الشعائر دين، والدين أخلاق، ولا دين بلا أخلاق!
ما قيمة الدين إذا تجرد من الأخلاق؟ وما نفع الشعائر إن لم تُهذّب
النفوس وتُزكّي الأرواح؟ نعم، الشعائر من الدين، لكنها ليست بديلًا عن جوهره… وأول
الدين أخلاق، فمن لا أخلاق له، لا دين له، وإن لبس زيّ التدين، وتكلّم بألف لطمية!
كلّ من يردّد: "النية تكفي"، وهو يسلك طريق الجهل والتزييف… نقول له:
النية لا تكفي! الدين معرفة، وفهم، وعلم… لا إحساسًا عابرًا، ولا عاطفةً فارغة , الدين
ليس شكلًا ولا مظهرًا، ولا زيًّا يُرتدى في موسم معين، ثم يُخلع عنه كل خُلقٍ
وقيمة! , من تلبس زيّ المتدينين، وتدّعي حب زينب، وتُقيم العزاء، لكنّ سلوكها نهج
عبيدالله بن زياد، ولسانها لسان يزيد… فهذه ليست على درب الحسين، ولو بكت حتى جفّت
مآقيها! الحسين ليس وسيلةً للشهرة، ولا سلّمًا للمكاسب، ولا ساحةً لتصفية
الحسابات، ولا أداةً لتسقيط المؤمنين وخدّام الحسين! , الحسين ثورة على التزييف،
لا غطاء له , لا تسمحوا للنوع غير المحترم أن يتصدر مجالسكم، أو يدخل مواكبكم، أو
يزيّن صفحاتكم، إلا أن يكون قادمًا للتوبة، راغبًا في الإصلاح، طالبًا لاحترام
النفس والعفّة والأخلاق , لا تتركوا صورةً غير لائقة، بقصد أو بغير قصد، يستغلّها
أعداء الحسين للنيل من طهارتكم وعفّتكم… هؤلاء الأعداء لا يعرفون من الحسين شيئًا،
ويتكلّمون من حيث هم، من مستنقعات التدني والقذارة، والحقد الفكري والمذهبي وحتى
القومي.
أيّها الاحبة : الحسين مدرسة… بابُ توبة… بابُ صعودٍ نحو القيم، والأخلاق، والاحترام , هو النور الذي يعيد للناس إنسانيّتهم، لا مظاهر تُستغل، ولا مشاعر تُباع في سوق المصالح , احذروا أن يتحول الدين إلى صناعة بشرية تُفصّل على المقاس، وتُركّب على الأهواء, واحذروا أن يُفرّغ الدين من جوهره، فيُصبح طقوسًا بلا روح، وشعارات بلا سلوك، وشعائر بلا مضمون! الدين ليس ما يُقال، بل ما يُفعل… وليس ما يُظهر، بل ما يُبطن… وما قيمة فعلٍ بلا أخلاق؟ وما وزن شعيرة بلا معرفة؟ , الحسين لا يريد دموعًا فقط… بل يريد يقظةً، ونهضةً، وثورةً على الجهل، والرياء، والنفاق! فكونوا صادقين مع الحسين، ومع أنفسكم… ولا تسيئوا لمدرسةٍ رفعت راية الكرامة باسم الطمع، أو الغفلة، أو الادّعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق