السبت، 30 أبريل 2022

الدجال

الادعاءات وحدها لا تعني الكثير وليست ذات أهمية، فهناك الكثيرون من ادعوا أنهم انبياء أو أولياء ومرسلين من الله تعالى أو مراجع دين , كل شخص يمكنه ان يدعي، لكن السؤال الذي يجب الإجابة عليه هو على ماذا يبني ادعائه، وهل لنا أن نكتشف كذب هذا المدعي , أهل العقول لن يستغرق ذلك عندهم أكثر من دقائق معدودة , وأما الذي لا يعلم أو صعب عليه المعرفة يحاول التأمل حتى تظهر له الحقيقة , وإلا الدخول في الشبهات لا يمكن الخروج منها بسلام , وكما الشخص الذي يعلم انه لا يجيد السباحة وقفز في منتصف البحر يعتقد انه يتعلم السباحة في البحر , وهذا الامر ينطبق حتى على المدعي يصدق كذبته ويستمر فيها ويرفض الجميع ويحارب من أجل نفسه, ويمكن ان يقول أشياء لا يعتقد فيها أصلا , كيف لنا ان نعرف المدعي في عصر اختلفت فيه المفاهيم أو حتى الاخلاقيات؟!

      أعتقدُ هذا لن يكون ذلك صعباً، اذا رجعنا الى ذاتنا وتحكمنا بعواطفنا ولا نسير خلف الهوى والنفس الإمارة وافرازاتها أو الرواسب والحكايات التي توضع للنيل من كل مقدس أو معتدل ونجلس وننظر من أعلى الموضوع بطريقة الباحث والمتابع , ونطرح على انفسنا هل هذا المدعي وذاك الكذاب على نهج آل محمد (ع) حقيقةً من الناحية الأخلاقية أولا في منطقهم في عملهم , نعم لا يمكن لأنسان ان يصل لهم القصد نهجهم لا ذاتهم , وبعد ذلك العلم والحلم , وكل المعادلات العلمية أو النظريات يجيب عليها ويناقشها أهل الاختصاص لا تعرض على الناس والناس تتحدث فيها وتُقِيمُ صحتها أو عدمها والامر الثالث أهل العلم في أمكان متعددة هم من يقول هذه الاطروحة أو هذه البحوث ذات قيمة او لا , وإلا كل منا يدّعي أنه فقيه زمانه ووحيد عصره , العالِم ليس كلمة سهلة وكل منا يصل لها هي مفهوم مركب وعميق في دلالاته الاصطلاحية. 

  العقل والحق يقول ان هذه الدعوات التي ظهرت هزيلة ومخجلة ليس لها علاقة بالعلم ولا العلماء هي ضالة ومضلة والمدعون لها كذاّبون دجالون وهدفهم استغلال البسطاء والسذج من الناس وإبعادهم عن الطريق الصحيح.

عادل الزركاني




الجمعة، 22 أبريل 2022

 الزندقة والفكر..

اذكروا محاسن موتاكم هل هذا الكلام ينطبق على معاوية ويزيد وصدام ومن امثالهم, هل لهم محاسن تكفي للرد على ما ابتكروا من مفاسد, لنبدأ من أبو سفيان كان له أول ملامح الإلحاد في أشكاله البدائية غير المفلسفة قال :لقد أصبح مِلك ابن أخيك الغداة عظيمًا", وذو الخويصرة التميمي , قال للنبي (ص): اعدل، قال ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ خبت وخسرت إذا لم أعدل, وهناك من قام بحركة ارتدادية وان لم يظهر انكار الربوبية , لكن ادعى النبوة , وآخر أدعى انه كاتب الوحي وهو مؤسس الفساد الديني والسياسي والأخلاقي بكل أنواعه في العصر الإسلامي , وعلى نفس الحركة الارتدادية لم يدعي الإمامة وإنما أوهم أتباعه أنه رسول الإمام المهدي (ع) كل هؤلاء نهج واحد وان اختلفت العناوين , وقد نجحوا نوعا ما في نشر الشذوذ عن الطبيعة والتجاوز على القيم الدينية والاخلاقيات العامة وضرب كل مقدس ومتدين حتى صارت الشهرة والسمعة الثقافية من خلال النيل من الدين, سميح القاسم يقول (ولأي كهف ينـزوي الله المعفر بالغبار وبالدخان والشرر)وتركي الحمد الذي قال في روايته الكراديب (الانتحار نصرٌ على الله) أنماط نذكرها للمثال لمنهج أقصاء الدين وطرح لنسق من المفاهيم المغايرة للأخلاق, واحتقار المتدين والتنمّر عليه مهما كان شأنه ، سيقول من يَشبَهم هذه مقولات فكرية وأدبية وللأدب حصانته, وأمرهم إلى خالقهم! طَريقةٌ سذاجةٌ لتصدير جهلهم وانحرافهم" من خلال هذه السفسطة الفارغة التي تمثل ضحالة قائلها , ولا اعلم ما هو مقياس الاخلاق لديهم ولأي منظومة يتبع هؤلاء؟ واقع يدعو الى نسقاً أخلاقياً يخالف الدين والعرف الاخلاقي والاجتماعي وكل القيم النبيلة , وإقصاء الآخر واحتقار الآخرين بخطاب متدني جدا, انطلاقاً من تلك المعطيات يجب علينا ان نكتب وبصراحة ومن نفس الحرية الفكرية التي اُعُطيت لهم, لا يضر الله كفر الكافرين ولا جزع الجازعين, نعم هي قناعات مستوردة وانحرافات نفسية وإحساس بالنقص نتيجة الظروف التي عملت على تشكيل هذا النوع والتي جعلته يعتنق هذه الافكار ويتطبع عليها , ويحول الى صاحب مشروع التحرر من الدين وقيود الاخلاق, الدين ليس بالضد من الحرية والتحرر بل معهما شكلا ومضموناً , وَلاَ يُؤخذ الصالح بجريرة المدعي المستغلون للدين من طلاب السلطة أو المال , لان هذا النوع في كل الاصناف, لا يختلفون بعضهم وجهان للعملة الفاسدة , الاول يعمل لأجل المناصب والاموال لتحقيق رغباته الدنيوية , كمنهج عمر بن سعد القائل : يقولون إن الله خالق جنة ** ونار وتعذيب وغل يدين ** فإن صدقوا مما يقولون إنني ** أتوب إلى الرحمن من سنتين ...والثاني يدعي الحرية والتحرر بالكفر , ويمدحه الناس ويلعنه الله؟ منهج أبو العلا المعرّي: "اثنانِ أهلُ الأرضِ، ذو عَقلٍ بلا ** دِينٍ، وآخرُ دَيِّـنٌ لا عَقلَ لهْ" , وكتب احد النكرات عدنان الصايغ" أُدير قرص الهاتف_ وأطلبه _ ترد سكرتيرته الجميلة**إنه مشغولٌ هذه الأيام! ...اسلوبٌ رخيص للشهرة , والذي بلا ثمن الذينَ يجلسونَ ويسمعونَ لهذا وذاك ويصفقونَ لهم , ولا أعتقد هؤلاء أشهرَ من جرير أو الفرزدق أو المتنبي العظيم ولا من الجواهري ومصطفى جمال الدين وروائعه ، والكثير من فحول الشعر وأساتذة الأدب والثقافة والأبداع والذي لا يحتاج أحدهم ان يتخلى عن مبادئه من أجل الشهرة, وظاهرة المفكر التي تطلق على كل من يكفر وينال من تعاليم السماء والقيم الإسلامية " لا علاقة لها بالفكر حقيقة بل هي هرطقة لا أكثر" والعقل الجمعي الذي جعل المجرمين رموز وشهداء وأيقونات مشهورة , أغلبنا مطلع على التاريخ وكتابات هؤلاء والتي يتطاير منها رذاذ الألفاظ المخجلة والعبارات القذرة, يقول بعضهم هذه مقالات جريئة "والأصح سخيفة وتدني فكري وتَبرر الكفر بالله والأنبياء والاولياء والتجاوز على العلماء والأخيار , والذي يبررون له وانه قد اصطفته الطبيعة وفضلته على سائر الناس , لم يدعي أحد العصمة , ولا نختلف عن أي انسان آخر نكتب وقد لا ينال رضا الكثير , لكن لا يصل الى سبّ الذات الإلهية والانبياء (ع) والعلماء ولا أي انسان محترم وان اختلف معنا فكرياً ودينياً , نعم قد نكون في عصر الانفلات الاخلاقي الذي هو أكثر ضرراً وأوسعُ انتشاراً من الانفلات الأمني , هناك تشوه في الذوق العام وانقلاب في المفاهيم يحترم من لا قيمة له ويطبل له الحمقى وجعل منه رمز ومن المشاهير, قال آينشتاين :أخشى أن يأتي اليوم الذي تطغى فيه التكنولوجيا على التواصل بين البشر.. سيكون العالم جيلا من الحمقى...


 





موكب الامام الحسين عليه السلام الرفاعي





 

 الإمام عَلِيٌّ خرج من ذاته وتَخَطَّى الحَدَّ الفاصِلَ ما بين العَرَضِ وبين الجوهرْ، بذات النقاء فازَ وربّ الكعبة، عَلِيٌّ نَفْسُ رَسُوْلِ اللهِ، ومن عَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وكانت سبباً للفيض الإلهي الذي انبثق عنه هذا الوجود العظيم...هدانا جميعا دون استثناء...

عادل الزركاني


الخميس، 21 أبريل 2022

 

السلام عليكم شيخنا من الأفضل الصلاة او الحسين (ع)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جواب: الأفضل عند الله تعالى كلامنا في مفروض السؤال، وليس لدينا ونحن نتقرب بالحسين (ع) ولا نعرف حقيقة الحسين (ع) ولا نعرف من هو امير المؤمنين (ع) (ياعلي لا يعرفك الا الله وأنا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت ) وهو شفيعنا الى الله تعالى , والصلاة عبادة هي الأخرى وسيلة لله تعالى , الحسين (ع) افضل من كل الموجودات وعندما نقول حسين نعني رسول الله (ص) كل اهل البيت (ع) هم نور واحد وهم علة الايجاد (عليهم السلام) العلة الغائية، ولا تعارض في الغاية من الخلق هو عبادة الله تعالى ، وعبادته تعالى هو معرفته، ومعرفته لا تكون إلاّ عن طريق الحسين (ع) عن أوليائه، وهم أهل البيت (عليهم السلام)، فبواسطتهم يعرف العباد سبل تكليفهم وكيفية عبادتهم لله تعالى، إذ هذه العبادة تكون توقيفية أي موقوفة على اعتبار الشارع وأوامره ، وهذه الأوامر والتوقيفات لا تعرف إلاّ بهم (عليهم السلام)، فهم علة الفاعلية والعلة الغائية الأولى أهل البيت (عليهم السلام)، لأنهم(عليهم السلام) مجرى الفيض الإلهي إلى الخلق ولهم الولاية التكوينية في كل شيء بإذن الله تعالى لا بالاستقلال كما يذهب إليه الغلاة المفوضة. وجواز هذا الاطلاق إنما هو باعتبار مقاماتهم العلوية كمقام الحقيقة المحمدية ووجداتهم النورية كمقام نور الأنوار، لا باعتبار ذواتهم الأرضية وأشخاصهم الزمانية , إطلاق العلة الغائية عليهم، فلأن الله تبارك وتعالى قد خلق كل شيء لأجلهم كما جاء في صريح الأخبار كخبر الكساء وحديث (لولاك لما خلقت الأفلاك)  , هم غاية ما خلق الله تعالى، ولولاهم لما كان في الوجود زيد ولا عمرو , والصلاة جزء من العبادة لا كل العبادة والصلاة ليست هي المعرفة لكن طاعة وتبطل هذه الصلاة دون ذكر اهل البيت (ع) عند الجميع والامام الحسين (ع) افضل من كل العبادات ليس الصلاة فقط ..والله العالم.

عادل الزركاني

 

الاثنين، 11 أبريل 2022

 

الفلسفة الخبيثة..

 هناك من يتحدث بطريقة حديثة خبيثة ويَشعَر الاخرين انه مفكر وعالم ووصل الى شيء لم يصل له غيره، هو نوع ليس سهلا لديه من بلاغة الإقناع ما يعَجُزِ أمامه السذج وخاصة عندما يأتي بقِناع متلبس بالخداع والمغالطة والتضليل.. وبلغة السفسطائيين.

 ومن هذه الأساليب الخبيثة والتي نَجحَ بعضهم في استعمالها في مجتمعاتنا ويحاول‌ منذ الوهلة‌ الأولى‌ زرع فكرة لفظ يجعل القرينة تأخذ المستمع الى ما يريده هو، واستعمال‌ عنوان‌ القديم‌ والقِدَم‌، والمتضمّن‌ لمعاني‌ التهرّؤ والرثاثة‌، أن‌ يُخـطر ذلك‌ المعنى والمحـتوى ويرسّـخه‌ في‌ ذهن‌ السامع‌، ليبعد القديم‌ عنه‌ إلى‌ الأبد ويُهـيل‌ عليه‌ تراب‌ النسـيان‌، لئلاّ يدور في‌ خلده‌ يوماً حتّى مجـرّد الرغبة‌ في‌ رؤيته‌ والتطـلّع‌ لمنظـره‌ الظاهري‌ّ الخارجي‌ّ.

النتيجة: إطلاق‌ لفظ‌ القديم‌ والحديث‌ علي‌ أي‌ّ فلسفة‌ أو علم‌ أو دين‌ أو اتّجاه‌ أو مدرسة‌ يعبّر عن‌ النيّة‌ بِوَأدِ القديم‌ منذ الخطوة‌ الاُولى‌، ولتوجيه‌ السامع‌ نحو هذا الحديث‌ مهما كان‌...الدين قديم والاخلاق شيء قديم والعفة والفضيلة شيء قديم وكل قديم لا يصلح لهذا العصر الحديث..

نحن في القرن 22 وانت تصلي وانتِ محجبة وهذه ترتدي العباءة وتتحدث عن الحشمة والوقار هذا تخلف وانت معمم رجعي وقديم وانت وأنتِ سبب تراجع الامة والعودة بها الى الخلف ...

عادل الزركاني



الجمعة، 8 أبريل 2022

 الذنب ينتهي بالتوبة والعداوة تنتهي بالصلح، لكن النذالة عند بعضهم ليست صفة عارضة بل ذاتية لا تفارقهم، وكما قال الشاعر: تأبى الحقارة ان تفارق أهلها.

الثلاثاء، 5 أبريل 2022

 

يقول مارك توين: خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم. -

في يوم كنا جُلُوس عندَ الشيخ عبد الصاحب عودة الهادي (رحمه الله) وكان مكتبه يقدم مساعدات ورواتب للمتعففين ,لأن الشيخ وكيل المرجعية , وفي هذه الاثناء دَخِلَ رَجل متوسط العمر وعندما أستقر به المجلس , فجأة اِنهارَ بالبكاء وأَخَذَ يضَرب على راسَهُ ، ونحن بلا شعور دموعنا نُزَلْت تعاطفا معهُ , وقال والدي تَوَفَّى بالمستشفى وليس لدِّي أموال لدَفن والدي وتجهيزه! , أخَرجَ الحاضرين ما عندهم من أموال ونَهَضَ احد الحضور وجمع الاموال وآخر يريد الخروج لجَلَب أموال من أهل المدينة , والشيخ يسمع بكاء وكلام الرجل , قال اِنتَظَرَ!, وثم قال للرجل : عظم الله لك الاجر, أبني جثت والدك وين الان ؟ قال تركتها بالمستشفى , قال الشيخ : أبو صادق أتصل على المستشفى وفعلا اِتَّصَلَ وأَخبَرَوهُ لا وُجود لوفاة في المستشفى لرجل كبير إلا طفلة صغيرة وامرأة أخذوهم ذويهم صباحا, واذا بهذا الرجل يهَرَب من البراني , ونحن في حالة لا نَحسُد عليها , وكيف لهذا الرجل ان يستغل عواطفنا وبهذه الطريقة الرخيصة , والا الشيخ رغم انه كان بصَيراً إلا أنه كان يشعر به وأنهُ غير صادق , سألنا الشيخ رحمه الله , قال هذا الصوت ليس غريباً عَليَ كانَ لهُ موقف مَعِيّ قديم وبنفس الطريقة!.

مازال الاعلام وعديمي الاخلاق في الحاضر والماضي يمارسون سياسات التجهيل، ونحن ما علينا إلا آن نمارَسَ على أنفسنا سياسة تصديق الخداع الإعلامي..