"وكأن المقبرة نافذةٌ تفتح للحظة على الحقيقة، ثم تُغلق سريعًا عندما يعود الإنسان إلى إيقاع حياته المعتاد، وكأن شيئًا لم يكن! رغم أن الأرض احتضنت أعزّ الناس، ورغم أن العيون اغرورقت بالدموع، إلا أن الزمن يمضي دون أن ينتظر أحدًا، والإنسان بطبيعته يتشبث بالحياة، حتى وهو يدرك نهايتها.
في ذلك حكمةٌ خفية؛ فلو ظل أثر الفقد حاضرًا بنفس قوته، لما استطاع المرء أن يكمل طريقه، ولعل النسيان نعمةٌ تحفظ للإنسان قدرته على الاستمرار. نعم، حالات النسيان تختلف، فهناك من لا يفارقهم الحزن، ويبقى يرافقهم العمر كله، وآخرون تتلاشى آثار الفقد لديهم سريعًا.
الموت درسٌ لا يمكن للصالحين تجاهله، لكنه لمن استسلم للغفلة يبدو وكأنه حدثٌ بعيدٌ لا يعنيه، حتى يحين دوره..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق