الأحد، 28 يناير 2024

 

   شر البلية ما يضحك

بعضنا يذهب يميناً وآخر يساراً في ابتعاد عن الاعتدال وطريق الحق، الأول يضع نفسه في موقع المنفتح والمتنور ومع الاخلاق المفتوحة بمعنى اللا أخلاق، والثاني التعصب او التطرف الديني، وكلاهما يبحث عن المصالح الخاصة، ويستخدم كل شيء من اجلها، أحدهم يقول كلام عن الإمام الصادق (ع) وهو جالس وقال له الإمام لم اقل ذلك، رد عليه لكن أنا أنقل عن ثقة! وأيضا يروى أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين دخلا ذات يوم مسجد الرصافة فقام بين أيديهم قصاص فقال حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قال: قال رسول الله(ص) : "من قال لا إله إلا الله خلق الله كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان"، وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد، فقال له: أنت حدثته بهذا، فقال: والله ما سمعت بهذا إلا الساعة، فلما فرغ من قصصه وأخذ القطيعات، ثم قعد ينتظر بقيتها قال له يحيى بن معين بيده تعال فجاء متوهما النوال، فقال له يحيى من حدثك بهذا الحديث، فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فقال أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله(ص)، فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم، قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققته إلا الساعة، قال له يحيى كيف علمت أنى أحمق؟ قال كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.

     ليس كل من يتحدث ببعض المصطلحات أو العناوين الفلسفية او العلمية هو عالم أو مثقف أو كما يريد أن يضع لنفسه لقب او عنوان معين المتنور أو المتهور، كلمات يستعملها: الحب والسلام والتسامح والحرية والإنسانية ... كلمات جميلة، لا وجود لها في منهجه يستعملها بطريقة احترافية قد لا يمكن للعالم أو المثقف الحقيقي ان يتحدث بنفس الاسلوب، هؤلاء لديهم اسلوب لا يختلف عما يفعله النصاب يمهد للضحية بالتحدث في مواضيع مختلفة خلال دقائق حتى يخلق نوعا من الود بينه وبين الضحية.

    عادل الزركاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق