يوميات الشباب ايام الخير!!
وصية المرحوم عبد الزهرة الى ولده.
وَلَدي عندما تقرأ كتابي أبكي على شبابي , عذراَ
وَلَدي لم يكن هناك شباب , لنقول ايام سوداء والتي يقول عنها بعض المرضى ايام خير!,
وَلَدي : عندما تجلس وأنت تشاهد كرة القدم حاول أن تقرأ مأساة أبيكَ بالـمقلـوب , جل
حياته بين سجن وغياب وهروب, وسجون وزنازين وقيود , قدرك يا وَلَدي ان تقضي دون ذنبٌ
مقتولاً أو مفقود , ليس ذنبك , هذا ما جناه عليّ أبي وجَنيت عليك " أسمع وتأمَّلَ
أيامنا لا تَشبهها أيام , ليست قصة من خيال أو ردود أفعال هي حقيقة عاشها شعبٌ كامل
بكل تفاصيلها, وهناك من يشتاق لها, هذه هي فلسفة العَبيد يهربون من الحرية الى خلف
القضبان , واذا مات الجلاد بحثوا عن غيره , ويحلمون بلذة السياط وهي تنهال على أجسادهم
التي أدمنت الذلة , يشتاقون لكلمات الشتم والاهانة حياتهم جميلة في حضيرة العبودية
ويتكاثرون لأجل خدمة أولاد السلطان وزبانيته يشعرون بالفخر لرؤية
السلطان حتى في المنام والتحدث معه .
كان
الجلاد عند العبيد عظيم والقائد المهيب هو الإلهُ وكل شيء ولا شيء إلا هو " أعذرني
يا ولدي لعل لهجتي هَجِينة من لهجات متعددة تبعاً للمناطق التي كنت أتنقل فيها هارباً
وأتمنى أن تصل الفكرة، وان كان نادراً منا من حافظَ على فكره".
چَنه نگعد بالبيت يقال له بيت , وليس هناك شيء
أسمه نت وتلفون وستلايت او عشاء بيتزا او إسكالوب الدجاج , ولا الغداء مندي ولا كنتاكي
ولا شيء أسمه بيبسي ولا تفاح وموز , ولا ريال ولا برشلونة , ولا جواز ولا سفر ولا سَفرة
, أنت ودفتر الخدمة أخوة هو الأقرب لك ضَعهُ على قلبك لا تفارقه ابداً , ويا ويلك اذا
لم يكن معك , خاصة اذا كنت مَارَّ من أمام سيطرة, وما أدراك مل السيطرة , وانت صاعد
بالريم من الناصرية للعاصمة ولابس بنطلون چارلس وقميص مخطط, وقبل ان تصعد تسمع صوت
السَكْن (الكشنات إلي خلف السائق محجوزات)!! وبالعادة للبنات, وعين السائق لا تكاد
تفارقهن من خلال المرآة الداخلية , وأنت شايف روحك فد شيء , وتنظر خُلْسة بين الحين
والآخر, وكل هذآ في كَفّة ومن تصل للسيطرة في كَفّةٌ أكبر , ومن يصعد الانضباط
"وانت تقرأ آيات بگلبگ ويتغير لون وجهك , وانت ما عندك شيء , والمصيبة الانضباط
من يشوف بنات يتحول إلى نوع آخر من البشر , وأول كلامه : هَيَ انت " أنتم لا تقرون
: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سداً) الكل يَنزل " وانت تسوي روحك ما
تسمع , ويصيح عليك أنت وياك يول يابه ", أنت أبو شوارب " وتگوم بسرعة وتنچبح
على وجهك , تگوم وچن ماكو شيء وتنطيه الدفتر, وتباوع على البنات وتشوفهن يضحكن وتگول
لو ميت بالحرب أحسن , ولو مفقود أشرف, والانضباط وبدون ما يشوف الدفتر جَرِك من الياخَة
وهي منتهيَ من الغَسل أجَت بيده , ونَزلك بدَفره للگاع , وبعد ما تحَركت الريم , ضَليت
تتوسل بالانضباط وأخذ ألي أبجيبك وهيتك, وترد للديرة وبنفس الريم لكن بالممر , والعصر
تَطلع للگهوه وتسولف للربع عن سفرتك ومغامراتك البطولية في العاصمة , وأنت راجع من
سَيطرة العزيزية وبدون ياخة!.
ومن
ترجع للبيت التلفزيون قناتين العراق والشباب , وقال القائد وشحچه زعيم الامة
" وقناة الشباب أشكال زين الشباب وياريت يعرف يحجي يَرتَل ", ومن تطفى الكهرباء
ماكو مولدة ولا لايت شحن نشعل اللاله, وللالة معاني عالية" رائحة النفط والدخان
كانت اقوى من كل بخور , ولا وجود للعطور إلا بالمناسبات ,والعطر لا رائحة له المهم
الفكرة , والملابس ليس لها لون واضح والقياس مو هواي مهم" هو البنطلون كل سنة
تسويلك بي فيكة وتصبغ الملابس , والبطانية تتحول الى قمصلة, وفكرة گلب الملابس كانت
للخياط طلعت المصري كان يعمل حسب قاعدة : الحاجة أمّ الاختراع ".
وألي
كان عنده سوبر هذا فايخ باصطلاحكم، والاكثرية تخلصها بالريم لو (او أم) والكوستر ,
وبعدين أجت الكيا وطبيعي جداً تشبع دخان من الصالنصة وبالبيت دخان اللالة يعني ثلاث
ارباع حياتك دخان" , كان أبوك يقاوم كل هذه الظروف , ما نتمرض او كنا نتمرض لكن
لا نشعر بالمرض لان الألم أكبر من الاوجاع البسيطة في الجسد .
ومن كانا صغار كانت أحلامنا أصغر، ونحن نرى من
شَرفَ الْمَنْزِل تابوت الشهيد في طريقه إلى بيت الجيران، وتخرج أمي وخلفها جدتي صارخات
بلا دموع، واجتمعن النسوة يلطمن حول الجنازة، وهناك عند جدران الدور المجاورة يجلس
الرجال ومعهم والدي يدخنون بصمت، وأنُزل التابوت ملفوف بالعَلم وسلموه الى اهله...
ورغم صراخُ الأخوة والأخوات وعَويل الزوجة والأبناء، كأني أسمع صوت ها.. ها استشهد
بالله استشهد بيك كرونة أم التبريد".. وأكبر مشكلة هذه شرحها طويل..
واما (أجلك الله) الحذاء كان لها قصة مختلفة هي
محترمة نتعامل معها كفرد من العائلة عزيزة لا تعوض تخيطها وتضربها بسامير المهم تحاول
تخليها على قيد الحياة أكثر وقت ممكن.
وما المدارس كانت في ايامنا تختلف كنا نخاف المدير
كثيراً، ومن يا خذوك للإدارة كأنك رايح للشعبة الخامسة " ومن توصل للمدير، ويگول
أم جواد (الفراشه) جيبيلي العلوية (أسم عصا)، وأعتقد كانت هذه العصا مسمومة" لان
ضربتها مازالت معي وأشعر بها , واذا كانت حصتك عدد من العصي في أنحاء متفرقة من جسمك
أكيد للعصر تظل تبچي , والإنشاء بالامتحان الوزاري كل سنة نفسه , أكتب عن القائد
الضرورة وياويل المدَرس الماينطيك درجة كاملة .. وكان الحَر بالصيف يتعامل معنا كالدجاج
بالفرن الكهربائي، لا شيء أسمه سبلت عمودي ولا مكيف، لله در المبردة الزرگة رفيقة الدرب
وبين فترة وأخرى يطفر عليك السربس , لا تقترب منها كثيراً قد تخسر حياتك " گشرها
خايس والواتر پم بعد أخيس , وكان في المدينة مقهى واحدة , گهوة فيها نارگيله ولا تكاد
ترى من في داخلها من الدخان, والگاعدين كلهم في صَمْت مُطبِق كأنهم فلاسفة ومفكرين
وهم ليس كذلك " .. وذاك من ذاك اللي يشتري باكيت جگاير چان أبو الچنبر عارض خمس
بواكيت والناس تشتري جگاير مفرد , والمشروبات الچاي وحامض وشوية تحسن الحال من دخل
البيبسي أبو العربانة يخليلك خاشوگة مركّز وياها جرعة غاز منشطة ومن تخلص يداريك شوية
وينطيك جرعة غاز اضافية ..
ترى والله العظيم هذا الحچي صدگ مگاعد أصنف والعباس
أبو فاضل وألي ما يدري خلي يسأل العاشو بذاك الوكت وألي يسولف غير هذا چذاب "لأن
الجميع كانوا بهذا الحال , وحتى ألي عنده فلوس لازم يدفع دعم للمجهود الحربي , ومن
تدرس 16 سنة وراها تدخل كلية بس في سبيل تقلل خدمتك بالجيش سنة ونص, ومن تدخل مركز
التدريب ومهما كانت شهادتك ستواجه عُقدة ضباط الصف بمركز التدريب وأول ما يستلمك يگول
(خريچ مريچ كلها تشرب من البريچ) وأنت شروگي والشروگي متهم بدون تهمة" ولليوم
مع الاسف يقال له معيدي او محافظات وبهذه الضحالة من الأخلاق نقضي أياما وسنوات.
تخيل لعد شنو من ضيم شايفين" حقك تسمع قصة
فقط لا تشعر بها كما نحن، وليس من رأى كمن سمع، واما حرية الرأي لا رأي حتى في البيت
تتعامل مع دِكْتاتُور في كل الاماكن، حتى في منامك ممكن بكل بساطة تنعدم إذا إجاك الريس
بالحلم وما صفگتله !؟
لا عمل ولا تعيين وحتى ألي بالتعين يشتغل سائق
تكسي لو حمال بالشورجة , ونص الشعب جنود بالمکلفیة لو بخدمة الاحتياط وكل سنتين تلحگك
خدمة احتياط شهر لو شهرين! والراتب 3 آلاف دينار مو سويسري طبع ورق جرايد , ومن تهرب
تنعدم ورى الشارع العام " والماجدات يهَلْهَلَن من تتملخ جثتك بالطلقات , واهلك
يدفعون سعر الطلقات وممنوع البكاء والعزاء.. لو ميت بزون هم يحزنون عليه! وتصير مجبور
تلتحق وتضطر الوالدة المسكينة إلى بيع الكمية (الوجبة الغذائية) وتنطيك مصرف لأن راتبك
ما يكفي كروه ". ويجيك واحد ويقول العراقي كان هيبة لان كل سنة في منتجع شكل وبلد
مختلف من الطالع ومن الذي كان يسافر هاي القصص من الخيال.
نعم
وبصراحة جدا هكذا كنا لا تعجب من تصرفاتنا لأن أغلبنا مريض ومن تشوف شايب وعگاله
وهو يطلع بالتلفزيون لو مصور له مقطع وناشره على صفحات التواصل،ويگول كانت أيام الخير وألفاظ القذرة !! أشكر ربك على نعمة
العقل، لأن هذا مسودن , ومو شرط يمزگ ملابسه , المَخْبول له حالات وجولات مختلفة ,
فينا عقد وأمراض نفسية لا تعد ولا تحصى بعدد أيام الظلم والمأساة ..
واخيراً وليس آخراً: لعنة الله وملائكته على صدام
وعلى من يحب صدام الى يوم الدين..
التوقيع والدك عبد الزهره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق