الجمعة، 22 أبريل 2022

 الزندقة والفكر..

اذكروا محاسن موتاكم هل هذا الكلام ينطبق على معاوية ويزيد وصدام ومن امثالهم, هل لهم محاسن تكفي للرد على ما ابتكروا من مفاسد, لنبدأ من أبو سفيان كان له أول ملامح الإلحاد في أشكاله البدائية غير المفلسفة قال :لقد أصبح مِلك ابن أخيك الغداة عظيمًا", وذو الخويصرة التميمي , قال للنبي (ص): اعدل، قال ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ خبت وخسرت إذا لم أعدل, وهناك من قام بحركة ارتدادية وان لم يظهر انكار الربوبية , لكن ادعى النبوة , وآخر أدعى انه كاتب الوحي وهو مؤسس الفساد الديني والسياسي والأخلاقي بكل أنواعه في العصر الإسلامي , وعلى نفس الحركة الارتدادية لم يدعي الإمامة وإنما أوهم أتباعه أنه رسول الإمام المهدي (ع) كل هؤلاء نهج واحد وان اختلفت العناوين , وقد نجحوا نوعا ما في نشر الشذوذ عن الطبيعة والتجاوز على القيم الدينية والاخلاقيات العامة وضرب كل مقدس ومتدين حتى صارت الشهرة والسمعة الثقافية من خلال النيل من الدين, سميح القاسم يقول (ولأي كهف ينـزوي الله المعفر بالغبار وبالدخان والشرر)وتركي الحمد الذي قال في روايته الكراديب (الانتحار نصرٌ على الله) أنماط نذكرها للمثال لمنهج أقصاء الدين وطرح لنسق من المفاهيم المغايرة للأخلاق, واحتقار المتدين والتنمّر عليه مهما كان شأنه ، سيقول من يَشبَهم هذه مقولات فكرية وأدبية وللأدب حصانته, وأمرهم إلى خالقهم! طَريقةٌ سذاجةٌ لتصدير جهلهم وانحرافهم" من خلال هذه السفسطة الفارغة التي تمثل ضحالة قائلها , ولا اعلم ما هو مقياس الاخلاق لديهم ولأي منظومة يتبع هؤلاء؟ واقع يدعو الى نسقاً أخلاقياً يخالف الدين والعرف الاخلاقي والاجتماعي وكل القيم النبيلة , وإقصاء الآخر واحتقار الآخرين بخطاب متدني جدا, انطلاقاً من تلك المعطيات يجب علينا ان نكتب وبصراحة ومن نفس الحرية الفكرية التي اُعُطيت لهم, لا يضر الله كفر الكافرين ولا جزع الجازعين, نعم هي قناعات مستوردة وانحرافات نفسية وإحساس بالنقص نتيجة الظروف التي عملت على تشكيل هذا النوع والتي جعلته يعتنق هذه الافكار ويتطبع عليها , ويحول الى صاحب مشروع التحرر من الدين وقيود الاخلاق, الدين ليس بالضد من الحرية والتحرر بل معهما شكلا ومضموناً , وَلاَ يُؤخذ الصالح بجريرة المدعي المستغلون للدين من طلاب السلطة أو المال , لان هذا النوع في كل الاصناف, لا يختلفون بعضهم وجهان للعملة الفاسدة , الاول يعمل لأجل المناصب والاموال لتحقيق رغباته الدنيوية , كمنهج عمر بن سعد القائل : يقولون إن الله خالق جنة ** ونار وتعذيب وغل يدين ** فإن صدقوا مما يقولون إنني ** أتوب إلى الرحمن من سنتين ...والثاني يدعي الحرية والتحرر بالكفر , ويمدحه الناس ويلعنه الله؟ منهج أبو العلا المعرّي: "اثنانِ أهلُ الأرضِ، ذو عَقلٍ بلا ** دِينٍ، وآخرُ دَيِّـنٌ لا عَقلَ لهْ" , وكتب احد النكرات عدنان الصايغ" أُدير قرص الهاتف_ وأطلبه _ ترد سكرتيرته الجميلة**إنه مشغولٌ هذه الأيام! ...اسلوبٌ رخيص للشهرة , والذي بلا ثمن الذينَ يجلسونَ ويسمعونَ لهذا وذاك ويصفقونَ لهم , ولا أعتقد هؤلاء أشهرَ من جرير أو الفرزدق أو المتنبي العظيم ولا من الجواهري ومصطفى جمال الدين وروائعه ، والكثير من فحول الشعر وأساتذة الأدب والثقافة والأبداع والذي لا يحتاج أحدهم ان يتخلى عن مبادئه من أجل الشهرة, وظاهرة المفكر التي تطلق على كل من يكفر وينال من تعاليم السماء والقيم الإسلامية " لا علاقة لها بالفكر حقيقة بل هي هرطقة لا أكثر" والعقل الجمعي الذي جعل المجرمين رموز وشهداء وأيقونات مشهورة , أغلبنا مطلع على التاريخ وكتابات هؤلاء والتي يتطاير منها رذاذ الألفاظ المخجلة والعبارات القذرة, يقول بعضهم هذه مقالات جريئة "والأصح سخيفة وتدني فكري وتَبرر الكفر بالله والأنبياء والاولياء والتجاوز على العلماء والأخيار , والذي يبررون له وانه قد اصطفته الطبيعة وفضلته على سائر الناس , لم يدعي أحد العصمة , ولا نختلف عن أي انسان آخر نكتب وقد لا ينال رضا الكثير , لكن لا يصل الى سبّ الذات الإلهية والانبياء (ع) والعلماء ولا أي انسان محترم وان اختلف معنا فكرياً ودينياً , نعم قد نكون في عصر الانفلات الاخلاقي الذي هو أكثر ضرراً وأوسعُ انتشاراً من الانفلات الأمني , هناك تشوه في الذوق العام وانقلاب في المفاهيم يحترم من لا قيمة له ويطبل له الحمقى وجعل منه رمز ومن المشاهير, قال آينشتاين :أخشى أن يأتي اليوم الذي تطغى فيه التكنولوجيا على التواصل بين البشر.. سيكون العالم جيلا من الحمقى...


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق