8 صفر رحيل أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد
الخوئي (قدس سره)
الإمام الخوئي (قدس سره) قال عنه الميرزا محمد علي التوحيدي التبريزي: (إلى
ان القت العلوم الدينية زعامتها وأسندت رئاستها إلى سيدنا واستاذنا علم الاعلام
آية الله الملك العلامة فقيه العصر وفريد الدهر البحر اللجي واسطة قلادة الفضل
والتحقيق محور دائرة الفهم والتدقيق إمام أئمة الاصول وزعيم أساتذة المعقول
والمنقول المبين لأحكام الدين والمناضل عن شريعة جده سيد المرسلين قدوة العلماء
الراسخين اسوة الفقهاء العاملين المولى الاعظم والحبر المعظم مولانا وملاذنا الحاج
السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي النجفي ...)
سماحة السيد الخوئي مرجع من العهد الذهبي الذي عَرَّفَ الشيخ الانصاري
والشيخ الخرساني وحواريهما وقد يكون في طرحه لموضوع ما قد اخفي على بعضنا او لم يصلها
العقل , وعدم فهم المطلب يسبب خلل في الطرح وهذا يتحول الى اتهام بالانحراف او عدم
العلم , واعتقد لا يليق ان نقول شيء دون فهم المَطْلَبُ , ومن باب الامانة العلمية
مناقشة البحوث بنفس المستوى أو الاستعانة باهل الاختصاص لبيان الامر قبل الخوض في
موضوع يضعنا في خانة التسرع او التحامل دون معرفة , تتداول بعضهم موضوع النصب وما
هو الناصبي , مصطلح النصب والنواصب ليس مصطلحاً شيعيّاً أو إماميّاً فقط ، بل هو
مصطلح إسلامي عرفه جمهور علماء الإسلام عبر التاريخ ، ولكنّ دراسة هذا المفهوم
وآثاره الفقهيّة لعلّها كانت واسعةً بشكل أبرز عند الشيعة ، ذكر السيد الخوئي في
كتاب في فقه الشيعة في المجلد الثالث الصفحة 139في بيان نجاسة الناصبي , بين
سماحته من هو الناصبي ؟ هو الذي يظهر البغض والعداء لأهل البيت (ع) دينيا يعني
يتدين ببغض اهل البيت، يعادي عليّاً بشخصه، ويعادي الحسن والحسين وزين العابدين
وفاطمة والائمة.. ويعتقد ان دينه يأمره ببغضهم المعاداة تديّناً، كما الخوارج
يبغضون الإمام علي (ع) يدينون الله ببغض عليا الخوارج أعلنوا معاداتهم لعليّ (ع)
تديّناً واعتقاداً، بمعنى أنّ هذا الشخص يقوم بمعاداة أهل البيت مثلاً معتقداً أنّ
ذلك شريعة دينيّة وأمر ديني مطلوب منه، فهو يدين الله بمعاداتهم، ويتعبّده ببغضهم،
وإن كان الفقهاء كثيراً ما يميّزون في الفقه بين عنوان الخارجي والناصبي، والنصب
هل هو كفر، فيكون الناصبي كافراً وخارجاً من ملّة الإسلام أساساً، ومن ثمّ نطبّق
عليه أحكام الكافر أو لا؟ فإذا قلنا هو
كافر ترتّبت عليه أحكام الكافر في كلّ شيء إلا ما خرج بالدليل، ولو قلنا بنجاسة
الكافر فسيكون الناصبي نجساً بشكل تلقائي , وفي هذا البحث بَيِّن السيد الخوئي (قدس سره) مسالة حساسة ومن
هنا يحكم بإسلام الاولين الغاصبين لحق امير المؤمنين (ع) اسلاما ظاهريا , بيان
لعدم نصبهم ظاهرا عداوة اهل البيت (ع) وانما نازعهم في تحصيل المقام والرئاسة
العامة وغصبهم المنصب نازعهم للدنيا ظاهر حب المناصب والجاه وهذا في حياة النبي
(ص) كان منه وفي رزية الخميس كانوا يعلمون ما يريد ان يُبِين رسول الله (ص) في الوصية
وهو تنصيب الإمام وهذا الغصب الدنيوي يقول السيد الخوئي وان كان هذا الغصب اشد من
الكفر والألحاد حقيقة وواقعا, إلا انه لا ينافي الاسلام الظاهري ولا يجوب النجاسة
المصطلحية وهي تديّن ببغض اهل البيت (ع) ينبغي أن نلفت النظر الى مسألة مهمة في
هذا المقام ان الاول والثاني بل اغلب الصحابة يقرون ويعترفون بالخلافة لعلي وعن
طريق الرسول (ص) هو الأحق بالخلافة والامامة بعد الرسول (ص) وغير منكر لذلك, إلا
أن النفس الأمارة بالسوء قد راودته وزاولته فدفعت به الى غصب ذلك الحق وإقصاء من
هم أحق به.
عن أمير المؤمنين(ع) قال: (إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا)، الحق هو الظاهر ما نراه لكن الحقيقة باطن العمل الامر الحقيقي الذي يريده المولى عز وجل (نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر) الشارع يريد الحقيقة، واذا كان الظاهر صحيح والباطن على خلافه بعبارة أوضح العبادة الظاهرة أن لم تصدر عن حقيقة باطنة كأعمال المنافقين فهي باطلة، وكل طاعة أن لم تنته إلى حقيقة ثابتة كأفعال المرائين فهي عاطلة، وقول السيد الخوئي (قدس سره) وان كان هذا الغصب اشد من الكفر والألحاد حقيقة وواقعا، إلا انه لا ينافي الاسلام الظاهري , هو اكثر شدة وعمق في المعنى عليهم , لان الواضح من كلامه انهم من المنافقين قال تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) بمعنى عقوبتهم اشد من الناصبي , بل حتى الكافر , والناصبي وقع في شبهة ويتعبد ببغض اهل البيت (ع) يعتقد انه متدين ويعمل الحق , بخلاف المنافق يعلم الحق لكن يحارب ويخالف لأجل نفسه وطمع بالمنصب والمال والجاه ..
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق