قصة حقيقية (بتصرف)
كانت هناك أسرة في احدى المحافظات تتكون من خمسة أفراد اب وزوجته وام الزوجة وطفلين لا يتجاوز اعمرهم العاشرة، وتسكن هذه العائلة خارج المدينة، وذات يوم أصيب الزوجة بمرض اُسعفت الى أحد المستشفيات وبعد الكشف والفحوصات، وتبين أنها مصابة بمرض خطير، قال الطبيب للأب يجب ان تخضع زوجتك الى عملية جراحية في أسرع وقت , عاد الاب الى المنزل هو وزوجته , وكان في حالة مؤلمة حيث لا يملك المال الكافي لأجراء العملية , فتذكر ان لديه أصدقاء في العاصمة بغداد فقرر الذهاب اليهم ليقترض منهم المال ويجري العملية لزوجته , تَجهزَ للسفر وأوصى طفليه على الاعتناء بوالدتهما الى حين عودته .
جاءت نساء الجيران لزيارتها والاطمئنان على صحتها، وكانت كل واحدة منهن تدعو لها بالشفاء: أسأل الله أن يشفيكِ، أسأل الله ان يرزقكِ العافية والى آخره من كلمات الدعاء، وكان الطفلين يستمعون لدعاء النساء لوالدتهما، خرجن الزائرات وبقيت الجدة والأم طريحة الفراش، لم يتحمل الطفلين إلا أن يسألا جَدتهما وهل الله يشفي!!؟
وهل إذا دعينا يسمعنا؟!! الجدة بتعجب من سؤال الطفلين: نعم الله تعالى يسمع من دعاه.
وقالت لما هذا السؤال يا نور عيني؟!
رد الطفلين: نحن نسمع النساء يدعين ان الله يشفيها، وان يرزقها العافية؟!
الجدة: نعم الله تعالى يستجيب لمن دعاه من المؤمنين، وأخذ الطفيلين حديث جدتهم في تعامل معه بفطرتهم وكان في عقولهم في تلك الليلة الى ان أتى الصباح وذهبا الى المدرسة، وعند عودتهم ذهبا الى الدكان القريب من المدرسة ليشتروا ظرف لأجل ان يبعثوا رسالة وفي البيت جلس الطلفين الى جانب بحيث لا يراهم أحد بدأوا يكتبون الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
تعال يالله واسعف والدتنا انها مريضة، ووالدنا قد تأخر ولم يعد بعد من العاصمة والمرض قد أشتدَ بوالدتنا، تعال أسعف والدتنا، لقد قالت جَدتنا أنك رحيم وأنك رؤوف وأنك تستجيب لمن دعاك، ياالله أنت أملنا، وقالت جَدتنا أيضا أنك تحبنا ونحن نحب أمنا كثيرا، ارجوك يا الله تعال وأسعف والدتنا، وإذا اسعفتها سنحبك ونشكرك، ونكون فرحين لأنك قد ساعدتها، وأن لم تأتي فأننا سنبكي عليها العمر كله ونحزن منك لأنك لم تسعف والدتنا يا الله نحن سوف ننتظر السيارة التي ستسعف بها والدتنا في راس الشارع!
من: احمد وفاطمة الى الله
ثم وضعوها في الظرف ولم يكتبوا خارجها العنوان، وذهب الأخ ووضع الرسالة في صندوق البريد في نهاية الشارع، وبعدها غادر الطفل، واتى ساعي البريد واخذ الرسائل من صناديق الشارع الى مكتب البريد لفرز الرسائل وكل رسالة الى الجهة المرسلة لها التي كتب العنوان عليها، واثناء الفرز تعجب أحد العاملين من هذه الرسالة التي لم يكن عليها عنوان، وقال الى الموظف الاخر توجد رسالة بدون عنوان؟ قال له يبدوا أن هذا شخص غير ملتفت لذلك, لنفتح الرسالة وممكن أن يكون العنوان في داخل , فتح الرسالة ووجد فيها أوراق ورد والرسالة فقرأ الرسالة , وفجأة اخذ يبكي بكاء شديد , وسأله زمليه ما بك وماذا جرى ؟ وماذا قرأت؟!
اخذ الرسالة منهُ فقرأها والحال أشد من الأول وتكرر الأمر الى عدد من الموظفين في دائرة البريد الى أن أوصل الامر الى مدير الدائرة , لما اطلع عليها هو الاخر اخذ يبكي , ومتعجب من براءة هؤلاء الأطفال وفطرتهم السليمة وكيف يخاطبون الله تعالى وتقربهم اليه بيقين عالي , وكان المدير يتحدث مع الموظفين وعيناه لا تتوقف من البكاء , قال أنا عندي مبلغ في البيت اضافة الى راتبي بالكامل أتبرع لهذه السيدة واذا بالجميع الحضور قالوا نفعل كما فعل المدير , وما هي إلا ساعة وكان لديهم مبلغ كبير , ثم بحثوا عن العنوان قالوا هي المنطقة التي اخذتم منها الرسائل والأطفال ينظرون في الشارع كما قالوا في الرسالة , طلب المدير الإسعاف وخرج خلفها بسيارته , والى أن وصلوا الى أحد الشوارع , وكان الأطفال ينظرون سيارة الله تأتي لعلاج والدتهم وكان الجو ممطر , ولما وصلت سيارة الإسعاف الى الشارع شاهداها الطفلان واذا بهم ينادين بصوت مرتفع الله الله , وهم يركضون نحو السيارة بكل حب وفرح , وكان السائق الذي معه يبكون والمدير وحتى انا لم استطع انا اكمل كتابة هذه القصة إلا بمشقه , وهم ينظرون الى الطفلين الذين يسعون نحوهم ويرددون كلمة الله الله شكرك لك يالله , ثم توجهت السيارة الى المنزل وأخذت الوالدة الى المشفى وأجريت لها العملية بنجاح .. (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
أَللَّهُمَّ يَا سَبَبَ مَنْ لاَ سبَبَ لَهُ، يَا سَبَبَ كُلَّ ذِي سَبَبٍ، يَا مُسَبَّبَ الأَسْبَابِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ، سَبَّبْ لِي سَبَبًا، لَنْ أَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق