الاثنين، 7 يوليو 2025

 

من قتل الحسين (عليه السلام)؟ كشف الشبهة وتثبيت الحقيقة..

بقلم : عادل الزركاني

في كلّ زمانٍ ومكان، كانت هناك محاولات دنيئة لإخفاء جريمة كربلاء، لتشويه الحقائق، ولزرع الشبهات في عقول الناس... ومن أقبح ما روّجه أعداء الحقيقة، تلك التهمة الباطلة التي يُردّدها بعض الجهّال، أو المغرضين، يقولون: شيعة الحسين هم من قتلوه، وهم أنفسهم يبكون عليه! و هذا من أعجب العجب؟! أليس هذا هو الكذب المفضوح الذي يُراد له أن يُصبح ثقافة؟! تعالوا نقف معًا أمام هذا الادّعاء الواهن، ونكشف زيفه، بالحجّة، وبالدليل، وبالتاريخ الذي لا يُزيّفه الحقد ولا يُحرّفه الجهل.. أيُّ عاقلٍ يقبل أن يقتل الإنسانُ من يحب، ثم يجلس يبكيه، ويُقيم له المجالس، ويُلطم صدره، ويندب اسمه صباحَ مساء؟! , وأيُّ منطقٍ يقبل أن شيعة الحسين، الذين بذلوا دماءهم، وأرواحهم، وأموالهم فداءً له، هم أنفسهم يقتلون إمامهم؟! بل مَن يقرأ التاريخ جيّدًا، يعلم أنّ الشيعة آنذاك كانوا قلّةً مطاردةً مضطهدةً في الكوفة وسائر الأمصار، يُلاحَقون، ويُعتقَلون، ويُقتَلون، على يد سلطة بني أمية وأعوانهم... أما الذي خرج بجيشه، وأحاط بالحسين، وأمر بقتله، وأرسل السهام على صدره الشريف، فهم جيش يزيد بن معاوية، والولاة الأمويّون، والقبائل الطامعة في الدنيا... ولكم الدليل القاطع وادعي لم يذكره احد من قبل  ... ثأر العباسيين وشعار "يا لثارات الحسين", هذا دليل تأريخي لا يُمكن إنكاره ولا تجاهله، وهو موقف الهاشميين ، أبناء عمومة الحسين (عليه السلام)، الذين أسقطوا الدولة الأموية بعد سنوات قليلة من الواقعة، في سنة 132 للهجرة , ماذا كان شعارهم الرئيسي؟ أهو شعار سياسي بحت؟ كلا... بل كان شعارًا عقائديًا واضحًا: "(يا لثارات الحسين") لقد رفعوه في وجه بني أمية، وعمّموه على كلّ بقاع الأرض، وأعلنوا أنّ ثورتهم انتقامٌ لدم الحسين المظلوم، لا طمعًا في حكم، ولا حقدًا شخصيًا، بل ثأرًا لعترة رسول الله، ودفاعًا عن المظلومية التي حاول الأمويّون طمسها... ولم يكتفِ العباسيون (الهاشمين) بإسقاط بني أمية، بل لاحقوهم في كل مدينة، وأباحوا دماءهم في دمشق، وفي العراق، وفي الحجاز، بل وصل انتقامهم إلى حدّ نبش قبور الأمويين، وإهانة رفاتهم، وإحراقها، وتذرية رمادها في الهواء، وهم يردّدون: هذا بدم الحسين، وهذا بدم زيد، وهذا بدم يحيى...وهذا استنتاج لا يقبل الشك , لو كان شيعة الحسين هم من قتلوه، كما يزعم البعض، فلماذا رفع أبناء عمومته شعار الثأر ضد بني أمية تحديدًا؟! ولماذا لم يُوجَّه السلاح إلى الشيعة أنفسهم؟! ولماذا كانت مدن الشيعة هي أوّل من احتضن ثورة "يا لثارات الحسين"؟! إنّ هذه الأكاذيب ، ليست إلّا امتدادًا لفكر بني أمية، الذين قتلوا الإمام، ثم حاولوا تزوير التأريخ، فخرج علينا اليوم مَن يردّد هذا التزوير بلسانٍ جديد.

الحسين (عليه السلام) قُتل مظلومًا، قتله جيش يزيد، وسلطة بني أمية، أما شيعته فقد: قاتلوا معه في كربلاء , وسقطوا شهداء بين يديه وخرجوا في ثوراتٍ متلاحقة بعدها، ثأرًا له , حافظوا على ذكره، وعلى مجالس عزائه، وعلى نهجه، وعلى دمه الذي بقي وسيبقى صرخةً في وجه الظالمين.

أيّها الشيعة ... إنّ دم الحسين (عليه السلام) ليس دمًا ضائعًا... ودموعكم عليه ليست عاطفةً عابرة، بل هي تجديدٌ للعهد، وبقاءٌ للثأر، وتأكيدٌ للولاء... فليُدرك الجميع، أنّ من يروّج الأكاذيب لتشويه الحسين، أو لتحريف مظلوميته، إنّما يردّد صوت يزيد ومعاوية، بثوبٍ جديد... وأنّ الموقف الصادق، هو أن نُحيي ذكر الحسين، ونكشف القتلة الحقيقيّين، ونُربّي الأجيال على الولاء، والصدق، والبراءة من أعداء محمدٍ وآل محمد...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق