الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

 

الى اين؟!

الشمعة تحترق في المناسبات الحزينة والفرحة وحولها الجميع مبتهجين وهي تبكي بصمت وأنين تميل لها الكلمات بين زحام الايام وسكون الليل ويبدأ فصل جديد من دموع الحريق لتزيدها توهجاً وجمالاً، قد يكون لها ألوان مختلفة او ربما حالات أكثر غرابة، وهي لا تشعر بالنهاية او انها تسير لها بحرق ذاتها، سيكون لها متسع من الوقت لكي أتأمل في الوجوه الحزين في المقابر وحتى الفرحة في الأعياد , وكما أنت وانا نبكي في مواقد الروح ,وغدا سنجد أنفسنا قصص يرويها أحفادنا في ليالي الشتاء الباردة او يضعوها خواطر على صفحات التواصل الاجتماعي، وحينها سنكتشف فعلا أننا ضعفاء جدا، وكم تمنينا ان لا نحكم على الاخرين او نزعجهم وسنعرف حقا قيمة الحياة.




لماذا قتلوه ...؟؟؟؟

قد يكون من السذاجة بمكان ان يتساءل البعض لماذا قتلوا العلامة الشيخ حسن شحاته؟          

  لأنه ببساطه قال كلمة الحق في زمن الصمت.

 لأنه قال انا من اتباع اهل البيت (ع) انا على نهج علياً على نهج الحق وكلا لآل امية واتباعهم، وهو العالم الذي عرف الحق واتبعه رغم فراق الاهل والاصحاب، وفي هذا الزمن الرديء شخصاً يمتلك كل هذه المواصفات النبيلة والجليلة، وان لا يطفئ الظلاميون نوره! الظلاميون بأسمائهم المختلفة وانتماءاتهم المتعددة المتربعين على كراسي الحكم او خارجه المتسلطين على رقاب الشعوب بسيوفهم ، بعقائدهم ، بمبادئهم المتهرئة  ، بأفكارهم الهزيلة المتحجرة ، وقيمهم الداعرة الماجنة ، يحاولون في فوضى الاحداث في العالم وهيمنة دول الاستكبار العالمي جاهدين مجاهدين في فرض واسقاط  ظلاميتهم على الاخرين بقتلهم وقمعهم كل الافكار وكل القيم السماوية النبيلة , وجعل قيم الغاب والقرون الوسطى وأفكار البداوة  البديل , يكذبون علينا وعلى العالم انهم يدافعون عن الاسلام والصحابة , وهذا ما كشفه للعالم الشهيد حسن شحاته , وبعد ما جلس على سدة الحكم من هو على نفس الهوى , هل يسمحوا لحسن شحاته ورفاقه ان يكونوا حجرة عثرة في طريق ظلاميتهم وسوداويتهم ، فاستهدفوه كما استهدفوا الاحرار من قبلهم , بخطة ومشهد متكرر كان قد شوه وجه التاريخ الاسلامي , الصراع بين الحق والباطل ، وبين أهل النور والعقيدة الحقة والظلاميين والمجرمين والقتلة المأجورين والمعتوهين من جهة اخرى , وان كان الصراع غير متساوي بين الحق والباطل فسقط الشيخ حسن شحاته غدراَ .. شهيداَ كما سقطوا من قبله العشرات من شهداء الاحرار الابرار في طريق المجد الحسيني على يد هذه الزمر الظلامية الدنيئة والخسيسة , فالجريمة ايها الاخوة محددة بمعالمها بأشخاصها بأسلوبها واهدافها ..فلا نتوقع ان  يكون هناك غير الذي حصل والصور هي ذاتها في سوريا في العراق القتل والنهب والسلب والذبح والنحر واكل الاكباد واعدام الاطفال والنساء وحرق الاخضر واليابس قتل الحياة قتل الحرية قتل الحسين (ع) من جديد , واليوم في مصر جمعٌ من كلاب النار والذئاب المسعورة والكواسر الجائعة للدم تهجم على رجل اعزل وبدون أي مقدمات , وتفترسه وتمزق جسده بأنياب الحقد الاعمى السلفي الوهابي المريض , صوراً ليست بجديدة هناك وقبل 1400 سنة علقت على ابواب دور اجداهم   ..  لكن العتب والعجب في مصر الدولة التي كما نعتقد هي الاقرب لأهل البيت (ع) وارض الثقافة والادب والتاريخ.. وهذه الخطوة الاولى في الحرب على كل الاسلام والقادم أكبر وسيكون دم الشيخ حسن شحاته لعنة عليكم.. ما لم تقفوا في وجه هؤلاء المردة القتلة الاوغاد الارجاس.

المجد والخلود للشهيد العلامة الشيخ حسن شحاته ولشهدائنا الابرار.... والخزي والعار للقتلة المجرمين.



الجمعة، 22 يوليو 2022

 

أنبل جليس..

قال أحد الادباء عن الكتاب هو أنبل جليس، وآنس أنيس، وأصدق صديق، وأحفظ رفيق، وأكرم مصاحب، وأفصح مخاطب، وأبلغ ناطق، وأكتم وامق (محب)، يورد إليك، ولا يصدر عنك، ويحكي لك، ولا يحكي عنك. إن أودعته سرا كتمه، وإن استحفظته علما حفظه، وإن فاتحته فاتحك، وإن فاوضته فاوضك، وإن جاريته جاراك. ينشط بنشاطك، ويغتبط باغتباطك، ولا يخفي عنك ذكرا، ولا يفشي لك سرا، إن نشرته شهد، وإن طويته رقد، خفيف المؤونة، كثير المعونة، حاضر كمعدوم، غائب كمعلوم، لا تتصنع له عند حضوره في خلوتك، ولا تحتشم له في حال وحدتك.. في الليل نعم السمير، وفي النهار نعم المشير.

 قد لا نرغب في القراءة في بعض الاحياء او ان الغالب لا يقرأ وان مرَ على مقال يقرأ العنوان، وهذا ابعاد عن أنبل واصدق ورق صديق، لا شيء يروض العقل ويرقق القلب مثل الكتب..

أقرأ وفهم وخذ من الكتاب ما ينفعك لا فائدة من القراءة إذا لا تغير القارئ الى الأفضل والارقى..



الثلاثاء، 12 يوليو 2022

 

جلسة تحضير ارواح..  

                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)..

    قال القوم: بصراحة الدين قيد والمتدين معقد وعقله مقفل , والفتاة الملتزمة لا تلفت النظر , وهؤلاء قوم لوط واهله واصحابه من المتدينين يتحرجون من ما نفعل (الكلام لقوم لوط هنا) ونحن ليبراليين متحررين من العُقد والعادات البالية والخرافات , نريد ان نعيش ونريد ان نفرح , ونفعل ما نريد , والحياة يجب أن تكون كلّها سعادة , ولا تستحق أن تُعاش، إلا كما نريد, ولا وجود للحرية في الدين , وان كانت فهي ضَيقة والكلاسيكيّة القديمة, والحرية اكبر من ذلك واعمق واوسع, نريد ان نمارس حريتنا بالطول والعرض, وبدون عادات ولا اعراف ولا تقاليد , نحن المتمردون احرار نريد حرية الجسد (كالمثلية ) والحركة الحرية والسلوك والخلق والتعبير والتفكير والاختيار والمنهج والمذهب والقرار والحياة عموماً, متعتنا في الحرية في كافَة حقوقينا الحياتية ودون اي موانع او كوابح او معوقات.

المتطهرين: ونحن ايضا احرار، ونريد ان نعيش كما أمر الله تعالى، فلا سبيل امامنا سوى الايمان والطهارة والعفَّة والأخلاق، ولا نريد إلا النظام السماوي منهجاً للتفكير وطريقاً للحياة والسعادة، ونعتزُّ بديننا شكلاً ومضموناً...

قال القوم: لكن افعالكم هذه تزعجنا وتذكرنا بالإيمان ونحن لا نحب مَظاهرُ التّديّنِ؟!

المتطهرين: أنتم تدفعَكم فطرتكم السافلة لاتِّخاذ موقف مضاد من الفطرةِ السليمة، ومن الطبيعي بالشعور او بدونه الفطرةَ الفاسدة المريضة تكرهُ الفطرةَ النقيَّة السليمة وترفضها، بل وتتَّخذ منها عدو، وتضع عليها اشياء واوهام وقصص من الخيال.

قال القوم: لكن هناك من يدعي الدين، هو بعيد عن الدين؟

المتطهرين: لكن العيب ليس في الدين بل في هؤلاء الاشخاص , وهل هذا عذر ان نترك الدين , لان شكل الدين في هؤلاء لا يعجبنا ,ونتمسّكَ بالشّكل ونتركَ المضمون , الدّين اكبر من الاشخاص ولا يقاس الدين بهم , كان يزيد يلبسُ ذات العمامة التي كان يلبسها الإمام الحسين (ع) وكان لعمر بن العاص لحية طويلة كلحية ابو ذر الغفاري , الدين والعبادة بمفهومها الشامل لا بالأشخاص والاحداث , وهناك الكثير من امثالكم كان خلف يزيد ويفكر كما عمر بن العاص , وفي المقابل هناك أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ يتبعون الامام الحسين (ع) كحبيب بن مظاهر واخرين مع الإمام علي كسلمان المحمدي وابو ذر الغفاري(رض) .

قال القوم: الحرية التي ندعو لها هي موجة الوعي الجمعي، والاندفاع بقوة إلى أمام ، ورفض للعادات والتقاليد البالية المظلمة وقيود الدينية على الرجل بالصلاة والصوم والعمل الشاق لبناء اسرة ويقضي حياته دون معنى , مجرد عبد للعائلة , والمرأة في سجن الحجاب والنقاب والحياء والعفة , نريد اشياء مختلفة وفلسفة جديدة للحياة, حيث لا محظور اخلاقي ولا شرعي ولا قبلي ولا عائلي , نُلغي كل المُسميات , وبهذه الطريقة تتلاشى جميع الآلام والأحزان.

 المتطهرين: اذن أنتم بصراحة ضد الدين لا ضد بعض المدعين، وهذه الاقوال والافعال لأقناع السذج، كل مجالات الحياة فيها الأخيار وكذلك الاشرار، وهناك بعض الاطباء فاسدين هل يعني نرفض جميع الاطباء، ومثلهم من المهندسين هل نرفضهم ايضا ومن العمال والتجار وهناك الطيب ويقابله الخبيث، وإذا كان القياس بهذه الطريقة تتوقف الحياة، والحق والباطل والصراع بينهم سنة كونية فهما ضدان، وجود أحدهما يستلزم مزاحمة الآخر وطرده، ودفعه وإزالته، أو إضعافه ومنعه من أن يكون له تأثير.

 وبصراحة انتم بكل هذا التهجم والحملة المسعورة علينا , ولإخراجنا من القرية وقلوب الناس لأنا (أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) وهؤلاء المدعون والمنافقون يحسبون عليكم , وهم غير متطهرين بل هم اكثر منكم عداء للدين والمتدينين , وانتم وهم لا يكفيكم بقاؤكم على الباطل، بل تسعون إلى سحق الحق وأهله، وصد الناس عنهم بالقتال وبذل المال، وهذا شأن الباطل وقوته، هذه القوة تدفعه إلى إزالة الحقِّ وأهله بالقوة، قال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا).قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)..

 عادل الزركاني



 

 التجارب   

التجارب كثيرة كلنا منا له تجربة اغلبها متشابهة، لكن الفائدة مختلفة حيث نقع في نفس ما وقع فيه غيرنا ولأكثر من مرة، نعم هناك صعوبة في كشف من حولنا في نواياهم وفي مخططاتهم وفي صدق اقوالهم، التي كانت مذهلة كلها احاسيس ومشاعر لا يمكن ان تكون مزيفة عالم غريب وزمن عجيب، لكن لا تحزن كثيرا الايام كفيلة بكشف كل الأقنعة وما تحتها، أنا شخصيا لا أندم كثيرا على هذه التجربة، لكن أحزن عليه لان فشل في الاختبار، وهو أولى مني بالحزن على ذلك السقوط!



 

 

الانسانية والحيوانية ..

كثيراً ما نتابع ونقرأ حكايات جَميلة تربوية تغرس في نفوسنا خلقاً راقياً ونبيلاً , وخاصة عندما نتعامل مع القصة بدون تأمَّل ولا تفكير وما هي الغاية والهدف منها , وادَعي ان في هذه القصة البسيطة التي سَأكتبها تميَّز نوعاً وكمّاً، وتشكّل نقطة مُهمة في التعامل مع ما يٌصدر لنا من قصص وروايات ومقالات وأفلام ومسلسلات ونتعامل معها على أنها حقيقة وواقع , وننَشرهُا ونتفاعل معها لمَجرد حَبكة روائية أو صياغة أدبية وتساق لنا بأسلوب درامي عالي , وان كان الاطلاع والقراءة بحد ذاتها شيء ممتع ومفيد , لكن الأهم منهُما ما مدى تأثير هذه القصص والافعال على الفرد والمجتمع , وهنا أرغب بإضافة بعض الأفكار من خلال هذه القصة أو غيرها من الكلمات والمقالات لبعض الاخوة الذين أراهم تائهين ومُشَتَّتين وينصبَّ جِلُّ تركيزهم على تلك القصص والأفكار المستوردة وباتوا يرفضون كل شيء بل تَحَوُّلوا إلى خَصم يبحث عن الثغرات ليحقق انتصار , الامر يحتاج الى تأمَّل ولا أعتقد يستمر التمثيل طويلاً ودَع أفعالهم تكشف حَقيقتهم يا صديقي.    

     جون ذلك الرَجل الطيب تعرفت عليه بالصَدفة في أحدى الدول المتقدمة في موقف غريب في يوم شَديد الحرارة والشَمس ترسل أشعتها الملتهبة على الأرض.. أنظر لهُ من بعيد وهوَ يحمل شيء بيَن ذراعيه كالأم الرؤوم التي تشرّبت الأمومة فيها ، لإنقاذ صَغارها وإطعامهم وتتفانى لأجلهم حباً وحناناَ.

      كان رجلٌ عظيمٌ وصاحب القلب الكبير دققت النظر جيداً بذاك الوليد واذا هو كَلْبٌ من كَلْاب الشوارع كان يحملهُ ومهتماً به كثيراً , وأشترى لهُ بعض شطائر اللحم من مكان قريب، وضعهُ على الرصيف وجلسَ الى جانبه لأجل أن يأكل , لكن فوجئ بأن الكلب لم يأكل شيء !! تركهُ وأبتعدَ عنهُ قليلاً , واذا بالكَلْب يَحمل الطعام بين فكيّه وذهب , وجون يمشي خلفه وأنا خلفهما, وصَل الكَلْب الى مكان أشبه بالكهف , ودخل واذا به عائلته الصَغيرة المتكونة من جِرَاءٌ ومعهم كَلْبٌ عجوز, وضعَ الكَلْب الطعام بكل احترام أمام ذلك الكَلْب العجوز , أكل منهُ شيء قليل وحَمل الباقي للجِرَاء وتقاسمَ الطعام معهم , وفهمتُ كما فهمَ جون الطيب حالة هذا الكَلْب الوفي وإيثاره على نفسه , حيث قدم والدهُ وصغارهُ على نفسه رغمَ انهُ كادَ ان يموت من الجوع , كم كان حنانه كبيراً مَع صغاره وكم كان باراً بوالده ! صورة في قمة الأبداع والحيوانية العالية!! , قَرَّرَ جون حَمل هذا الكَلْب وعائلته الى منزله , وأنا خلفه , حيث أخذني الفضول القاتل لمعرفة قصة جون وماذا يفعل بهذه الكَلاْب , وكانت هناك المُفَاجِئَةٌ واذا بجون مشرفٌ على إطعام أكثر من خمسين كَلْبٌ وقطَة ويعيش معهم ، ويهتم يومياً بتغذيتها في مواعيد مقدسة، مهما كان لديه من التزامات، وفي المقابل كانت هذه الحيوانات تَرَدّ الابوة المتبادلة.

   والحقيقة أنا لم أقف موقف المتفرج والذي يكتفي بالتنظير بلا عَمل وينتقد ولا يقدم شيء إلا الكلام , قررتُ الوقوف الى جانب جون هذا الرجل العظيم وأساعدهٌ في هذا العمل النبيل , وأنضم إلى ملجأ حماية الحيوان، الذي يؤوي الكَلْاب والقطط ويُعالجها.

    قلت لجون أنت عظيم وعملك كبير هل تقبلني مُتطوِّع معك في هذا المشروع الكبير, وأكيد هذه الرَأْفَة والعاطُّفة والتربية والقيم الأخلاقية والسلوكيات الحميدة والمبادئ السامية والرفق بالحيوان زُرْعها فيك الوالدين المحترمين.

 ولهذا قبل الشروع بالعمل معك لي طلب واحد فقط , وهو ان أَقْبَلٌ جبين هذا الوالد المحترم وأشكر تلك الأم العظيمة , وافق جون مشكوراً وكتب لي أسماء والديه وعنوان سكنهما , واذا هم في دار المسنين !! وقمتُ فعلاً بزيارة تلك دار وقدمت لساكنيها الدعم المعنوي والمادي حيث هؤلاء الاباء لم يزرهم أحد من ذويهم منذ سنين , وسأحاول ان اكون لهم الولد البار وتركت جون الذي لم يعد عظيماً لكَلْابه وقطَطَهُ !!..

عادل الزركاني


الخميس، 7 يوليو 2022

✌✌

قال فلان تحدث عنك بما لا تحب، وتعاملهُ بالحسنى وكأنك لا تعلم ؟ 

قلت : كل منا يعمل بأصله.. وليس مهم كثيراً أن أعجبك أو تعجبني، وليس ضرورياً ان تأخذني بالأحضان نفاقاً وأنت تتحدث خلاف ما تخفي، دعونا نتفق إنا نريد ان نفهم ما نريد وكل منا يقدم مصلحته ، لكن ليس على حساب الاخرين لأن هذه الانانية بعينها، أنا اعلم كلامي قد لا يعجب الكثير وهذا الكثير ليس من الضروري أن يُصدَع رأسه بالاستماع أو حتى الاطلاع، أهتم بنفسك بكمالها بجمالها وأن ترحل من هذه الدنيا نَقِيَ الجَيَّب.. 

عادل الزركاني

الاثنين، 4 يوليو 2022

 هناك أشياء تهلك النفس وتزعج الروح لا تحاول الاقتراب منها، وكل ما اقتربت كانت النتيجة أكثر ضرراً، قد نجد فيهم تغيّر خارجي او دعوى التمدن والحضارة وتطورها، لكن الواقع خلاف ذلك تماماً، الثقافة والمدنية ليست بالملابس والالفاظ او الابتذال , الثقافة سلوك نابع من ذات الانسان تتميز بالإنسانية التي تلزم ذاتها على العقلانية الثقافية والالتزام الأخلاقي التام، فمن خلالها يستطيع الفرد أن يُمَارِسُ كافة اختياراته بذاته، بمعنى يصنع ثقافته بذاته ويحافظ عليها، بخلاف الرمادي شخصية مزاجية، تأخذ ولا تعطي ومضطربة دائما, تحركها التفاهات على انها ثقافات.

الاتجاه المعاكس للأبيض واضح لا يعاني من التذبذب والازدواجية, وسهل التعامل معه للإدراك المسبق بفكره وتوجهاته وسلوكياته , إلا الفئة الوسطى يُمَارِسُ فيها النفاق بكل ألوانه , وبوجوه متعددة ويصعب التعرف عليها ويبقى التعامل معه محفوفا بالصعوبات والتحديات .
عادل الزركاني


الأحد، 3 يوليو 2022

 

 الفهم الخاطئ للحرية الشخصية..

 الفهم الخاطئ للحرية الشخصية..

  نحترم الحريات الشخصية وليس لنا على الآخرين سلطة إلا الكلمة قبلَ بها كان وان لم يَقبل هو حُرّ في ذلك، ولكن عليه هو الاخر ان يحترم حرية الفرد والمجتمع، والحرية ليست مطلقة، لان بعض الحريات تستمد من العقد الاجتماعية والأخلاقية وتتخذ من الحرية كغاية لها، وهذه ليست حرية ابداً بل على خلاف الحرية، يقول الفيلسوف توماس هوبز: إنّ الإنسان أناني بطبعه ومصلحته...

 ومن هذا وذاك لا يمكن للإنسان ان يكون حُرّ بكل شيء لابد من قانون يحدد كل الأشياء وبضوابط َومعاييرَ معيّنةٍ لا يجوز تجاوزها أو المساس بها، فهي تتقيّدُ بخطوط عريضةٍ لا يجب لها أن تُمَس كخطوط الدين، والأخلاق، والقوانين الإنسانية، وأيضاً حقوق وحريّات الآخرين، والواضح العلمانيون يُبغضون كلَّ الأديان، لكن بُغْضهم للإسلام أقوى؛ والسبب لان اخلاقه قديمة ولا تناسب الحريات والرغبات النفسية المتدنية , يتجاوز على الدين بحجة الحرية, واذا اعترض المتدين على فعل غير محترم خادش للحياء وخلاف النواميس الكونية , الجواب : هذه حرية شخصية ! ونحن في القرن الثاني والعشرين وأنتم تتحدثون عن القيم والمبادئ، بمعنى بعد كم قرن يتحول المجتمع الى لا أدري وبماذا يعبر عنهُ يجدون له عنوان وقانون، كما وضعَ قانون في الدول المتقدة لأشياء حتى الحيوانات لم تفعل مثلها ولعلهم يخجلون منها.

وخطابات المكررة ان الحرية مطلقة من سمات الحضارة والتنوير، والعفة او الاخلاق والقيم والدين وخاصة الإسلام، أشياءٌ قديمةٌ وبالضَد من الحرية والتنوير، ولديهم مراكز تعمل على نشر الدعاية وتشويه الدين وتسيفيه الاخلاق، وهذا يقال له حرية تعبير، ومن جانب اخر تعمل على حظر أي مظهر للدين...

عادل الزركاني


الجمعة، 1 يوليو 2022

 عندما تُقلب الحقائق..

 عندما تُقلب الحقائق..

   قَلب الحقائق والوقائع ليست عمليّة جديدة ولكن المشكلة في عقول كانت تعيش ذلك الواقع وتَصَدَّقُ ما كتبَ من تَزْيِيف، كنا أطفال نقرأ في الكتب المدرسية الخليفة العادل وذاك خال المؤمنين ونعتقد سعد جدنا ورايته منا اهل العراق لا نعلم من سعدٌ هذا ابن العاص او بن سعد او ابن الوقاص , وصدام حامي البوابة الشرقية ويقتل ويذبح فينا في كل مناسبة , دولة بوليسية الجميع تحت ظلمها حتى الذي كان معهم وفي الانتفاضة الشعبانية ليس أكثر مما قتلَ قبلها وبعدها، لكن كان أَمَامَ نَظَرِ الجَمِيعِ ومقابر جماعية واحواض التيزاب أشياء لا يمكن ان تخفى او تنكر، لكن تلك العقول تحذف او تصاب بالزهايمر، وكان مثلهم في التاريخ، وتبعهم الكثير بل جعلوهم أئمة في الدين والدنيا، قال الإمام علي (عليه السلام): يا أنس، ما يمنعك أن تقوم فتشهد، ولقد حضرتها؟!

فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت ونسيت.

ومثال قريب عندما ينسب المجد لغيره في ثورة العشرين قال المهوال لمن قلب الحقيقة:

لون شعلان يدري إنباگت الثورة.. چا فج التراب وطلع من گبره

مهيه بالسوير المسألة الكبرى ... الشاهد عدنه الشاهد... احنه ايتام من العشرين

ونحن ايتام ذلك الظلم ونعلم الاوجاع والحرمان والجوع , لكن كان ومازال بيننا نوع ليس له شخصية فكرية ولا عَقِدَية ثابتةٌ متغيرةٌ ولا موقف الا حسب النفع والمصلحة الخاصة نوع لا يستطيع العيش إلا من خلال التشويش على الآخرين وخلق أجواء مضطربة مشحونة بعوامل التشكيك وقلب الموازين، وقد وصف بعض اهل العلم هو مرض قبيح نفسي كما الحسد, ليس مرض عضوي بل النفس الضعيفة المريضة بالدنيا المنحرفة تكون مساعداً لمرض قسوة القلب الذي بدوره يشجع صاحبه على مصارعة حقوق الآخرين والقفز على الحقائق وتغليب المصالح الشخصيّة الضيّقة وعدم الخضوع للحق كونه مخالفاً لهواه , والسبب في ذلك راجع لخراب النفس وفسادها وطغيان الشهوات , وحتى الاحداث الصبيانية وكما يطلق عليها الفوضى الخلاقة ويعتقد أصحاب وأنصار الفوضى بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار؛ سوف يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية.. الفوضى لا تخلق إلا فوضى، وهي عادة ما يكون لها أهداف أخرى تصب في مصلحة من يقوم على إحداثها، وعن طريق هؤلاء والسذج ويصنّفون على اعتبارهم مستأجرين لخدمة أسيادهم من أصحاب الرساميل والطبقات الأستقراطية، فهم عبيد لمن يملأ أفواههم بالدينار والدرهم.

 ورسم هؤلاء تلك الأفعال والاقوال وحتى المناظر الغير محترمة التي تشوه وجه التاريخ وجعلوها منتهى الحكمة، ومن اجل الامة، كَشفُ عَورةَ ابن العاص من اجل الثورة، وأد الحقيقة في عقول الناس وتغيرها وطمس حتى الألفاظ التي تفسر المعاني وتُعَبِّرُ عن الأحداث، واستبدلت بقاموس مفردات جديدة فأصبح الحق باطلا، والباطل حقاً، والإيمان كفرا والكفر إيمانا، والنصر هزيمة والهزيمة نصراً، والضرب إكراماً والإكرام ضرباً، وحتى الصياح والضجيج، يراه أولئك القوم لغة لين القول واللطف في التفاهم , مارس هؤلاء قلب الحقائق والتزيين والتلاعب بالألفاظ، من أجل نصرة افعالهم، وتكثير أنصارهم وأتباعهم.

اذا ازعجك الحاضر لا تمجد الماضي لان كلاهما من مستنقع واحد، الكلب البري لا يقل نجاسة عن كلب الحراسة او الكلب البوليسي.

عادل الزركاني

 

 


الأربعاء، 29 يونيو 2022

 

رجاءً أقرأ..     

ذا استطعت أن تقنع الذباب بأن الزهور أفضل من القمامة حينها تستطيع أن تقنع المتحجر والوهابي ان عليا (ع) أفضل من معاوية والحسين (ع) أفضل من يزيد ...

     في العالم الافتراضي بين الحين والآخر يخرج علينا نكرة ويضع لنفسه عنوانٌ (باحث في المذهب الشيعي ولديه دراسة في دين الروافض)!!، والمشكلة لم نجد ذات الاختصاص على باقي المذاهب! ولا حتى الأديان.

 منذ بداية ظهور هؤلاء كان لي نقاشات كثيرة مع بعضهم في الواقع وبعدها في العالم الافتراضي مع اتباع عرعور في اول ظهوره على قناة الصفا , وبلوشي والدمشقية وبعدهم الكثير الى أن وصلت الى نتيجة لا وجود لغيرها وهي ذاتها عند الكثير من اهل العلم ومن المتابعين ان كل هذا ما هو إلا جدلٌ فارغ وخارج عن الذوق والآداب العامة والإسلامية في اغلبها , أنت اخي بصراحة تجادل شخص لا يستوعب ولا يفهم، أسير لموروث لا يميز بين الناقة والجمل ، والحقيقة من خلال هذا الجدل مع هذه الفصيلة من المخلوقات تضيّع وقتك ووقت من يتابع ولن ولم تخرج معه بنتيجة إلا تشويه الدين والتجاوز على اهل الفضل ولم يكتفي بل حتى على اهل البيت بحجة انها ينقل من كتاب , اتحدث معه عن اخلاق يجاوز على اهل البيت(ع)  

  حوار ليس فيه من العلم شيء ولا من الأخلاق ولا حتى الإنسانية بل كل منهم يستأذب تفاخراً أو يستحمر تفيقهاً؛ بدافعهُ الطائفي والقومي انتَ مجوسي وذاك صفوي وكأنهم نزلوا من السماء او شعب الله المختار , وهم لا يحسنوا الا هذه التفاهات والمهاترات , وكل واحد منهم بيده قناة وما اسهلها في العالم الافتراضي والدعم موجود من المتحجرين طبعا وصاحبها ويتبعه من نوعه الكثير، متشدقا بفارغ الكلمات الرنانة، ومتكلفا بالمقدمات الفضفاضة، يعيب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم، لا همَ لهُ إلا الإصرار على الباطل، والانتقال من تأييد الرأي إلى التنديد، وإلى التهكّم والسخرية بلسان سليط، يخلله بالثرثرة، كما تتخلل البقرة بلسانها الطويل، مرددا بالأدلة الكاذبة والتي صنعها بيده وبالحجج المفبركة ويتحدى فيه الرأي والفكر بالمراء والمماحكة والتضليل وليّ الحقائق، بما يشغل عن وضوح الصواب، فيغرس مشاعر الكراهية والغل والحقد ومن بعيد ويتفجر غيضا بما في داخله من رواسب وهابية اموية تيمية , غايتها إذكاء الخلافات العقيمة، وإنتاج الحماقات السخيفة كما كانت في ذلك الزمان التي كان فيه ابن العاص وخباثته ومعاوية اللَّئِيمُ وما تركه للامة ...

عادل الزركاني

 


الثلاثاء، 28 يونيو 2022

حوار النَبْلاءُ..

جاء أحد طلبة العلم لأستاذه وقال: ماذا تفعل مع من ظَلِمَكَ؟

قال له: إذا جاء لي واعتذر أقبل اعتذاره، ولا أترك شيء في قلبي عنهُ.

قال الطالب: كان أحدهم ظالَمٌ لي وبقسوة دون سبب، وبعد سنة توفاه الله تعالى ولم يعتذر مني , وأنا لَمْ إبراءهُ الذمة، سألت عن مكان قبره، ووصلت له وجلستُ عنده وقلت : قبلت اعتذارك!

 أنا اعتقد كان معاند في الدنيا وفي العالم الآخر خلاف ذلك ولو عاد لأعَتَذَرَ مني.. 

قد لا نصل الى هذا التَنَبُّلُ أو هذا المستوى من الرقي، لكن لنحاول ان نحمل بعضنا على أفضل مَحمِل ولا نخوض في ما لا يعنينا , ونهتم بالداخل كما نهتم بالخارج , لأن قد لا نجد من يقبل اعتذارنا في وقت نحن بأمس الحاجة له..