الجمعة، 25 نوفمبر 2022

 

 السنة الاموية خلاف السنة النبوية.. (بحث الوضوء)

     قال تعالى: ﴿يا أَيهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَي الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيدِيكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين﴾.([1])

     نقل الشيخ الكليني 1 عن زرارة أنّ الإمام الباقر× قال: ألا أحكي لكم وضوء رسول الله ؟ فقلنا بلى، فدعا بقعب فيه شيء من ماء ثم وضعه بين يديه ثم حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى، ثم قال: هكذا إذا كانت الكف طاهرة, ثم غرف فملأها ماءً فوضعها على جبينه، ثم قال: "بسم الله" وسدله على أطراف لحيته ثم أمر يده على وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى فغرف بها ملاها ثم وضعه على مرفقه اليمنى وأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه, ثم غرف بيمينه ملاها فوضعه على مرفقه اليسرى وأمر كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ومسح مقدم رأسه وظهر قدميه ببلة يساره وبقية بلة يمناه .

      قال: وقال أبو جعفر ×: إنّ الله وتر يحب الوتر فقد يجزيك من الوضوء ثلاث غرفات واحدة للوجه واثنتان للذراعين, وتمسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى وتمسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليسرى. قال زرارة: قال أبو جعفر×: سأل رجل أمير المؤمنين ×عن وضوء النبيّ ’ فحكى له مثل ذلك.([2])

    القراءة المشهورة اللام في (أرجُلكُم) تُقرأ بالفتح وهي منصوبة وفي الأدب العربي السبب في نصب هذه الكلمة ليس إلا أحد من هذين السببين: إما أن تكون «أرجُلَكُم» معطوفة على «بِرُؤوسِكُم» فتصبح مفعولا لفعل «اِمسَحُوا» و «مَحَلّاً منصوب»، و في هذه الصورة لا بد أن تمسح الرجلان مثل الرأس , و إما تكون «اَرجُلَكُم» معطوفة على «وُجوهَكُم» فتصبح مفعولا لفعل «اغسِلوا» ومنصوبة، ([3]) و في هذه الصورة لا بد أن تغسل الرجلان مثل الوجه و اليدين .

     ويعتقد الشيعة بأنّ قواعد اللغة العربية تؤيد كلامهم فضلا عن السنة والروايات، لأنّ الاحتمال الثاني يخالف فصاحة القرآن الكريم، لأنه في موضع يمكن عطف «اَرجُلَكُم» والعطف على البعيد غير مستساغ في العربية وإنما عطفت على القريب فجاءت منصوبة وتقديرها فامسحوا برؤوسكم وامسحوا ارجلكم ثم ان قراءات وردت بكسر الارجل , ومن علماء السنة من قال بقول الشيعة في الوضوء مثل الرازي في تفسيره الذي قال فيه ان القرآن جاء بمسح الرجلين والسنة جاءت بالغسل , وقال ابن حزم في (المحلى ) : ( مسألة 200: مسألة : وأما قولنا في الرجلين فإن القرآن نزل بالمسح . قال الله تعالى : { وامسحوا برءوسكم وأرجلكم } وسواء قرئ بخفض اللام أو بفتحها هي على كل حال عطف على الرءوس : إما على اللفظ وإما على الموضع ، لا يجوز غير ذلك . لأنه لا يجوز أن يحال بين المعطوف والمعطوف عليه بقضية مبتدأة .

     وهكذا جاء عن ابن عباس: نزل القرآن بالمسح - يعني في الرجلين في الوضوء - وقد قال بالمسح على الرجلين جماعة من السلف، منهم علي بن أبي طالب وابن عباس والحسن وعكرمة والشعبي وجماعة غيرهم، وهو قول الطبري، ورويت في ذلك آثار. منها أثر من طريق همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثنا علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه - هو رفاعة بن رافع - أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : إنها { لا تجوز صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل ثم يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين}, ([4]) اذن الوضوء وكما هو ظاهر عند جمهور المسلمين وحسب الروايات الغسل وحكم المسح الذي جاء به القرآن هو منسوخ بحكم الغسل الوارد من السنة، وهذا القول خلاف القرآن قال تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ([5])والغسل الذي جاء على خلاف النص القرآني جاء من بعض الصحابة الذي يذهب إلى شرعية قول الرجال ، وصحة الاجتهاد قبال النص ، لأنّهم قد عرفوا ملاكات الأحكام وروح التشريع ! والبعض الآخر يدعو إلى لزوم استقاء الأحكام من القرآن والسنة المطهرة ولا يرتضى الرأي والاجتهاد وفي قباله طائفة المجتهدين الذين كانوا يفتون بالرأي في محضر النبي ويبتغون المصلحة مع وجود النص ، وهؤلاء كانوا معتقدين برسالة الرسول لكنهم لم يعطوه تلك القدسية والمكانة التي منحها الله إياه ، فكانوا في كثير من الأحيان يتعاملون معه كأنه بشر غير كامل يخطئ ويصيب ، ويسبّ ويلعن ثم يطلب المغفرة للملعونين , وفهم بعضهم ، ما هو إلاّ سلطانٌ جاهد فانتصر ، وإنّ تعاليمه ما هي إلاّ مقرّرات أصدرها من عند نفسه ولم يُنزل الله سبحانه فيها شيئاً ([6]), وهذا خلاف القرآن قال تعالى: ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ , إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) ([7]) وقوله تعالى : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) وقوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)([8]) وقوله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)([9]) , الله تعالى امرنا بطاعته وطاعة النبي مقرونة في أكثرها بطاعة الله تعالى أطيعوا ، ربَّكم ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه , كان رسول الله قد حذّر أصحابه من هذا التهافت المقيت في تعاملهم مع النصوص القرآنية والنبوية ؛ إذ الإيمان بالله ورسوله يقتضي التسليم والانقياد لما يقوله الله ويأمر به الرسول ، فعدم التسليم بقدسية النبي وأقواله وأفعاله يتقاطع مع الإيمان المطلق بالله والرسول , وهناك من يضع قدسية للصحابة ويعارض قدسية النبي واهل بيته ^ , بل يتهم الشيعة بالكفر وانهم يعبدون اهل البيت ^وهذا الحب لاحبهم لرسول الله وحبه لهم وهم أولياء الله تعالى والذي يحدث هو جاء من المنهج السياسي وتحول الى عقيدة ردت فعل نتيجة تفضيلهم على الجميع الصحابة , هذا من جانب ومن جانب آخر  الكثير من الصحابة ومنهم أبو بكر وعمر لم يكونا بمنأىً عن الاجتهاد والاعتراض على رسول الله وعدم امتثال أوامر , كاعتراض عمر على النبي في صلاته على المنافق([10]) ، واستيائه من قسمة قسمها النبي ، ومواجهته للنبي بلسان حادٍّ في صلح الحديبية([11])، ومطالبته النبي أن يستفيد من مكتوبات اليهود في الشريعة ([12])، وقوله في أخريات ساعات حياة النبي: إنّه ليهجر أو غلبه الوجع([13]) , واجتهاد عائشة صلاتها في السفر ,([14])واتهام عائشة لمارية القبطية زوجة النبي , ([15]) وخروجها على الإمـام أمير المؤمنين  ×وتآمر عائشة وحفصة على النبي حدثنا : ‏ ‏سفيان ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏عبيد بن حنين ‏ ‏يقول : سمعت ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول : ‏كنت أريد أن أسأل ‏ ‏عمر ‏ ‏، عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فمكثت سنة فلم أجد له موضعاًً حتى خرجت معه حاجاً فلما كنا ‏ ‏بظهران ‏ ‏ذهب ‏ ‏عمر ‏ ‏لحاجته ، فقال : أدركني بالوضوء فأدركته ‏ ‏بالإداوة ‏ ‏فجعلت أسكب عليه الماء ورأيت موضعاً ,فقلت : يا أمير المؤمنين ‏ ‏من المرأتان اللتان تظاهرتا ، قال إبن عباس ‏ ‏فما أتممت كلامي حتى قال : ‏ ‏عائشة ‏ وحفصة([16]). واجتهاد خالد بن الوليد وما فعله يوم فتح مكة مع سبق نهي النبي عن القتل وبطشته الجاهلية في بني جذيمة([17]) , واجتهاد معاوية كالحاق زياد بن أبيه بأبي سفيان([18]) وعهده بالخلافة الى ابنه يزيد وجرائم معاوية في حق الصحابة واليمن قتله الصالحين من عباد الله ([19]), ذكر السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي مائة مورد من اجتهاد الخلفاء والحكام وبعض أقربائهم أمام النص في حياة النبي وبعد رحيله الى الرفيق الأعلى ونقلا عن المصادر السنية المعتبرة ([20]) وما يحكم على دوافع اقتراف هذه المخالفات بل واستدلوا على شرعية هذا الاختلاف بالاجتهاد , وحديث الاجتهاد رواه عمرو بن العاص وما جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ قال: إذا حَكَمَ الحاكمُ فاجتَهَدَ فأصابَ فلَهُ أجرانِ، وإذا حَكَمَ فاجتَهَدَ فأَخطأَ فلَهُ أجرٌ,!!([21]) وهذا الاجتهاد حتى في الدماء مسلمين وغير مسلمين لم تُرَقْ إلا بتأويل، فأصحابها كانوا يرون ذلك صوابًا، ونص جمهور أهل العلم على أن الدماء التي تصاب في مثل هذا القتال الصحابة حق او باطل، لا قَوَدَ فيها؛ روى الإمام الشافعي بإسناده عن الزهري قال: أدركت الفتنة الأولى في أصحاب رسول الله فكانت فيها دماء، وأموال، فلم يقتص فيها من دم، ولا مال، ولا قرح أصيب بوجه التأويل([22]) وقال المازري في المعلم بفوائد مسلم: ومعاوية من عدول الصحابة، وأفاضلهم، وما وقع من الحروب بينه وبين علي، وما جرى بين الصحابة من الدماء، فعلى التأويل والاجتهاد، وكل يعتقد أن ما فعله صواب وسداد ([23]), وقد يختلف مالك، وأبو حنيفة، والشافعي في مسائل من الدماء؛ حتى يوجب بعضهم إراقة دم رجل، ويحرمه الآخر،([24]) ولا يستنكر هذا عند المسلمين، ولا يستبشع؛ لما كان أصله الاجتهاد , وهل الاجتهاد في زمن معين او لجماعة يقال لها (الصحابة) ولا يجوز لغيرهم وهذا القول وحسب النصوص مطلق لم يحدد في زمن ولا جماعة وكل حاكم يقتل الناس هو مجتهد وولي الامر ,و لا يجوز منازعة ولاة الأمور، ولا الخروج عليهم , وحتى وان كان الإمام الحسين ×لأنه خروج على إمام زمانه!! وأنه أخطأ في خروجه وزل فتسبب بقتل نفسه قبل غيره!! ولا يجوز التأسي به في الخروج على الفاسدين ([25])، ولابد من الاتعاظ به وعدم تكرار فعله لأنه لا خير فيه. والقران يذكره بقوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً)!!([26]) والنبي يصفه بسيد شباب الجنة؟!وهذا الاجتهاد خلاف القرآن : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)([27]) وبسبب هذه النصوص المتناقضة والاجتهاد في قبال النص كفر المسلمين حسب المنهج السياسي الذي تحول عقيدة وقتل الناس , وقد يقول قائل كل طرف يكفر الاخر وهذا يحتاج بيان التكفير نوعان: أحدهما تكفير عقيدي نظري يردده أصحاب علم الكلام في من ينكر أصولهم من الفرق المختلفة وهذا لا يخرج عن الإسلام ولا يبيح الدم, وتكفير شرعي عملي فروعي وهذا يحكم به الفقهاء وهو مخرج عن الإسلام يبيح الدم كالردة أو منكر الصلاة أو الزكاة, ولكن بعضهم وخاصة السلفية الاموي التيمي الوهابي ومن تبعهم خلطوا بين الأمرين فنزّلوا كل تكفير نظري على العملي وأفتوا بجواز قتل صاحبه , وحتى الاختلاف لديهم شرعي بقوله : (اختلاف أمتي رحمة)([28]) وهذا الحديث خلاف القرآن أيضا قال تعالى : (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ([29])وهذا الانقسام بين الصحابة كان من جملة الأسباب التي أدت لاختلاف المسلمين في الأحكام الشرعية بعد رسول الله وستمر هذا الامر عند العلماء جيل بعد جيل ينتمون الى مدرستين الأولى مع جمهور الصحابة باختلافهم والثانية الشيعة حسب نص رسول الله وفعله وتقريره حجة وهو معصوم عن الخطأ وكل ما يبلغ عنه حجة وعن واهل بيته ^ المعصومين يجري قوله مجرى قولِ النبيّ مِن كونِه حُجّةً على العبادِ واجبِ الاتّباعِ , و الطاعة والامتثال لمطلق الأحكام الصادر عن الله ورسوله ، وهؤلاء كانوا لا يسمحون لأنفسهم ولا لغيرهم ـ العمل في الأحكام الشرعية بآراء شخصية واجتهادات غير مأخوذة من النص, ولا الاجتهاد في مقابل النص , بخلاف السنة الذين توسّعوا في اصطلاحِ " في كل العبادات والمعاملات واختلفوا في ما بينهم علماء ومذاهب وحتى في نفس المذهب وان كان يجمعهم عنوان واحد السنة , ونعود لأصل البحث الوضوء وغسل الرجلين او المسح , أحمد بن حنبل جوَّز مسحهما ([30])، واخرين قالوا وجوب الغسل والمسح , والنتيجة جمهور المسلمين لديهم اختلاف بعض يقول بالغسل وبعض يقول بالمسح ، وهذا حسب الروايات التي لديهم وعند التعارض المستقر وعدم إمكان الجمع بين المتعارضين يصار إلى تساقط المتعارضين معا عن الحجية ، وحيث تساقطت الأخبار يكون المرجع هو كتاب الله تعالى القرآن الوارد فيه حكم المسح لا الغسل , ومحاولات الاختلاف التي تبتعد عن المنهج العلمي لا نعرف سبب ذلك لأجل الخلاف او لأجل ان نقول السنة اوضح من القرآن ومحاولة الرازي الجمع بين المتناقضين في هذا المقام :جاء فيها : ( أن الغسل مشتمل على المسح ولا ينعكس ، فكان الغسل أقرب إلى الاحتياط ، فوجب المصير إليه) ([31]) وهذا الكلام غريب والرجل عالم وله دراية كاملة بالمفاهيم والمعاني والغسل والمسح مفهومان مختلفان (وجودي وعدمي ) وهذا الخلاف وحسب الروايات الدقيقة لم يكن موجود في حياة الرسول لأنه بين أحكامه وفروضه وكيفيته ونواقضه وموجباته أحسن بيان أمام أنظار المسلمين خلال حياته ,ووقع الاختلاف في الوضوء في عهد عثمان بن عفّان وهو صاحب فكرة الوضوء الجديد ، وله اختلاف في الكثير من الأحكام الفقهية مع كبار الصحابة إضافة إلى اختلافه معهم في الأحكام السياسية والإدارية , وهذا الواقع المحسوس في كتب التاريخ والاخبار الصحيحة يذكر لنا وجود صحابة كانوا يسمحون لأنفسهم بتخطئة الرسول والوقوف أمام أقواله وأفعاله، بل بعضهم حرف ورفض سنة الرسول، وهذا معاوية قال: أيّها الناس! أقلّوا الرواية عن رسول الله، وإن كنتم تحدّثون، فحدّثوا بما كان يُتَحدَّث به في عهد عمر([32]) وجعل سيرة الشيخين المصدر الأول للتشريع قبل الكتاب الله وسنّة النبي بصريح العبارة فإنّ تشريع سنّة الشيخين وتطبيق ما سُنّ على عهدهما من آراء، والذهاب إلى شرعيتها، وعدم السماح للآخرين بمخالفتها، والسماح بمخالفة السنة! وعثمان أيضا اتخذ لهم منهج خاص واجتهد أيضا في قبال النص وسيرة الشيخين وكان يعتقد بأنّه لا يقل عن الشيخين بشيء، فما هو المبرر لتمسّكه بسيرتهما دون أن يجعل لنفسه سيرة واجتهادات خاصة؟! ومنها اجتهاده في الوضوء كما بينا انه وهو صاحب فكرة الوضوء الجديد فلم يعهد خلافاً وضوئياً في عهد أبو بكر، ولو كان لبَان، وحتى في عهد عمر وذكر خلاف في مسألة جواز المسح على الخفّين وعدمه، إذ تخالف عليٌّ × وعمر فيها، وقد بُيِّنَ فيها الوضوء بقوله تعالى :( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) ([33]) وهي تعني أنّ المسح على القدمين لا على الخُفّين.([34]) ولو كان الغسل لذكر في الرواية، والغسل جاء بعهد عثمان بسنة عثمان لا سنة رسول الله ولا حسب النص القرآني  الدليل ما روى المتقي الهندي ، عن أبي مالك الدمشقي قوله : حدّثت أن عثمان بن عفّان اختُلف في خلافته في الوضوء , وأخرج مسلم في صحيحه ، عن قتيبة بن سعيد ، وأحمد بن عبدة الضبي ، قالا : حدثنا عبدالعزيز ـ وهو الدراوردي ـ عن زيد بن أسلم ، عهن حمران مولى عثمان قال : أتيت عثمان بن عفّان بوضوء ، فتوضّأ ثمّ قال : إنّ ناساً يتحدّثون عن رسول الله  بأحاديث لا أدري ما هي ، إلاّ أنّي رأيت رسول الله توضّأ مثل وضوئي هذا. ثمّ قال : ) من توضأ هكذا غُفِر له ما تقدم من ذنبه (([35]) والواضح من الاحاديث ان عثمان تجاهل  , وان الوضوء الذي فعله اجتهادا هو الذي يجب ان يكون سنة للمسلمين , والوضح من الادلة كثيرة دالة على ان عثمان بن عفّان هو الذي بَدَأ الخلاف في الوضوء ، وجنّد مواليه لنقل فكرته الوضوئية عنه ، كحمران وابن دارة ، مع أنّ حمران كان يهوديّاً من سَبْي عين التمر  وقد أسلم في السنة الثالثة من خلافة عثمان ، وهذا يدل على أنّ صدور نقله للوضوء عن عثمان جاء متأخراً عن هذا التاريخ , وجاء معاوية أيضا وطوّره فغسل رأسه في الوضوء بزيادته مسحَ الرأس بغرفة من ماء حتّى يقطر الماء من رأسه أو كاد يقطر ، وأنّه أراهم وضوء رسول الله وقول عثمان : رأيت رسول الله توضأ وضوئي هذا ، ولم يقل كما رأيت رسول الله. والغسل في الوضوء من مبتدعات الدينية الفقهية اليقينية التي صدرت من عثمان بن عفان إضافة الى إتمام الصلاة بمنى، وزيادته النداء الثالث في يوم الجمعة في السنة السابعة من عهده وقد عابوا عليه ذلك وقالوا : بدعة ، وكتقديمه الخطبة على الصلاة في العيدين وبسبب مساوئ سياسته المالية والإدارية والبدع قتل عثمان , ومنع من دفنه في مقابر المسلمين ، حتّى دُفن ليلاً في حشّ كوكب وهي من مقابر اليهود وتحت الخوف ، إذ حملوه على باب وإنّ رأسه على الباب ليقول (طق طق )([36]) ، وأراد الذين دفنوا عثمان أن يُصَلُّوا عليه فَمِنُعُوا ، وأنّ كان المسلمين لم يأخذوا بقوله وفعله أيام حياته؛ والذي جعله وضوء السنة الحكّام الأمويين والعباسيين لمصالح ارتضوها في العصور اللاحقة , والملفت للنظر ان الخلاف في الوضوء مع سنة النبي وانه امر شخصي ومن بعجه وال النبي ^حيث بين الإمام علي  × كيفية الوضوء وجاء للحكم بعد عثمان لكن المسلمين السنة كانوا على سنة الشيخين او بعبارة اصح على سنة عثمان والنهج الاموي وما جاء عنهم .

       المسح ذكره الإمام علي× في كتابة كيفية الوضوء لواليه محمد بن أبي بكر في جملة ما كتبه إليه ، وكان في كتابه × ) تمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثاً ، واغسل وجهك ، ثمّ يدك اليمنى ، ثمّ اليسرى ، ثمّ امسح رأسك ورجليك... فإني رأيت رسول الله يصنع ذلك)([37]) , ولمّا استشهد الإمام علي × وهادن الإمامُ الحسنُ ×معاويةَ ، تولّى معاوية السلطة فراح يترسّم خطى عثمان فقهياً ويدعمه عقائديّاً ويتبنّى آراء ابن عمه وغسل الرجلين في الوضوء , وهذا ليس له علاقة الفتحة ولا الكسرة ولا الروايات بل هي سنة ال امية، وهذه السنة واختلاف الامة الى يومنا الحاضر بسببها تفرقت الامة ومنها جاء الاجتهاد في قبال النص لتذهب فيه الأرواح والأموال وتهتك الحرمات وهذه السنة الاموية هي خلاف الإسلام الحقيقي وبصريح القرآن قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)([38]).


[1] _ المائدة - الآية 6

[2] _ الكافي - الشيخ الكليني - ج ٣ - الصفحة ٢٥

[3] _للتفصيل: رغم أن كلمة «رُؤوسِكم» مجرور لكن مجموعها وحرف «الباء الجارة»: يعني (بِرُؤوسِكُم) يحتسب مفعول لفعل (اِمسَحُوا) في محل نصب ومحلا منصوب، وكلمة «اَرجُلَكُم» معطوفة على «بِرُؤوسِكُم» ومحكومة بحُكمها يعني المَسح، إذن لا بد من مسح الرجلين مثل الرأس.

[4] _محلى ابن حزم - المجلد الأول/الصفحة الثالثة والعشرون

[5] _ البقرة - الآية 106

[6] _ صحيح مسلم 4: 2008 / 90، مسند أحمد 2: 316 - 317، 449، 3: 400.

[7] _ النجم - الآية 3

[8] _ الأحزاب - الآية 36

[9] _ الأنفال - الآية 46

[10] _ الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1366 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] تاريخ المدينة لابن شبة ١ : ٣٧٢ ، الدر المنثور ٣ : ٢٦٤ ، كنز العمال ٢ : ٤١٩ / ح ٤٣٩٣.

[11] _ تاريخ عمر لابن الجوزي : ٥٨.

[12] _ المصنف لعبدالرزاق ١٠ : ٣١٣ ، مجمع الزوائد ١ : ١٧٤.

[13] _ صحيح البخاري ١ : ٣٩ كتاب العلم ، وكتاب المرضى ٤ ، صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٧ ، ١٢٥٩.

[14] _  صحيح مسلم ج 2 / 14 , فراجعه في أول ص 258 من الجزء الأول من صحيح مسلم المطبوع في المكتبة العربية الكبرى بمصر سنة 1327 وأعمل بما روت ، ودع عنك ما درت ( منه قدس ) . صحيح مسلم ج 2 / 143 .

[15] _ اريخ الطبري 4 / 448 ، الإمامة والسياسة 1 / 52 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 180 ، الكامل 3 / 206 ، البداية والنهاية 7 / 229 و

[16] _ صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – سورة التحريم – باب : إن تتوبا إلى الله

[17] _ هذه الحادثة رواها ابن هشام في غزوة حنين في السيرة النبوية ج 14 100 ولعلها قد تكررت من خالد_ هذه القضية في " عبقرية عمر " للأستاذ العقاد ص 266 .

[18] _ الأخبار الطوال - الدينوري - الصفحة ٢١٩_ الولد للفراش وللعاهر الحجر " ( 62 )

[19] _ ( 717 ) الفصول المهمة لشرف الدين ص 122 ، أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 453 - 457 ، تاريخ الطبري ج 5 / 140 ، الكامل لابن الأثير ج 3 / 383 ، الغدير ج 11 / 16 و 20 ، الاستيعاب بهامش الإصابة ج 1 / 65 و 66 ، وفاء الوفاء ج 1 / 31 ، البداية والنهاية ج 7 / 319 - 322 ، تاريخ ابن عساكر ج 3 / 222 و 459) .    

[20] _ النص والاجتهاد السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي

[21] _ أخرجه أبو داود في سننه، كتاب القضاة، باب في القاضي يخطئ، برقم 3102/ البخاري  : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 7352 |

[22] _  الإمام الشافعي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٩ .

[23] _  انظر: أبو الضياء الحنفي: البحر العميق: ٣/ ١٥٤٠، ابن كثير: البداية والنهاية: والنهاية: ٨/ ١٢٤، ١٣٢/ ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ١/ ٢٥٠.

[24] _ ص243 - كتاب المعلم بفوائد مسلم - كتاب المناقب

[25] _ استقر إجماع أهل السنة بعد ذلك على تحريم الخروج بالسيف على الإمام المسلم الجائر أو الظالم، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين رقم: 185603، ورقم: 247345.

[26] _ لأحزاب:33

[27] _ النساء - الآية ...

[28] _ الراوي : - | المحدث : الصنعاني | المصدر : التنوير شرح الجامع الصغير الصفحة أو الرقم : 1/449 | خلاصة حكم المحدث : هذا الحديث مع عدم صحة طرقه مخالف للآيات القرآنية الدالة على ذم الاختلاف والتفرق فهو منقطع.

[29] _ آل عمران - الآية 105.

[30] _ مسند أحمد بن حنبل 6: 358، سنن ابن ماجة 1: 146، سنن الدارقنطي 1: 96. ... الله أمر بعموم مسح الرجلين بالماء في الوضوء كما أمر بعموم مسح الوجه بالتراب.

[31] _مفاتيح الغيب: 11 / 162. المحلى 2: 56.

[32] _معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٣٣١

[33] _ المائدة - الآية 6

[34] _ الدر المنثور ۲ : ۲٦۳.

[35] _ كنز العمال ٩ : ٤٤٣ / ح ٢٦٨٩٠.

[36] _ تهذيب الكمال ١٩ : ٤٥٧. وفي تاريخ المدينة لابن شبّة ١ : ١١٣ « وحملوه على باب أسمعُ قرع رأسه على الباب كأنّه دبّاءة ويقول : دبْ دبْ »

[37] _ وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١ - الصفحة ٣٩٧.

[38] _ الأحزاب - الآية 36



الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

 

 ابن تيمية منافق..

وما أخرجه ابن عبد البر قال: (وروى عمّار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض علي بن أبي طالب   ) وهذا سند صحيح، وما أخرجه الحاكم بإسناده) عن أبي ذر ـ.ـ قال: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلّف عن الصلوات، والبغض لعلي ابن أبي طالب . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

والقصص التي يتحدث بها البعض نافقا انهم يحبون عليا واهل البيت ^وانهم يعرفونهم أكثر من يدعي الانتساب لهم (الشيعة) واصناف التُّهَم والافتراءات والأراجيف لا لسبب إلا لأنهم فضلوا عليا× على غيره، وان رسول الله هو من امر بهذه الحب، قال محمّد بن يوسف الزرندي: (ويروى ان النبي ’ قال لعلي بن أبي طالب×: يا علي، كذب من زعم انه يحبني ويبغضك، يا علي من احبك فقد احبني، ومن احبني أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد ابغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله ادخله النّار). وهذا البعض يدعي انه يحب اهل البيت ويكرمهم وهذا الكلام لا وجود له في الواقع، وعندما يذكر ابن تيمية يقول عنه شيخ الإسلام وهذا نوع من النفاق وقصص كاتب الوحي والخليفة المظلوم يزيد من سِنْخ هذا النفاق، والنهج والفكر الذي سار عليه ابن تيمية الفكري الاموي الناصبي والذي كان دائما هو الطعن بالإمام × كما قال في منهاج السنة /ج 7/ ص 237 : وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي عَلِيٍّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} لَمَّا صَلَّى فَقَرَأَ وَخَلَطَ .. واخذ منه هذا النفاق بعض العلماء والذين من نوع ابن تيمية.. يا أيها المسلم إذا كنت تريد الحقيقة لاتذهب خلف فلان ولا زيد ولا عمر انت ابحث بنفسك ستجد الحقيقة ..

عادل الزركاني





الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

 

نحنُ معشرَ الأنبياءِ لا نورَثُ ما ترَكناهُ فهو صدقةٌ..

سؤال: النبي يعقوب ×لديه أولاد 12 ابن وابنه، وهل كل أولاده لم يرث منه شيء، وهم لا يملكون الا الأموال التي كانت عند ابيهم، اذن تحل عليهم الصدقة من أموالهم التي كانوا يعملون فيها مع ابيهم! وأين العدالة في هذا؟ وغيرهم يرث الأموال من ابيه حتى وان كان فاسقا، فرسول الله القدوة في عمله وقوله هو كغيره من المسلمين الذين يورّثون أبناءهم، لا سيّما وأنه قدوة لغيره في توريث أولادهم، وقد ورّث رسول الله نساءه الحجرات اللاتي كن يسكنّ فيها، وقد تبرعت عائشة بسهمها وسهم غيرها من دون إذنهن لكي يدفن فيه أبو بكر وعمر بن الخطّاب، وهل هذا الامر ينطبق فقط على الأولاد ولا يرث منهم أحد؟ , ولو تنازلنا  مع الحديث : (إنّا معشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة ولا أرضاً ولا عقاراً ولا داراً لكنّما نورّث الإيمان والحكمة والعلم والسنة), وهذا من السنة اذن السيدة فاطمة الزهراء÷ هي الشخص الذي يرث للنبي من الإيمان والحكمة والعلم والسنة , وهي اعلم من أبو بكر والجميع بالسنة وهي الاعلم على الاطلاق بقول النبي لأنها الوريث للعلم واعلم منهم بالقران , وسنته وفعله أو تقريره , لكن هذا الحديث لم يترك لها شيء لا من الأموال ولا حتى العلم والسنة لان أبو بكر رفض كلامها قالت ÷: أَيُهَا الْمُسْلِمونَ أاُغْلَبُ عَلى ارْثِيَهْ يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ! أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ أبي؟ (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّاأَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ اذْ يَقُولُ: (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ), وهذا الحديث خبر واحد، لم يُعرفه أحدٌ من الصحابة وقد تفرّد أبو بكر بنقله، وشهادة الجار إلى نفسه لا تقبل , والامر الاخر والعجيب الذي سكت عنه المسلمون وهو اوضح من الوضوح من باب أن الصدّيقة فاطمة ÷تمنع من فدك وهي الاعلم والأكثر ايمانا وحكمة مع تقديم البيّنة على ذلك وتترك حجر أزواج النبيّ في أيديهن من غير بيّنة ولا شهادة , وكما هو واضح ان اول ما عمل عليه الوضّاعون للسيطرة على الحكم تكثر الأحاديث الموضوعة، وممارسة الكذب والدسّ والتزوير في أحاديث النبي الى يومنا الحاضر وكل ما يريدهُ الحاكم او قام بفعل يوضع له حديث معنعن في الصحيحين او غيره , وتتحول هذه الأحاديث الموضوعة في كتب المرويات سنة وعقيدة وكل ما يقول بضعف او يرفض شيء منها يعتبر ضد الإسلام ، و الحقيقة والتي يجب ان نعرفها كل نظريات القتل والإرهاب جاءت من هذه الأحاديث ومن هذه التاريخ , والعالم اليوم اصبح مفتوح للجميع للاطلاع ومتابعة التناقض في هذه المرويات والمكذوبات التي هي خلاف القران واخلاق وقيم الأنبياء وحتى الصحابة العدول ..

                                                                                              عادل الزركاني

                                                                   النجف الاشرف

                                                                      22/ 11/ 2022م


الأحد، 20 نوفمبر 2022

 

جلسة تحضير الأرواح   

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)..

    قال القوم: بصراحة الدين قيد والمتدين معقد وعقله مقفل , والفتاة الملتزمة لا تلفت النظر , وهؤلاء قوم النبي لوط واهله واصحابه من المتدينين يتحرجون من ما نفعل (الكلام لقوم النبي لوط هنا) ونحن ليبراليين متحررين من العُقد والعادات البالية والخرافات , والكينونات الدينية , نريد ان نعيش ونريد ان نفرح , ونفعل ما نريد , والحياة يجب أن تكون كلّها سعادة , ولا تستحق أن تُعاش إلا كما نريد, ولا وجود للحرية في الدين , وان كانت فهي ضَيقة والكلاسيكيّة القديمة, والحرية اكبر من ذلك واعمق واوسع, نريد ان نمارس حريتنا بالطول والعرض, وبدون عادات ولا اعراف ولا تقاليد , نحن المتمردون احرار نريد حرية الجسد والحركة الحرية والسلوك والخلق والتعبير والتفكير والاختيار والمنهج والمذهب والقرار والحياة عموماً, متعتنا في الحرية في كافَة حقوقينا الحياتية ودون اي موانع او كوابح او معوقات.

المتطهرين: ونحن ايضا احرار، ونريد ان نعيش كما أمر الله تعالى، فلا سبيل امامنا سوى الايمان والطهارة والعفَّة والأخلاق، ولا نريد إلا النظام السماوي منهجاً للتفكير وطريقاً للحياة والسعادة، ونعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً وخلاف هذا عزلة والسلبية، فستتأثر انت حتماً بحقول الابتذال والانحراف وهذه طاقة السلبية في فترة بسيطة: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) ....

قال القوم: لكن افعالكم هذه تزعجنا وتذكرنا بالإيمان ونحن لا نحب مَظاهرُ التّديّنِ؟!

المتطهرين: أنتم تدفعَكم فطرتكم السافلة لاتِّخاذ موقف مضاد من الفطرةِ السليمة، ومن الطبيعي بالشعور او بدونه الفطرةَ الفاسدة المريضة تكرهُ الفطرةَ النقيَّة السليمة وترفضها، بل وتتَّخذ منها عدو، وتضع عليها اشياء واوهام وقصص من الخيال.

قال القوم: لكن هناك من يدعي الدين، هو بعيد عن الدين؟

المتطهرين: لكن العيب ليس في الدين بل في هؤلاء الاشخاص، طبيب غير جيد هل نترك الطب، وهل هذا عذر ان نترك الدين، لان شكل الدين في هؤلاء لا يعجبنا، ونتمسّكَ بالشّكل ونتركَ المضمون، وهل شكل المبتذل او المبتذلة أفضل حتى يكون بدليل وتترك الفضيلة لان شخص غير جيد وغير فاضل وتذهب لجمع كلهم هو خلاف الفضيلة , الدّين اكبر من الاشخاص ولا يقاس الدين بهم , كان يزيد يلبسُ ذات العمامة التي كان يلبسها الإمام الحسين (ع) وكان لعمر بن العاص لحية طويلة كلحية ابو ذر الغفاري , الدين والعبادة بمفهومها الشامل لا بالأشخاص والاحداث , وهناك الكثير من امثالكم كان خلفَ معاوية ويزيد ويفكر كما عمر بن العاص , وفي المقابل هناك أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ يتبعون الامام الحسين (ع) كحبيب بن مظاهر واخرين ومع الإمام علي (ع) كسلمان المحمدي وعمر وابو ذر الغفاري.

قال القوم: الحرية التي ندعو لها هي موجة الوعي الجمعي، والاندفاع بقوة إلى الأمام، ورفض للعادات والتقاليد البالية المظلمة وقيود الدينية، الرجل وجب عليه الصلاة والصوم والعمل الشاق لبناء اسرة ويقضي حياته دون معنى، مجرد عبد للعائلة، والمرأة في سجن الحجاب والنقاب والحياء والعفة، نريد اشياء مختلفة وفلسفة جديدة للحياة، حيث لا محظور اخلاقي ولا شرعي ولا قبلي ولا عائلي، نُلغي كل المُسميات، وبهذه الطريقة تتلاشى جميع الآلام والأحزان.

 المتطهرين: اذن أنتم بصراحة ضد الدين لا ضد بعض المدعين، وهذه الاقوال والافعال لأقناع السذج، كل مجالات الحياة فيها الأخيار وكذلك الاشرار، وهناك معلم فاسد هل يعني نرفض الجميع ونترك التعليم، ومثله من المهندسين هل نرفضهم ومن العمال والتجار وهناك الطيب ويقابله الخبيث، وإذا كان القياس بهذه الطريقة تتوقف الحياة، والحق والباطل والصراع بينهم سنة كونية فهما ضدان، وجود أحدهما يستلزم مزاحمة الآخر وطرده، ودفعه وإزالته، أو إضعافه ومنعه من أن يكون له تأثير.

 وبصراحة انتم بكل هذا التهجم والحملة المسعورة علينا , ولإخراجنا من القرية وقلوب الناس لأنا (أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) وهؤلاء المدعون والمنافقون يحسبون عليكم , وهم غير متطهرين بل هم اكثر منكم عداء للدين والمتدينين , وانتم وهم لا يكفيكم بقاؤكم على الباطل، بل تسعون إلى سحق الحق وأهله، وصد الناس عنهم بالقتال وبذل المال، وهذا شأن الباطل وقوته، هذه القوة تدفعه إلى إزالة الحقِّ وأهله بالقوة، قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا).قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)  , للعلم هذا نبي معصوم وأهله (أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) لا مجال للكلام عليه لانهم نوع من ارقى الناس واشرف واطهر , وانت أيها المتدين لا تنزعج هذا نبي وفعل معه قومه هكذا وقالوا عنه ما قالوا الاخلاق والدين شيء قبيح والابتذال الذي يقوم به القوم حسن .  

 عادل الزركاني

 


الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

 حَديثُ الثَّقلَينِ..

 قال رسول الله (ص) (إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ) هذا الحديث المعروف الذي كثُر فيها القولُ صِحَّةً وضعفًا، وتباينتْ فيه الأفهام، واشتبه على بعضِهم او حاولوا تضعيف المعنى والغاية منه ؛ بهذه الكلمات نحاول توضيحَ شيء ما قد يكون غائب عن الاذهان , ويعتبر حَديثُ الثَّقلَينِ من أهم الأحاديث التي يمسَّك به الشِّيعةُ في دائرة موضوع الولاية والإمامة ، وتمسَّك بعض أهلُ السُّنَّة بلفظ: (كِتاب الله، وسُنَّتي) وضعفوا لفظ (وعِترتي) وهذا بالحقيقة توهَّم واضح وسنحاول بيانُه من خلال النقل وعمال العقل وبدون تعصب وسنكون مع الدليل والذي أخذناه من بطون الكتب المعتبرة والموثقة عند الطرفين .

 الأول: حديث الثَّقلين جاء عن جمْعٍ من الصَّحابة؛ منهم الإمام علي (ع)، وأبو سعيد الخُدري، وجابر بن عبد الله، وجُبَير بن مُطعِم، وحُذيفة بن أَسيد، وزَيد بن أرقمَ، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن حَنطب، ونُبَيط بن شُرَيط، بألفاظٍ مختلفة، وقد صحح هذا الحديث الألباني وذكرها الكثير من علماء السنة.

والثاني : وجاء بلفظ:(كِتَابَ الله، وسُنَّتي) وأيضا ذكر انه جاء عن جمْعٍ من الصَّحابة , وهذا الحديث مشهور بين العامة ويكرره خطباء المساجد في خطبهم ولا اصل له وعلماء أهل السنة أنفسهم يطعنون به ، بعد التدقيق تبين انه ضعيف من الناحية السند والمتن وبيان سبب ضعف الحديث إضافة الى ما تقدم من تناقض كذلك الراوي إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس ابن أخت مالك , روى له الجماعة ، إلا النسائي ، قال أبو طالب عن أحمد لا بأس به ، وكذا قال عثمان الدارمي عن ابن معين، وقال ابن أبي خيثمة عنه صدوق ضعيف العقل ليس بذاك، يعني أنه لا يحسن الحديث ولا يعرف أن يؤديه أو يقرأ من غير كتابه ، وقال معاوية بن صالح عنه: هو وأبوه ضعيفان، وقال عبد الوهاب بن عصمة عن أحمد بن أبي يحيى عن ابن معين: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ، وقال إبراهيم بن الجنيد عن يحيى : مخلط يكذب ليس بشيء ، وقال أبو حاتم محله الصدق وكان مغفلا ، وقال النسائي ضعيف ، وقالوا في موضع آخر: غير ثقة , وقال غيرهم مخلط يكذب ليس بشيء , وانه روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد , وقالوا كذاب كان يحدث عن مالك بمسائل ابن وهب , وقالوا أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث,  قال لي سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل ابن أبي أويس ، يقول : ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم.

   و هذا الحديث لا يستقيم أصلا مع الواقع، فكيف يقول الرسول (ص) : تركت فيكم كتاب الله وسنتي , والسنة غير مجموعة ، ومن جانب اخر يستلزم حفظ السنة من الضياع كما هو حال القرآن ، ومن جانب اخر منع تدوين الحديث والنهي عن كتابة سنة النبي في حكم أبي بكر وعمر وعثمان، وقاموا بإحراق الكتب التي حوت أحاديث رسول الله(ص)وقال عمر بن الخطاب بعد هذا المنع: (حَسْبُنا کتابَ الله) وبعض الروايات عن منع كتابة الحديث بدأ في حياة رسول الله (ص) وبنفس الوقت يقول (ص) :(كِتَابَ الله، وسُنَّتي) ويمنع الكتابة وعمر يقول (حَسْبُنا کتابَ الله)! وهناك حديث عُمرَ بن الخطَّاب: (تركتُ فيكم أمرين لن تضلُّوا بعدهما: كتابَ الله جلَّ وعزَّ، وسُنَّةَ نبيِّه..) وهناك خلط وتناقض كما هو واضح، ونحن نعلم ان القرآن الكريم تلقاه النبي (ص)، من جبريل، وتلقته الصحابة وهو محفوظ بحفظ الله له، مصداقا لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) لكن لعمر رأي آخر  خلاف القران حيث أعرض عن التدوين معللا سبب إعراضه بأنه خاف أن يختلط القرآن بالروايات , والله تعالى (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) والاختلاط معناه الفَوْضى، والبَلْبلة، وهنا يمكن ان يقال الضياع , والقران يختلف بالتأكيد عن السنة اذا كان المراد هناك من يضع او يدلس فيها وهو الحاصل وقوله تعالى : (وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍۢ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍۢ مِّن مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ) , وحتى كلام النبي (ص) لا يصل الى القران الكريم وان كان كلامه عن الله تعالى :(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه، لأن كلامه لا يصدر عن هوى، وإنما يصدر عن وحي يوحى , وهذا ما ذكرناه في بحث سهو النبي (ص) في الإمكان الوقوعي هل من الممكن يقع منهم السهو والغفلة، هذا ما لا يلتزم به اي شيعي في الامكان الوقوعي لا يقع منهم السهو والغفلة , لماذا لا يقع منهم ذلك لأنه يلزم عليه عدة إشكالات .

اولا: لو انه قبلنا يلزم ترجيح بلا مرجح، معنى ذلك ما معنى المرجح، إذا كان يسهو وحطئ ويغضب ما هو المرجح أن يكون هو النبي وحجة علينا دون غيره إذا كان يقع منه هذا الشيء.

ثانيا: يلزم تغير أحكام الله، يكون حلال الله حرام وحرام حلال، لماذا لان قوله وفعله وتقريره حجة علينا، وإذا قال شيء مخالفا وخطأ فلزم ان يكون حلال الله حرام وحرام حلال، وهذا لا نقبله على البشر فضلا عن الأنبياء.

الثالث: انه لا يصح في هذا المقام الاحتياج علينا بهم إذا قلنا بالسهو والنسيان أصلا لا يصح الاحتياج بهم ، ولدينا القاعدة تقول قبح العقاب بلا بيان الله تعالى كونه عادل واراد ان يعاقب نحتج ونقول لما تعاقبنا انت لم تبين ، وهي العلة في بعث الأنبياء في بيان والحكمة من بعثهم لهذا، ويقبح من العادل أن يعاقب بدون بيان، وهذا حتى في الممكنات مثلا ملك مقتدر واراد ان يعاقب بدون بيان ، لأن العقلاء يعاتبوه لأنه يعاقب بدون بيان  ، نعم انت قلت للعبد انا عطشان لما تأتي لي بالماء ، لكن لم تبين ذلك لم تقل له ذلك، أو انت قلت له عطشان ، لكن لم تقل بما يسد عطشك بالعصير باللبن لم تبين له، فكيف بالله وهو سيد الحكماء وسيد العقلاء يعاقب بدون بيان , فلابد أن يرسل الأنبياء والرسل والأئمة للبيان، وإذا كانوا يخطئون وينسون ويسهون ويهمون ويغصبون لما صح الاحتياج بهم عليه تعالى، لعل ما جاءوا به خطأ.. حتى يصح بها الاحتياج علينا، إذا كان ممكن عليهم الخطأ والسهو، وقد يكون البيان خطأ وقد يكون الواجب ليس واجبا إذا كان يقع عليهم ذلك، فإن ثبتت العصمة صح الاحتياج بهم علينا هم حجج الله علينا، بالإمكان الوقوعي لا يمكن أن يسهو أو يخطئ.

والصحابة وتعاملهم كما هو واضح مع السنة حسب المصلحة، وبعدهم الرواة والعلماء حيث يناقضون أنفسهم مثلا ابن حجر مثلا يقول عن الراوي في حفظه لين ثم يصحح الرواية! والالباني يضعف رواية رجل ثقه في حفظه لين ثم يناقض نفسه ويحسن رواية رجل صدوق في حفظه لين رغم ان الثقة اعلى رتبة من الصدوق , يضعون القاعدة في مناسبة ثم يخالفونها في مناسبة أخرى , وهذا عمر يقول (حَسْبُنا کتابَ الله) والقران يقول: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ) وقوله تعالى: (يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ ۖ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) لكن في مطالبة السيدة فاطمة الزهراء (ع) بميراثها الشرعي ترك القران وعاد للسنة , وقال حديث نسبه لرسول الله (ص) :(لا نورث ، ما تركنا صدقة) وتنازلا مع هذا الحديث وانها وعلي (ع) فاطمة يرثون علم النبي(ص) بمعنى اهل البيت (ع) يرثون علم النبي (ص) اذن الحديث الحق عترتي لانهم يرثون علمه وهم الاعلم بسنته , ومطالبته حق لأنها (ع) اعلم من أبو بكر بسنة النبي (ص) أعلم بدين محمد بنص الحديث وهذا الحديث حجة عليهم , وقول الامام علي (ع) حجة في حقه في الإمامة , وللمتابع الاحاديث تربط الاحاديث والمعاني بعضها بعض , ولهذا تم الاستعانة بوضع احاديث تضعف السنة وتشوها حقيقته , والكلام لعلماء السنة الذين يقولون (.. كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ) كتاب الله تعالى واضح القران الكريم ومن هي العترة ليس اهل البيت (ع) كما ذكر ابن تيمية : العترة هم بنو هاشم كلهم: ولد العبَّاس، وولد عليٍّ، وولد الحارث بن عبد المُطَّلب، وسائر بني أبي طالب وغيرُهم، وعليٌّ وحده ليس هو العِترة , والألبانيُّ الذي صحح حديث العترة وقالوا عنه متساهل بالتصحيح ولكن لم يبتعد عن المنهج المتبع وما قاله السلف رغم تصحيحه الحديث ولا يختلف عن ابن تيمية قال : أنَّ المراد من حديث (وعِترتي أهْل بيتي)، وأهل بيته في الأصل: هم نِساؤه (ص)، وفيهنَّ الصِّدِّيقةُ عائشةُ , ولا ادري لماذا ذكر عائشة وهي من نساء النبي (ص) لماذا التخصيص والتأكيد؟! , ويقول ايضا : وتخصيص الشِّيعة (أهل البيت) في الآية بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين (ع)، دون نِسائه (ص) من تحريفهم لآياتِ الله تعالى؛ انتصارًا لأهوائهم .. لكن الحقيقة التحريف والتناقض واضح ونترك الحكم للقارئ الكريم، الحديث يقول: حسب تصحيحه: (... وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ) وقول الاخر اين العترة الان مفترقين منذ أكثر من 1000سنة، واذن لا معنى للحديث، وإلا انهم لمن يفترقا الى ان يردا على رسول الله (ص) إلا بالعودة للحديث ومعناه الحقيقي وعلى عقيدة اهل البيت (ع) والتي هي الحق القران والعترة فإنَّهما لن يفترقَا لم يفترقا قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وتأويل هذه الآية ولا بقى بعد مشرك وكافر ، إذا خرج القائم (ع) العترة مع القران بدون فصل قال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) يرثها الامام المهدي (ع) وأصحابه في آخر الزمان.

والنتيجة القران والعترة لن يفترقَا حتى يرِدَا على رسول الله تعالى يوم القيامة ..

عادل الزركاني