السبت، 25 يونيو 2022

 إذا فاتك أن تكون محبوبا، فلا يفوتك أن تكون مُحبا. - 




جلال الدين الرومي


 عندما أجوب المقبرة ليلا أشعر بكم وأنتم بعيدً عن الأحبة والأهل وهناك حيث يضحكون أو يبكون أو حتى قلبت الصفحات وأصبحتم ‎من أخبار الماضي، هذا هو حال الدنيا كل منا يعيش لنفسه ومشاكله ولا وقت لدينا لكم، ولربما يموت الذين أهتم لهم كثيراً قبلي، لا يَحضرون عزائي، ولا يرون غيابي كما رأيت غيابهم، أفقدهم، ولا يفقدوني، يغيبون مرتين يوم موتهم، ويوم موتي.

كل من في هذه المقبرة كانوا هناك بين الأهل ثمّ رحلوا الى هذه الدار الموحشة، لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة، فالشمس ما زالت تشرق، والأيام ما زالت تتوالى والزمن لم يتوقف، كانوا يقولون للذين سيموتون لن ننساكم لكننا سنكمل الحياة، ويقولون عن الموت أشياء لم يختبروها، أغمضتُ عيني ورحتُ أحدثُ أهل القبور وحلقتُ في مكنون نفسي حتى شعرتُ أنني قد خرجت من جسدي وأصبحتُ روحا تسبحُ معهم في البرزخ، لم أرى أحداً منهم لكني أشعر بهم، أسمعُ أنين لا أدريِ من القبورْ أم من نفسي.
كان الهدوء يعمُ المكان هدوء مخيف رغم انهُ المكان الأكثر أماناً، لأن الجميع ليس منهم خطر، هدوء يعمُ المقبرة الى جنب الظلام وبينهما صراخ لا صوت له ودموع لا تُرى، أظن هي آثار أوجاع الأهل تحتفظ بها المقابر، وبين لحظة وأخرى تظهر أمامي صورة عريضة معلقة على بيوت الموتى الصغيرة، وتلتف حولي دروبها كحبال من الذكريات وكأنها حلم كئيبٌ.
للموت معاني نحن نجهلها ، ولم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت، وهو ما زال على قيد الحياة.
عادل الزركاني

الأربعاء، 22 يونيو 2022

 

الخداع ..  خداع ..

    الفراشات يتجمعون حول مصابيح الشوارع واضواء الشرفة وهذا ما يسميه العلماء بالانجذاب الضوئي الايجابي أي انهم ينجذبون بشكل طبيعي الى الضوء، وهذه خدعة قاسية بالنسبة لها لأنها كانت تعتقد انها رسالة طيبة من حبيب او قريب، هم النوع الأكثر غباءً لا يميز بين النور الطبيعي والاصطناعي فيذهب إلى حتفه بجناحيه يلعق ألمه مستمتعاً منفرداً ليس فداءً لرفاقه وأتباعه الفقراء الضعفاء الصادقين بل لغبائه , كم وكم مرة كان هناك مثل هذه الفراشات تعرض للخديعة وألقى بنفسه في النار ويموت حباً بالخديعة لا للقيم ولا للمبادئ وهذا ليس مطلقاً، اقصد من يعتقد بالضوء الصناعي وحين انكشفت الأسرار وعَرَفَت الحقيقة تبقى العزة بالخديعة وانه مات من اجل الضوء وكان يسعى للحياة , كثيرة هي المشاهد وكل منا في ذاكرته المزيد.

   لا يختلف هؤلاء عن تلك السيدة التي تقف وسط حقول خضراء وبيدها بندقية صيد تصوبها نحو الطيور، وكلما وقع طير من السماء مصاباً برصاصها، ابتسمت بسعادة، جاء لها الشرطة وأخبروها بأنهم عثروا على ابنها مقتولاً، تلقي البندقية وتنهمر في البكاء، وفي شقتها تقول لصديقتها، كنت سعيدة كلما قتلت طيراً، بالله عليكِ كيف يمكننا أن نسعد بالقتل؟ والأبشع منها هناك من يجد في قتل البشر شعوراً بالتفوق والانتصار!

     كما يصنعون فِخاخاً ورصاصاً لنقتل الطيور بها، هم كذلك يخترعون الخدع لاصطياد بشر، والذي اقنعك ان من دافع عنك عدو ومن مات لأجلك خائن وصفقت له لا تختلف عن تلك الفراشة التي تصرُّ على ملامسة النور، خطط كثيرة ومتنوعة للإيقاع بالآخرين والاحتيال عليهم، طبعا كل منا يعتقد انه خارج عن هذا الموضوع وانه ليس له اسم في سجل الخديعة الآدمية وجداول المخدوعين.

                                               عادل الزركاني

 .

 

الأحد، 19 يونيو 2022

 الكثير منهم كان يصلي في الخط الاول خلف الإمام علي (ع) لكن في يوم العاشر من محرم كان ينادي احرقوا بيوت الظالمين, ومنهم لم يكن مع علياً (ع) , واصبح اول الشهداء بين يدي الحسين (ع) ..
ترفع الرؤوس على أسنّة الرماح اذا كان الشعب جاهل وفيه من المنافقين اكثر ممن فيه من الاحرار..
عادل الزركاني



 الوسطية في الفكر..

من السهل أن يعجبك فكراً معين , وتتبناه وتدافع عنهُ بقوة وترفض الجميع وتعتقد أنهم بعيدين كل البعد عن الحقيقة التي وصلتَ لها , وهذا الرفض غير صحيح وغير صحي بل هو الضياع وان كان لا يُشعر به ظاهراً , واصحاب هذه الأفكار والاتجاهات متشابهين من الناحية الفسيولوجية يهربون الى الأمام دائماً , وان كان اغلب حديثهم عن العلم والادب وما وصلوا له , لكن لا تجد شيء مختلف او انهم قد أضافوا حرف جديد إلى الأبجدية العربية او نظرية لم يقل بها احد قبلهم وهذا الكلام ليس على جهة دون اخرى , الكلام على كل من يدعي انه وصل الى الحقيقة والاخرين بالاتجاه الاخر لها , وهذا هو الظلم للعلم والعلماء لان الجميع يحاولون الوصول لها لكن كل منهم طريق مختلف وهؤلاء جميعا لهم الفضل لانهم سلكوا طريق المعرفة في اصعب واشد اوقاتها وقدموها لنا في مجلدات ومؤلفات وكلمات ومعها ايامهم وساعاتهم ولحظاتهم , وما الفضل الا لأهل الفضل , ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق , في قابل الأيام سيرى الجميع الحقيقة جلية حتى من رفضها وسيرفضها وهذا هو الخسران المبين..
الحياة ليست صراع من اجل البقاء الحياة لأخرى افضل منها في العالم الاخر عليك اختيار افضل الصور لتراها هناك..
قد لا اراك وانت تخفي تحت رداء العلم او الفضيلة خنجرك المسموم , لكن يراك من لا تخفى عليه خافية ..
عادل الزركاني

 بصراحة جدا..

يقال ان رجال الدين متعصّبين غير قادرين على تحمل الرأي الاخر (ويضف قبل كلمة رجال الدين البعض , وهذا الكل الجيد لا وجود له) , بل على العكس تماماً هم القادرين على تحَمل وقبول الاخر وسماع السباب والاذى واللعن والطعن , لكن كل هذه الاشياء ليست جديدة ولا تنتهي كانت وما زالت ولأجل غايات واضحة جداً في داخل الجميع ولا يٌفصح عنها , مثلا لو سألت المتبرجة تعتقد ان المعمم هو بالضد منها على طول الخط , وهو عنوان التخلف والتراجع وقد تكون هي لا تقرأ ولا تكتب في بعض الاحيان , ولو سألت الشباب وهم في تلك الازياء والقصات الغريبة والمثيرة يعتقدون ان المعمم هو الذي يحرمهم من متعة الحياة والتي بنظرهم كل شيء يفعلونه شيء جميل ويجب ان يكون اصيل كالاختلاط والعبَث القائِم على نشرِ فلسفة الغريزة، وفلسفَة الشَّهوات الحُرَّة ، وما يسمُّونه اليوم بالأدب المكشوف، كما يصوِّرها عشَّاق المدنيَّة الغربية والحرية والمنظِّرين لها !!وذاك الملحد الذي لا يتعدى تفكيره إلا بالماديات بعيداً عن أسرارِ نواميس الكون والخَلق , والاحزاب التي هي الاقرب لهُ يحاولون وبكل أدواتهم الشريفة والمتدنية تشويه صورة هذا البعض لأجل ماذا؟! لان هذا هو ممثل الله وهذه صورته المشوهة! , اذن لا وجود لشيء اسمه الله , والمثقف الذي يظن أنه بلغ من الناحية الفكرية مرحلة لا يصل لها هذا البعض , وحتى وان كان له شهادة عالية , لكن لأنه من البعض ليس للشهادة معنى ولا للعلم حفيقة , وهذا البعض لا يمكن له ان يقارن بهم وان كان عباس محمود العقاد , وآخر لأجل المصلحة الحزبية يضرب كل الحوزة بل كل المقدسات , والثاني لأجل القومية والثالث لأجل المذهبية وهناك رابعٌ يتعامل مع هذا الموضوع بهدوء من اجل المصلحة الدينية ولا دين غير دينهم , والاسلام هذا البعض هو من يمثله وهذه حالته على رواية كل هؤلاء والذين اجتمعوا للتشويه صورته اذن لماذا لا يكون الحق معهم هؤلاء !! , والنتيجة اذن هو ليس دين الله ..
وهناك يجلس هذا البعض يفترش الارض وقد غطى وجهه التراب وتغيرت ملامحه على الساتر يقاتل ويتحدث عن الانسانية لأجل ان يبقى شارع المتنبي ومنتزه الزوراء والكرادة والمنصور ومول بغداد ومن اجل كل العوائل الكريمة وهي تحمل الصليب تحتفل بولادة النبي عيسى(ع) ولأجل الاخوة الصابئة المندائيين هم يحتفلون بعيد الخليقة , وانفسنا وهم عند الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني, ومن اجل كاكا حمه ليحتفل بعيد نيروز من اجل الجميع نحن هنا من اجل حتى من لا يقبلنا من اجل اطفالنا ابنائنا لان هذا وكما نعتقد واجبنا , وانا اعمل كما يعمل غيري ولا افرض نفسي على احد ولا اشتم ولا اتجاوز على احد, نعم هم غير قادرين للاستماع الى التفاهات كثيراً وأعقد ان كثير منها خارجة عن الذوق والآداب العامة ..بل حتى عن المعرفة يقول انا اقصد العمامة السياسية ولكن هذه العمامة التي يقول عنها يجلس وبكل احترام في كل الامكان ولا يجرء احد للوصول لها , والمتضرر الوحيد ذاك البعض الذي عاد من الساتر او طالب العلم المحترم البسيط الذي معهم ومنهم, وكما قال لي احد الاخوة لا افهم ما يجري هناك من يتكلم معي بالخاص عن اموره الخاصة ولمساعدته في حلها , وفي العام نحن سبب مشكلته !!.
عادل الزركاني



الاثنين، 13 يونيو 2022

 التعقيم للعتبات؟!

مطلب صعب ويحتاج الى تأمل وأفق واسع في معرفة المفاهيم والتدبر في معناها وفحواها من دون زيادة وتشدق ومحاولة تأثر بالألفاظ , بل الأخذ بالمعاني التامة دون نقص , لا ايمان دون تدبر ومعرفة يعد نقصٌ شنيع يربأ عنه العارفون بالله , ومن يُقدِّس جهالته المركبة بعيد عن الحق والحقيقة ..
أَمُـرُّ عَلَـى الدِّيَـارِ دِيَـارِ لَيْلَــى أُقَبِّــلُ ذَا الجـِدَارَا وَذَا الجــِدَارَا
وما حبّ الدّيار شَغَفنَ قلبِي ولكن حُبُّ من سَكَنَ الدّيارا..
فالأمكنة لا قيمة لها بل القيمة لصاحبها,لساكنها , هو من يجعل لها معنى معين وقدسية , وشرف المكان بالمكين , الأرض قبل أن تكون مسجداً تختلف قبل وقفها وتتحول الى مقدسة بمجرد البناء وتجري عليها أحكام المسجديّة , وقميص يوسف (ع) لا قيمة له إلا لأنه ليوسف (ع) ويختلف عن أنواع المرتديات الأخرى التي كانت عند يوسف (ع) لنتأمل قليلاً هو ليس كأي قميص آخر ، ورد ذكره ست مرات في ست آيات , أستخدمه إخوته (ع) كدليل على أكل الذئب يوسف واستخدمه الشاهد كدليل براءة يوسف , والقميص الذي أرسله يوسف لأبيه (ع) كسبب في ارتداد البصر! وأعتقد القميص الأخير مختلف عن الذين قبله , روى مفضل عن أبي عبد الله (ع) قال: أتدري ما كان قميص يوسف؟ قلت له: لا.
قال: (إن إبراهيم (ع) لما أوقدت له النار، أتاه جبرئيل (ع) بثوب من الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضر إبراهيم الموت، جعله في تميمة وعلقها على إسحاق (ع) ، وعلقه إسحاق على يعقوب (ع)، فلما ولد يوسف، علقه عليه، فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان ...) والنتيجة هذا القميص له قيمة مادية ومعنوية بخلاف غيرها وان كان كل آثار الأنبياء وأهل البيت (ع) الاستشفاء والتبرك بها ودلالة على التقدير وإظهار المودة والاحترام.
كل حركات الأنبياء لا تنفك عن يد الغيب في مجال تغيَّرَ الإنسان له دور ويد الغيب تنصره عندما يعجز , قال تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) في البداية عمل الإنسان في عالم الشهود عالم المحسوسات , يقال له البعد المادي حينئذ يأتي دور الإسناد (يَنْصُرْكُمْ) العنصر الغيبي الإلهي , البعد الغيبي ما وراء الحس يعني اليد الإلهية، الإعجاز، الملائكة، النصر الإلهي الغيبي, وهذه نظرية منسجمة وجارية في كل الأديان, النبي نوح (ع) والطوفان والنبي موسى (ع) وقومه عندما دخل في مواجهة مع فرعون ولما عجز العنصر البشري (البعد المادي ) تقدم الدور الإلهي (البعد الغيبي) قال تعالى : (أَلْقِ عَصاكَ) , (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) هذا اسناد , لكن أصل الحركة للنبي موسى (ع) وجماعته ثم جاء النصر الإلهي , بمعنى تقديم العامل البشري إذا عجز يأتي دور العنصر الغيبي ويأتي دور الملائكة، ويأتي دور المعجزة كأدوات احتياط وكدور ثانٍ وليس أوّل، العامل البشري هو الدور الأوّل.
ونقل في الكافي رواية تقول : أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن ادعُ قومك للقتال وأنا ناصركم، جاء هؤلاء الناس ولكن لم يضربوا بسيف ولم يطعنوا برمح وبمجرد أن رأوا قوات العدو انهزموا وقالوا لا طاقة لنا للقتال فلم ينصرهم الله، أصبحوا يعتبون على نبيهم ويقولون وعدتنا بالنصر فأين هو؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيهم قل لهم إما القتال وإمّا النار، أيّ إما أن يقاتلوا العدو مع قلة العدد وحينئذٍ أنا اُنزل عليهم النصر وإما أدخلهم النار فأخبرهم النبي بذلك وقال يا بني إسرائيل هذا الوحي من الله تعالى يقول لو لم تقاتلوا ينزل عليكم العذاب, قالوا نقاتل وجاءوا مستعدين للقتال ولم ينهزموا وحينئذٍ أنزل الله عليهم النصر قبل أن يطعنوا برمح أو يضربوا بسيف .. وكما يقال (يا عبدي منك الحركة ومني البركة) عمل ما مطلوب منك أعمل وأدعو الله الرزق أذهب للزيارة واطلب من الله تعالى الشفاء من الوجيه عند الله ومن ثم أذهب الى الطبيب وخذ العلاج ولا يعني ان تجلس ولا تعمل وتنتظر يد الغيب !
والإمام الحسين (ع) كان يعلم يد الغيب ترعى مشروعه الإصلاحي لكن كان يعمل على القانون العام في تغيَّرَ دور العنصر البشري ,خطب وعبئ الناس لم يبشرهم بالانتصار ولم يحدثهم عن نزول الملائكة , وكان تخطيط كامل للمعركة رغم العلم (ع) وكرر ذلك أنه مقتول وكل أنصاره معه ! ووقوف الفرس , وبدل الفرس أكثر من مرة ولم يتحرك سأل عن إسم الأرض! وسؤال الإمام (ع) لأصحابه من أجل التأكيد على معنى يريد أن يرتبه على جوابهم ، وهذا من وسائل إلفات السامع وجلب نظره , حتى يرتب على الجواب حكم , خصوصا لمن لا يعرفون تفاصيل تلك المناطق العراقية وأسماءها ، فلا بد من تعريفهم من خلال إثارة السؤال لكي يجيب عليه من يعرفها من حيث اسمها ، ثم يكمل الإمام ذلك بأن هذه الأرض هي أرض الشهادة وأنهم على موعد معها ، وهذا ليس غريباً فإن مثاله في أكثر من موقع قد حصل ان ناقة النبي(ص)، كانت (مأمورة) وفي رواية ثانية حينما حاصروا المشرعة إنه تراجع وراء الخيام عدة خطوات ثم حفر بئراً فنبعت عين ماء فشرب منها، كان هذا في السابع من محرم الحرام، ونفس الوقت حفر وراء الخيام خندقاً ملأه بالحطب وأحرقه، هذه خطة عسكرية حتى لا يحدث على الخيام هجوم من الخلف وبهذا قال الأعداء تعجلتَ بالنار يا حسين! إذن هذه خطة عسكرية يخوضها الإمام الحسين (ع)، مع هذا التقدم في العنصر البشري والعنصر الغيبي موجود أيضاً.
نحن الشيعة بشكل عام ندرك بفطرتنا وبوجداننا هذه الحقيقة المعبرة عن هذا الجانب الغيبي والاِعتراف بالحقيقة الاِلهية ولما لأهل البيت (ع) من كرامة وجاهً استشفعنا وتوسلنا بهم إلى الله، وقدمنا بين يديهم حاجاتنا لأنهم وجهاء عنده تعالى وهم الشفعاء , من نعمه تعالى على البشر أنه أمرهم بالتوسل لله والاستشفاع بالنبي وأهل بيته (ع) وهذا هو البعد الغيبي ولا ينكره إلا ضعيف الإيمان، والغيب حقيقة أقوى وأعظم من البعد المادي وينتصر عليه , والبعد الغيبي لا يحده مكان معين ولا زمان , وان للدعاء ومقوماته تختلف من شخص الى آخر ومن مكان الى الآخر , هذا الحديث الطويل مقدمة لامر حساس ومهم يحتاج الى مقدمات في الموضوع وإلا كل الأشياء تصبح مبهمة وغير واضحة وقد لا تقبل من البعض ..
وما يتناقله البعض عن تعقيم الشباك ومن عدمه، وهو ليس تعقيم بل نظافة كما في أي يوم ومن ثم يعطر , ولا يعني أن هذا الأمر له علاقة بالإمام (ع) أو صاحب المرقد لا يقلل من شأنه , التي لم ولن يصل لها أحد , والإمام (ع) شيء والمرقد شيء آخر وكل الأشياء المادية في المرقد اكتسب الشرافة من وجودها في رحاب الإمام (ع) أو اي وليٌ طاهر , وحتى غير المادية مثال خدام المراقد وخدام المواكب كلمة خادم لها معنى آخر لفظ لا يدل على معناه الذى وضعَ له , هو مجاز أو المنقول خادم الحسين (ع) هو منزلة ورفيعة بل الشرف الأعظم , كل الأشياء تكتسب الشرفية من المكان وليس بحد ذاتها هي قبل وجودها كجزء فيه لا قيمة معنوية لها غير ثمنها المادي , ولو خرجت من المكان تذهب عنها تلك القيمة إلا في بعض الأشياء يمكن التبرك به من باب انها شيء من ذلك المكان المقدس لكن لا قدسية لها , وهذه الأشياء من ذهب ومرمر وفضة وطابوق وغيرها من وضعها هم من يقوم بتنظيف أو تعقيم , ولا يعني أن وجودها في المكان المقدس لا تلوثها الجراثيم أو المكروبات , وهي يمكن ان تتنجس أو تتسخ من الخارج، وخدام المراقد عملهم في هذا تنظيف وتطهير المراقد المطهرة ان حصل ذلك الطارئ , والفايروسات لا تختلف عن الأوساخ والنجاسات ممكن ان توجد في أي جزء من المرقد , وتزال كما تزال الأتربة وان كانت لا ترى لكن من باب انه كـأمر مادي موجودة وتزال بهذه الطرق , ولا مساس لقدسية صاحب المرقد.
والذي يقوم به إدارة العتبة العمل البشري الدور الأول كما وضحنا سابقاً , بمعنى تكليفهم كعمال وخدم في هذا المرقد , بمعنى تقديم العامل البشري , وهذا لا يعني عدم الإيمان بدور العنصر الغيبي وكرامة وجاه صاحب المرقد , كما إذا مريض يزور الإمام (ع) ثم يذهب الى الطبيب وبعد ذلك يتم الشفاء ,وهناك ما يعجز عنه الطب وهذا ليس حالة نادرة بل أغلب أتباع أهل البيت (ع) لهم علاقة ولهم معهم (ع) مواقف عجز عن حلها العامل البشري ويأتي دور المعجزة الدور ثانٍ ...
وقد أكون انا مراجع لهم (ع) أكثر من العامل البشري وان كان هو الدور الأول وأمرنا الله تعالى العمل بالأسباب، ومنها الذهاب للطبيب والعلاج والدعاء والله تعالى قادر بلا شك كرامة لهذا الإمام (ع) أن تشفى بدون كل ذلك , ليس كل الناس يؤمنون بذلك تماما, وتفهم الأشياء حسب الفطرة السليمة والتي هي من أهم المقومات ..
نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا وإياكم من المتمسكين بعروته الوثقى حبل الله المتين ، وأن يرزقنا محبتهم في الدنيا وشفاعتهم في الاخرة ..
عادل الزركاني


الاثنين، 6 يونيو 2022

موعد مع القدر..

كان مشغول ووعدنا بعضنا أن نلتقي في المساء ولا نعلم ان للقَدِر قولٌ آخر، الانتظار شيء صعب جدًا، إلا في تلك اللحظات كم كنت أتمنى ان أبقى اِنتَظَرَ، ونقَدِرَ وهناك حكاية أخرى مختلفة تماما صنعتها الأقدار خلاف ما نريد، جاء الخبَرُ الذي شَعرَ به الأقرب منا اليه دون شعور وكان ذلك زيادة على الألم.. رحل حازم بدون أي مقدمات وبكل هدوء سبق عواصف أحزان فراقه، ترجل ذلك الطيب عن صهوة الحياة ومضى مودعاً، فقدناه جسداً ولم نفقده روحاً مازال فينا موقف وكلمة وتاريخ لا يمكن ان يُنسى.. رحمك الله تعالى يا أبو علي فقد استرحت من هم الدنيا وغمها وشدائدها وصرت إلى روح وريحان ان شاء الله تعالى.



 

 

    الأثارة ولَفَتُ الأنظار سَهل جدا يمكن أن يقوم به حيوان الشمبانزي أو من يَحْمِلُ أَسْفَارًا ، لكن لَفَتَ العقول أو طرح الأفكار صَعب لا يفعله إلا العَالِم ولا يثير إلا أهل المعرفة.

    الجمعة، 3 يونيو 2022

     المقال خاص جدا..

    الى اصحاب العقول الراقية مع التحية (ظلموا العمامة)...

    الى اصحاب العقول الراقية مع التحية (ظلموا العمامة)..

    وبعد : أنا أعجب من شخص يكتب مقال ويؤيده بعض واول كلامه كذبٌ وبهتان , وهذا الكاتب لا يخجل حتى من نفسه وهو ينقل للناس قصص مكذوبة لا دليل على صحَّتها إلا نقل كاتبها الذي هو لا يوثق به اصلاً ويختلف معنا في اغلب الادبيات والاخلاقيات , وهذا النوع يعيش الازدواجية حيث عندما يصل الامر الى نفسه واهله يعود الى اهل الدين والمعرفة!, والعقل يقول ان أهل الدين على الأقل هم الاقرب للَّذِينَ آمَنُوا , وان كانت درجات الايمان متفاوتة لا يعلمها إلا الله جل وعلا , وبالنتيجة هم لا يرفضون الدين ولم يختصوا بشيء ولم يبتدعوا شيء جديد , وفي الإسلام لنا الظاهر والله يتولى السرائر, لو سلَّمنا بوقوع بعض الاخطاء والجميع معرض للخطأ والعصمة لأهلها ولا معصوم بيننا , ولا يقاس طالب العلم بالأئمة (عليهم السلام) ابداً لا من قريب ولا من بعيد بل(عليهم السلام) الاسوة والقدوة الحسنة لنا جميعاً , وطالب الحوزة كأي شخص عادي في الشارع والبيت والمدرسة والمقهى مع الاصدقاء والارحام ولا يخلوا كلامهم من المزحة الخفيفة والطرفة الرصينة , وكلمات المحبة جل حديثهم والتي تشيع أجواء المرح والانبساط , لكن ذِمَم القوم واسعة ولهم القدرة أن يلفِّقوا قضايا وقصص ويلصقوها بطلبة الحوزة , وهذا ليس جديداً ولا ينتهي بل كان اكثر منه ايام زمان وعندما كان شعارهم : (بعد شهر ماكو مهر والقاضي نذبه بالنهر)، وعندما كانت لا تصلح النَكَّات والمزاح إلا على رجل الدين والعمامة بل على كل المتدينين من دعاة الحملة الايمانية واتباع عبد الله المؤمن , والكفران وبطرق مختلف ومقززة كما ينقل لنا بعض الثقات , والان عادَ مروجيها معاً ورغم اختلافهم والدَماء التي سالت بينهم , لكن اتحدوا بالهدف لان النتيجة واحدة وهي اسقاط الدين , وهم لا يعلمون ان الدين ليس شخصاً ولا مؤسسة ولا كتاب, وهذا ما لا يمكن اسقاطه والقضاء عليه إلا من خلال اسقاط المتدينين والبداية المعممين لأنهم العنوان المهم والابرز بينهم , واليوم الكلام والتهجم على مطلق مفهوم العمامة ومصاديقها ، وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات بمناسبة وبغيرها، وكان كلام هؤلاء قبل عامين مختلف وجاء بالتدريج العمامة السياسية والعمامة المدسوسة ! وتحول اليوم على الجميع , ولو تابعنا بتمعن ودقة المدافع عن الدين والمذهب سيرى جلياً الحقيقة واضحة كالشمس , في شهر محرم يستهدف اهل المواكب الحسينية وماذا قال التطبير وماذا فعل الزنيجل , ولماذا هذا التبذير ولما هذا المسير , وفي شهر رمضان الصائمين ونقدهم والتجاهر بالإفطار وموسوم البرامج الهابطة والمسلسلات والافلام وحتى الكتابات الغير لائقة , ومع وجود الارضية السالكة والطرق السهل للعقول البسيطة التي لا تؤمن إلا بالكذب ولا تقبل الصدق بكل اشكاله ولو كان من السماء , وهذا ديدن وطريق المبتذلين والمرتجفين والمستهلكين اعداء الدين والانسان منذ بداية الخليقة , وتشترك معهم جهات منحرفة تدعي الدين والدفاع عن الشريعة والتي هي السبب الاول في بعض الاخطاء والتي يعتقد اتباعها ان تسقيط الحوزة العلمية والمرجعية اجتماعيا سيكون لهم السيطرة الكاملة على المجتمع بدون منافس.

    انا الان والله شاهد اتحدث بتجرد تام ويشاركني الكثير من الاخوة المحترمين المتدينين والمثقفين وغير المتدينين وحتى اللادينيين المنصفين , ونحن ابناء هذا البلد ولا يخفى علينا ما في المجتمع لأنا منه ومتكون منا , ونعرف اغلب الناس والمعممين اصدقائنا واقربائنا , ولا اعتقد بمعزل عنا وعلى الاقل في مناطقنا , والحق يقال هم أجل وأتقى من أن يصدر منهم شيء خلاف الاخلاق والذوق, ولا نقول عنهم ملائكة ولا هم فوق البشر , لكن هم كما اي انسان عادي محترم لا يختلف إلا انه معمم فقط ولا يعني هم الأعلم ولا منهم بداية الحكمة ونهايتها ولا الافضل ولا العارفين بكل الاشياء , وان كان البعض الناس يعتقد ذلك لا ذنب للمعمم , ولا غرابة من ان نرى احدهم يصلي خلف متدين غير معمم امر طبيعي جداً, وانا وغيري الكثير نأخذ ونتعلم من الآخرين مهما كان الزي والمستوى نسمع ونقرأ , وانا شخصيا كثيراً ما اقف احتراماً لقصيدة شاعر واردها اكثر من شاعرها او مقال كاتب راقي اشعر بكلماته او لوحة جميلة تعجبني ضربات الفرشاة فيها ويعجبني لاعب يتعامل مع كرة باحتراف .

        ايها الاخوة المسألة ليست فرضيات وقصص واحقاد احمد الكاتب الذي لا يحترم حتى عقله الخرف او عَقِيدَة وعَقَدة عرعور او فلان او علان, وهنا لا اريد ان أشوهْه المقال بذكر أسمائهم , والأنكى من هؤلاء جميعا هناك من يدعو الى ليبرالية او علمانية وهو معمم !!, او الذي يرى ان الدين بالضد منه على طول الخط , وهذا طبعاً غير صحيح اطلاقاً , ولا يفوتنا القول أن بعضهم بلغَ من الحقد والتجاوز الى درجة الهوس على كل شيء على الهوية والدين والاشد على العمامة, وهذه ليست ردود افعال وتنتهي بل هي حرب فكرية رخيصة واصحابها على علم ودراية بها وبنتائجها , ويأتي هذا بعد دراسة طويلة وتدريب مستمر والمران مُطعّم بالاستدلال والبرهان والوجدان والحذلقات والالتواءات ، ويتحول فيها الأسود إلى أبيض والأبيض إلى أسود ، والضحية هذا الساذج المسكين وذاك الجاهل القاصر الذي اختلطت عليه المفاهيم واصبحوا أداة بأيديهم يسخرونه لمصالحهم الأنانية الضيقة فيظلمون عباد الله به وسلاح اعلامي يردد ما يقولون كالببغاء , ونحن حقيقة وكل من يحترم نفسه لا يمكن لنا ان نتعامل بهذا المستوى لأنه متدني جداً , ومثال بسيط وبصراحة في الساحة امامكم وقد يلاحظ هذا الامر الكثير , وهو الكلام على المحجبة اكثر من السافرة لماذا !؟

        بل هناك من يدافع عن السافرة ويعتبرها رمز للثقافة والتحرر والمحجبة في الدولة المتقدمة أكثر اضطهادا، واغلب هذا الكلام عليها من غير المحجبة طبعاً وان كانت أقرب الناس لها!! وهذا الامر اعتقد لا يحتاج الى تفسير ومَؤُونَة زائدة، لنسمع جواب السيدة الغير المحجبة (السافرة) وهذه ليست فرضيات بل حقيقة تقول: هذه التي ترتدي الحجاب تظن نفسها انها الافضل والاطهر والاشرف منا نحن غير المحجبات!! _ من قال لك ذلك؟! لا بالعكس لم نسمع من المحجبة إلا كلمات الاحترام والتقدير لغيرها، وتعتقد هذه الامور الحرية الشخصية ولا تتدخل فيها؟ اذن "الحالة نفسية وشعور خاصة وعقدة النقص والدونيّة هي السبب الرئيسي عند البعض لا الكل, ولا قصص فصل الدين عن السياسة ولا داعش والتحجر ولا المعمم ولا الاسلام السياسي ولا الخطيب الفلاني , ولا حتى الشعار النشاز (باسم الدين باگونا الحرامية) هي دوافع تسقيط مقصودة والهدف منها إسقاط العمامة منطلقاً من رغبته في الانتصار لأجل الغايات الخاصة والتي لا تخفى علينا وقد بينا شيء منها , ويعتقد اغلب هؤلاء ان الدين عبارة عن قيود ويقف في طريق التطور والوصول للقمر وضد المدنية , وهذه التطور والحرية ان يكتب مقالاً يضرب من خلاله العمامة بشكل عام، أو يصورها على ما في داخله يراها بعَينِ طَبعِهِ وانها رمز للفساد والضلالة والتخلف لمجرد أنه لاحظ منهم موقف معين او اختلف مع احدهم او سمع من اخر او قرأ في الموقع او الصفحة الفلانية , او بدر منهُ سلوك لم يعجبهُ او انهُ يرى المعمم كالإمام المعصوم (ع) وهذا لا يمكن او عمل احدهم عمل غير منضبط وهذا وارد والمعممين من بشر لا من الملائكة , وهم جِهَة كحال المعلمين او العمال او الأطباء فكما أنه لا يمكن أخذ الأطباء جميعاً بجريرة أحد منهم ارتكب خطأ طبياً كبر أم صغر, ولا المعلمين ولا العمال , وكذلك لا يصح تعميم النقد لكل العمائم لأجل خطأ عمامة واحدة بقصد او دونه، فان هذا على خلاف النقد الموضوعي والصحيح احترام عَقُولُ الأخِرُين , واعتقد الامر صار واضحاً عندنا وما المراد من هذه الثقافة والتي هي خطوة تمهيدية من أجل تسقيط مقام المرجعية الدينية وتوهينها , فإذا أصبحت العمامة وجوداَ لا قيمة له سيتسنى عندئذ ضرب المرجعية بيسر وسهولة ومن ثم كل الدين والعقيدة والمجتمع , ونحن نقرأ ونسمع بين الحين والاخر تجاوزات المفكر المتحرر وذاك الحداثي المتنور على الرسول الله (ص) واخرهم ذاك الموتور يقول : (القرآن المِحْرَف) ويناقش النقاط والشَده والهَمزة وآخرين يدعون انهم حماة الشريعة وهذا مشكلة بحد ذاتها , واخر مَعْتُوه يتحدث عن الائمة (ع) وكأنه افضل منهم ويشاركه اعدائهم بالتلذذ بالتجاوز عليهم بحجة الحوار والنقاش العلمي.

        واغرب ما وصل لي مقال من أحد الاخوة الكرام والذي تحت عنوان (تجار الدين) يقول: آخر الإحصائيات تتحدث عن عدد المعممين في العراق يقارب ال 83 ألف معمم!!, ويسأل: هل شاهدتم معمم يعمل كباقي الناس إلا ما ندر منهم؟! مثلا يعمل في محل أو فلاح أو نجار أو حداد أو سائق تكسي أو إسكافي أو يرعى المواشي وإلى آخره من الأعمال واستمر بكلامه ..والى ان يقول نحن نعلم ويحدثنا التاريخ أن أغلب الأنبياء (ع) كانوا يعملون بعيداً عن الدين وتجارة الدين!

         اقول له هل سمعت يوماً ان احد الانبياء او الائمة (ع) كان يدرس عند معلم او جلس في حلقة درس , طبعا لا يوجد هم (( الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ )) , ولا يوجد عالم بدون دراسة وهذه الدراسة المفروض تستوعب كل عمره لأن العلم بالدرس ولا علم بدون دراسة , وللعلم الحوزة العلمية المؤسسة الوحيدة بين المؤسسات الدينية في كل العالم قديماً وحديثاً من الناس والى الناس وهذا سر قوتها , لا ترجع الى الدولة في شيء ابدا لا معنوي ولا مادي , وفي العراق بل في العالم كل المعممين او رجل الدين معمم وغير معمم في كل المذاهب والديانات لهم رواتب شهري من الدولة كأي موظف وحقوق كاملة وتقاعد وحتى خادم المسجد او التكية او الكنسية لهم مثله , واما طالب الحوزة العلمية والذي لا يساوي راتبه ربع راتب اصغر موظف في الدولة وهذا الراتب قد لا يستمر يكون او لا يكون في كل شهر وبعد رحيله لا يكون له من الحوزة إلا قطعة نعي سوداء على جدار احد المساجد , ولا غرابة ان تجد طالب علم العباءة او الصاية عمرها 10 سنوات او اكثر ولا يخجل منها ولم يشكو يوماً لأحد ولم يتَمَلْمل ويمكن ان يبقى بدون اموال في جَيْبُه والى ايام ولا ينزعج ولا يدعي يوماً ان صاحب اموال ولم يبخل على احد من ما عنده وان كان قليل , ويقول هذا الكاتب الكاذب وان صح التعبير (آخر الإحصائيات تتحدث عن أن عدد المعممين في العراق يقارب ال 83 ألف معمم) والحق وانا اتكلم من موقع مسؤول عدد طلبة الحوزة العلمية ومن ضمنهم الشهداء والمجاهدين والصغير والكبير لم يتجاوز العدد 8 الف , لكن المحترم كان خياله واسع جدا وثقته بالعقول الساذجة كبيرة وان قال اكثر من هذا العدد , وللعلم الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي هي اكبر مساحة واكثر عدد سكان لم يبلغُ هذا العدد من الطلبة وعلى حسب علمي 50 الف معمم , والعدد الحقيقي في النجف للطبة 8 الف معمم في احسن حالاتهم وهم الى انواع منهم الموظَّفين كالمعلم والدكتور والمحامي والاستاذ الجامعي وحتى القاضي في اغلب دوائر الدولة ومنهم الخطباء والكتاب وشعراء وآخرين يعملون في المؤسسات الدينية والعتبات المقدسة , وحتى المؤسسات الاهلية غير الدينية , وهناك من لهُ تجارة خاصة مع عائلته وهناك من العوائل الكبيرة والتي لا يحتاج الراتب ولا غيره بل هو من يقوم بمساعدة الاخرين وكذلك منهم طلبة من جنسيات مختلفة من كل الدول , ولكن في كل هذا النسبة الاكبر منهم الطبلة المتعففين الاغنياء بصبرهم وثباتهم ورغم عواصف الحقد وامراض العصر, وهنا يمكن لأي أعلامي منصف يريد الحقيقة ويضرب به وجه الجهل والحقد والانحلال والتدني الاخلاقي يقوم باستقراء كامل لأحوال طلبة الحوزة العلمية وينقل الحقيقة وانا سأكون بخدمته , وان كانت هذه الحقيقة لا يمكن لها ان تدخل العقول المريضة , لكن لأجل ان يطمئن قلبي ..

          تكملة الجواب للسائل من بعض كلمات الشيخ حسن زاده الاملي (حفظه الله) : مسكين ومظلوم هو المعمم في مجتمعنا فأن نزل للمجتمع وخالط الناس والشباب قالوا عنه :ليس اهلا للعمامة وما ترك لها قيمة ! , وان اعتزل الناس وصار حبيس الدرس او البيت قالوا عنه : لا يمارس دوره في مجتمعه او متكبر مغرور !, وان ترك العمل وتفرغ لطلب العلم قالوا عنه: سارق ولص ويأكل بأموال الخمس والزكوات !, وان عمل وصار من اهل الحِرف قالوا : عجيب كيف للمعمم ان يعمل ومتى يطلب العلم لقد اساء لقدسية العمامة , وقائمة التهم طويلة لا تنتهي ولا تقف وحسبنا قصة جحا مع ابنه وحماره فهي شاهد ودليل على ان رضا الناس غاية لا تدرك..

          لنرتقي وكفانا مهاترات وتسقيطات وأقاويل وأفكار وطروحات لمروجي الشقاق والنفاق والفتن والابتذال والتراجع الاخلاقي لان كلامهم لا ينتهي وكل قصصهم صارت سمِجة , وكل انسان غيور يجب أن يحاسب نفسه اولاً ويصلحها واذا كل منا اصلح نفسه صلح المجتمع لان البلد والدين والمذهب بذمتنا وانت جزء مني وانا منك واليك والمذهب الحق يجمعنا ونحن في طريق والمصير واحد تحياتي واعتزازي بالجميع _قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لهَمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

    عادل الزركاني




     

    لحظه من فضلك  ...

    قال رجل للإمام الصادق(ع): يا بن رسول الله دلني على الله.
    فقال (ع) يا عبد الله، هل ركبت السفينة قط؟
    قال: نعم، قال (ع): هل كُسرت فيك في عرض البحر، وليس شيء ينجيك ولا شجاعة تنجيك؟
    قال: نعم، قال (ع): هل تعلق هناك قلبك بشي على أنه قادر أن ينجيك؟
    قال: نعم، قال(ع): ذلك الشي هو الله، القادر على الإنجاء حيث لا منجي.
    حَنون عندما يختلف مع الزمرة التي يعمل فيها او يتعامل معها ويخسر منصب او مال او لم يحصل على ما كان يطمح له , يعمل الى تخريب كل شيء ومهما كان حتى كان حتى الدين او البلد، وهذا النكرة يقول دَرسَ في الحوزة ، وهذه الدراسة او الاستحمار اوصله ان الله تعالى له ولد اسمه يسوع المسيح (ع) وهذه اليسوع جاء من زواج شرعي.. والعقد شرعي!! والزوجة الام الكريمة للرب يسوع تمرض ويتقدم بها العمر وماتت كما كل الامهات، لكن هذا الرب الابن لم يرفع الموت عن امه التي ولدته وارضعته والتي كانت تسهر عليه عندما كان صغيراً لا يقوى على المسير وعندما كان بحاجة لها!! , عذرا رب امه تحمله ولا يقوى على المسير , تلك الام التي جاءت (بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا), والتي كانت تتمنى الموت في حمل هذه الامانة الكبرى والآية العظمى , (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) ,لان الاعجاز خلاف البداهة والاسلوب المتعارف الولادة من أب وأم ، لكن إذا اقتضت المصلحة الإلهيّة ان يولد نبي الله عيسى (ع) من دون اب إظهار معجزة ـ وبتبديل هذه الكيفيّة بشكل آخر، فلا مانع منه من ضمنه قدرته تعالى ، فلا يستغرب من ولادة المسيح (ع) من دون أب النبي ادم (ع) جاء من دون اب ولا ام ولم يشعر بحنان الام ولا عطف الاب,  لكن الله تعالى خصه بما هو اعظم , ومن هذه الولادة للنبي عيسى(ع) والتي لأجل إظهار المعجزة التكوينيّة لله تبارك وتعالى، دخلت الشبهات عند بعضهم واعتقدوا بأن المسيح هو ابن الله، وذلك لوجود الأم دون الأب , ولان الله عزوجل هو الذي نفخ في روح الأم على حد زعمهم والقول بالحلول والاتِّحاد؛ إذا ظاهر المعنى وإنَّ اللاهوت قد حلَّ في النَّاسوت , كما من يعتقد ان الروح هي من روح الله اذن الإنسان بعضًا من الله!، كما نظرية وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله، فالخلق هم ظل للوجود الحق فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق. ابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق , كما يقول: سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها "وهذا كلام زندقة وباطل؛ فالرُّوح المذْكورة في الآية ليستْ صفةً لله، وإضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فالرُّوح التي نفخها الله في آدَمَ وعيسى (عليهما السلام) هي من الأرواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى وأضافها إلى الله تعالى فيه تشريفٌ وتعظيم، كالإضافة في قولِه سُبحانه: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ) وقولِه عزَّ وجل: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) وال(مِن) في الآية ليست للتَّبعيض، حتى تكون الروح جزءًا من الله؛ فإنَّ (مِن) هنا لابتِداء الغاية؛ أي: هذه الرُّوح من عند الله، مبدؤُها ومنشؤُها، فهو الخالق لها، والمتصرِّف فيها .
        (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ,قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) وهذا الابن النبي عيسى (ع) لم يقدم لوالدته عمر اكثر ولا صحة ولا خلود في الدنيا الا بما امره الله تعالى :(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) وهذا الامر عام للناس جميعا بالوالدين ,انا اتحدث بفهم هذا مع اجلالي واحترامي للنبي عيسى (ع) لكن حسب فهم هؤلاء الذي صفقوا لهُ وكأنهم انتصروا على الاسلام بهذه (الحَنون) الساذج الذي سيترك المسيحية حال ما تنتهي الرغبة او العصبية او لنقل كانت شبهة جعلته يتكلم بهذا المستوى المتدني , ويعني الذي لم يصل له لفراغ نفسه لا يعني انه لم يصل الى غيره , يقول هذا كنت ابحث عن الله الذي يناسبني بعبارة ادق , رب لديه شباك الغفران يبيح له كل محظور ويحل له كل حرام , الابن الرب صلب لأجل ان ترفع الخطايا , وهذا الرب يناسبه , قَالَ يَسُوعُ:« يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». اذن هذا الرب ليس واحد بل متعدد وله أولاد لا غرابة من هذه الركاكة لكن الجهل الذي يصفق له هذا الجمع , واختلف قول ما زاد حنون في الإسلام خردلة , نعم هذا ليس له علاقة بالإسلام ولم يؤمن , لكن النصارى لهم شغل بحنون ويصفقون له وجعلوا له برنامج خاص !
     كل الاديان هي كتب سماوية فيها مؤسسات خاصة او احزاب او متاجر للربح، الدين لصناعة الحياة وقانون لصناعة الانسان والذي يختلف المسلمين عن غيرهم هم مؤمنين بكل الانبياء (ع) ولكن الرسالة الخاتمة هي الاسلام والنبي محمد(ص) هو خاتم الانبياء(ع).
      اِستَمَرَّ بالكذب الذين يستمعون ممارسة الكذب وبهذه المستوى مقبول عندهم ما دام هو الكذب موجود في عقولهم عقيدة ودين يدفعهم إلى الحصول على مزيد من الكذب، المنغمسون في الرذائل يرفعون شعار الفضيلة، والحمدلله العالم أصبح كالقرية الواحدة والمناظر واضحة والافعال موجود على نحو الاطلاق متسامح ومتعاطف مع مجتمع الميم قانون المثليين فضيلة وتسامح بلا الكراهية والتمييز" ضدهم، وما هذا العدد الذي سعى الرئيس جون بايدن في خطابه لكسب ود المثليين، ورفعت السفارة الأمريكية في روما علم "المثليين ولهم علم أيضا , والماي فرند هذا جدا طبيعي , تتحول حتى القذارة جمال والعفة الى تخلف ورجعية والغيرة والحمية على العرض قبلية.
     المجاهرون بالفسق يحاول ان يعلمونا الفضيلة، عَرِيَ في كل الإمكان حرية مادام  هناك في الكنسية شباك الغفران وصك الإعفاء الكامل أو الجزئي من الخطايا، القبيحون يرسمون أكبر لوحة لتشويه كل ما هو جميل في الدين وما جاء به الأنبياء (ع) جميعا والى جنبهم اهل الالحاد والزندقة.
    عادل الزركاني