الخميس، 22 مايو 2025

 

الإنسان كيان متحوِّل، يسير في دروب الصعود نحو الكمال أو قد يتراجع إلى الدرجات السفلى وفق اختياراته وسلوكه, العقل وحده، ليس كمالًا بحد ذاته، فهو أداة تحتاج إلى نور يوجهها، الدين هو النور والمعيار الذي يحدد المسار الصحيح ويمنح العقل إمكانية تجاوز المحدود ليبلغ أفقًا أسمى , الثنائية بين الصعود والسقوط تعبّر عن جوهر الإرادة الإنسانية، حيث يملك الإنسان القدرة على أن يكون أفضل الخلق إن استنار بالحق، لكنه قد ينحدر إن ابتعد عن هذا النور. ومن هنا، تبقى الرحلة بين الارتقاء والانحدار قائمة، تخضع لما يُختار وما يُعاش من تجارب..

المؤلم أن نرى الانحدار يتفوق على الصعود، أن تضعف الروح وتضيق الرؤية بينما كان من الممكن أن تتسع وترتقي , ربما يعود ذلك إلى سهولة الانجراف خلف الرغبات والقيود التي يفرضها الواقع المادي، أو إلى قلة الوعي وانطفاء ذلك النور الذي يُرشد الإنسان إلى الكمال. لكن يبقى الأمل في أن العودة ممكنة، وأن النور لا ينطفئ تمامًا، بل ينتظر من يبحث عنه ليجده ويعيد إشعاله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق