كل التقلبات الفكرية والثقافية التي تحدث خلاف الدين والأخلاق لا قيم لها إلا النزول بالإنسان الى الأسفل والابتعاد عن الحقيقة..
عادل الزركاني
الانحراف
الديني المذهبي
لا أريدُ ذكر الأسماء حتى لا أدخلُ في
مُهاترات وأن كان الامر واضح عند الجميع، يعتقد عدد لا أقول بعض لأنهم ليسوا ظاهرة،
نوع في كل الأوساط (خالف تُعرف) أو اندفاعُ نفسي من الجهات الصالحة ، وهذا وارد
جداً ومع
كل الصالحين منذ بداية الكون ومع أصحاب الرسالات السماوية يخرج مدعي أو عُويْلِم مدافعا
عن مصالحة الخاصة او مصالح من يدعم مشروعه ، ومن خلال تتبعي لأصحاب القنوات
المتطرفة والصفحات يستشهدون ببعض ما كتب هذا المدعي وما قال ذاك العُويْلِم ,واسمع
احاديث من هنا وهناك ,لكن لن أذهب خلف ما قِيْلَ مَا قِاْل ولعلَ الامر كذب كما هي
عادتهم في تأْويل المواضيع او عدم الفهم والتدليس والتحريف , ذهبتُ الى ما كتبَ هذا
و ما قال ذاك ورأيت بالكامل لا مقتطعا من كلامهم واقوالهم ؛ ولكني في هذه المرة لم
أجدهم يكذبون وجدت ما قال المدعي وما كتب عُويْلِم كما ذكروا، وأعدت النظر مرة بعد
مرة؛ وجلست عندهم مع ما قالوا وما كتبوا ولم أنصرف وقضيتُ أكثر من ثلاثة اشهر أقرأ
فيما كَتبَ وقالَ وفيما كُتبُ وما قيَلَ عنهم، وتجاوزت قرآتي آلاف الصفحات وساعات
طويلة مع ما يقولون بالصورة والصوت ليس واحد معين بل كل النوع ، وكلما قرأت أمسكت
رأسي انزعاجا من أشياء ليس لها معنى وأخرى مكررة قالوا بها قبل اكثر 100عام ليست
آراء بل حَشْو ملأها بقصٌ ولصقٌ والآراء الشاذة والشخصية , واشياء مضحكة مبكية في معركة
العلم والأعلميَّة التي ليس لها واقع إلا في عقول الجهلة والسذج , العلم كالشمس يأخذ
منها الجميع حاجته إلا الخفافيش تنزعج منها او لا تحتاج الضوء , ونقول لو كان
البشر كلهم انبياء لما اختلفوا , ولو كانوا علماء لأصبح العالم مثالي لان العالم
حكيم والحكيم لا يبحث عن الخلاف بل هو عنوان الائتلاف .
هذه
الشخصيات السبب الأول والرئيسي في اخراج امثالهم منحرفين هؤلاء ويعتقدون أن سلوك
الانحراف هو الصحيح والطبيعي ويتحدث باسم الدين وبطريقة غير محترمة وفي عالمنا
اليوم يقال لهم يوتيوبر او البلوجر، يتعمدون مخالفة السائد في الحوزة وحتى الدين والمجتمع
رأيا أو تصرفا، ليشار إليهم , نوع يحب التمرد على القيم والأخلاق وتزايد هذا النوع
مع انفتاح الفضاء الإعلامي وليس لهم عمل إلا مخالفة الواقع والمعارضة من أجل المعارضة
ويردد بعضهم مقولة (الدّين عزلة عن الحرام لا عن الحياة)، وهذه العِبارة شماعة
تعلق عليها التصرفات والانحرافات وعذر وتبرير لكل شيء.
حاولت أن اضع لهم إطارٍ فكري وقلت لعل الامر فيه جانب إنساني وابعاد الناس عن التقاتل والفتنة المذهبية والدفاع عن المذهب والإسلام بطريقة جديدة بمفهوم العلماني المعاصر، وحتى هذه المفاهيم لا تستقيم معهم وانا أرى يوم بعد آخر وهم مستمرون بقوة وبدون توقف مع التناقض في الأفعال والاقوال وانتشار الفوضى الدينية مع التّفاخر بالأنساب والأحساب والمعاصي والذّنوب والمفردات الهابطة واصبح هذا النوع من أبرز الوجوه الإعلامية والفيديوهات غير الهادفة مادة يومية للقنوات وبشكل مبالغ فيه؛ والسبب في انتشار أولئك المغمورون ومن لا شيء ومن خلال هذه الفوضى التي يحدثها هؤلاء المدعين الذين يرددون فخر بطوليا لا وجود له في عقولهم السذج , والمشكلة منهم من لا يعلم كيف صدر منه هذا وما كتبت على حد قوله , وكل ما أرى انه شديد القرب من معتقدات الوهابية في كتابهم وعندما تستمع الاتباع او ما يقول وما يكتب لن تشك لحظة في أنها رواية وهابية او انه يأخذ من ابن تيمية , وهو نهج مخالف لكل المدارس الإسلامية كما هو معلوم للمطلع ولا ينبغي ان يخلط بين الإسلام من جانب قراءة مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة، بل هو على خلافهما جذرياً , نهج يقوم على تسفيه العقول والدين وتسويق الجهل والباطل وبغض اتباع اهل البيت (ع) كما نهج ابن تيمية وال امية على أساس بغض علي وسب علي والانتقاص من علي وإبعاد علي بقدر ما أمكن من الحياة الفكرية والسياسية والعقدية سواء على مستوى الأحاديث بل حتى على مستوى الإقصاء البدني والجسدي ولان الحوزة والعلماء على نهج علي (ع) ومدرسة اهل البيت (ع) وهذا النهج الجديد التيمي السلفي الاموي الذي يحاول وبكل طريقة النيل من المذهب الحق, وانتبه المهتمون بنشر الفكر السلفي لهذا الخط ودخلوا عليه بقوة بادروا لاحتضان بعضهم ونشر كتب او مقالاتهم