عندما تُقلب الحقائق..
عندما تُقلب الحقائق..
قَلب الحقائق
والوقائع ليست عمليّة جديدة ولكن المشكلة في عقول كانت تعيش ذلك الواقع وتَصَدَّقُ
ما كتبَ من تَزْيِيف، كنا أطفال نقرأ في الكتب المدرسية الخليفة العادل وذاك خال
المؤمنين ونعتقد سعد جدنا ورايته منا اهل العراق لا نعلم من سعدٌ هذا ابن العاص او
بن سعد او ابن الوقاص , وصدام حامي البوابة الشرقية ويقتل ويذبح فينا في كل مناسبة
, دولة بوليسية الجميع تحت ظلمها حتى الذي كان معهم وفي الانتفاضة الشعبانية ليس
أكثر مما قتلَ قبلها وبعدها، لكن كان أَمَامَ نَظَرِ الجَمِيعِ ومقابر جماعية واحواض
التيزاب أشياء لا يمكن ان تخفى او تنكر، لكن تلك العقول تحذف او تصاب بالزهايمر،
وكان مثلهم في التاريخ، وتبعهم الكثير بل جعلوهم أئمة في الدين والدنيا، قال الإمام
علي (عليه السلام): يا أنس، ما يمنعك أن تقوم فتشهد، ولقد حضرتها؟!
فقال: يا أمير
المؤمنين، كبرت ونسيت.
ومثال قريب
عندما ينسب المجد لغيره في ثورة العشرين قال المهوال لمن قلب الحقيقة:
لون شعلان
يدري إنباگت الثورة.. چا فج التراب وطلع من گبره
مهيه بالسوير
المسألة الكبرى ... الشاهد عدنه الشاهد... احنه ايتام من العشرين
ونحن ايتام
ذلك الظلم ونعلم الاوجاع والحرمان والجوع , لكن كان ومازال بيننا نوع ليس له شخصية
فكرية ولا عَقِدَية ثابتةٌ متغيرةٌ ولا موقف الا حسب النفع والمصلحة الخاصة نوع لا
يستطيع العيش إلا من خلال التشويش على الآخرين وخلق أجواء مضطربة مشحونة بعوامل
التشكيك وقلب الموازين، وقد وصف بعض اهل العلم هو مرض قبيح نفسي كما الحسد, ليس
مرض عضوي بل النفس الضعيفة المريضة بالدنيا المنحرفة تكون مساعداً لمرض قسوة القلب
الذي بدوره يشجع صاحبه على مصارعة حقوق الآخرين والقفز على الحقائق وتغليب المصالح
الشخصيّة الضيّقة وعدم الخضوع للحق كونه مخالفاً لهواه , والسبب في ذلك راجع لخراب
النفس وفسادها وطغيان الشهوات , وحتى الاحداث الصبيانية وكما يطلق عليها الفوضى
الخلاقة ويعتقد أصحاب وأنصار الفوضى بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار؛ سوف
يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية.. الفوضى لا
تخلق إلا فوضى، وهي عادة ما يكون لها أهداف أخرى تصب في مصلحة من يقوم على
إحداثها، وعن طريق هؤلاء والسذج ويصنّفون على اعتبارهم مستأجرين لخدمة أسيادهم من
أصحاب الرساميل والطبقات الأستقراطية، فهم عبيد لمن يملأ أفواههم بالدينار والدرهم.
ورسم هؤلاء تلك الأفعال والاقوال وحتى المناظر
الغير محترمة التي تشوه وجه التاريخ وجعلوها منتهى الحكمة، ومن اجل الامة، كَشفُ عَورةَ
ابن العاص من اجل الثورة، وأد الحقيقة في عقول الناس وتغيرها وطمس حتى الألفاظ
التي تفسر المعاني وتُعَبِّرُ عن الأحداث، واستبدلت بقاموس مفردات جديدة فأصبح
الحق باطلا، والباطل حقاً، والإيمان كفرا والكفر إيمانا، والنصر هزيمة والهزيمة
نصراً، والضرب إكراماً والإكرام ضرباً، وحتى الصياح والضجيج، يراه أولئك القوم لغة
لين القول واللطف في التفاهم , مارس هؤلاء قلب الحقائق والتزيين والتلاعب
بالألفاظ، من أجل نصرة افعالهم، وتكثير أنصارهم وأتباعهم.
اذا ازعجك
الحاضر لا تمجد الماضي لان كلاهما من مستنقع واحد، الكلب البري لا يقل نجاسة عن كلب
الحراسة او الكلب البوليسي.
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق