الثلاثاء، 3 يونيو 2025

 تأمل في طبيعة الإنسان وتقلبات الحياة ولا ينبغي للمرء أن يكون أسيرًا للمشاعر السلبية تجاه الآخرين، سواء كان ذلك نابعًا من الحسد أو الغيرة أو حتى إسقاطات شخصية , وعلينا ان نعلم أن الحياة ديناميكية، ولا أحد يبقى كما هو؛ الطفل ينضج، والجاهل يتعلم، والمذنب يتوب، المريض يشفى او يرحل الى جوار ربه والزمن يحمل في طياته فرص التحول والتغيير , الذوق والأخلاق هما المعيار الحقيقي لشخصية الإنسان، وما يخرج من اللسان هو انعكاس لجوهره الداخلي، فالكلمة قد تكون جسرًا إلى القلوب أو سيفًا يقطع الروابط وهي التي تبقى بعدنا ونخلد بها اذا كانت طيبة يترحم لنا واذا كانت سيئة نلعن .

   


 

قراءة في نشأة السلاطين والطغاة في الإسلام

منذ بداية التاريخ السياسي الإسلامي، اتسم الحكم بطابع متدرج؛ بدأ بالزهد والعدل كمرحلة أولى فرضتها طبيعة المجتمع حينها، لكنه سرعان ما تحول إلى استحواذ كامل على السلطة، خصوصًا بعد مؤامرة السقيفة. كان أغلب المشاركين على دراية بصاحب الحق الشرعي، إذ شهدوا وصية النبي (ص) في غدير خم لعلي (ع) بالإمامة باعتباره الخليفة الشرعي بعده. ومع ذلك، انقسمت الأمة إلى فريقين؛ فريق أوفى بوصية النبي (ص) وبقي متمسكًا بخلافة الإمام علي (ع)، وفريق آخر انقلب على عقبيه، مكونًا زمرة من المنافقين الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لتنصيب أبي بكر بن أبي قحافة.

في تلك اللحظة، كان أمير المؤمنين (ع) منشغلًا بتجهيز النبي (ص) ومواراته الثرى، بينما كانت المؤامرة تُحاك عبر روايات مصطنعة صاغها الوعاظ لتبرير هذا التغيير المفاجئ في مسار الحكم. تشكّل تحالف بين الأنصار والصحابة بقيادة عمر وأبي بكر وأبي عبيدة، فيما تدخلت قبيلة بني أسلم لتعزيز هذا التحالف من خلال انتشارها المسلح في طرق المدينة لمساندتهم، مما دفع عمر بن الخطاب إلى التصريح قائلًا: "ما هو إلا أن رأيت أسلم، فأيقنت بالنصر."

رغم أن الحكم بدأ بوتيرة هادئة، فإنه تكيف سريعًا مع المستجدات، حيث أُرسيت قواعد تصفية المعارضين والرافضين. ومن أبرز الحوادث الدالة على ذلك، مقتل مالك بن نويرة،حيث قام خالد بن الوليد بالزنا بزوجته بعد قتله، في واحدة من أولى الجرائم السياسية التي شهدها الحكم الجديد. لاحقًا، أتاح عثمان بن عفان الفرصة لبني أمية للهيمنة على موارد الدولة، ما أعاد الاعتبار للأسرة التي كانت الأشد عداءً للنبي (ص) والإسلام.

عندما اجتمع الناس حول الإمام علي (ع) وانتخبوه خليفةً، قبِل بذلك رغم أنه ترك السلطة طوعًا، مؤكدًا أن الخلافة أو السلطة لا تعني له شيئًا، كما قال:"الخلافة التي تُقدم لي لا تساوي قيمة شسع النعل، إلا إذا كان بإمكاني أن أؤدي حقًا أو أدفع باطلًا."

استُشهد الإمام علي (ع) بعد أن بذل كل ما في وسعه لإعادة الإسلام إلى ما كان عليه في عهد النبي (ص)، لكن الخط الأموي الذي ظل يتربص بالإسلام استطاع انتزاع الحكم بالقوة، مستفيدًا من التخطيط المسبق للخلفاء، الذين صاغوا قواعد الحكم الوراثي، محولين الدولة الإسلامية إلى ملكية شبيهة بأنظمة القياصرة والملوك , ولم يُسمح لعائلة النبي (ص) بالمشاركة في الحكم، بل ظلت تحت مراقبة مشددة وتهديد دائم، حيث كانت الاغتيالات ممنهجة ضد أي تحرك سياسي أو اجتماعي ينبع من أهل البيت (ع) أو من المؤيدين لهم. كان الهدف واضحًا: إقصاءهم تمامًا عن السلطة وضمان عدم تهديد الحكم القائم , واستمر حكم بني أمية تحت شعار الفتوحات الإسلامية، لكنها لم تكن سوى غزوات نهب وسلب استهدفت المناطق الغنية بالأموال والجواري والغلمان، بينما تجاهلت تمامًا المناطق التي لا تحمل مكاسب مادية، مثل إفريقيا، باستثناء تلك التي تحتوي على الذهب والعبيد , وسار العباسيون والعثمانيون على ذات النهج، حيث تقاتل الإخوة على الحكم، بل إن الأب كان ينازع أبنائه على العرش. واستمرت سياسات القتل والطغيان، إلى جانب مظاهر التبذير والترف في القصور، تحت مظلة "الإسلام" , وصولًا إلى يومنا هذا، لا يزال الطغاة يتفاخرون بالطغيان، فيما يستمر العبيد في تقديس هؤلاء الطغاة، متماهين مع فلسفة الإنسان العبد الذي يعشق سيده وسياط قهره، بل ويحتفي بإهانته باعتبارها شكلاً من أشكال الولاء.



الأحد، 1 يونيو 2025


  أعلم أن الكلمات لا تكفي، لكنها قد تكون رفيقًا في لحظة التأمل والتعبير عن الألم , خبر موت اخي حقيقة لم أستوعب الصدمة فورًا، وكأن الحياة توقفت عند هذه اللحظة وتجسد لحظة الفاجعة بأقصى درجات الصدمة والذهول. الحزن في مثل هذه اللحظات يصبح أكبر من الكلمات، كأنه يتمدد في الفراغ بين التصديق والإنكار، بين الصمت والصراخ الداخلي , وتذكرت ما قاله المهلهل بن ربيعة، حين نُعي أليه موت أخيه عبّر عن حزنه العميق بعبارة "هل مات كله؟ كليبٌ كله يموت! وكأنه فقد أكثر من أخٍ، بل فقد جزءًا من وجوده , كانت هذه الجملة اختزالًا لحجم الكارثة التي حلّت به، لحظة تشبه الصمت الذي يلي الفاجعة، حيث لا يجد الإنسان كلمات تعبر عن حزنه، سوى تلك التي تحمل دهشة ورفضًا في آن واحد.

وكأنه يسأل عن إمكانية أن يكون الموت بهذا الشمول والنهائية. ففي لحظات الفقد، لا يموت الشخص وحده، بل يمتد أثر غيابه إلى كل شيء كان يرتبط به، إلى كل الذكريات، إلى كل الأحاديث التي لم تُكتمل.


الجمعة، 30 مايو 2025

 

مراحل الحزن ..

   الحزن يمر بمراحل متعدّدة، تتفاوت في شدّتها وفقًا لمكانة الفقيد في القلب، حيث يحمل كل طور ألمه الخاص. في لحظة المصيبة، تتقارب المشاعر من بعضها، وكأن الحزن يذيب الفوارق بين الأحاسيس، فيكون الأقرب هو الأكثر تأثرًا بالفاجعة، غارقًا في دوامةٍ من الذهول لا يدرك فيها كيف يتصرف، بينما يحزن آخرون للفقد، وهناك من يشاركون الألم مجاملةً لأهل المصاب وفق الأعراف الاجتماعية. ومع انتهاء التعازي، يعود كثيرون إلى حياتهم كما لو أن شيئًا لم يكن، فهكذا تستمر الحياة، إلا أن العائلة الكبيرة تبقى في حدادها، والعائلة الخاصة تعيش ذات الوحشة، حيث يظل مكان الفقيد فارغًا، لا يملؤه شيء , ومع المرحلة الثالثة، تنقضي مراسم الحداد وتبدأ دعوات الفرح والابتهاج مجددًا، وكأن الزمن لا يأبه لمن مضى، كما حدث مع كل الذين رحلوا من قبل. لكن العائلة وحدها تبقى مشدودة إلى حزنها، تعيش وجعه الذي، وإن اعتادته، يزداد ألمًا مع مرور الأيام، حتى يصبح أكثر حضورًا، كأنما يفضح حقيقة الفقد، ويدل على أن الراحل لم يكن مجرد شخص، بل كان قطعة من السعادة نفسها، رحيله انتزعها من الحياة فبقيت ناقصة , ومع اتساع المسافة الزمنية بيننا وبين الأحبة الذين غادروا، يتفاقم الشعور بالغربة—غربة المكان والزمان وكأن المرء أصبح غريبًا في عالمه، ينتظر قطار الرحيل ليصعد ويلتحق بهم، لأن المكان لم يعد مكانه، والزمن لم يعد زمانه.

الفقد لا يمضي، بل يعيد تشكيل علاقتنا بالزمن والمكان، يحوّل الذكريات إلى وطن مؤقت، ويجعل الغائبين أكثر حضورًا في كل لحظة، كأنهم لم يرحلوا تمامًا، بل أخذوا معهم جزءًا منّا لا يعود..







 


 


 


 

هناك إشكالية جوهرية في فهم العلاقة بين الأخلاق والتكليف الشرعي، حيث يُحاول البعض تبرير الخروج عن القيم الدينية من خلال تفكيك المفاهيم وإعادة تأويلها وفق الأهواء الشخصية. إن التمييز بين العفة والفضيلة وبين الخلاعة والرذيلة لا ينبغي أن يُبنى على رؤى فردية أو جزئية، بل على أساس التشريع الإلهي، الذي يضع ضوابط أخلاقية لا تخضع للمزاجية ولا لتغيرات البيئة الاجتماعية، ولا للمغالطة والتبرير.
حين يُقال: ليس كل محجبة ملتزمة، وليس كل سافرة غير ملتزمة"، فهذا ليس نفيًا للحكم الشرعي، بل محاولة للخلط بين الأحكام العامة والحالات الفردية. فالفرد لا يُمثّل الكل، لكن في إطار الكليات هناك معيار شرعي واضح يحدد القبح والحسن بناءً على أحكام الله تعالى، وليس على التقييمات البشرية المتغيرة.
والشرع ومعيار الأخلاق :إن ما حسّنه الشارع فهو حسن، وما قبّحه فهو قبيح، وهذه قاعدة لا تتغير بتبدل العصور أو الظروف. فالسفور ليس مجرد سلوك فردي، بل هو موقف من أمر الله، وبذلك يُعد قبيحًا بالميزان الشرعي، لأنه إعراض عن الالتزام بما أمر الله تعالى به. أما الادعاء بأن الأمر شخصي أو أن الأخلاق نسبية، فهو تبرير للفساد، يهدف إلى تحييد القيم الشرعية واستبدالها بمفاهيم تتدرج في القبول حتى تصبح قاعدة اجتماعية مبررة , ليس لكل قضية ظاهر وباطن وفق الحكم الشرعي، فقد قال الرسول (ص):إنما نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر", قد تكون ليس كل سافرة ذات نفس فاسدة بالضرورة، لكنها اختارت أن تخالف أمر الله علنًا. هذا قمة الفساد , وعلى الجانب الآخر، هناك من يدعي التزامًا ظاهريًا لكنه يتجاوز الأخلاق في السر، وكلاهما يمثل ابتعادًا عن التقوى. الفرق لا يكمن فقط في المظهر، بل في الالتزام الحقيقي بحدود الله، التي تنعكس في التصرفات الظاهرة والباطنة.


 

الخميس، 22 مايو 2025

أنا أفهم عقيدتي وفلسفة كل جزئية فيها بطريقة تختلف عن فهم الآخر، الذي يعارضني ويتهمني بالكفر والجهل والابتعاد عن الحق. هذا الانطباع والفهم ينبع من تفسيره لعقيدته هو، وليس لعقيدتي، لأنه مهما سمع أو اطّلع على عقيدتي، فإنه لا يشعر بها ولا يفهم فلسفتها وحقيقتها التي أؤمن بها، لأن الشخص المخالف، مهما كان، يتحدث وفق فهمه الخاص.

جوهر التباعد في الفهم بيني وبين الأفراد الذين ينتمون إلى عقائد مختلفة يكمن في رغبتهم في تأطير عقيدتي ضمن فهمهم الخاص، وليس كما هي في حقيقتها. فالعقيدة ليست مجرد أفكار تُسمع أو تُقرأ، بل هي تجربة وجدانية، منظور داخلي، ورحلة روحية تتجاوز حدود الإدراك السطحي. لذلك، فإن من ينظر إليها من الخارج قد يجدها غريبة أو حتى غير منطقية وفق منظومته الفكرية، لأنه يراها من خلال عدسة أيديولوجيته الخاصة، وليس من جوهرها الحقيقي كما يعيشه المؤمن بها.

هذا التصادم في الفهم ليس جديدًا، بل هو جزء من طبيعة التعددية الفكرية التي عرفها الإنسان عبر العصور. المشكلة ليست فقط في الاختلاف، ولكن في غياب الاستعداد لفهم الآخر. لو كان هناك رغبة صادقة في إدراك فلسفة العقيدة من خلال منظور المؤمن بها، وليس عبر التأويلات الخارجية، لقلَّت الاتهامات المبنية على سوء الفهم. فالفهم الحقيقي يبدأ عندما يتخلى كل طرف عن تصورات جاهزة حول الآخر، ويستمع بروح منفتحة بعيدًا عن التصورات النمطية والأحكام المسبقة.



 

الإنسان كيان متحوِّل، يسير في دروب الصعود نحو الكمال أو قد يتراجع إلى الدرجات السفلى وفق اختياراته وسلوكه, العقل وحده، ليس كمالًا بحد ذاته، فهو أداة تحتاج إلى نور يوجهها، الدين هو النور والمعيار الذي يحدد المسار الصحيح ويمنح العقل إمكانية تجاوز المحدود ليبلغ أفقًا أسمى , الثنائية بين الصعود والسقوط تعبّر عن جوهر الإرادة الإنسانية، حيث يملك الإنسان القدرة على أن يكون أفضل الخلق إن استنار بالحق، لكنه قد ينحدر إن ابتعد عن هذا النور. ومن هنا، تبقى الرحلة بين الارتقاء والانحدار قائمة، تخضع لما يُختار وما يُعاش من تجارب..

المؤلم أن نرى الانحدار يتفوق على الصعود، أن تضعف الروح وتضيق الرؤية بينما كان من الممكن أن تتسع وترتقي , ربما يعود ذلك إلى سهولة الانجراف خلف الرغبات والقيود التي يفرضها الواقع المادي، أو إلى قلة الوعي وانطفاء ذلك النور الذي يُرشد الإنسان إلى الكمال. لكن يبقى الأمل في أن العودة ممكنة، وأن النور لا ينطفئ تمامًا، بل ينتظر من يبحث عنه ليجده ويعيد إشعاله.


 أجمل السعي هو البناء الذاتي وفق القيم الإلهية! إن صناعة الذات ليست مجرد رحلة شخصية، بل هي انعكاس لحكمة الله في منح الإنسان القدرة على التغيير والتطور. السير في هذا الطريق يحتاج إلى صبر وتدبر، وإلى استلهام معاني الإخلاص والعمل الصالح


الجمعة، 13 سبتمبر 2024

 لأفكار الضالة والعقائد الباطنية ..

(المفوضة)الحلقة الأولى

أهل البدع في كل زمان ومكان وفي كل الأديان، ونصيحة من ليس لديه علم او حصانة الابتعاد عن هذه الأفكار الضالة ، وعلبه أن ينظر الى من يجالس والى من يستمع، وأمثال هؤلاء عندما يدخلون في مغالطات وشبهات وادعاءات باطلة, يهربون إلى الأمام دعوة المظلومية وأنهم النوع الاول والمدافع المضحي ، يضحون بكل شيء في سبيل المعتقد الباطل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا, بينما نجد رئيس الفرقة جاهل وعالم ببطلان مسلكه وضلاله ومن بعيد يرمي الكلمات ويصدق به اتباعه المنقادين السذج الذين لا يميزون بين الناقة والجمل ، هذا وذاك لهم ارتباطات بجهات خارجية , وكل هذه الفرق بل كل اهل الضلال نراهم بالفعل يعتقدون أنهم على صواب أما بجهل مركب أو الجهل البرزخي، وهذا الامر يتم عبر أدوات ومؤسسات كبيرة لها خبرة في هذا العمل مثل التنويم الايحائي وهو أعم دائرة من التنويم المغناطيسي وحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية فأن نسبة الذين لهم قابلية الوقوع ضحية التنويم الايحائي تصل الى 90% من سكان العالم! ويدخل تحت هذا الرقم حتى علماء الذرة والفيزياء والطب والدين او غيرهم فضلا عن عامة الناس، والعالم في مجالات الحياة يمكن ان يقع تحت هذا ال


تنويم الايحائي لأنه ليس بمتخصص في العقائد فيسهل التأثير عليه وَخِداعهُ فيها , فأنه من هذه الجهة كعامة الناس إذ لا يعرف المعادلات والأدلة والبراهين ولا يميزها عن المغالطات والخطابة ونظائرها , وهناك في المقال لا نريد الخوض في الجدليات وتأويل الروايات دون فهم وكل منا كل يدير النار صوب قرصه، وتوظيف الرواية لما يريد وما ينسجم مع فكره , نضع هذه الرواية المعتبرة الواضحة سندا ومتنا ومن كتاب الغيبة ، والإمام (ع) في مقام البيان للناس وقوله الفصل على كل مدعي ومدلس ومغير الحقيقة وجواب لمن سأله من اتباع تلك الفرقة الضالة (المفوضة) والتي تأسيس في القرن الهجري الأول ويعتقد أتباع هذه الفرقة (ان الله خلق محمداً وفوض اليه خلق الدنيا فهو الخلاق لما فيها، وقيل فوض ذلك الى الإمام علي والائمة (ع) من بعده)(1) تصدى الإمام الحسن العسكري(ع) لفكر هؤلاء وغلوهم فأجاب بعض شيعته عن ذلك وحدد مكانه أهل البيت (ع) في وضعها الصحيح فقال:﴿ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ , لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ وان قوماً من المفوضة قد وجهوا كامل بن ابراهيم المدني الى الإمام ابي محمد(ع) قال كامل : قلت في نفسي أساله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي؟ وكنت جلست الى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشفت طرفه فاذا انا بفتى كانه فلقة قمر من ابناء اربع سنين او مثلها فقال لي : يا كامل بن ابراهيم ؟

فاقشعررت من ذلك والهمت ان قلت لبيك يا سيدي.

فقال : جئت الى ولي الله تساله" لا يدخل الجنة الا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟" قلت اي والله .

قال: اذن والله يقل داخلها والله انه ليدخلها قوم يقال لهم الحقيقة.

قلت : ومن هم ، قال : قوم من حبهم لعلي بن ابي طالب(ع) يحلفون بحقه وما يدرون ما حقه وفضله , ثم قال : جئت تسال عن مقالة المفوضة؟ , كذبوا، بل قلوبنا اوعية لمشيئة الله فاذا شاء الله شئنا، والله يقول﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾ ، فقال لي ابو محمد (ع) : مما جلوسك وقد أنباك بحاجتك الحجة من بعدي , فقمت وخرجت ولم اعاينه بعد ذلك . (2)

والرد وكما هو معروفة الرواية صحيح وغيرها كثير هذه الرواية فيها تقية , وهذا الرواية لا تقبل فيها التقية كما هو العذر عندهم في تعارض الروايات ، أولا الطفل الصغر المتكلم هو الإمام الحجة المنتظر (ع) وبوجود الإمام العسكري(ع) والحجة المنتظر هو اصلا ظهور وكلامه في تقية تامة إلا خواص الخواص ، لو كان يريد التقية لما ذكره وأنه حجة الله بعده , أصلا لا وجود للتقية ، سيقول الموازين العلمية أو عدم الجرأة في الطرح وهو السفاهة ليس إلا ومن هذه القصص وهي عبارة السفسطات ..

1_(الطبرسي الغيبة ص64-65) .

2_ الطوسي الغيبة، ص247