يقول
مارك توين: خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم. -
في
يوم كنا جُلُوس عندَ الشيخ عبد الصاحب عودة الهادي (رحمه الله) وكان مكتبه يقدم
مساعدات ورواتب للمتعففين ,لأن الشيخ وكيل المرجعية , وفي هذه الاثناء دَخِلَ رَجل
متوسط العمر وعندما أستقر به المجلس , فجأة اِنهارَ بالبكاء وأَخَذَ يضَرب على راسَهُ
، ونحن بلا شعور دموعنا نُزَلْت تعاطفا معهُ , وقال والدي تَوَفَّى بالمستشفى وليس
لدِّي أموال لدَفن والدي وتجهيزه! , أخَرجَ الحاضرين ما عندهم من أموال ونَهَضَ احد
الحضور وجمع الاموال وآخر يريد الخروج لجَلَب أموال من أهل المدينة , والشيخ يسمع
بكاء وكلام الرجل , قال اِنتَظَرَ!, وثم قال للرجل : عظم الله لك الاجر, أبني جثت
والدك وين الان ؟ قال تركتها بالمستشفى , قال الشيخ : أبو صادق أتصل على المستشفى
وفعلا اِتَّصَلَ وأَخبَرَوهُ لا وُجود لوفاة في المستشفى لرجل كبير إلا طفلة صغيرة
وامرأة أخذوهم ذويهم صباحا, واذا بهذا الرجل يهَرَب من البراني , ونحن في حالة لا نَحسُد
عليها , وكيف لهذا الرجل ان يستغل عواطفنا وبهذه الطريقة الرخيصة , والا الشيخ رغم
انه كان بصَيراً إلا أنه كان يشعر به وأنهُ غير صادق , سألنا الشيخ رحمه الله , قال
هذا الصوت ليس غريباً عَليَ كانَ لهُ موقف مَعِيّ قديم وبنفس الطريقة!.
مازال
الاعلام وعديمي الاخلاق في الحاضر والماضي يمارسون سياسات التجهيل، ونحن ما علينا
إلا آن نمارَسَ على أنفسنا سياسة تصديق الخداع الإعلامي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق