تأمل
فقط..
الملحدين
يخطئون حين يعتقدون أن إلحادهم نتاج تفكير عقلاني لا يفهمه البسطاء ولا يرتقي له
اهل الدين ،المتدين يقول :ان بعد هذه الحياة ثواب وعقاب وهذا الأمر احد أسباب
ايمانه بوجود الخالق , وان كان هذا ليس سببًا عقلانيًا بل عاطفي , والملحد يحاول
خداع المتدين أو بالأحرى خداع نفسه ويقول لا وجود للإله، وقد يخشى فِكْرة وجود
حياة بعد الموت ، وهذا سبب عاطفي أيضا وقد يجعله متحيزًا ضد فِكْرة وجود حياة بعد
الموت وإذا قدمت إليه حجة تدعم فِكْرة وجود حياة بعد الموت قد يرفضها دون مناقشتها
أو بالتهرب منها لأنه هو الآخر يخاف هذه الفِكْرة.
المتدين
لا يكون إيمانه قائمًا على العاطفة والتحيزات , بل من خلال الحجج الكثيرة
كالمنطقية والعقلية التي تدعم الإيمان بوجود إله، مثل: حجة السببية وامتناع
التسلسل السببي اللانهائي، أو حجة التصميم والضبط الدقيق للطبيعة، أو الحجج التي
تستخدم الوعي أو العقل البشري وسيلةً للاحتجاج بأن هناك عالم آخر غير عالم المادة،
كحجة المعرفة، أو الحجج الأخلاقية، أو حجة فطرية الدين أو الحجج الأنطولوجية لغودل
وأنسلم: هي حجة فلسفية مبنية على أساس وجودي تقدم لدعم فِكْرة وجود الله , ويقول
أنسلم: "نحن نؤمن بوجود الله ولكن 'الأحمق يقول في قلبه: لا يوجد إله' ، الحجج
كثيرة لكن الابتعاد عنها واضح جدا ولأسباب عديدة .
البشر
في كل اشكالهم ويتأثرون بالعواطف وكما يعبر (الدوغمائية), لكن الملحد أو اللاديني
يريد ان يقول انه مختلف اذن هو ليس إنسانًا , الإلحاد نتيج
ة نفسية وسياسية
واجتماعية ؛ وليس العوامل الاقتصادية ولا حتى الفكرية , بل يريد الحياة حسب ما
يريد لا نظام اخروي ولا دنيوي كل ما يقوله عقله صحيح , يقول إدوارد لارسون في بحث
له منشور في مجلة "الطبيعة حيث استقرأ أن الأفراد الذين يزيد دخلهم عن 150
ألف دولار سنويًا ينتشر بينهم الإلحاد بشكل كبير, وهذا دليل على أن العامل
الاقتصادي رافدٌ أساسيٌ من روافد ظاهرة الإلحاد , ويقول الملحد توماس ناجل في كتابه ”الكلمة الأخيرة“:
أنه ”ليس فقط غير مؤمن بوجود إله، ولكنه يريد ويأمل من أعماقه ألا يكون هناك إله،
وهذه رغبة منه رفض عاطفي لفِكْرة الإله والذي يأخذ هذا الكلام او يسير على النهج هو
غير العقلاني ومتحيز ضد الدين، وهذا بصراحة عالية منتهى الجهل ان تكون رغبات او
فلسفات اشخاص عقيدة ومنهج للآخرين والملحد شون كارول يذكر في كتابه ”الصورة
الكبيرة“ أن ”التحيزات موجودة عند كِلا الجانبين، فالمؤمن يرتاح لفِكْرة وجود إله
يهتم به، ويحدد له ما يجب عليه فعله في الحياة؛ لذا يتحيز إلى فِكْرة وجود إله،
لكنه يعترف أنه هو نفسه لا يحب فِكْرة وجود إله يقول له افعل ولا تفعل، ويحب أن
يحدد سلوكه والقيم التي سيتبعها في الحياة بنفسه، وهذا قد يجعله متحيزًا ضد
الدين“، فكما هو واضح، الملحدين كأي بشر يتأثرون بالعواطف، وقد تكون العاطفة أحد
أسباب إلحادهم , وان كان اغلبهم يفقد العاطفة الاسرية ويرفض المفاهيم المتعارفة كالأبوة
والأمومة او الاخوة والارحام والصداقة ويعتقد ان هذه مصطلحات يعتقد انه صناعة
دينية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق