الحوار.. بين النُبل والانحراف
✍️ الشيخ عادل الزركاني
الحوار وسيلة نبيلة للتواصل الإنساني، وقد تتعدد
دوافعه بحسب نية المتحاور وسعة أفقه , فمنه ما يكون لأجل الترفيه، أو طلب الفائدة
والمعرفة، أو لمجرد متعة الحديث وتبادل الآراء، وأحيانًا يكون لإيصال فكرة يحملها
المتحدث، ويسعى إلى مشاركتها مع الآخرين بلغة الاحترام والتفهّم , لكن حين يتحوّل
الحوار إلى ساحة غلبة وصراع شخصي، أو إلى مجرد محاولة لتخطئة الآخر وإثبات التفوق
عليه، فإنه يفقد روحه وقيمته، ويتحوّل إلى جدل عقيم، لا يُثمر فكرًا، ولا يُنتج
وعيًا، ولا يُبني على أساسه تفاهمٌ أو تقارب , وأشدّ ما يكون هذا الانحراف حين
يدخل الحوار في المساحات العقائدية، فكلّ طرف يسعى لجذب الأنصار إلى صفّه، ودفع
خصمه إلى النار! وهنا تبلغ الجهالة ذروتها، وتظهر العصبية بأقبح صورها، إذ يتحوّل
الدين – وهو دعوة للهداية والرحمة – إلى وسيلة للخصومة والتكفير، لا للفهم
والتقريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق