الادعاءات وحدها لا تعني الكثير وليست ذات أهمية، فهناك الكثيرون من ادعوا أنهم انبياء أو أولياء ومرسلين من الله تعالى أو مراجع دين , كل شخص يمكنه ان يدعي، لكن السؤال الذي يجب الإجابة عليه هو على ماذا يبني ادعائه، وهل لنا أن نكتشف كذب هذا المدعي , أهل العقول لن يستغرق ذلك عندهم أكثر من دقائق معدودة , وأما الذي لا يعلم أو صعب عليه المعرفة يحاول التأمل حتى تظهر له الحقيقة , وإلا الدخول في الشبهات لا يمكن الخروج منها بسلام , وكما الشخص الذي يعلم انه لا يجيد السباحة وقفز في منتصف البحر يعتقد انه يتعلم السباحة في البحر , وهذا الامر ينطبق حتى على المدعي يصدق كذبته ويستمر فيها ويرفض الجميع ويحارب من أجل نفسه, ويمكن ان يقول أشياء لا يعتقد فيها أصلا , كيف لنا ان نعرف المدعي في عصر اختلفت فيه المفاهيم أو حتى الاخلاقيات؟!
أعتقدُ هذا لن يكون ذلك صعباً، اذا رجعنا الى ذاتنا وتحكمنا بعواطفنا ولا نسير خلف الهوى والنفس الإمارة وافرازاتها أو الرواسب والحكايات التي توضع للنيل من كل مقدس أو معتدل ونجلس وننظر من أعلى الموضوع بطريقة الباحث والمتابع , ونطرح على انفسنا هل هذا المدعي وذاك الكذاب على نهج آل محمد (ع) حقيقةً من الناحية الأخلاقية أولا في منطقهم في عملهم , نعم لا يمكن لأنسان ان يصل لهم القصد نهجهم لا ذاتهم , وبعد ذلك العلم والحلم , وكل المعادلات العلمية أو النظريات يجيب عليها ويناقشها أهل الاختصاص لا تعرض على الناس والناس تتحدث فيها وتُقِيمُ صحتها أو عدمها والامر الثالث أهل العلم في أمكان متعددة هم من يقول هذه الاطروحة أو هذه البحوث ذات قيمة او لا , وإلا كل منا يدّعي أنه فقيه زمانه ووحيد عصره , العالِم ليس كلمة سهلة وكل منا يصل لها هي مفهوم مركب وعميق في دلالاته الاصطلاحية.
العقل والحق يقول ان هذه الدعوات التي ظهرت هزيلة ومخجلة ليس لها علاقة بالعلم ولا العلماء هي ضالة ومضلة والمدعون لها كذاّبون دجالون وهدفهم استغلال البسطاء والسذج من الناس وإبعادهم عن الطريق الصحيح.
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق