الخطاب الديني
مزور.
الشعب العربي
والإسلامي بشكل خاص مازال بنفس السذاجة البدوية , والاعتقاد أن الحاكم هو باب الله
الذي منه يؤتى , ومهما كان ذلك الحاكم , وأن كان يزيد بن معاوية ذلك الماجن القاتل
والحجاج السفاح , تناقض في الروايات والاحاديث والتعامل معها على أنها عبادة ,
والتي هي من نسج مخيلة وعاظ الخلافة ليمنحوا السلطان قداسة تجعلهُ فوق البشر, وأن
كان ظالماً جائراً فاسقاً عاصياً , ولا يجوز الخروج عليه ، ولا التحريض ضده لأنه
ظل الله في الأرض , والقتل وصلب وتقطيع الأوصال بأمر الحاكم واجب التنفيذ شرعاً ,
وقوله قول الله , ورضا الله برضا الحاكم
!!
هذه الروايات
والذي أراد صانعوها اصابة افكارنا وأيماننا بالذبول والجمود والاختناق والانغلاق ,
وقد نجحوا في مسخ الاسلام الحقيقي ومحو اثاره في عقول الشعوب على مر التاريخ ,
وهذا الارهاب الابن الشرعي لهذا الفكر الغير شرعي الذي حكم على الحسين (ع) بالقتل
وأكرمَ المنافقين وفسحَ المجال للمتزلفين والمرتزقة , والتنكيل بالمخالفين لهم
وتصفيتهم , لا يؤمنون بالحياة ولا يعرفون الانسانية , ويجترون الماضي بكل جرائمه
التي شوهت وجه الزمان , صورٌ على مر التاريخ تتناغم معهم من حيث الفكر الهجين ,
يمجدون ويهتفون بأسماء المجرمين واللصوص والظلمة والطواغيت أمثال الحجاج ويزيد
وصدام ومعاوية وهارون والمتوكل , عقول مقيدة لا تفقه إلا ما يملى عليها .
كنت اظن قبل
زمن ان المدنية والتثقيف والتعليم واختلاط الثقافات يصلحان هذه الشعوب لكن هذا
توهمٌ، والظاهر هو تغير قشري وسطحي للطلاء الخارجي، ومازال الركود جاثم في التفكير
الفردي أو الجمعي لدى هذه الشعوب ومستقرٌ في الأعماق، والأيديولوجيات والسياسات
والثقافات الدينية كما هي، بل أكثر تعصباً وتشوهاً..
هنا أقدم دعوة
للجميع لقراءة التاريخ الاسلامي من جديد بعيدا عن المؤثرات والرواسب المذهبية والاجتماعية
والفكرية الخاصة.
عادل الزركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق