الجمعة، 29 ديسمبر 2023

 

الضيف المنتظر..

    دخلتُ للنوم وكنت على اشرافه وإذا بي أرى شخصا دخل من الجدار ذو هيبة ووقار جميل وكريم أعتقدُ هو مَلَك ورسول من ربا عظيم، جلسَ أمامي، هذا ليس حلما عاديا بل هي حقيقة وتتكرر في كل يوم، ابتسمَ في وجهي وقال هل كنتَ في انتظاري؟

 قلت له: نعم يا سيدي منذ اللحظة الأولى التي علمتُ أنيِ على موعد معك، لكن لم أعرف الزمان والمكان، اعذرني يا سيدي إذا حدث مني شيء من الاضطراب وفقدٌ للتوازن؛ لأن الحدث عظيم والفراق أعظم، صدقني يا سيدي أنا لا أخافُ منك لأنك رسول رب كريم وعظيم وكل ما يرسله شيء جميل، وانت يا سيدي ليس قاتلا بل رحيم ومن مولى عظيم كريم يتوفى الأنفس حين موتها، أنت تفرق المكونات وتأخذ أشرفها معك وهي الروح وتَموتُ النفس الأمارة ويتوقف ذلك الجسد عن العمل وتتوقف معه الحياة والشهوات والملذات والافكار , وتقطع العلاقةَ بينَ الرّوحِ والجسدِ، وتذهبُ الرّوحِ إلى عالمِ الأرواحِ، وهذا الامر موجود معنا عندَ النّومِ يُخرجُ الله تعالى الرّوحَ والنفس والجسدَ، ولكِن ليسَ بتلكَ الحالةِ التي تُقطَعُ فيها العلاقاتُ بصورةٍ كاملةٍ , الروح والنفس والجسد لهم ثلاث حالات: ارتباط كاملٌ في حالة الحياةِ واليقظةِ واِرتباطٌ ناقصٌ في حالة النّومِ وقطعُ الارتباط بصورةٍ كاملةٍ في حالة الموتِ.

    قال الضيف: لكن في مجيئي هذا ليس قابضاً بل زائرا، وأنا كل يوم أتصفّح الوجوه خمس مرات، هل تعلم يا عبد الله انت محاط في كل الأوقات بالملائكة وأيضا الشياطين، لكن رؤيتهم محجوبة عنك، وستراهم عند الموت: قال الله تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).



الاثنين، 25 ديسمبر 2023


ليس بالضرورة ان تكون حسب مزاج الآخرين، وأن تكون حيث كانوا، قد لا تتوافق أفكارك مع طريقة تفكيرهم وهذا لا يعني أنك على خطأ، كل منا له حياته وشخصيته وعالمه ولم يُخلق أحدنا لإرضاء الآخرين، كل منا له عنوان لا يمكن أن نتشابه لأننا بالأساس مختلفين لكن يمكننا أن نتشارك بالانسانية والاحترام والأخلاق والقيم وقبول الآخر


السبت، 23 ديسمبر 2023

 

الجاهل لا يؤذي إلا نفسه، والأشد خطرا منه نصف المثقف! لأن نصف المعرفة أشد خطراً من الجهل! فالجاهل قد يحثه جهله على التعلم، أما المتعالم فقد حاز القشور وترك اللب فظن أن العلم هو هذه القشور، اليوم معظم المشاكل سببها أنصاف المثقفين وأنصاف العلماء وأنصاف الأطباء وأنصاف المعلمين وو، الجاهل لا يستطيع أن يصنع سفينة أما العالم فيصنع أمتن السفن لأنه يملك أدوات المعرفة وقوانينها، أما النصف عالم فيصنع لك سفينة لتغرق بها في منتصف البحر! فهو يمتلك أدوات المعرفة لكن لا يملك قوانينها.

الجمعة، 1 ديسمبر 2023

 لماذا يخاف البعض من الدين؟
جهات وتيارات صَنَعة ثقافة ضد الإسلام والخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب في الواقع والعالم الافتراضي وأن الفرد المسلم مستهدف, وجعلوا له مصطلح (إسلاموفوبيا) " يَعني الخوف الجماعي المرضي من الإسلام والمسلمين، ويُنظَر للإسلام كقوة جيوسياسية أو كمصدر «للإرهاب» وان الدين ضد العلم والتطور والمدنية والحرية والثقافة، وان العلم والدين خصمان لا يلتقيان، نقيضان لا بقاء لأحدهما إلا بإلغاء الآخر، وهذا خلاف الحقيقة , العلم له مجال والدين له مجال آخر، العلم هو عالم المادة، يتمحور حول تقديم تفسير مادي لمظاهر الكون، والدين يتناول في طرحه الجوانب الروحية والأخلاقية والاجتماعية للإنسان، وفي بعض الأحيان قد يضع إطاراً أو مبادئ عامة لنظام اقتصادي أو سياسي , والعلم المادي لا يستطيع تقديم برنامج واضح لهذه القضايا، لأنها وببساطة ليست من مجال اختصاصه، بل هي داخلة في نطاق الدين والفلسفة, العلم يشرح لنا ألية عمل الجسد وعلاجه لكن لم يخبرنا عن الهدف من الحياة والغاية من وجودنا, ويخبرنا ان هذا الجسد يموت , لكن لم يخبرنا لماذا ولماذا نخاف الموت, والعلم يخاطب العقل والمنطق، إلا أنه لا يؤثر في العاطفة ولا يحرك الوجدان، مع أن الإنسان عاطفة وعقل، وهذا الخوف ناتج من الانطباع الذي اخذه من الاعلام وان الدين هو السبب في كل المشاكل, والشعوب التي بدون دين اكثر أمان واستقرار وطمأنينة, العكس هو الصحيح , المؤمن لا يخاف إلا من الله وهذا الخلاف خلاف الخوف عند غيره لأنه منزلة من منازل الإيمان، وأشدّها نفعًا لقلب المؤمن: ﴿فَلاَ تخَافُوهُم وخَافُونِ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنينَ﴾ نعم هناك مشاكل كثيرة يقوم بها أتباع الدين باسم الدين , لكن هل الدين في حد ذاته هو سبب المشاكل؟ وهل هناك من يمثلون الدين بالمعنى الحقيقي , إذا كان هؤلاء الأشخاص يمثلون الدين الجواب نعم، وإذا كانوا فقط يحملون اسم دين وهم ضد الدين والعمل للمصالح الخاصة وبأمر السلطان تكون الإجابة هي "لا" بمعنى أن الدين ليس أبداً السبب بل هو الأمان والاطمئنان ويرتفع الخوف ويتحقق الشعور بالأمان النفسي ولا يمثله هذا الدين إلا النبي وخليفة النبي (ص) والنتيجة يكون الدين الحقيقي في حرب مستمرة مع جهات عدة الأولى من يقول ان الدين صناعة بشرية وهي ضد الحياة , الثانية دعاة الدين والتوحيد والقيم والأخلاق أحيانا، وباسم الوعي والتنوير والتثوير ولاهوت التحرير أحيانا أخرى، الثالثة: ليس لهم إلا النيل من المذهب ومن رجال الدين وخاصة الشيعة من خلال البرامج والقنوات والصفحات, الرابعة الوهم : كل خارج عن الدين والقيم والأخلاق , يتوهم ان الدين يحاربه والمنحرف كذلك والغير محجبة أيضا يعتقدون أن كل متدين ينظر لهم نظرة دونية , وهذا غير صحيح بل كما ينظرون والغرب لأي شخص يخالف القانون مثلا يتجاوز إشارات المرور على انه متخلف أو من يرمي الاوساخ في الشارع على انه رجعي , والمتدين ينظر لهم على انهم خلاف قانون السماء وكما أي معصية وذنب والإصرار عليه , وإلا نحن جميعا لدينا ذنوب والانسان مادام في الحياة معرض للخطأ لكن الاستمرار على الخطأ هو الذنب الأكبر والأكبر منه عندما يعتقد أنه هو الحق.
عادل الزركاني