مفهوم الطبيعة البشرية..
من
المفاهيم الكبيرة والتي كتب فيها الكثير وهذا المفهوم تقوم عليه فلسفة الحياة، هل
الانسان متغير ام ثابت كما شركاءنا في الحياة من حيوانات ونباتات وكما يبدو
مبرمجين على الأفعال والتفاعلات نفسها طوال حياتهم، لهم حياة كما هي منذ بداية
الخلق كل المخلوقات الحية تفعل الأشياء نفسها في كل دورة " مثال النّحلة والدراسات
الّتي قام بها العلماء حول هذا الكائن ذي النظام الاجتماعيّ العجيب قبل ألفَيْ
سنة، والى الان لا تدلّ على تطورًا قد حصل في حياة هذا الكائن الحيّ، إذ أنّ
التنظيم الّذي يسود خلاياها اليوم هو نفسه التنظيم الّذي كان عليه منذ آلاف السنين,
وهذا في كل الحيوانات طبعا وتكتفي هذه المخلوقات بالتكيف مع البيئة، وسد حاجاتها
المباشرة إن أمكن، وتموت إنْ لم تستطع تحقيق هذا وذاك؛ فتخضع لتوازن البيئة، ونظرية
التطور لا تصلح للنقاش لأنها اكذوبة كما أي كذبة عقائدية أو فكرية , وأن الإنسان
نتاج تطوّر لحياة على الأرض عمرها نحو كم مليار سنة وتطورَ هذا الحيوان في طفرة
وراثية وبمراحل انتصبت خلالها قامته واتسعت جمجمته وأخذ
يرمِّز ويصنع الأدوات ويفكر ويرسم, وأن كل ما حدث يُسمّى مبدأ مكر الطبيعة والواقع
هذه الحشرات كانت وماتزال منذ ملايين السنين وأجريت عليها تجارب وهي كما هي ولم
ولن تتطور , يبقى الحيوان كما هو بطبيعته وشيء واحد لا نعرفه ماذا يدور في رأس الحيوان
نفسه غير العلف أو الفرار من يد الانسان, يقولون ان القرود أبناء عمومة للإنسان منذ
عصور قديمة، وليس من الأسلاف المشتركين خلال العصور المتأخرة على الرغم من تشابه
الحمض النووي بينهم بنسبة 90 في المئة , الحل لهذه القضية في أجراء تجربة تزويج او
تهجين وان يتزاوج الانسان الشمبانزي وجاء الجواب العلمي الجواب لا ينتج عن هذا
التزاوج مخلوق اخر, لاختلاف عدد الكروموسومات (الصبغة الجينية) وحتى التهجين للحيوان
تكون سلالة عقيمة غير قادرة على الإنجاب بمعنى لا يمكن الاستمرار إلا ضمن قانون
الخالق الموجد.
رسالة الى
الاخوة في وكالة ناسا هل شاهدوا بداية خلق أبناء العم القرود هل كانوا قبل ذلك
سحالي او أبو بريص وكم مليار سنة حتى أصبح أبو بريص بهذا الشكل قردٌ وأنتصبت قامته
واتسع انفه وفمه وصغرة جمجمته، وكل هذه الأفكار العبثية نتاج للأفكار العلمانية وغياب الوازع الديني والابتعاد
عن كلام الله تعالى، وبعد كل العبثيات والانكارات وفشلها وصل الى حقيقة قد تكون الأخيرة
نعم للكون خالق لكن لا حاجة لمعرفته مادام هو أخفى نفسه! وهو فوق الأمور الحسية والعقل
الحسي لا يمكن ان يصل الى معرفة ما هو أكبر من العقل ,وكل الحواس والأدوات
التجريبية مختصة بمعرفة ما هو في دائرة عالم المادة فقط، ويتَرَكَ معرفة الخالق للمستقبل
ونفكر ونفتش في الطبيعة ونحن جزء من الطبيعة، لكن يجب ان
نتخطاها، ونخلق شيئًا جديدًا، ونجعل الطبيعة بما تتلاءم معنا، ونتجاوز توازنها ونتمرد
عليها وهذا الوجود كله مُلْك لنا ملكية الخاصة، ونفعل ما يحلو لنا دون ضوابط
وقوانين حتى وان كانت خلاف النواميس الكونية، فقط الحيوان لن يتخطاها لأنه
مبرمج، هذا الجدل في فكر الوجوديون الملحدون ,وان على هذا الإنسان ان يكون مبدع ويقوم
بإيجاد معنى لحياته، في عالم خالٍ من أي معنى جوهري أو فطري، ولا تنتظر من السماء
ان تخلق لك عالم ,أنت من يجب عليه ان يخلق عالم لنفسه ,وإيجاد معنى للحياة ,والغيب
مهما سعينا خلفه وعظّمناه وجعلناه محوراً لحياتنا، يبقى بالأخير مثل دحرجة حجر على
منحدر ولا يزيد أو يقلّ قيمةً عن ذلك، وهذا منهج العبثية والعدمية , والحقيقة الجواب
واضح لهذه الأفكار المكررة التي شاخت دون فائدة غير الشك المتعب والكفر وتكبر
والعناد ليس مع الدين بل مع النفس الأمّارة وهذا الامر مع المؤمن أيضا في
اغلب الأحيان تنتصر عليه نفسه الأمّارة بالسوء , لكن
يعود الى ربه في حالة اللوم المتكرر من النفس لأنه يعلم ان الفعل غير صحيح شرعا
والإنسانية والأخلاق التي فيه تنهى عن ذلك , وكل من الطرفين المؤمن والملحد يقول
بالإنسانية وانه هو من يقول بها وصاحبها ويتهم الاخر انه على خلافها , النتيجة في
هذا والتي لا يختلف عليها الاثنين ان كل الأشياء تخضع لقانون ولا يتم الا بقانون
وخلافه لا نتيجة , مثال نزرع حبة القمح لكن دون سقي أو تربة صالحة لا يمكن ان يكون
هناك انتاج للقمح بل تفسد الحبة , وهذا القانون ليس من صنع الانسان بل هو قانون
ثابت وضعهُ من أوجدَ الحبة , وهذا الكون وهذا الانسان لا يمكن ان يسير دون قانون وهذا
القانون لابد ان يكون قبل خلق الانسان , وفي الواقع كل جهاز لابد ان يكون له قانون
تصنيع ورقة تشغيل (كتلوك) ولا يمكن للجهاز أن يضع لنفسه او يَوْضَع له قانون من غير صانعه , وجدا طبيعي
الانحراف او الابتعاد عن الحق او حتى الأشياء الأخرى من صنع الانسان تَّوْضَع لها فلسفات
وقانون وقواعد خاصة ويقدسها اتباعها وان كانت خرافة او هواية, وان الحياة
لا تسير إلا بها والوجود لا يستقيم إلا عليها كما يقول
اتباع كرة القدم الحياة بدونها ليست حياة وكذلك الصيد او حتى السباحة وغيرها من الأشياء
التي يتابعها او يسير خلفها الكثير من الناس , وللعلم لا وجود لها بل وضعها اشخاص
من خيالهم لأفراطهم في حب هذه الاشياء ونرى الاف من العلماء لا يعرفون كرة القدم
ولا حتى الرسم او باقي الأشياء وكانوا قمة الإنسانية والنبل بل افضل أنواع الانسان
,لا شيء يقَوَّمَ الانسان ويجعل منه مثالياً وفاضل إلا العودة لقانون السماء الأنبياء
موسى وعيسى (ع)ومحمد (ص) كلهم ساروا ضمن قانون السماء .
أقول لكم
لماذا يجمع الاثنين والابتعاد عن الإلحاد لأنه طريق بلا قانون ومنزلق للانحراف بل
يدعو له، ولا يقال ان هناك ملحد يدعو للفضيلة بل الى خلافها تماما لان كل شيء لديه
مباح! وإنكار وجود الله هو إنكار لوجود أساس موضوعي للأخلاق وهنا لا توجد مرجعية
أخلاقية تنظم حياتهم وتقيم حقائق أخلاقية وبناء حياة سويّة على أساسها، ويردّ
الملاحدة على ذلك وانه يمكن بناء معاير أخلاقية تقيم أسس العدالة والحقيقة والخير
والأخلاق دون اللجوء إلى الإله، ولكن الواقع يقول غير
ذلك , حيث نرى اليوم الملاحدة هم الأكثرية بل المؤمنين هم النسبة الأقل في كل المستويات
وحتى الدجال يندرج تحت مفهوم الإلحاد لان لو كان مؤمنا لما فعل ذلك وهو خلاف قانون
الإله كما الملاحدة , الحروب والغزوات قبل الإسلام وبعده يقوم بها الملاحدة او
بعبارة أدق الدجال الملحد عنوان جامع مانع لهذا النوع الخارج عن قانون السماء ,وهناك
عدد من خلفاء ملحدون وكان إلحادهم صريح والكلام ليس له علاقة بالشيعة
او السنة وحتى الإسلام او انا طالب حوزة او شيعي هو بحث علمي في مفهوم الطبيعة
البشرية ,مثال علماء السنة المعتزلة يعتبرون معاوية بن ابي سفيان ملحد قال ابن ابي
الحديد المعتزلي : معاوية مطعونٌ في دينه عند شيوخنا يرمى بالزندقة ، وقد ذكرنا في
نقض السفيانية على شيخنا ابي عثمان الجاحظ ما رواه اصحابنا في كتبهم الكلامية عنه
من الإلحاد والتعرض لرسول الله (ص) وما تظاهر به من الجبر والإرجاء، ولو لم يكن
شيء من ذلك لكان في محاربته الإمام ما يكفي في فساد حاله([1]) ويزيد
بن معاوية : ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل ... لعبت هاشم بالملك
فلا ملك جاء ولا وحي نزل([2]) وعبد
الملك بن مروان يعترف أن القرآن والإسلام لا علاقة لهما بحكمه فقد "قال ابن
أبي عائشة : أفضى الأمر إلى عبد الملك، والمصحف في حجره فأطبقه وقال: هذا آخر
العهد بك" ([3]) والوليد
بن يزيد التاسع من خلفاء الأمويين كان أبعد ما يكون عن الأخلاق، وتحكي كتب التاريخ
الإسلامي أنه قرأ ذات يوم في المصحف" واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد، من ورائه
جهنم ويسقى من ماء صديد" فدعا بالمصحف فنصبه غرضاً للسهام وأقبل يرميه وهو
يقول : أتوعد كل جبار عنيد فها أنا ذاك جبار عنيد .. إذا ما جئت ربك يوم الحشر فقل
يا رب خرقني الوليد.
وكذلك
ماكسمليان روبسبير قائدا للثورة الفرنسي ,وأتيلا الهونى واحدا من أكثر الحكام شراً
وشراسة في التاريخ، وبول بوت زعيم الخمير الحمر ورئيس وزراء كمبوديا ارتكبت حكومته
الشيوعية المتشددة العديد من الجرائم؛ فقتلت وشردت الملايين من الأبرياء، وجنكيز
خان مؤسس الإمبراطورية المغولية ارتكب هو وجيشه وسلالته من المغول العديد من
الجرائم البشعة، وإيفان الرهيب أول قيصر لروسيا كان مولعا بالتعذيب بالخوازيق،
وحرق الناس أحياء، وأمر جنوده ببناء جدران قوية في جميع أنحاء المدينة، حتى لا
يستطيع الناس الهروب وكان يأمر قواته بإحضار المئات ليشهد قتلهم وتعذيبهم بنفسه , وأدولف
أيخمان كان واحدا من المنظمين الرئيسيين للمحرقة، وهو صاحب مقولة: "إن وفاة
خمسة ملايين يهودي على يدى يعطى لضميري رضا غير عادى", وملك بلجيكا دولة
الكونغو الحرة استغلالا وحشيا لدولة الكونغو الحرة، عمد إلى استخدام أسلوب السُخرة
في العمل لاستخراج المطاط والعاج هناك، الأمر الذى أسفر عن مقتل أكثر من 3 ملايين
الكونغوليين وأدولف هتلر لقب الديكتاتور،إذ كان سببا رئيسيا في اندلاع الحرب
العالمية الثانية والمحرقة، وقتل ستة ملايين يهودي وعشرات الملايين من الناس عانوا
وماتوا بسبب جنونه ,وكل هؤلاء خارج المؤمنين ويندرجون تحت قانون الطبيعة وخلاف
قانون الخالق وجعلوا الطبيعة بما تتلاءم مع أهدافهم وتطلعاتهم وان كان فيها تجاوز ,
لكن هذه هي وجهة النظر للطبيعة والتمرد عليها والقيادة لأجل توازن مادام كل هذا
الوجود ملكًا لهم ملكيته الخاصة حسب فكر الانسان وله ان يفعل ما يحلو له دون ضوابط
وقوانين لان هو القانون ومفهوم الرحمة والإنسانية مفهوم الضعفاء , المشكلة في
الملحد يخالف قانون الخالق وهذا حرية وامر طبيعي ولكن يعتبر من يخالف قانون المرور
خارج على القانون والفاضلة بحجابها متخلفة والعارية في ابتذالها او السافرة متحررة
, في مرة كنت مع صديقي ملحد نوعا ما كان خارج العراق واخذ يتحدث معي عن الدين هو
سبب تراجع الامة وضياع الانسان ومن هذه الاحاديث المعتادة وهو يتحدث كان عندي نسخة
مصورة من لوحة الموناليزا واخذتُ قلم الألوان ووضعت عليها عدد من الخطوط , واذا به
يقطع كلامه ماذا تفعل هذه لوحة عالمية كيف لك ان تشوها بهذه الخطوط ؟! قلت له عجيب
هذه لوحة رسمها رسام ممنوع نضع عليها او نغير شكل الصورة، وانت ما صنعه الخالق او
حتى الطبيعة في أحسن تقويم تضع عليه وتغير ما تريد وتقول يفعل ما يريد وكيف ما
يشاء وهذه لوحة رسمها انسان وان انسان اضع عليها خطوط تعتبرها تشويه هذا هو التشويه
الحقيقة للجمال وخرق للقانون.
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق