قصة قصيرة.
عالم حكيم قاهر للظلام كان يرى ببصيرته الثاقبة ما يرشد العاقل , له من الحواريون والأصفياء الكثير علمهم الحكمة والاحكام منهم كبطرس واندرياس ويعقوب في الاخلاص والصفاء والنقاء وفيهم كيهوذا الإسخريوطي (الذي خان المسيح) وبروتوس الذي طعن قيصر , سرائرهم فيها من الغش والنفاق تُستَهلكُ فيه الحكمة وتضيع الأحكام، عَلَّمهُم الحكمة لكن لم يُعَلِّمهُم التعامل فيها، أخذوا دورَ أبناء الله في الأرض والحكمة لا تأتي إلا من خلالهم، حاكموهُ بما تعلموا منه وقالوا لا يملك من الحكمة والعدالة شَيءٍ إلا في معرفتنا , تركه يهوذا الإسخريوطي وجلس في صومعته ومن معه وبقيَ الحكيم وحيدا رغم وجود الأصفياء والأوفياء وأن كان لم يتعلق قلبه بِغَيْر الله ومحمد وآله , كان يشعر بالطمأنينة لوجودهم ظناً منهُ أنهم الأقرب والأوفى حتى من أبنائه , لكن ما أَكتَشَفهُ كخنجر يخترق أحشائه قبل أيام من نومته الأبدية , بعد رحيله عادوا لاستخدام رمزيته وتفاعلاته الاجتماعية، عادوا من جديد بما لديهم من أنانية وفردانية وتمركز والنظر الى الحياة بمنظار المنفعة الخاصّة قالوا : نحن الحكيم ونحن من عَلمَ الصيادين الكلمات فساروا يهدون العالم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق