الخداع .. خداع ..
الفراشات يتجمعون حول مصابيح الشوارع واضواء الشرفة وهذا ما يسميه العلماء بالانجذاب الضوئي الايجابي أي انهم ينجذبون بشكل طبيعي الى الضوء، وهذه خدعة قاسية بالنسبة لها لأنها كانت تعتقد انها رسالة طيبة من حبيب او قريب، هم النوع الأكثر غباءً لا يميز بين النور الطبيعي والاصطناعي فيذهب إلى حتفه بجناحيه يلعق ألمه مستمتعاً منفرداً ليس فداءً لرفاقه وأتباعه الفقراء الضعفاء الصادقين بل لغبائه , كم وكم مرة كان هناك مثل هذه الفراشات تعرض للخديعة وألقى بنفسه في النار ويموت حباً بالخديعة لا للقيم ولا للمبادئ وهذا ليس مطلقاً، اقصد من يعتقد بالضوء الصناعي وحين انكشفت الأسرار وعَرَفَت الحقيقة تبقى العزة بالخديعة وانه مات من اجل الضوء وكان يسعى للحياة , كثيرة هي المشاهد وكل منا في ذاكرته المزيد.
لا يختلف هؤلاء عن تلك السيدة التي تقف وسط حقول خضراء وبيدها بندقية صيد تصوبها نحو الطيور، وكلما وقع طير من السماء مصاباً برصاصها، ابتسمت بسعادة، جاء لها الشرطة وأخبروها بأنهم عثروا على ابنها مقتولاً، تلقي البندقية وتنهمر في البكاء، وفي شقتها تقول لصديقتها، كنت سعيدة كلما قتلت طيراً، بالله عليكِ كيف يمكننا أن نسعد بالقتل؟ والأبشع منها هناك من يجد في قتل البشر شعوراً بالتفوق والانتصار!
كما يصنعون فِخاخاً ورصاصاً لنقتل الطيور بها، هم كذلك يخترعون الخدع لاصطياد بشر، والذي اقنعك ان من دافع عنك عدو ومن مات لأجلك خائن وصفقت له لا تختلف عن تلك الفراشة التي تصرُّ على ملامسة النور، خطط كثيرة ومتنوعة للإيقاع بالآخرين والاحتيال عليهم، طبعا كل منا يعتقد انه خارج عن هذا الموضوع وانه ليس له اسم في سجل الخديعة الآدمية وجداول المخدوعين.
عادل الزركاني
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق