى , ممتلكاتهم ,وسيادتهم , ولا يجوز التعدي على اي شعب اخر ومصادرة ملكياته باي عنوان كان : (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ)([101]) وكذلك ﴿الناس مسلطون على اموالهم وانفسهم وحقوقهم ﴾ ([102]) سواءً  كانوا من بلدتك او من قوميتك وشيعتك وعشيرتك او دينك او من قومية ودين اخر .. احترام حقوق الاخرين والتعايش بين فئات البشر على تنوعهم واختلافهم والتعاون بينهم جميعا لخدمة الإنسانيَّة بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم، وأوطانهم.

رابعا : التعاون بين الشعوب بين الشعوب ,وهو ما يسمى اليوم بالمصطلح السياسي بالتعايش السلمي , الاسلام يدعو الى التعايش السلمي بين الشعوب ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾([103])مودة في اطار انساني عام وأضيف.

   هؤلاء اليوم الذين يقاتلون ويدعون للقتال ومن يدعمهم بالكلمة او حتى بالسكوت عن افعالهم هل هم من المسلمين , القاعدة الاسلامية تقول لا .. بل حتى الإنسانية ترفضهم اذن هؤلاء صنف من البشر تحول الى حيوان مسعور وليس له علاج الا ان تجتمع الشعوب للقضاء عليه.

رسالة من سقر...

       هذا الرسالة وصلت إلى صدام قبل إعدامه بأيام ...

    ولدنا صدام العزيز . لا شك انك تعرفنا جيداً , فنحن إباؤك وأجدادك الأولون معاوية ويزيد والحجاج كل الطغاة الراحلون .. نحن قبلك وطريقنا واحد ونفس الاتجاه طاعة الشيطان ومعصية الرحمن, ومحاربة الدين وقتل أبناء الأنبياء والعلماء نحمل ألقاب هي نفسها التي تحملها ونحبها كما تحبها أنت , نعم أيها العزيز صدام.. أنت تذكرنا لاشك ؟ وتذكر انك تسير على نهجنا في القتل والطغيان وأظن انك تذكرنا جيداً وأنت في زنزانة وقربك ولدنا البار برزان وولدنا المطيع  علي الكمياوي وطارق عزيز , وأنكم تتوسلون بنا إن نقذكم من هذه المحنة وهذا العذاب.. قررنا إن نرسل إليكم رسالة ولك خاصة عزيزنا صدام .

   رسالة متواضعة نبعثها ونحن في حضرة الملائكة الغلاظ الشداد الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , نرسلها ليك ونحن بين يدي منكر ونكير اللذان ما آمنا بهم في حياتنا , أما لماذا اخترناك من دون الناس لإرسال هذه الرسالة , فهذا السبب بسيط وهو انك أشبه الناس بنا خَلْقاً وخُلُقَاً ومَنطِقاً , من حيث الملابس الفخمة والنياشين والعلامات التي ليس لها معنى , والتجبر والتعالي في الأرض وشراء وبناء القصور الفخمة , والكلام الذي ليس له معنى, لكن كما ترى أيها العزيز فان تلك الأشياء لم تنفعنا شيئاً , وكم تمنينا الموت مثل ما تتمناه أنت هذه الأيام من اجل الخلاص من هذه المصائب والآلام والعار , ولكن ننصحك إن لا تتمنى الموت سريعاً فان المصاب بعد الموت أدهى واشد وأفظع مما في الدنيا ولا تتصور هي كما وسائل التعذيب التي كنا نستعملها وطورتها أنت مئات المرات ضد الشعب هذه الوسائل الإجرامية موجودة هنا في الآخرة وفي حفر القبر الأليم للطغاة والمجرمين من أمثال مقامتنا السامية .

   عزيزنا صدام .. من أين نبدأ الحديث وكيف نستمر فالقبر حفرة من حفر النيران والأرض تضغط علينا بثقلها والملائكة تسألنا من كل جانب وما إن يبدأ بكتابة كلمة حتى تنهال على رؤوسنا المقامع , أتعلم ماهي المقامع ؟! هي مذكورة في القران ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾ ([104]) وكل ضربة منها تقتل إلف إنسان ولكن لا نموت هنا رغم إنا نتمنى الموت , نعم نتمناه ولكن نخشى إن تكون كالموتة الأولى التي تمنيناها ,ثم جاء بعدها العذاب الأليم , وأكثر الأشياء ألماً هنا أصوات الشهداء والدم القاني الأحمر الذي سفك في كربلاء في ارض الإسلام دم أبناء الرسالة دم سبطي رسول الله وأصحاب النبي وصراخ تعذيب السجون كل هؤلاء لهم علينا قصاص ويطالبون به الآن والملائكة أرجأتها إلى يوم القيامة تصور يا حفيدنا العزيز إن كل هذا العذاب والآخرة لم تأت , والتي يسمنونها القيامة حيث العذاب اشد والقصاص قائم بالله عليك ماذا نفعل؟ وكل هذا يهون ولكن الملائكة تسألنا من ربكم ؟

    وهذا السؤال مرير ماذا نجيبهم إنا نريد إن نقول لهم ما يرضيهم ( انه الله ) ولكن ألسنتنا تقول .. أمية هبل مناة عزة فرعون والمال ويسألونا من نبيكم نقول مسيلمة , سجاح ,ماذا تقول نرجو إن تكون مستعداً للجواب هنا .

 عزيز صدام : كل هذه المصائب في جانب والمصيبة الكبرى الأخرى هي الأبدية في جانب آخر ,أتعلم يا حفيدنا بطل التحرير القومي حامي البوابة يا أبا الذئبين اللذين هما ألان معنا ينتظرون قدومك على أحر من سقر , ماهي الأبدية نعتقد انك لا تعرفها فأنت جاهل مثلنا بكل شيء إن الأبدية هي مفهوم البقاء والخلود هنا , بمعنى أبسط إن عذابنا لا ينتهي وأننا باقون فيه إلى الأبد , وهناك لا مجال للكذب مثل ما تكذب أنت على العالم في المحكمة لان أجزاء البدن تشهد علينا .

عزيزنا صدام.. هنا الجو حار جداً ودرجات الحرارة مرتفعة جداً اشد من حرارة الزنزانات التي تضع فيها الأبرياء. كن على استعداد ونحن لقدومك فرحون لتذوق ما ذقنا وأخيراً تقبل فائق احترامنا وتقديرنا.. والى اللقاء ..(المرسل: آبائك الراحلون الذين لا ينسوك) ..

أقول .. هكذا حال الجبابرة الحمد لله لم يجعلني منهم ولا من أعوانهم وأتوسل إليه تعالى إن يبعدني عن المناصب والكراسي ويضعني في ما يحب ويرضى.

 الثقافة رسالة ..

     اصحاب العقول المشلولة وصعاليك المعرفة هؤلاء الدعاة يتسابقون في ما بينهم لزرع الفوضى في التفكير تارة وبالسلوك تارة اخرى مفتخرين بالمدنية الكاذبة والثقافة الجوفاء تسيرهم نزواتهم وامراضهم النفسية , هي من المصائب والابتلاءات التي تسير جنباً الى جنب مع التحجر الديني لأجلاف هم اشد كفراً ونفاقاً وألحاداً ادوات لمخطط عالمي ممنهج لتشويه الإسلام وتمزيق الانسانية , قد يكون في كلامي شيء من العصبية لكن لا اقول غير الحقيقة , هو جيل قديم جديد من انتهازي الثقافة الذي لا مبدأ لهم ولا عقيدة ولا هدف ولا اتجاه ولا ايديولوجية معينة بدون شخصية فوضى يخالف دون دليل ولا معرفة فقط لجذب الإنظار , حيث نرى هؤلاء ومعهم جمع من السذج في بمناسبة او بدون مناسبة يحاولون النيل من المؤسسة الدينية والرموز الاسلامية دون احترام للآخر , يتباهون بالنظام ويخالفون نظام الكون ويشرعون خلافه , وهذا ما لا تجده حتى في عالم الحيوان , وبحجة الحرية الشخصية , وليس بعيداً عنهم بل اشد منهم مرضاً الذي يقتلون باسم الشيطان معتقدين انهم جند الله تعالى , الله خلق الانسان وهو كفيل به في الرزق والاصلاح والحياة والموت والا لما ارسل الاف الرسل والكتب السماوية , ولم نقرأ على مدى التاريخ رسول او نبي او وصي جاء بالسيف جاء بالكلمة الطيبة والتعايش بالفكر الحر , الاسلام مشروع حضاري عظيم اكبر من الحوادث التاريخية التي وكما اعتقد هي شرخ في مبادئ الدين وثقافته ونقطـــــة ضعف في التاريخ الاسلامي كان سببها الخلافة التوسعية والتي يستمد اليوم منها مريض متحجر يفجر نفسه في الناس لكي يدخل الجنة حسب معتقداته الفاسدة الفارغة هؤلاء هم الابعد عن الجنة والاسلام , والثقافة هي رسالة بناء يجب على كل مثقف ان يعرف ما يقول وما يفعل وما مدى تأثره على المجتمع , حيث لا زلنا نعاني من أطروحات البعض والتي قد تكون في الاغلب تعبر عن أهوائهم او امراضهم لا اكثر .. وللكلام بقية ...

 الاخلاف..

     ليس غريباً أن نختلف في الميول والرغبة والإتباع , ولكن الغريب والعجيب أن يكون الاختلاف سبباً للفرقة والتباغض والتقاطع , ونشعر بقدر من الكراهية والحقد على الآخر .

التفاخر...

     لا فائدة من ان يقف كل منا في قبال الاخر ونتفاخر بالماضي ونلعن الحاضر الأليم , لكل وقت رجاله وبهم تصنع الحياة والامجاد , نحن بحاجة الى انتفاضة على دواخلنــا ونرمي قيود العبودية .

  قبضة وهم..

     إذا أراد الأنسان أن يفكر ويقرأ جيداً، عليه ان يتحرر من قبضة الوهم وسلطان الخرافة , ويحاول هضم الأفكار واستيعابها , ولا سلطان على العقل إلا العقل نفسه.

 الجانب المظلم..

     فعلا لماذا عند الاختلاف يحاول البعض النظر الى الجانب المظلم , ولماذا نبرر اخطاء الغير رغم الوضوح وهذه هي الجريمة !! .

والاختلاف بالرؤى لا يعني العداء بل تعدد الالوان الجميلة !!.

  الإلحاد و التطرف .

     أيها السادة والسيدات الكرام وكل من يقرأ كلامي هذا أنا لا أريد منكم إلا النظر بعين المثقف المطلع .. هل أن الإنسان كان مجرد حيوان وتطور إلى ان أصبح بهذا الشكل , وهو بالأصل قرد او غير ذلك من هذه السفسطائيات التي كثراً روادها هذه الأيام , ومجموعة اخرى تدعي انها تمثل الله في الأرض تقتل الجميع بأمر الله !! وبطريقة وحشية , وتزايد بالتوازي ظاهرة الإلحاد في قبال التطرف الإسلامي وبشكل واضح، وصار لكل منهما صوتاً في وسائل الإعلام العراقية والعالمية , وهذا الصراع دائم بين التطرف والإلحاد وان اختلفوا في جوهر العقيدة لكن اتفقا على الجهل , الجهل ليس أمية الكتابة والقراءة أنما هو عدم القدرة على تحكيم المنطق في القياس والتصرف , التطرف يسير خلف روايات هي خلاف الشريعة والدين لكن اتخذوها منهاجاً لمحاربة الله , والثاني يرفض الغيب ولا يؤمن بغير المحسوس لا علما بعدم وجود الخالق !! وليس كل ما ليس بمقدورنا معرفته نرفضه بطبيعة الحال , وأرى ان هذا النوع أكثر جهلاً من قرينه المتطرف حيث يرى ان الثقافة ترفض الدين , والإلحاد ظاهرة صحية وعلامة للتمدن والعقلانية, وهؤلاء لا تجد لديهم قناعة فكرية أو أطروحات للمعرفة كما كان الحكماء بل هم يقلدون غيرهم حتى في مخالفة الله , وليس له مبدأ غير المصلحة الشخصية ويكذب على نفسه لأجل يحلل المحرم وقتل في داخله الإنسان الباحث عن الفضيلة بل المتفاخر بالرذيلة .

والنتيجة تقول ان التطرف الديني بصورة عامة والإلحاد وجهان لعملة قذرة تمثل الانحراف الديني والفكري في تجهيل الإنسان والأخذ به إلى طريق الضياع.

 رداء التقوى..

   هناك من يلبس رداء التقوى , لكن قلبه ليس فيه مجال للحب ولا للإنسانية , ولا يزال يَخْتِلُ الناس بظاهره , والحق من يحمل الانسانية والحب في داخله أفضل منه مهما كانت عقيدته .

  الفوضى الفكرية..

    اصحاب العقول المشلولة وصعاليك المعرفة انتهازيون الثقافة , هؤلاء الدعاة يتسابقون في ما بينهم لزرع الفوضى الفكرية وبناء جيل جديد لا مبدأ ولا عقيدة ولا هدف ولا اتجاه ولا ايديولوجية معينة , يخالف دون دليل ولا معرفة فقط لجذب الإنظار.

 الانصاف .

    اهل البلد لا ينصفوا أَخَاهُمْ إلا بعد رحيله عنهم , والاخوة ليست تنظيراً بل ممارسة لمفاهيم التضحية والايثار ..

  الثقافة ..

   الثقافة هي المعرفة وصقل النفس والمنطق و جَلاَ العقل ونصاعة الموقف وثبات المبادئ, ولم تكن يوما نوع من انواع التمرد.

  الحرية..

    إذا أراد الأنسان أن يفكر بحرية عليه ان يحترم حرية الاخرين , ولا ينتقد شيء لا يعرفه , والافضل ان يفكر بنفسه وكيفية اصلاحها .. لا خير في قول بَلاَ فعل، ولا فعل بَلاَ معنى..

 المسيرة .

    الأفكار كثيرة والحالات اكثر ومن خلالها يصل الانسان في مسيرته الشاقة الى حالة التكامل , وجل وعلا قادر على ان يزيده كمالاً ويبارك له في جسمه وعقله وقدراته, ومن أراد أن يفكر عليه ان يتأمل في كل الاشياء ويكتشفها بنفسه بعيداً عن قناعات الاخرين او تأثير شخصية معينة , وكذلك عليه الخروج من قيود المحيط صاحب الاثر الكبير في سلوكيّاته وممارساته وطريقة تفكيره.

الخطوات نحن الجمال والانسانية لا تحتاج الى الافكار الفوضوية والتمرد على القيم .

 حرية الفكر ..

    الإسلام لا يقيد الحريات ويشجع الأفكار القيمة الجديدة التي تهدف إلى بناء الإنسان , لذا فإن السلوك الإنساني في الإسلام هو التعايش مع الجميع , واحترام خصوصيات ووجهات النظر , والمسلم المتدين عليه ان يصقل سلوكه ويستخدم مهاراته وفنونه في كل مجال لأجل نشر الإسلام بالسلام والمحبة والإنسانية , وهذا النهج أعظم وأكثر رزانة ووقاراً , والدين ليس حكراً على مجموعة من الناس الذين يعتبرون الدين ميراث لهم وهم أحق به من غيرهم , ولا يفهم الدين سواهم , او ان تبقى مستمعا لروايتهم المستهلكة كما كنا نعاني منه في مجتمعاتنا الضيقة , الإسلام باب للدخول إلى الرحمة الإلهية , والجميع عليه مسؤولية وعمل اتجاه دينه , ولا يعتقد ان الإسلام ضد فكر معين علينا ان نحترم كل الأفكار طالما أنها لا تتعدى على أحد , فالتعّدي على الآخرين نهاية الحرية , علينا أن ندرك الغاية من وجودنا في هذا الكون فنحرر نفوسنا من أخلاق الجاهلية ونبحث عن التعامل الإنساني مع غيرنا ونرتفع بإيماننا وتصورنا لمفهوم الحياة ، نعم نتحرر حين نحترم حقوق الآخرين .

مدرسة الحياة .

    لا أريد أن أكون أخلاقيا على غيري لكن أقول ما اشعر , واعتقد به ونحن في مدرسة الحياة نحاول المسير بكل قسوة إلى الكمال ولا نصل إلى الكمال المطلق.. إذ نحن في صراع دائماً مع التمرد واللذة وحب الذات لان الإنسان خلق هكذا , ونحن نفكر في كل الأفاق كما غيرنا ونصل إلى الحقيقة في التأملات الفكرية لفهم الحياة والوجود وندرك ماهيته سعياً لإيجاد المفاهيم الصحيحة , في قبال من يرفض كل هذه الحقيقة وإنكار الفكر اللاهوتي بأكمله, ويضع أمام بسطاء العقل والتفكير ومع سفسطائيات المتكررة والمستهلكة وتجعلهم عاجزين عن معرفة الوجود رغم الدعوة بالمعرفة وأي معرفة تقول معنى الوجود بلا معنى وبلا غاية !!, وكل هذا نتاج العشوائية في التفكير ولتلبية حاجة المشاعر وأحاسيسه وانفعالاته النفسية.

     وقال بعضهم إنّ الإنسان أصله دود نشأت في الطين والمياه الراكدة ، ثمّ أخذ يتطوّر فصار حيواناً بعد مرور الأجيال ، ثمّ أخذت تلك الحيوانات او بالأحرى الحشرات بالتطوّر حتّى أصبحت بشراً وهذا بعد مرور السنين والدهور ، لكن الغريب الحيوان الموجود حاليا هو نفس الحيوان قبل الاف السنين ولم يتطور ويصبح مخلوق آخر فالإنسان أذا كوّنته الطبيعة ، والمفروض الحيوان أيضا كونته الطبيعة , الحيوان انا اجزم لا يتطور وغير قابل للتطور.

ونفَوا بذلك وجود الخالق , رداً على الملحدين من أمير البلاغة الإمام علي(ع)، قال : ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ، ولكنّ القلوب عليلة والبصائر مدخولة ، ألا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه ، وخلق له السمع والبصر ، وسوّى له العظم والبشر.

نحن نقول أن الله تعالى هو السبب الأول لوجود هذا الكون كله , وبدون وجود الله جل وعلا، لا نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون , ولا نقبل كلام دون دليل ومن لديه ذلك يقدمه ولا يمكن أن نقول ان الوجود وجدته الصدفة! أو من لا شيء وكل إبداعات من لا شيء أو جاء من خلال انفجار كبير إذ ماذا كان يوجد قبل الانفجار الكبير؟.

 نفكر معا ..

     متى سنرتقي إلى التفكير الأمثل في بناء المجتمع وتحريره من الخرافة والتراجع الفكري بعيداً عن حظيرة التخلف والتحجر والسفاهة والقفز فوق الحقيقة من عقول شهوانية متطرفة ذات النزعة الإنسانية المستسلمة للأوهام الفاسدة البعيدة عن المعرفة والاعتدال والواقعية في طرح المفاهيم وفي مسيرة جنباً إلى جنب مع الجهل.

ويعتقد هؤلاء أن هذه أفكار ومن الواجب الاستماع أليها!!, والحق هي أشبه بالهذيان في الضلالات والشبهات.

ولا اعتقد هذا التفكير أكثر غرابة من التطرف الديني كلاهما يعلن العداء والقطيعة مع الله.

والإسلام ليس لديه محرم بالتفكير أطلاقاً , بل من الواجب المعرفة وإخضاع كل معلومة للدراسة والبرهان في كل المجالات ولا يعزل العقل البشري عن اكتشاف القيم السامية والأهداف الإنسانية , والنهي عن التفكير بذات الله لا تعني غلق باب التفكير , لكن المعرفة المسبقة على عدم القدرة في معرفة كنه ذاته المقدسة ، لأن العقول لا تحيط بحقيقة ذاته، كيف يحيط العقل وهو مخلوق بكنه حقيقة خالقه , وهذا خارجاً عن قدرات الإنسان الفكرية .

ونعتقد أن الإسلام يقدم الحلول لكل مشاكل الحياة وقدم رؤيا واضحة لما بعد الحياة الدنيا.

والملحد اليوم يقاطع جميع المفاهيم الإلهي ولا سلطة فوق الذات ولا وجود للمطلق المتعالي ولا وحي ولا رسالة ولا رسول , واختزال الذات والحياة بعالم الدنيا وبحدودها المادية وغرائزها الضيقة , والغفلة عن استحقاقات عالم ما بعد الدنيا , وهذا الكلام بدون دليل وبرهان .

وأمام كل هذه الأوهام والتحديات مازال الإسلام الحقيقي يشرق على الإنسانية بالقيم والمبادئ ومعاني الحياة .

 الاسلام العلوي يقود الحياة ..

    بعد رحيل النبي (ص) الى رفيق الاعلى كان الخطوة التالي الى اتجاهين الاول مع الوصية وكان العدد لا يتعدى الاصابع , والثاني الجمهور مع الشورى في (سقيفة بني ساعد) والتي هي نتاج تنافس سياسي على السلطة ومازال الى يوما الحاضر , وكان الانحراف في الامة الاسلامية الى الامام وفي تراجع عن باقي الأمم التي سبقتها , وكان منها وما يزال الابتعاد عن الاسلام المحمدي , والعودة الى العصر الجاهلي , وللمتابع والمنصف لو ان المسلمين بعد الرسول (ص) كانوا الى جانب الامام علي (ع) وهنا شيء مهم جداً اذا كانوا مع الامام (ع) يكون معاوية غير موجود , لكن الامام علي (ع) هو الذي غيب وصار معاوية منهج وفكر وعنوان للإسلام , رغم ان الامام علي (ع) هو عنوان الانسانية وصوت العدالة التي تربى بأحضان السماء المحمدي .. العالم اليوم بات يميز بين الاسلام العلوي والاسلام الاموي..

العلوي هو نهج اهل البيت (ع) الاسلام الحقيقي ومن طبيعة الاتباع يأخذون من المثل والقدوة الحسنة ما يعزز مسيرتهم وهدفهم في الوصول الى مرضاة الله تعالى , ولذا نجد الانسانية والرفق والتعايش السلمي والايثار وكل صفات الكمال عند الائمة (ع) بخلاف غيرهم قد لا يكون لهذه المعاني في أدبياتهم شيء يذكر.

    ولذا اليوم العالم ينظر الى جهة تتخذ منهج الذبح والقتل والسلب عنوان اسلامي عريض لكن ليس اسلام محمد العظيم او عليا الرجل الانسان الكبير اسلام يتعارض مع حقيقة الاسلام السماوي ... لو عاد المسلمين الى الاسلام بعيداً عن التعصب والتحجر والموروث الذي اعمى البصائر وجعل الالباب لا تميز بين الحق والباطل وبين النور والظلام وكذلك بين علي ومعاوية والحسين ويزيد وموسى الكاظم وهارون وبين الاسلام والجاهلية .. اعتقد ان الاسلام الحقيقي هو الذي سيقود الحياة لان نهاية هذا التحجر الى زوال ..

 افكاري .

    لا أتألم كثيراً عندما ارى الكثير يحجبون اشيائي الجميلة لمجرد الاختلاف في الرأي , لكن يحزنني ما وصلنا اليه من عدم قبول الاخر.

 العبيد والحرية ..

    هناك انفس استعمرها الزمان وباتت رهينة للماضي وتخاف من المستقبل , وهي في صراع مستمر بين الحرية والخضوع , وترفض بشدة الثورة عليه , وتنظر بعين العبودية للجميع على انهم عبيد خارج القضبان.

  الحسد..

    عندما يتحول الحسد الى حقد عليك الابتعاد , لان هذه النوع من البشر يفقد كل معاني الانسانية ,ويتحول الى وحش كاسر يجد لذة الحياة بعذاب غيره .

روي ان رجل كان قد اخذ اخر وقام بتعذيبه بطرق غريبة جدا علقه من رجليه في السقف ثم قطع اذنيه ,وسحب لسانه وقطعه وثم قطع انفه , واحدث به جراح , ومثل به الى ان مات , ثم حرق الجثة , وقال لامه :أرضيت؟!

ادارات وجهها وهمست : ليته يعود للحياة وتكررها!!

 اصلاح الذات ..

    انا وانت قد ندعي الثقافة المحدودة او الواسعة النتيجة ليست مهمة هنا بل الاهم الآثار التي تطرأ علينا وكيف نتعامل معها عمليا , هل سنأسس منهج يخالف كل الثوابت والموروث الجميل بحجة الاصلاح وغربلة الماضي والحاضر وبناء ايدلوجيا جديدة واستيراد ثقافات جاهزة كما نستورد الحاجات الاساسية في البيت والمدرسة والمصنع , ونكون مستهلكين لما يصنعون وما يقولون وما يفعلون , لا نتأثر بالنظريات العلمية ولا حتى الفلسفية , ليس همنا الا الاتباع والمسايرة , واليوم بعض المجتمعات التي اقتدت بالحضارة الغربية بدون عقيدة وهدف اكثر الشعوب تراجعا والاول في الانحدار والتدني الخلقي واضافة الى التخلف والجهل والفقر والفساد المالي والاداري على كل الاصعدة , هذه ليست نظرتي الخاصة هذا ما يفرضه الواقع , ولا اقصد بالمطلق , وسيبقى المستهلك العربي هو الاول وان ظن انه منتجا وسيتطور او انه متطور ويساير المدنية هذه الخديعة الكبرى والكذبة الوقحة , وما هذا الا محاولات ونجح بعضها من تجريد المسلم من قيمة ومبادئه والتي هي العزة والتطور الحقيقي ,والدين جزء من المكون الثقافي لأي إنسان أو شعب ولهذا فــتطور الفكر الديني يؤدي إلي تطور المجتمع, وكل الدول المتطورة لها ارتباط وموروث ديني .

اصلاح الذات والعودة الى الانسانية في داخل الانسان هي عمليه اصلاح وبناء لما حاول ازالته اصحاب النزعة الوجودية او الحداثوية منهج وخط واحد يعتبرون الانسان ذاتا منفصلة عن السماء وهو رب نفسه وهو مدير شؤون الطبيعة ويعتبرون الدين نظام عقائدي فكري رجعي يجب التخلي عنه , ويصور هؤلاء ومن يتبعهم ان المتدين متخلفا , وهم لا يعرفون ما هي موازين التخلف, هل البعد عن الدين يؤدي الى التطور والحضارة او العكس!؟

هذه قضية تحتاج الى تأمل ومراجعة , كلما كنت مع الله كان الله معك وكلما اقتربت من الله وسموت وارتقيت بنفسك وكنت اكثر انسانية وتطور , الحفاظ على القيم واحترام عقائد الآخرين والبحث عن سبل للتعايش وقبول الاخر تلك الجوانب الإيجابية التي يفتقدها العالم المتحضر واللا متحضر فما قيمة التطور في ضياع القيم الانسانية هذا متخلف إنسانياً متقدم علمياً , لا قيمة لعلمه بل المتخلف والذي يعيش في الكهوف افضل منه , وهناك ايضا التخلف الديني هو تلك النافذة التي استخدمها الساسة لإشعال الفتن والحروب وقيادة الشعوب لأجل مصالحهم الخاصة , وهذا ليس من الدين بشيء , بل على خلاف الدين , الدين يحرر الروح ويلهم العقل للإبداع فهو كما انزله الله تعالى على انبياءه وعرفه اوليائه (ع) صافي خالي من الشوائب, ولكن تدخل الايدي العابثة تجعل منه اداة تخلف وتراجع , وكما يرى العالم اليوم السلفية الوهابية عنوان للإسلام وهذا نوع من التخلف وعدم معرفة , والحقيقة هؤلاء بعيدون كل البعد عن الاسلام بل اشد الاعداء , واليوم الحرب الدائرة فقط في البلاد الاسلامية !! , لأجل القضاء على الاسلام تحت عنوان الاسلام والرابح غير الاسلام , واذا تحدث متخلف متطور قال هذا ما يفعله الاسلام !!

ان الدين هو التطور وهو المدنية اذا طبق بدون يد العابثين , والاسلام هو عنوان السلام والانسانية .

 الزمان ..

    كنت قد زرعت النخل منذ زمن لكن تبين لي بعد نهاية المشوار ان الارض غير صالحة للزراعة , وكتبت رسائل لأجل ان تقرأ لكن تبين لي ان الجميع لا يقرأ ولا يكتب .. وسأقف على قارعة الطريق وألقي كلماتي الاخيرة , ثم احمل كل اشيائي بعيداً عن هذه الاماكن وان لم اجد ستأخذ قراراً واحرق نفسي وارميها رماداً في عيون الزمن الضريرة .

 كلام من وراء القلب ..

    سأقف من جديد ايتها الايام رغم غياب الاحبة والابتعاد عن ديار الطفولة وحكايات الصداقة الجميلة التي قد تكون هي من اساطير الخيال ولم اجد لها شيء في الواقع , قد لا اكون على حق لكن هذا شعور يرافقني منذ زمن بعيد ... أحيانا من الأفضل أن يبقي بداخلنا كلام ليس من المفروض ان يطلع عليه الاخرين , سأمضي وأبدأ من جديد واعيش يومي ولا انظر إلى الأمس.

 لماذا لا نؤمن بالتغير ؟؟

      التغيير يبدأ بالتفكير ومن هو صاحب القرار بذلك العقل ام العاطفة , هذا ايضا يحتاج الى تغيير نحن دائماً نعمل على هدم مستقبلنا في بناء مجد الاخرين, وقد يكون هذا منهج العبيد لان الحرية قيود لهم والتغير تمرد على ولي الامر .

   قطار العمر..

    كم نتمنى ان يقف قطار العمر طويلاً في محطات معينة او يعود الى الخلف الى الماضي , لنحسن الكثير من الاختيارات والقرارات.

لكن القطـارات لا ترجع إلى الوراء , وليس لها إلا المحطات القادمة , وبين محطات المتتالية 'نفرح بشيءٍ ثم نستعد للحزن عليه حيث يمكن ان ينزل في المحطة القادمة.

كم كان الماضي جميلاً !؟ , لكن لمـاذا لم اشعر بجماله عندما كنت حاضرا فيه , اظن كنت اعيش مع اوهامي وكلماتي المقدسة التي كنت اكتبها على الماء , لا ادري من سيبقى معي الى المحطة الاخيرة.

  انا وانت!!؟؟؟

    انا كالشمعة التي تحترق , والجميع حولها مبتهجين وهي تبكي بصمت بين زحام الايام, ودموع الحريق تزيدها توهجاً, قد يكون لها ألوان مختلفة او ربما حالات اكثر غرابة , وهي لا تشعر بالنهاية , سيكون لي متسع من الوقت لكي أتأمل فيك جيدا وأنت تبكي في مواقد الروح , وغدا سنجد أنفسنا قصص يرويها أحفادنا في ليالي الشتاء الباردة او يضعوها خواطر على صفحات التواصل الاجتماعي , وحينها سنكتشف فعلا أننا ضعفاء جدا.. وسنعرف حقا قيمة الحياة.

 الماضي اجمل..

     دائما الانسان يقول الماضي افضل من الحاضر وأمسه كان خيراً من يومه, وهذا ليس زهداً بالسعادة بل هي الحقيقة الطفولة خيراً من الشباب والشباب خيراً من الكهولة. وكل منهما يتمنى الجلوس في مكان الاخر .

  الظروف..

    رغم قسوة الظروف وصعوبة الاجواء وشدة المعاناة وكثرة الآلام وانعدام الامل ..تذكر بان الامل مازال موجوداً ..وبالعزيمة والاصرار ستصل الى الهدف حتماً.([105])

  كلمات من الحاضر.

    لا يمكن النظر إلى الأحداث المتسارعة والمتلاحقة في العالم وخاصة العربي على أنها أحداث عابرة، وكل من الاتجاهين المتناقضين يعتقد انه صاحب المشروع الحقيقي لقيادة الامة والعالم بل يدعي كل منهما هو الاحق بالاتباع وهذا الصراع من الصناعات المستوردة , وهناك من يقول لا تحتاج هذه الامور الى تضخيم واعطاءها اكبر من حجمها والحرية مكفولة للجميع , ولا نجعل الدين والعادات قيود على الانسان , ونحن هنا ليس من باب التضخيم , الامر واضح جدا ومن واجبنا التحذير من هذا الخطر , ومن هذه الدعاوى الباطلة التي من شأنه دس السم بالعسل وتحت عنوان الاسلام المتطور الذي يؤمن بالتبرج والسفور، وتفشى الاختلاط بأقبح صوره , والاسلام السلفي الذي يؤمن بالقتل والارهاب والدمار والتحجر الفكري بأبشع صوره, وهنا ومن خلال هذا وذاك هو خلط للمفاهيم ومحاولات الجادة في التشكيك في القيم ومبادئ الاسلامية السامية , والدعوة الى الانحلال الديني، والانحلال الفكري ، والانحلال الأخلاقي، وكثيراً ما يستغلها اعداء الاسلام ومن في نفسه مرض, وان كل من هما يريد ان يقول وبصوت واحد ان الاحداث والتراجع في العالم له سبب واحد وهو الدين والاحترام والعفة والاخلاق والاوامر السماوية هذا ما يقرأ بين الاسطر , لكن نحن نقول الدين لا يقاس على فرد ولا حتى على جهة الاسلام هو دين السلام ودين السماء , الإسلام دين الوسطية والاعتدال , والمنهج المحمدي , وهناك من يدعم وبقوة كل من يحاول تشويه وتغير صورة الاسلام الحقيقة , وحتى نحن الذي نعتقد انا على منهج الاعتدال نقف عاجزين أمام هذا التشوية مرة نأخذ جانب الصمت او ندعي الثقافة وقبول الاخر على حساب المبدأ.

   يقول أحد الصحافيين الغربيين الذي أسلم منذ فترة غير بعيدة " أن البروباغاندا ([106])المسلمة والعربية عاجزة عن وضع صورة إيجابية والمطلوب أن نصنع صورة صحيحة وسليمة عن أنفسنا" .

 الحاضر الغائب..

     قرب العيد وانت ما زلت كما انت غائب وراء الشمس , والدي كم اشتاق اليك , ورغم هذه السنين الطوال , وانا في عمر الاستعداد للحاق بك , لكني امامك وكأني طفل يحبو.

كم هي الرسائل التي كتبتها على جبين الزمان بدموع الفراق .... ليالي الفراق كانت ثقيلة وطويلة , وكان طيفك هو حادينا , ويأخذ بأيدنا الى الطريق ..

ابي لماذا تعجلت بخطاك نحو حفيرة الغياب , وحتى هذه الحفرة هي الاخرى مغيبة عنا , ولم نقف على قبرك كما يقف الابناء , يقينا ان روحك قريبة منا والروح أبلغ واقرب من القبر.

   يا نسيم الروح ها هو عيد الاضحى جاء وسيمضي.. وذكرى رحيلك تتجدد فينا كلما نزور المقابر وليس لك فيها قبر نقف حوله ..

يقولون المصيبة تولد كبيرة ثم تصغر إلا مصيبتنا فيك كل يوم تصبح أكبر ويقولون النسيان نعمة لكننا نشتاق إليك كلما تقدم الزمان , وكل ما مر وقت أصبحت أكثر حضورا فينا ولم تهزمنا آفة النسيان .

رحمك الله يا والدي وفي جنة الخلد ايها الحبيب بإذن الله مع النبيين والاولياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

السلام على روحك الطاهرة على بدنك المغيب على ذكراك الندية .([107])

 الانسان متغير ...

     الإنسان في الأصل مخلوق سماوي يختلف عن كل المخلوقات حيث جميع المخلوقات في نظام محدد تلقائي , الا الانسان في اول وجوده ناقصا وقابلا للترقي والتكامل عن طريق العلم والعمل , بحيث يكون حاملا للاستعدادات ليترقى ويصر على اثر تحصيل الكمالات موجودا كاملا حتى انه قد يصل الى مراتب لا تصل لها الملائكة , وكما قد ينحط الى مراتب سافلة لا تصل اليها الشياطين .. وكما قال احدهم : (وَكُنْتُ امْرَأً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى *** بِيَ الدَّهْرُ حَتَّى صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي)([108]).

 اين الخلل؟..

       اين الخلل عندما يمدحك شخصاً ، قليلون يصدقون ان كلامه حق , لكن اذا كان هناك من يذمك الجميع يصدقونه , ويعتبرون كلامه مقدس.

  لا تحزن ؟..

    اذا نظرت يمينا وشمالا ,ولم تجد أحداً ... لا تحزن ولا تخف فأن الذي معك ارأف واقوى منهم جميعا .([109])

    اعرف الحق.

    على طول التاريخ يقف الصفين وجها لوجه وفي حربا دائمة, الاول : الحق والايمان والسلام والعدل والانسانية الذي يمثله عليا (ع) الذي نظر الى الحكم وقال : والله إن خلافتكم هذه لا تساوي شسع نعلي إلاّ أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً.

والثاني الباطل بكل اشكاله وفي مقدمتها الكفر , الذي يمثله معاوية من اللحظة الاولى كان الدم هو اساس الحكم والجماجم هي الثمن للبقاء , كان صريحا قال: ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون!!!.

خطان ينسابان من اعماق التاريخ الاول الى المجد والخلود , والثاني الى أسفل سافلين , وحينما يتأمل المنصف دون تحزب ورواسب لاتباع الاول والثاني يرى من الطبيعي ان يأخذ هؤلاء الاتباع النهج الذي رسم لهم على اقل التقادير , مازال معاوية يعيش في صحراء الجزيرة وفي جبال الشام فكرا وعقيدة وعداء لأهل البيت (ع) ويزيد يلعب بالقرود ويضرب رأس الإمام الحسين المقطوع .. ولا العجب ما يفعل هؤلاء الغلمان في الموصل وسوريا .

   العبيد والحرية .

   هناك انفس استعمرها الزمان وباتت رهينة للماضي وتخاف من المستقبل , وهي في صراع مستمر بين الحرية والخضوع , وترفض بشدة الثورة عليه , وتنظر بعين العبودية للجميع على انهم عبيد.

    العقول المريضة .

    العقول المريضة تسمع عنك اكثر من ما تسمع منك ,وتحكم عليك بجهلها قبل علمها !!....

    إلى الآن مازلنا لا نقدر أن نستوعب فكرة احترام الرأي الآخر.([110])

  خارج القضبان .

     خلع نعليك انك بالواد المقدس طوى...اخلع كل احاقدك انت في العراق المقدس ...اخلع كل افكارك البالية خارجا وادخل بسلام .

نحن في بداية عصر التراجع الفكري لدى المثقف العربي وخاصة العراقي .

قد لا اكون مثقفا لكن اتذوق المعاني السامية , وانا اطلع على الكم الهائل من الثقافات والاطروحات الجديدة اجد بين السطور عند البعض مجرد هذيان بعيد عن كل المعاني المحترمة والفكر المعتدل كلام فوضوي واستعارة لاصطلاحات وافكار بالية والتي هي ابعد ما يكون عن الواقع , قد تكون تلك العقول ساذجة لدرجة ان تأخذ تلك الافكار حيزا فيها وتسيطر عليها , وبالنتيجة تكون ادوات لنشرها ..

   فكرة الآلهة..!!!

    هل سنعود إلى المربع الاول؟ مشردين مرة اخرى في الأرض الموعودة , وهل منا من يواجه السلطان الجبار الذي يوعد اتباعه بالنصر العالمي لحكومته واخضاع الجميع لهم , ويشجعهم على النيل من كل مقدس ولا مقدس إلا سلطان , ويؤلبهم على السرقة والدهاء لبناء جمهورية افلاطون , وتغير الطبقات الثلاثة الى طبقتين الحكام والعبيد , واحترام ملذات الجسد في قبال حق الله ... يبدو ان خوار عجل السامري صوتاً يسحر السامعين ويكسر صمت الحكمة ويدوي في ارواح العبيد عقيدة وعبادة , واضحى بوقا يتحدث عن وحي السماء..

  انا وانت!!؟؟؟

    انا كالشمعة التي تحترق , والجميع حولها مبتهجين وهي تبكي بصمت بين زحام الايام, ودموع الحريق تزيدها توهجاً, قد يكون لها ألوان مختلفة او ربما حالات اكثر غرابة , وهي لا تشعر بالنهاية , سيكون لي متسع من الوقت لكي أتأمل فيك جيدا وأنت تبكي في مواقد الروح .

وغدا سنجد أنفسنا قصص يرويها أحفادنا في ليالي الشتاء الباردة او يضعوها خواطر على صفحات التواصل الاجتماعي , وحينها سنكتشف فعلا أننا ضعفاء جدا.. وسنعرف حقا قيمة الحياة.

   تساؤلات..

    لو عاد الزمان هل سيرسل الحسين (ع) مسلما الى الكوفة ؟؟

هل ستكون طوعة هناك وتأوي رسول الحسين الى دارها , وهناك الف بلال من اولادها يتنظر هدية السلطان لبناء الروح المهدمة في عشوائيات التاريخ .

اعتقد حتى هاني لم يعد من اهل الكوفة رحل منها حتى لا يخرج مع مسلم ويقتل من جديد .

لا ترسل احدا سيدي ولا نريد ان نفجع ونقتله حتى لو كان العباس قمر العشيرة .

عذرا هي تساؤلات عن زمنا قادم او كان قد مضى!!

  قبل الرحيل..

      ايها الاخوة الاعزاء لنراجع معاً كل ما مر علينا ونلاحظ كل الايام والاوقات نجدها تتسابق وكأنها اشتاقت الى الرحيل ورغم إنا ووهبنا كل طاقاتنا لها ..ووهبنا كل اوقاتنا واغلى ما نملك ...

أعلم أخي المؤمن : أنا وانت قريباً وفي يوم من الايام ستدق أجراس الرحيل عن هذه الدنيا ويبدأ العد التنازلي لنبضات القلب , وسنرحل الى عالماً مجهول رحلة لا عودة !! _ هو سفر طويل يحتاج الى دليل وعدة وهل اعددنا لهذا الرحيل والسفر المجهول , ام سنضيع بين اهوال الخطايا والذنوب , نحن نعرف ان هناك من سيذكرنا ويبكينا وسيحزن لفراقنا.. وقد يكون الرحيل قاسياً على البعض لكن لا مناص من الرحيل ..

وبعد رحيل جسمي ..... يبقى بينكم رسمي , اعذروني ان اسأت لكم في رحيلي هذا , ولكن هو امر محتوم ولا بد منه.

اعذروني ان اسأت في تصرف في تعبير دون قصد او قصد لان هكذا هو الانسان.

اعذروني ان اسأت في عدم التواصل معكم واخذتني مشاغل الدنيا .

اعذروني ان جعلت قلوبكم تتعلق بي ثم رحلت , لكن هو حال الدنيا .

اعذروني لأنني سببت لكم شيء من الحزن والالم وسامحوني ان رحلتم قبلي او سبقتكم.

  رسالة ...

    ايها الاخوة هذا كلام ناصح مسلم يحب السلام والتواصل والتعاون والتودد والاخوة والتسامي والتفاني والايثار لان هذه هي ماهية الاسلام الحقيقي احبك انت يا أخي السني لأنك اخي في الاسلام اعطف عليك يا اخي الانسان لأنك نظير لي في الخلق.

وهذا شيء من اخلاق وسلوك النبي محمد(ص)الذي قال (الخلق عيال الله واحبهم الى الله احبهم الى خلقه) , انت يا اخي الشيعي وانت يا اخي السني نحن جميعا مسلمون وأهل القران وأهل التوحيد وعلينا أن نبذل الجهود ونعمل من اجل القران والتوحيد .

    لا نترك الكبريات ونتصارع من اجل صغريات الامور, الاسلام اكبر من الاشخاص والعناوين الاسلام مسير لله تعالى ومعرفته , وكل منا ان ينظر الى من يقابله بعين الرضى والواقعية للأطلال على التاريخ لكل منهما بحيادية بعيد عن أي لون من التعصب والتحجر, علينا احترام القانون الالهي فلا يجوز لك هتك حرمة الانسان واشد منها قتله , ولا يوجد بيننا مرسل من الله تعالى يقتص من الناس , بل رسالة الاسلام هداية الناس بالأخلاق , الاسلام هو صاحب نظرية التعايش السلمي ونبذ العنف فرديا ومنهجيا.

   كل يريد مرضاة الله تعالى والخلود في الجنة ولا اعتقد التباغض والتقاتل هي طرق اليها.

  هل سيكون آخر قيصر ؟

   كم هي الوجوه المكررة في التاريخ , وكم هي المواقف المعادة !؟ ..الادوار تتكرر لكن الممثلون يختلفون رغم ان منهم من يخرج عن النص , لكن لا يبتعد عن المضمون , دائما هناك غايوس يوليوس([111]) قيصر والى جانبه بروتوس وكاسيوس ([112])..وهناك من ينسج درامة تاريخية مكررة .

لكن هذا التاريخ الظالم دائما ينصف القيصر ويظلم الشعب الذي يسحق من اجل مجد قيصر , شعب يقتل شعب لا يذكر مجرد ادوات لإكمال المشاهد...

متى نكون أكثر تحديدا للمواقف ونخرج من العقلية العربية التي تجعل من الحاكم اماما , متى نكون كباقي الأمم نخرج من جلباب العبودية الى الحرية , نكون شعب يقود نفسه , ولا يقاد ويضرب بالهراوات , !!؟ ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ([113]) .

 الايمان الحقيقي .

    لا شك أن من ادرك لذة الحقيقة, والسلوك اليها , لن يبدلها بالوهم الزائل !! , وأنا أتأمل حال البعض يحمل الله أخطائه , وبالنتيجة يتحول الى عبادة عقله !! فمن يفكر بهذه الطريقة , هو يعيش السراب الخادع والوهن الكاذب.

 معالجات اسلامية في القومية.

   عالج الاسلام منذ البداية الصراع القومي ..لان الاسلام يدرك ان هذا اخطر المخاطر التي تقع على البشرية , ومنها الاقتتال البشري والصراع القومي وعلى ذلك وضع عدة حلول ..

    اولا: تربية النزعة القومية والحد من طغيانها , ولا مانع ان يحب الانسان قومه ..لكن لا يصل به الحب الى حد الاستعلاء واحتقار الاخرين , وان كان من حقه ان يقترب من قومه ويودهم ويحبهم ,لكن الولاء العالمي في نفسه للإنسان بشكل عام , وهذا خطاب القران الكريم للناس .. هنا فوق القومية الضعيفة توجد الانسانية العالمية , وقول امير المؤمنين(ع))(الناس اثنان اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) , الاسلام يريد ان يغرس فينا الولاء للإنسانية العالمية .

   ثانيا: وضع الاسلام مقاييس اخرى للتفاضل:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)([114]) وهو المقياس الاول ثم : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) ([115]) وهو المقياس الثاني .. وبهذا لا يوجد تفاضل عرقي بين الشعوب الا على اساس التقوى والعلم.

ثالثا: احترام حقوق القوميات الاخرى , ممتلكاتهم ,وسيادتهم , ولا يجوز التعدي على اي شعب اخر ومصادرة ملكياته باي عنوان كان : (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ) وكذلك (الناس مسلطون على اموالهم وانفسهم وحقوقهم ) سوآءا كانوا من قوميتك وشيعتك وعشيرتك او دينك او من قومية ودين اخر .. احترام حقوق الاخرين .

رابعا : التعاون بين الشعوب بين الشعوب ,وهو ما يسمى اليوم بالمصطلح السياسي بالتعايش السلمي , الاسلام يدعو الى التعايش السلمي بين الشعوب (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) ([116]) مودة في اطار انساني عام

واضف .. هؤلاء اليوم الذين يقاتلون ويدعون للقتال ومن يدعمهم بالكلمة او حتى بالسكوت عن افعالهم هل هم من المسلمين , القاعدة الاسلامية تقول لا .. بل حتى الإنسانية ترفضهم اذن هؤلاء صنف من البشر تحول الى حيوان مسعور وليس له علاج الا ان تجتمع الشعوب للقضاء عليه

تم بحمد منه تعالى



[1] _ القلم، الآية: 4

[2] _ النحل الآية: 125

[3] _ اسم فاعل من حايدَ / حايدَ في المُحايد : الشَّخص الذي يتَّخذ موقفًا محايدًا في مناظرة اسم محايد : ليس بالمذكّر ولا بالمؤنّث قتيل ، عجوز ، جريح : كلمات يستوي فيها المذكّر والمؤنّث , دولة محايدة : تعملُ على منع الصراعات بين دولتين متنافستين محتمل حدوث صراع بينهما ، وهي ليست منحازة لإحداهما ، وعلاقتها طيِّبة بهما بنفس الدرجة.. المحايد في قول الحق  قال الإمام علي (ع) في الشخص المحايد (لشخص المحايد، هو شخصٌ لم ينصر الباطل، ولكنه من المؤكد أنه خذل الحق» «نهج البلاغة».

[4] _ سال مره  الشافعى  يوما....عن سكوته. وعدم مجادلته ,لبعض مخاصميه ومجادليه فقال:

قالوا أسكت وقد خوصمت؟؟؟ قلـــت لهم ***** إن الجواب لباب الشر مفــــــــتاحُ

والصمت عن جاهل أو أحمق شـــرف ***** وفيه أيضاً لصون العـــرض إصلاحُ

أما ترى الأسد تخشى وهي صــامتةً ***** والكلب يخسى لعمري وهو نبــــــــاحُ

[5] _ ديالكتيك في الفلسفة الكلاسيكية، الديالكتيك (باليونانية: διαλεκτική) ويقال عنه فن الجدل أو المحاورة: تبادل الحجج والجدال بين طرفين دفاعًا عن وجهة نظر معينة، ويكون ذلك تحت لواء المنطق.

يعتبر الديالكتيك الأساس الذي تبنى عليه الشيوعية بمعنى الجدل الذي يوصل إلى النظريات والقواعد التي تحكم الناس وتسير حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهذه الكلمة رافقها بعض الغموض لكثرة ما مرت فيه من تحولات واستخدامات، من قبل مفكرين، وفلاسفة كثر، اختلفوا في وجهات النظر.

[6] _ [قّ:22]

[7] _ فرانسيس بيكون (م 22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626) فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي، معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على " الملاحظة والتجريب ". من الرواد الذين انتبهوا إلى غياب جدوى المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس.

[8] _ظاهرة السحر والشعوذة والتنجيم وقراءة الكف، والدجل ان هذا عارف هو بعيدا عن كل الاخلاقيات العرفانية لان العرفان هو علم الاخلاق العالي ومن يدعي العرفان ولا يملك اخلاق عالية عرف الشيطان ولم يعرف الرحمن ..

[9] _  قال الامام امير المؤمنين (ع) (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا) التعايش مع الناس والصبر عليهم، والحلم والرفق بهم. لا الابتعاد عنهم والناس عموماً يمقتون من يتعامل معهم بالقسوة والغلظة، وصدق الله تعالى عندما قال لرسوله (صلى الله عليه وآله): (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)[آل عمران: الآية159].

[10] _ أقول: قد اورد العلامة المجلسي رض هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصلاة من (البحار) وذيله في كتاب الصلاة بشرح وتوضيح، وقالَ: إنّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة، ولكن لَمْ أَجده في كتاب يعتمد عَلَيهِ سوى كتاب (المصباح) للسيد ابن باقي (رضوان الله عَلَيهِ).وقالَ أيضاً: ان المشهور هو ان يدعى به بعد فريضة الصبح، ولكن السَّيِّد ابن باقي رواه بعد نافلة الصبح والعمل بأيّها كان حسنا.

[11] _من حديث عمران بن حصين.

[12] _ ألْبِرْت أينْشتاين ‏ (14 مارس 1879 – 18 أبريل 1955) عالم فيزياء ألماني المولد، سويسري وأمريكي الجنسية، من أبوين يهوديين، وهو يشتهر بأب النسبية كونه واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة الشهيرتين اللتان كانت اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، ولقد حاز في عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية عن التأثير الكهروضوئي ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها.

[13] _ أَرِسْطُو( 384 ق.م - 322 ق.م ) أو أَرِسْطُوطَالِيس  أو أرسطاطاليس وهو فيلسوف يوناني، تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، وواحد من عظماء المفكرين، تغطي كتاباته مجالات عدة، منها الفيزياء والميتافيزيقيا والشعر والمسرح والموسيقى والمنطق والبلاغة واللغويات والسياسة والحكومة والأخلاقيات وعلم الأحياء وعلم الحيوان. وهو واحد من أهم مؤسسي الفلسفة الغربية.

[14] _ الهيولى أو الهيولا (Hyle) كلمة يونانية تعنى الأصل أو المادة، وهى واحدة في جميع الأشياء في الجماد، والنبات، والحيوان. وإنما تتباين الكائنات في الصور فقط. فالهيولى  في ذاته لا صورة له ولا صفة. لذلك يحتاج إلي الصورة لكي تجعله يوصف ويظهر وتتحدد معالمه. فالصورة هي المبدأ الذي يعين الهيولى ويعطيها ماهية خاصة. فالهيولي والصورة لا ينفصلان. إذ كل موجود يتكون من كليهما. وتسمى الهيولى بالجوهر المادي. وفي فلسفة أرسطو فإن الشيء، بما له من هيولي وصورة، أطلق عليه أرسطو كلمة الجوهر. ومن الجواهر المختلفة، تتكون الحقيقة.

[15] _ الكوارك هو جسيم أولي وأحد المكونين الأساسيين للمادة في نظرية النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات (المكون الآخر حسب هذه النظرية هو الليبتونات) لها كتلة ولكن أبعادها صفرية، تتم مشاهدتها عند حدوث تصادم شديد بين البروتون والإلكترون.

[16] _ ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) شُعبة من الفلسفة تبحث في ماهيّة الأشياء وعلّة العلل أي القوة المحرِّكة لهذا العالم. فقد تبدَّى للإنسان منذ القِدم أن الكون بمخلوقاته المتعددة وعناصره المادية لم يُوجد بذاته، وأن وراءه قوة مطلقة هي التي أوجدته وهي التي تسيِّره..

[17] _حَقيقة الشَّيء وذاته، نسبةً إلى ما هو، وما هي، جَوْهَر، كُنْه.

[18] _المفهوم هو فكرة مجردة تمثل الخصائص الأساسية للشيء الذي تمثله. يمكن أن تنشأ المفاهيم ضمن إطار التجريد أو التعميم، أو كنتيجة للتحولات التي تطرأ على الأفكار القائمة .

[19] _ سورة البقرة الآية  256.

[20] _ توماس ألفا أديسون ‏، مخترع ورجل أعمال أمريكي. اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثرٌ كبيرٌ على البشرية حول العالم، مثل تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلًا.

[21] _ عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار - سوري الجنسية، من مواليد محافظة حمص عام 1951م / 1370 هـ. يعد البعض د. عبد الكريم بن محمد الحسن بكار أحد المؤلفين البارزين في مجالات , الدراسة والشهادات العلمية · ‏الكتب والدراسات الفكرية ... · ‏مقالات وفعاليات ثقافية.

[22] _ يقول الإمام أمير المؤمنين (ع) في  دعاء الصباح ( يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ) وأيضاً في دعاء الإمام زين العابدين(ع) الذي علمه لأبي حمزة الثمالي (بِكَ عَرَفْتُكَ وَاَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ وَدَعَوْتَني اِلَيْكَ، وَلَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ) .. الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد ص 290

[23] _أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني نحوي وَمتكلم، وُلِد في جرجان لأسرةٍ رقيقة الحال، نشأ ولوعاً بالعلم، مُحبّاً للثقافة، فأقبل على الكتب يلتهمها، وخاصةً كتب النحو والأدب.

[24] _ابراهيم:14

[25] _ الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي، ولد بمدينة طوس سنة 450 هـ الموافق 1058، توفي أبوه وهو صغير فعاش يتيماً تحت رعاية أخيه الأكبر، وكان أبوه قد لاحظ عليه الفطنة والذكاء قبل وفاته، فأوصى عند وفاته أن يرعاه ويتكفله في التعليم صديقاً لوالده صوفي المذهب، فتلقى الغزالي تعاليم الإسلام بين يديه حتى بدأ يتشرب الصوفية جيداً، ولما كبر، وأصبح يعتمد على نفسه، سافر إلى نيسابور.

 

[26] _ البقرة الآية:269.

[27] _ ثوبان بن إبراهيم، كنيته "أبو الفيض" ولقبه "ذو النون"، أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري , ومن المحدثين الفقهاء. ولد في أخميم في مصر سنة 179 هـ الموافق 796م وتوفي سنة 245 هـ الموافق 859م ، ومن مؤلفاته كتاب «حل الرموز وبرء الارقام في كشف اصول اللغات والاقلام» وهو من ضمن العلماء العرب الذين سبقوا شامبليون في فك رموز الابجدية الهيروغليفية.

[28] _ إن لم تعرفني فأكرمني بحُسن ظنك فحُسن الظن راحة لا يعرفها إلا من جربها فأحسنوا الظَّن تطيب حياتكم.. .. وقيل ان حاكم كان قد حل ضيفا على امرأة فقيرة وقدمت لهم الشاة التي هي كل ما تملك وهي لا تعرفه ومعه احد ندمائه وعندما خرج من بيت هذه العجوز قدم له الف دينار وقال له صاحبه هذا كثير الشاة بخمس دراهم وكيف تعطيها هذا المبلغ وهي لا تعرفك ؟ قال هي لا تعرفني فانا اعرف نفسي .

[29] _ كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد أ. حلمي القمص يعقوب.

[30] _هؤلاء وكما اعتقد يحملون اجندة خاصة للنيل من الدين يشكل عام وليس الاسلامي فقط ويتبعهم من يريد ان يكون فوضوي ولا يمكن السيطرة على نفسه في حدود القيم والقوانين الدينية.

[31] _ فريدريك نيتشه الفيلسوف الذي أعلن «موت الله» ... إذ قامت بـ«تحرير» كتاب «إرادة القوة» بعد موته، وأهدته إلى هتلر بعدما حذفت منه ما يناسبها.

[32] _  الحج - الآية 47

[33] _ ق: آية 19

[34] _ [قّ:22].

[35] _ التوبة -  9

[36] _  يونس:62

[37] _ آل عمران - 154

[38] _الشعراء _ 221

[39] _ النساء:56

[40] _ أبو العلاء المعري رسالة الغفران.

[41] _ النساء:79

[42] _ النساء: 140

[43]_  الزخرف 83

[44] _  وصية معاوية ليزيد لعنهم الله قال  : يا بني ، إني قد كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لأتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي اسندت ( استتب ) لك إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي ، وعَبْد اللَّهِ بن عمر ، وعَبْد اللَّهِ بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر( فرجل ) قد وقذته العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما ، وأما ابن أبي بكر ( ان راي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ) فليست له همة إلا فِي النساء واللهو ، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا.

[45] _ الطبري في تاريخه 8/187 :

[46] _ الحج/21

[47] _ يس  59

[48] _ البقرة  21

[49] _ صحيح الإمام البخاري

[50] _ لكافي-الشيخ-الكليني-ج-٨/الصفحة_252

[51] _ الإسراء: 85

[52] _ [الروم:7]

[53] _ (ق) (22)

[54] _ طه - 110

[55] _ المجلسي في (بحار الأنوار)

[56] _ ابراهيم 1

[57] _ الوسائل: ج 17، ب 7 من إحياء الموات، ح 2، ص 333، والكافي: ج 5 باب الضرار، ح 6، ص 294.

[58] _ الحديد 25

[59] _ النهج ص291

[60] _ آل عمران : الآية 64

[61] _[ سورة النساء : الآية 1]

[62] _سورة الحجرات الآية: 10

[63] _ ( سورة ق) الآية (22)

[64] _ الأنبياء107.

[65] _ التوبة:28

[66] _ طه: 44.

[67] _ النحل 125.

[68]_ رواه الطبراني والبيهقي وأخرجه أبو نعيم في كتاب فضيلة العادلين ( ورقه 226 وجه 1 من مجموع 60 - ظاهرية دمشق ) من طريق يحيى بن ميمون ، حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ، ومن طريق داود بن المحبر قال حدثنا عقبة بن عبد الله عن قتادة عن أنس مرفوعا نحوه ,قلت : وهذان إسنادان موضوعان ، في الأول يحيى بن ميمون وهو ابن عطاء البصري ، قال الدار قطني وغيره :متروك ، وقال الفلاس وغيره : كان كذابا .

وفي الآخر : داود بن المحبر ، وهو متهم أيضا وقد تقدم ، ومن طريقه رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 358 ) وقال : عقبة مجهول بالنقل ، وحديثه منكر غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به ، ولا يتابعه إلا نحوه في الضعف .

وذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في  الشعب " عن أنس وتعقبه المناوي بقوله : وفيه محمد بن يونس القرشي وهو الكديمي الحافظ ، اتهمه ابن عدي بوضع الحديث ، وقال ابن حبان : كان يضع على الثقات ، قال الذهبي في " الضعفاء " عقبه : قلت : انكشف عندي حاله , قلت : ومن طريقه أخرجه أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان في جزء من " أماليه " ( 151 / 2 ) قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عقبة بن عبد الله الرفاعي أخبرنا قتادة عن أنس وكذلك هو في " الشعب " ( 6 / 19 / 7376 ) موقوف.

[69] _ خَرَجَ قَومٌ الى الصيد فَعَرَضَتْ لَهُم أُمُّ عامر (وهي الضبع) فطاردوها حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فدخَلتهُ. فخرج إليهم الأعرابي وقال : ما شأنكم؟ قالوا : صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا، والذي نَفسي بيده لا تَصِلونَ إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي. فرجعوا وتركوه وقام فقدم للضبعِ حليبا ثم أسقاها ماءً حتى عاشت واستراحت. فبينما الأعرابي قائمٌ إذْ وثبت عليه فبقرت بَطنَهُ وشَرِبَت دَمَهُ وتَرَكَتهُ، فجاءَ ابنُ عَمٍّ له يَطلُبهُ فإذا هو بَقيرٌ في بيتهِ فالتَفتَ إلى مَوضِعِ الضبعِ فلم يرها فاتبعها ولَم ينزل حتى أدركها فقتلها وأنشدَ يقول : ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يلاق الذي لاقى مجيرُ أم عامر  .. اعد لها لما استجارت ببيته ..احاليب البان اللقاح لدرائر ..وأسمنها حتى اذا ما تمكنت ..فرته بأنياب لها واظافر .. فقل لذوي المعروف هذا جزاء من .. يجود بمعروف على غير شاكر.

[70] _ سورة فصلت 53.

[71] _سورة الكهف الآية 29.

[72] _ عبد الكريم سروش هو الاسم المستعار لحسين حاجي فرج الدباغ، من كبار المثقفين الإيرانيين الدينيين المعاصرين، من مواليد طهران سنة 1945.

[73] _ الحَشد الشعبيّ هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية،  تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد.

[74] _ صحيح ابن حبان 1: 470، الجامع الصغير للسيوطي 2: 753 ح9940، مسند أحمد 3: 176، سنن الترمذي 4: 76 ح2634، سنن النسائي 8:115.

[75] _من روائع نهج البلاغة الامام علي(ع)

[76] _  الملك فيصل الأول ملك العراق.

[77] _ الشاعر أبو القاسم الشابي 

[78] _ الحَكَمة : الحكمة في اللّغة تعني العلم والعمل، حيث تنقسم إلى شقّين: شق علمي أو معرفي وشق عملي أو تطبيقي، فلا يكفي أن تعلم لتكون حكيماً، بل يجب أن تعمل بما عرفت من علم، لذلك قيل عن الحكمة أنها: العلم بحقائق الأمور أو الأشياء، ولها دلالات ومعاني مختلفة لكل لفظة أو كلمة، تختلف باختلاف معرفة وتوجّه النّاطق بها وأصله ومذهبه؛ فمعنى لفظة معيّنة أو كلمة معيّنة عند اللّغويين والمهتمين بعلم الكلام، يختلف عن معنى نفس اللّفظة عند الفلاسفة، أو عند رجال الدّين، أو عند المتصوّفة أو غيرهم. لذلك ترى أن لفظ "حكمة" وسع الكثير من المعاني والدلالات، ولكل قومٍ مَقصِدٌ مختلفٌ من هذا اللفظ، وقد تتشابه تلك المقاصد جزئياً أو تختلف بالكلية عن بعضها البعض.

[79] _ الفلسفة هي كلمة مشتقة من اللفظ اليوناني فيلوسوفيا، دخلت اللغة العربية في عصر الترجمة، ومعناها محبة الحكمة أو طلب المعرفة أو البحث عن الحقيقة.  وهي درس المَبادئ الأولى وتَفْسير المَعْرفة تَفْسيرًا عَقْليًّا. وكانت تشمل العُلوم جميعًا، واقتصرت في هذا العَصْر على المَنْطق والأَخلاق وعِلْم الجمال وما وراء الطَّبيعة.

[80] _ توضيح الواضحات من أشكل المشكلات.. الفلسفة هي حكمة او كما يقال لها المحب للحكمة والذي نسمعه خلاف الحكمة بل خيال بعيدا عن العقل يبني على التخيلات أحياناً والأوهام.

[81] _كل الاتباع لديهم ايمان بالشخصية التي ينقادون دون تفكير خلف لا عن علم ومعرفة لعدة عوامل تحيط بالمنقاد ويعتقد هو الوحيد على حق والاخرين على باطل .قال تعالى((كُلُّ حِزْبٍ بمَا لَديْهِمْ فَرِحُونَ))

[82] _ قّ:22

[83] _ ديكارت

[84] _ قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُمْ ِفي الْبَرِّ وَالْبَحْر وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّن خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) . الإسلام يعتبر الحرية الشعار الاول للمؤمن ومؤمن المفروض يعيش حرا , ويدعو للحرية للجميع بلا قيود وعبودية للغير  بمثابة دعوة التحرر الحقيقي .والقران الكريم يقول بالحرية الدينية قال تعالى  (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين )(الكافرون 6) وكان تطبق عملي لأهل البيت (ع) للحرية والخروج على الظالم والسلطان الجائر .  

[85] _[النمل:14].

[86] _ سعد بن منصور البغدادي الملقّب بعزّ الدولة المعروف بابن كمونة، توفي عام 683 هـ أو 690هـ

[87] _وابن كمونة هو هبة الله بن كمونة الاسرائيلي من فلاسفة اليهود، كان معاصرا لابن سبنا، وشبهته في التوحيد مبتنية على اصالة الماهية وكون الوجود امرا انتزاعيا كما هو المشهور عند قدماء الحكماء، وقيل ان الفلاسفة المتاخرون كصدر الدين الشيرازي والمولى هادي السبزواري والشيخ الزنوزي وغيرهم تركوا القول بأصالة الماهية وصاروا الى القول باصالة الوجود لا جل دفع هذه الشبهة التي لا يمكن دفعها طبقا لمبنى اصالة الماهية، وهو كما ترى، اذ دليل الفرجة الذي ذكره الامام الصادق (عليه السلام) والذي نقلناه في جوابنا السابق ليس مبنيا على اصالة الوجود،ويمكن بموجبه دفع هذه الشبهة .

[88] _ سورة الكهف  29.

[89]_ هود: 118

[90] _ الجهل المركّب : فإنه مع جهله يظن أن له في ذلك القدرة والمكنة من حيث لا قدرة ولا مكنة ، فهو يرى أنه عالم وليس كذلك ، أو أنه قادر أن يحلّ محلّ العالم استسهالا منه للعلم أو إعجابا بحظه الذي أوتي منه ، فهو يضرب بتقريرات العلماء وما يؤصلون ويفصلون مما يفهمه وما لا يفهمه عرض الحائط  .

[91] _ الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير.

[92] الفكرة المهدويّة : هي إحدى المعتقدات المهمّة لدى المسلمين ، والتي تعتبر فكرة إسلاميّة خالصة مأخوذة من القرآن الكريم ، حيث أخبر في عدة آيات عن ذلك من خلال الوعد الإلٰهي بوراثة الصالحين للأرض ودولتهم العالميّة ، وأنّ ذلك سيكون على يد المنقذ والقائد الإلٰهي ، حيث فسّر النبيّ (ص) والأئمّة المعصومين(ع) هذا الأمر وبيّنوه مفصلاً بأنّ ذلك القائد الإلهي هو الإمام المهدي المنتظر(ع) ، ودعوا النّاس للاستعداد والتهيئة من أجل تشكيل تلك الدولة الإلهيّة التي تجسّد المدينة الفاضلة ، وأخبروا بأنّ انتظاره من أفضل العبادات. يقول الله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ).، وتقوم بتطهير الأذهان من الشبهات والعقائد المنحرفة ، وتمحو الشرك ، وتجعل الإسلام والأمن حاكمان في ربوع العالم.

[93] _ تشارلز روبرت داروين عالم تاريخ طبيعي وجيولوجي بريطاني ولد في إنجلترا في 12 فبراير 1809 في شرو سبوري لعائلة إنجليزية علمية وتوفي في 19 أبريل 1882.والده هو الدكتور روبرت وارنج داروين، وكان جده "ارازموس داروين".

[94] _ الأموي عبد الملك بن مروان _ حمامة المسجد. لما كان يتظاهر من الصلاة دائما في المسجد..

[95] _ مارتن هايدغر، فيلسوف ألماني (26 سبتمبر 1889 - 26 مايو 1976)، ولد جنوب ألمانيا، درس في جامعة فرايبورغ تحت إشراف إدموند هوسرل مؤسس الظاهريات، ثم أصبح أستاذاً فيها عام 1928. وجه اهتمامه الفلسفي إلى مشكلات الوجود والتقنية والحرية والحقيقة وغيرها من المسائل. ومن أبرز مؤلفاته: الوجود والزمان.

[96] _ الحداثة أو العصرنة تحديث وتجديد ما هو قديم وهو مصطلح يبرز في المجال الثقافي والفكري التاريخي ليدل على مرحلة التطور التي طبعت أوروبا بشكل خاص في مرحلة العصور الحديثة. بشكل مبسط، يمكن تقسيم التاريخ إلى خمسة أجزاء: ما قبل التاريخ، التاريخ القديم، العصور الوسطى، العصر الحديث والعصر ما بعد الحديث.

[97] _ الحقيقة  أنصاف المثقفين اخطر من الجهلة  وكما هو الواضح لا هم من المثقفين ولا هم  من جهلة ، لان المثقف له عقل متنور يأخذ كل الامور بعقله ويحللها والنتيجة لنا نأخذ اكيد الجيد , والجاهل هو الاخر يمكن ان يطرح موضوع لكن يطلب من اهل الاختصاص تقيمه لان يعترف بجهله , الا النوع الثالث انصاف المثقفين الذي يأخذ من هنا وهناك ويحدث ضجيج اعلامي يصدع الثقافة الراقية ويسمم العقول النظيفة للقراء من خلال  الترويج لثقافة متدنية ثقافة المجون والانحلال والسفاهة باسم الحادثة والمدنية وحرية الفكر .

[98] _ الحجر:10

[99] _ الحجرات:13

[100] _ الزمر:9

[101] _ غوالي اللئالي 3 / 184، باب الجهاد، الرقم 9.

[102] _ (قاعدة السلطنة)

[103] _ الحجرات:13

[104] _ الحج/21

[105] _ عرف النجاح بطريقتك الخاصة ، وحققه ايضا بطريقتك الخاصة ، وابني حياة تفخر بأن تحياها.

“ان سويني رئيسة شركة والت ديزني.

[106] _ الدعاية - الترويج - التبشير - البروباغندا كلمة تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص. وهي مضادة للموضوعية في تقديم المعلومات، البروباجاندا في معنى مبسط، هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقى المستهدف. كثيرا ما تعتمد البروباغندا على إعطاء معلومات ناقصة، وبذلك يتم تقديم معلومات كاذبة عن طريق الامتناع عن تقديم معلومات كاملة، وهي تقوم بالتأثير على الأشخاص عاطفيا عوضا عن الرد بعقلانية. والهدف من هذا هو تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية. فهي سياسيا تعني الترويج واقتصاديا تعني الدعاية ودينيا تعني التبشير.

[107] _ والوالد نسيم عداي الزركاني رجل متدين وتركنا الى لا عودة وحسب الاخبار ان قد عاد من ايران لا نعرف كيف عاد لكن النتيجة في سجن المقبور صدام وبعد زمن اعدم هو من معه ويقال هو اكثر من 65 شخص وكان انتماء هذه المجموعة الى فيلق بدر بقيادة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) والى اليوم لم نعرف له قبر ولا مكان رحمه الله تعالى .

[108] _ مفاتيح الغيب : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي_  البيت للخوارزمي.

[109] _ قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ( ق 16) لأنك أقربُ منّي إليّ أناجيك في صمتيَ المستكين ..! وأغمض جفني لأفتح قلبـي على عالم ٍ في مرايا الظنون يا قرب مني الله واقرب ألي  من حبل الوريد وانت سبحانك احن من امي علي.

[110] _ إنني لا أعاني عقدة المثقفين ، لكن طبيعتي ترفض العقول التي لا تتكلم بذكاء. - نزار قباني

[111] _ الأمبر اطور غايوس يوليوس قيصر جنرال وقائد سياسي وكاتب روماني ولد عام 13 يوليو 100 ق.م وتوفي عام 15 مارس 44 ق.م وهو أول من أطلق على نفسه لقب: إمبراطور وتولى الحكم.

[112] _ بروتس أو ماركوس جونيوس بروتس (85 ق م - 42 ق م) ، كان من رجال السياسة في الجمهورية الرومانية وعضوا في مجلس الشيوخ الروماني وله شهرة كبيرة إشتراكه في مؤامرة إغتيال يوليوس قيصر. زادت شهرته بعد أن جعله وليم شكسبير شخصية محورية في مسرحيته يوليوس قيصر، خصوصاً بعد أن قال شكسبير على لسان قيصر عند اغتياله إحدى أشهر جمل المسرحية، ألا وهي حتى أنت يا بروتس؟

[113] _ آل عمران : 110.

[114] _ الحجرات/13

[115] _ [الزمر:9

[116] _ الحجرات/13


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق