الضيف المنتظر..
دخلتُ
للنوم وكنت على اشرافه وإذا بي أرى شخصا دخل من الجدار ذو هيبة ووقار جميل وكريم أعتقدُ
هو مَلَك ورسول من ربا عظيم، جلسَ أمامي، هذا ليس حلما
عاديا بل هي حقيقة وتتكرر في كل يوم، ابتسمَ في وجهي وقال هل كنتَ في انتظاري؟
قلت له: نعم يا سيدي منذ اللحظة الأولى التي
علمتُ أنيِ على موعد معك، لكن لم أعرف الزمان والمكان، اعذرني يا سيدي إذا حدث مني
شيء من الاضطراب وفقدٌ للتوازن؛ لأن الحدث عظيم والفراق أعظم، صدقني يا سيدي أنا لا
أخافُ منك لأنك رسول رب كريم وعظيم وكل ما يرسله شيء جميل، وانت يا سيدي ليس قاتلا
بل رحيم ومن مولى عظيم كريم يتوفى الأنفس حين موتها، أنت تفرق المكونات وتأخذ أشرفها
معك وهي الروح وتَموتُ النفس الأمارة ويتوقف ذلك الجسد عن العمل وتتوقف معه الحياة
والشهوات والملذات والافكار , وتقطع العلاقةَ بينَ الرّوحِ والجسدِ، وتذهبُ الرّوحِ
إلى عالمِ الأرواحِ، وهذا الامر موجود معنا عندَ النّومِ يُخرجُ الله تعالى الرّوحَ
والنفس والجسدَ، ولكِن ليسَ بتلكَ الحالةِ التي تُقطَعُ فيها العلاقاتُ بصورةٍ
كاملةٍ , الروح والنفس والجسد لهم ثلاث حالات: ارتباط كاملٌ في حالة الحياةِ واليقظةِ واِرتباطٌ
ناقصٌ في حالة النّومِ وقطعُ الارتباط بصورةٍ كاملةٍ في حالة الموتِ.
قال الضيف: لكن في مجيئي هذا ليس قابضاً
بل زائرا، وأنا كل يوم أتصفّح الوجوه خمس مرات، هل تعلم يا عبد الله انت محاط في
كل الأوقات بالملائكة وأيضا الشياطين، لكن رؤيتهم محجوبة عنك، وستراهم عند الموت:
قال الله تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق